أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامي فودة - الإعلام وثقافة العنف اللفظي وتأثيره














المزيد.....

الإعلام وثقافة العنف اللفظي وتأثيره


سامي فودة

الحوار المتمدن-العدد: 2712 - 2009 / 7 / 19 - 04:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


إن ثقافة العنف اللفظي هي ثقافة إعلامية رخيصة ممنهجة, الهدف منها ومن مروجيها بالدرجة الأولى هو الإساءة بحد ذاته للقضاء على سمعة وكرامة من يختلف أو لا يختلف معه أو معهم لمجرد الاختلاف في وجهات النظر أو لمجرد استعرض لسانه السليط الرجس الملوث بالقذرات وتسليط الأضواء عليه فتجد الفضائيات الإعلامية الهابطة الرذيئة في مستواها المهني التربة الخصبة للمتساقطين وطنيا والفاسدين أخلاقيا في ترويج هذه المعلومات المفبركة مقابل حفنة من الأموال ليبيعوا أنفسهم وذممهم وشرفهم ووطنهم لأسيادهم في عواصم البارات وتناول الخمور بطاسات كؤوس جماجم أطفال أبناء شعبهم ..فالإعلام وما يتبعه من ثقافة العنف اللفظي هو أعلى درجات الوساخة والرذيلة في نشر بذور الفتنة والكراهية والحقد والتخوين والتشويه والتحقير والتكفير والتقليل والتبخيس والتفرقة والقدح والتقزيم والانقسام وتمزيق نسيج المجتمع وإرساء مفاهيم الكراهية. والتحريض ضد الآخر بل ويرفضه وينكر وجوده . علما فما أسهل استخدام مصطلحات وقوالب لغوية جاهزة عند المأجورين الضالين الفاسقين الفاسدين ضد الناس الأبرياء والإساءة لهم وتشويه سمعتهم بهتاناً وزوراً سواء كانوا من المنتمين إلى ديانة أخرى أو لفكر آخر.وهذا الأسلوب ليس بغريب عن ممارسيه فكلما تطاولوا الأقزام الأنذال على أسيادهم من الناس الأبرياء الشرفاء كلما كشف اللثام عن وجوههم البشع أكثر للناس المخدوعين بهم الفارغين من أي مضمون نضالي أو وطني أو ديني ؟؟؟! اتجاه القضية الفلسطينية فقد سجلت هذه الأحزاب وهذه الشخصيات الدمية الرخيصة لنفسها ولأمتنا نكسات في مجالات عديدة لا حصر لها والقارئ هو السيد المطلع على ذلك ؟؟فعند الحديث عن سياسية الإعلام الحزبي وثقافة العنف اللفظي في فلسطين أو في العالم العربي ، فإننا نجد وبشكل عام انه هذه الأحزاب والشخصيات كانت تتعامل بروح التسامح فيما يتعلق بين الأقليات الدينية إلا أنها لم تتعامل بأسلوب التسامح والعفو عند المقدرة وخاصة في قضايا الاختلاف السياسي والفكري في فلسطين بين الأحزاب السياسية فقد تمتعت هذه الأحزاب بنظرة أحادية الجانب وبكل وضوح لا لبس فيه كان الإعلام الحزبي أو التنظيمي مكرس في عمله بترويج وجهة نظر الحزب السياسي التي كانت تنطق بوسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة بلسان حالها ..فقد اتسم الخطاب السياسي والإعلامي عند بعض الأحزاب الفلسطينية المتشددة والمعارضة والشخصيات الراديكالية صاحبة المزاج المتقلب بعدم التسامح وكانت النبرة العدائية الحادة جدا هي السائدة والتي لا وصف لها بدرجة الامتياز في تجاوزها كل حدود اللياقة الأدبية و الأخلاق والوطنية والدينية ضد الآخرين وبتوجيه نقد قاصي ولاذع إلى أبناء الثورة الفلسطينية ورموزها بقصد الإساءة لهم. .ولا يشوب هذا الأمر من الإعلام الحزبي أو غيره ما يعيبه ولكن إذا التزم هذا الإعلام الحزبي بمبادئ الشرعية الدولية والخاصة بحقوق الإنسان، فلا يوجد عاقل بمقدوره أن يشكك فيه أحقية كل تنظيم أو حزب من هذه الفصائل الفلسطينية في حق التعبير عن رأيها في أي قضية أو إيديولوجية ولكن لا يحق لها حق التحقير في آراء الآخرين ومعتقداتهم أو تكوينهم الشخصي .ولكن وللأسف الشديد فإن الأمر لا يتعدى ذلك في طرح وجهات النظر الخلافية فيما بينهم من خلال مواقعهم الصفراء ومنابرهم فقد وصل بهم الأمر إلى درجة الإسفاف بأعراض وشرف عائلات وأرواح وممتلكات الناس . فقد بذلت العديد من فصائل العمل الوطني كافة بالوقوف جنبا إلى جنب في توحيد بعض هذه الفصائل المريضة مع الفصائل الأخرى ضمن إطار البيت الفلسطيني وفي خندق واحد وذلك لمقارعة الاحتلال وتشكيل اطر تنسيق تجمع بينها إلا أن هذه الجهود تكللت بالفشل أكثر من مرة ولم يثنِ الإعلام الحزبي المسخ عن الكف والمس بمشاعر الآخرين .وغالبا ما نجد عند هذه الأحزاب السياسية الفلسطينية تذبذباً في مواقفها كمواقف أشباه الرجال في مواقفها أيضاً بهذا المجال. وأحياناً تلجأ هذه الأحزاب السياسية المريضة إعلامياً سوى الصغيرة الانتهازية في مواقفها والرخيصة في سلعتها و الكبيرة أو الأشخاص الساقطة الرخيصة لتسويق نفسها إعلاميا عبر الفضائيات النتنة أو منتديات الانترنت والتي تجد من يبث لها سمومها وحقدها اتجاه الأخر.. باستخدام سياسة ثقافة العنف اللفظي فيما بينها لفض الخلافات، فقد طغى هذه الإعلام إعلام ثقافة العنف اللفظي واستفحل بين الأحزاب ومازالت هذه السياسة متبعة إلى يومنا هذا من قبل ممارسيها رغم مرور سنين عليها . حيث كان العنف اللفظي في مؤشره ما بين الهبوط والصعود تبعاً للعلاقات بين تلك الأحزاب أو تبعا للحالة السياسية التي تفرض في مجتمعنا .من قبل ممارسيها فهذه الثقافة لا تبشر أولاً بالخير لأبناء شعبنا لأنها مجبولة بسموم الأعداء وتعد علامة سوداء في علاقتنا الاجتماعية ولا تمت هذه الثقافة من الإعلام لأخلاقنا وديننا ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا بأي صلة ولم نعتاد على مثل هذه الثقافة إطلاقا من قبل .لهذا نرجوا من الله أن يحفظ أبناء شعبنا منها ومن مروجيها وأن يعم التسامح والمحبة والأخوة بيننا .



#سامي_فودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصيان المدني وثقافة اللاعنف
- الكوفية الفلسطينية
- كل الأطفال في العالم سواسية
- سياسة التسامح وثقافة اللاعنف
- عوامل بقاء صمود فتح
- التضخم الاقتصادي وتأثيره علي انتخابات إيران
- فتح باقية فينا كبقاء الأرض والسماء
- صرخة أعزب
- إني اشتقتُ إليكِ يا سيدتي
- فتح والانتماء الفتحاوي
- قرار فتحاوي!!الاستنساخ الآدمي مرفوض
- المؤتمر الحركي العام لفتح نعمة أم نقمة
- طرق ووسائل إفشال عملية الاغتيال
- كيفية عملية الاغتيال
- بيوت من طين وعقول من عجين حماس بغيبوبة ليوم الدين
- فتح وعظمة أسطورة بقائها
- فتح وخروجها من النفق المظلم
- حماس وانقلابها الجديد على الرياضة بجباليا
- فتح الفكر والتأطير التنظيمي !!!
- اغتيال المقاتل الفلسطيني..هدف مشروع في قاموس العدو!!1


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامي فودة - الإعلام وثقافة العنف اللفظي وتأثيره