أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي فودة - العصيان المدني وثقافة اللاعنف














المزيد.....

العصيان المدني وثقافة اللاعنف


سامي فودة

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 05:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا تطرقنا إلى تنفيذ مسألة العصيان المدني فإنها سوف تقلق البعض وتزعج الآخرين لأن حروف هذه الكلمة لها مدلولات وتحمل في معانيها لغة التمرد على الواقع السئ السلبي الغير قادر على تحقيق ما يتطلع له المواطن بالمجتمع .فإن مفهوم العصيان المدني هو بكل بساطة ممكن أن تعصي فيه القانون وتطيعه في آن واحد لهذا نقول إن سياسة مفهوم العصيان المدني هي من أرقى أنواع صور التمرد السلمي وذلك من خلال ممارسة الاحتجاج والرفض والمقاومة لكل ما هو سلبي وموجود في سياسة الحكومة وهذا يتم بشكل راقي ومتحضر عند الشعوب المتعلمة فإن العصيان المدني له صور متعددة وعديدة منها على سبيل المثال لا الحصر هي أن تخرج قوة معارضة من أبناء المجتمع بشكل جماعي وفي أوقات محددة بشأن إجبار السلطات الحاكمة على الانصياع لمطالب المحتجين..كما وأيضا عصيان الموظفين ورفضهم للذهاب إلى دوائر الدولة وكذلك امتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة والمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد و إغلاق كل الأسواق والمحلات التجارية والأفران في داخل المدن وخارجها..وممكن أن يخرج العاصون ويجلسون في الشوارع الكبرى وعلى أرصفتها وفي وسطها، ولكن بصمت تام وكثيراً ما يلجئون المعتصمون إلى سياسة ارتداء الملابس السوداء أو الحمراء أو البيضاء تعبيرا منهم عن غضبهم الشديد اتجاه سياسة الحكومة ويتخلل هذا العصيان المدني طابع الهدوء والالتزام بعيداً عن صور العنف إطلاقا لهذا يتوجب على كل ممارس من حقه ممارسة سياسة العصيان المدني السلمي أن يكون على قدر كبير من تحمل المسؤولية من ضبط النفس وإلزام نفسه بالهدوء والالتزام العقلي والاتزان النفسي حتى يتحقق ذلك الهدف الذي يصبوا إلى تحقيقه فقد يتعرض المتظاهر إلى احتكاك مع رجال الشرطة ويلقون القبض عليه ويفضل في هذه الحالة من المتظاهر سلميا أن يكون مطيعا لهم تماما .والابتسامة مرسومة على وجهه بشكل دائم ..حتى لو تعرض للذم والشتم والمعاملة السيئة من قبلهم عليه أن يجادلهم بالتي هي أحسن أو يسكت عن مناقشتهم في كل صغيرة وكبيرة لأن السكوت أحيانا أبلغ من الكلام وعليه أن يدرك تماما إذا قامت رجال الشرطة واقتادته إلى مراكز الشرطة أو أحد معتقلاتها لا يقاومهم لان مسألة المقاومة هنا تسمي عنف والعنف ينافي جوهر حالة العصيان المدني السلمي. فالعصيان المدني الفكرة منه هو أن يعاهد دائما ممارس هذه السياسة عدم ممارسة ثقافة اللاعنف مع ذاته قبل كل شئ ومراعاة ضميره ووطنه وأن يكون رجلا على قدر كبير من تحمل المسؤولية كاملة وبمفرده وكأنه هو وحده الموجود في ساحة الميدان ولابد منه على إقناع الآخرين بعدالة قضيته..فمن منا لا يذكر غاندي البطل المناضل الذي كان هو السباق في انتهاج سياسة العصيان المدني السلمي كوسيلة لتحدي القوانين الجائرة في عهد الانتداب البريطاني وقد جاء بعده السيد مارتن لوثر كينج فقد عمل على خطأ غاندي مبتكرا منه أسلوب المسيرة والجلوس والاحتجاج لخلق حالة من الإرباك وتأزيم الموقف وإرغام الحكومات والأنظمة من اجل إتاحة الفرصة لهم ومناقشة مطالبهم مع الحكومة القائمة لتحقيقها. وحتى ينجح العصيان المدني لابد أن يتحول العصيان إلى حركة حقوقية شعبية احتجاجية مع التأكيد على هذه المبادئ ذات القيمة العلمية والضرورية تفعيلها من اجل مواصلة العصيان المدني بشكل سلمي و يدل على حضارة وثقافة هذا الشعب المتحضر..

1- إن العصيان المدني هو حق طبيعي مشروع كفلته كل المواثيق الدولية للدفاع عن حقوق الشعب عند مطالبته بحقوقه والتي لا يمكن أبداً التنازل عنه بأي صورة من الصور .
2-من أجل تطبيق فكرة سياسة العصيان المدني وإنجاحه لابد من الإعداد له بشكل علمي وتعميمه من خلال نشر ثقافة اللاعنف في المجتمع بين كافة فئات الشعب .
3-فكرة العصيان المدني التي تمارس من قبل ممارسيها ما هي إلى وسيلة حضارية راقية من وسائل التحول السياسي والمعارضة في البلاد الغربية والإسلامية والعربية.
4-من الضروري الاستفادة من النهضة العلمية المتمثلة بثورة التكنولوجيا الانترنت لأنها الوسيلة الأسرع والأنجع في توفير الوقت والجهد في وتعميم أساليب العصيان المدني والوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة ودعمها عبر نشر قضاياها وأهدافها الإنسانية .
5 -تثقيف وتوعية المواطن العربي بشأن أهمية العصيان المدني السلمي كوسيلة من وسائل المطالبة بحقوقه المشروعة وتكيفها مع حالة العصيان المدني وإخراجها من اللامبالاة والخوف والتقوقع على الذات
6- من الضروري أن تتفهم السلطات الحاكمة لأهداف العصيان المدني وأخذها بعين الاعتبار
والتأكيد على تحقيقها من أجل احتواء حالة التخريب والعنف والفوضى الناجمة عن الاحتقانات الغوغائية وحماية مصالح البلد.
7 - أن يجعل من العصيان المدني في المجتمع هو الأسلوب الأوحد في ممارسة المعارضة مع ضرورة الاحتفاظ بالمواثيق التي تكفل العصيان المدني وتمنع أسلوب الضرب والقمع في التجمعات السلمية .
8-التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني بتدريس الأسلوب وتعميمه على كافة فئات المجتمع حتى يتحول قوة المجتمع من حالة الاحتقانات الداخلية و النفسية إلى قوة ايجابية بعيدة عن التخريب والعنف السلبي.
9- تحديد الوقت المناسب والحاسم عند الحملات الانتخابية والأزمات الجماهيرية والاستفتاءات
حيث أن الكثرة العددية تعطي صفة الشرعية والعكس كذلك حيث أن الامتناع أو القلة العددية تسلبها.



#سامي_فودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوفية الفلسطينية
- كل الأطفال في العالم سواسية
- سياسة التسامح وثقافة اللاعنف
- عوامل بقاء صمود فتح
- التضخم الاقتصادي وتأثيره علي انتخابات إيران
- فتح باقية فينا كبقاء الأرض والسماء
- صرخة أعزب
- إني اشتقتُ إليكِ يا سيدتي
- فتح والانتماء الفتحاوي
- قرار فتحاوي!!الاستنساخ الآدمي مرفوض
- المؤتمر الحركي العام لفتح نعمة أم نقمة
- طرق ووسائل إفشال عملية الاغتيال
- كيفية عملية الاغتيال
- بيوت من طين وعقول من عجين حماس بغيبوبة ليوم الدين
- فتح وعظمة أسطورة بقائها
- فتح وخروجها من النفق المظلم
- حماس وانقلابها الجديد على الرياضة بجباليا
- فتح الفكر والتأطير التنظيمي !!!
- اغتيال المقاتل الفلسطيني..هدف مشروع في قاموس العدو!!1
- الأمن والأمان فوق صفيح ساخن في غزة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي فودة - العصيان المدني وثقافة اللاعنف