أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج الاستفتاء في الليكود؟!















المزيد.....

على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج الاستفتاء في الليكود؟!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 826 - 2004 / 5 / 6 - 07:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


أسفرت نتائج الاستفتاء بين منتسبي حزب الليكود حول تحديد الموقف من خطة شارون لفك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة عن هزيمة "ساحقة" لشارون اذ صوّت مع غلاة المستوطنين اليمينيين والقوى العنصرية الفاشية الرافضين لخطة فك الارتباط حوالي ستين في المئة من منتسبي هذا الحزب الذين شاركوا في عملية الاستفتاء.

واستنادا الى هذه النتائج نود الاشارة الى بعض مدلولاتها السياسية الاساسية التالية:
- دلت حصيلة الاستفتاء ان من مارس حقه وشارك في عملية التصويت لم يصل عددهم الى مائة الف انسان من بين منتسبي الليكود، وهذا العدد لا يصل الى خمسين في المئة من المسجلين في جدول عضوية هذا الحزب. وتعكس هذه النسبة المنخفضة حقيقتين اساسيتين حسب رأينا، الاولى، ان عدد المسجلين في سجل الحزب لا يعكس العضوية الحقيقية في الليكود. فمن الظواهر البارزة في العديد من الاحزاب والحركات السياسية، وخاصة منذ احتضان نهج "البرايميرز" - الانتخابات التمهيدية داخل الاحزاب - لاختيار المرشحين للبرلمان (الكنيست) وغيره، انتعاش ما يسمى بظاهرة السماسرة ومقاولي الاصوات الذين مهمتهم تجنيد المنتسبين بشراء ضمائرهم او بدفع رسوم الانتساب عنهم، شراء عائلات بكاملها، لدعم هذا المرشح او ذاك. وأي منتسب لهذا الحزب او ذاك ليس على اساس قناعة فكرية او سياسية بايديولوجية وسياسة هذا الحزب او ذاك فلا دافع لديه ولا اهمية عنده بان "يغلّب نفسه" ويذهب للمشاركة في التصويت.
- والثانية: ان فضائح الفساد والرشوة التي انتشرت بين قادة الليكود والتي شملت قاذوراتها رئيس الحكومة اريئيل شارون وعائلته اضافة الى انتشار الفقر والبطالة في عهد شارون، جعلت بعض منتسبي الليكود لامبالين وافترشوا الرصيف ومقاعد الفرجة يوم الاستفتاء على خطة شارون.

- اظهر ان معطيات الصراع والمنافسة على خطة شارون لفك الارتباط وهوية المشاركين في الاستفتاء ونتائج الاستفتاء قد اظهرت من جهة واحدة، ان المعركة ايديولوجية سياسية من الدرجة الاولى حول هوية الليكود الايديولوجية السياسية وموقفه بناء ذلك من قضية الصراع المصيري مع الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصيره السياسي. كما اظهرت من الجهة الاخرى، نزعة الليكود التحول بسرعة باتجاه اليمين المغرق في تطرفه، وأن قوى ارض اسرائيل من المستوطنين والقوى العنصرية الفاشية (جماعة فايكلين والوزير عوزي لانداو والوزير شيرانسكي وغيرهم) داخل الليكود هي القوى الاكثر تنظيما وتأثيرا وشراسة من اليمين التقليدي داخل الليكود. وحصول هذه القوى على حوالي ستين في المئة في الاستفتاء مدلوله السياسي التنكر المطلق للحقوق الشرعية الفلسطينية وتخليد الاحتلال الاستيطاني الاستعماري الاسرائيلي ودفن الآمال بالتسوية السياسية ومواصلة حمام دم الصراع مع شعب الانتفاضة الفلسطينية.

- ان توقيت العملية الفلسطينية بقتل الام وبناتها الاربع في مستوطنة "غوش قطيف" في يوم الاستفتاء لم يخدم سوى قوى الجريمة والاستيطان الذين يهدرون الدم الفلسطيني ويجلب الضرر للكفاح الفلسطيني العادل ويعطي المبرر لقوى العدوان والاحتلال الاسرائيلي في تضليل الرأي العام العالمي بدمغ الكفاح الفلسطيني التحرري بالارهاب في حين انهم يمارسون ارهاب الدولة المنظم ضد الشعب الفلسطيني.

- لقد هُزم شارون داخل حزبه ولكنه لم يُلق السلاح بعد. وقد اعلن بعد الاعلان عن نتائج الاستفتاء انه لن يستقيل وسيواصل "مهمته الوطنية". ومواصلة مهمته تعني انتقاء احد الخيارات المطروحة والمرتقبة، فإما طرح خطة فك الارتباط لاقرارها في الحكومة والكنيست ولديه الاكثرية، ولكنه سيواجه كوابح الكربجة والمواجهة من معارضي خطته بين وزرائه ومن قبل كوادر الحزب من المستوطنين والقوى العنصرية الفاشية. واما اللجوء الى استفتاء عام على خطته ويكسب الاكثرية المطلقة ويخسر كوادر ليكودية وحتى احتمال انقسام داخل الحزب. ومن الاحتمالات الواردة في ظل التناقضات الحاصلة داخل الليكود ان يجري تقديم موعد الانتخابات البرلمانية كمخرج من الازمة، وتكون حكومة شارون الحكومة السادسة على التوالي التي تسقط قبل الموعد الشرعي على خلفية الموقف من الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة. واحتمال آخر وارد جدا في الحسبان ان يجري بضغط من الادارة الامريكية ولضمان تخفيض سقف الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني لخدمة وضعها المأزوم في الاوحال العراقية، اقامة حكومة وحدة "وطنية" بدخول حزب "العمل" حظيرة الائتلاف الحكومي برئاسة اريئيل شارون.

- برزت في ظل الوضع المأزوم الذي يواجهه شارون ومصيره السياسي الذي يتراقص على كف عفريت، ومن خلال الصراع حول الموقف من خطة فك الارتباط الشارونية، المنافسة بين قادة الليكود على وراثة شارون في زعامة الحزب ومرشحه للرئاسة، برزت المنافسة بين بنيامين نتنياهو وليمور ليفنات من جهة وبين ايهود اولمرت وشاؤول موفاز (من مؤيدي شارون) من جهة اخرى، ومن جهة ثالثة سلفان شالوم، وزير الخارجية، الذي يريد ان يكون مليحا مع "ام العروس ومع والد العريس" ضد خطة فك الارتباط باطنيا ومع شارون ظاهريا، مع المستوطنين عمليا ومع شارون كلاميا.

- تعتبر نتائج الاستفتاء صفعة لشارون ولبوش الذي زود شارون برسالة الضمانات الامريكية للانتقاص من السيادة وثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. وقد سارعت ادارة بوش الى الاعلان بعد هزيمة شارون في الاستفتاء انها تتبنى خطة فك الارتباط من طرف واحد الشارونية وانها ستجري قريبا مع شارون سلسلة مشاورات بهدف تسويق هذه الخطة. كما اعلنت حكومة بلير البريطانية نفس الموقف البريطاني.

وبرأينا ان الادارة الامريكية وبالتنسيق مع شارون ستستثمر هزيمة شارون في حزبه كوسيلة ضغط على القيادة الفلسطينية والانظمة العربية لتمرير خطة شارون الكارثية واظهار شارون وكأنه محب للسلام، حمامة سلام وليس جنرالا للمجازر والاستيطان.

ان نتائج الاستفتاء تعكس حقيقة انه لا يمكن اخماد انفاس الصراع الدموي وانجاز التسوية السياسية في ظل حكومة الكوارث اليمينية، وانه لا مفر من ان تأخذ هيئة الشرعية الدولية مسؤوليتها نحو الشعب الفلسطيني بتجسيد قراراتها الشرعية على ارض الواقع لانجاز تسوية سياسية تزيل الدنس الاحتلالي الاستيطاني وتضمن الحق الوطني الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب ...
- من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال ...
- في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي ...
- على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية ...
- رسالة بوش - التاريخية
- أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال ...
- عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال ...
- مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب ...
- بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط ...
- وطن للفاشية ولا هوية قومية محددة لها
- ما هو المدلول الحقيقي ((لاسرائيل العظمى)) في تصدير الاسلحة؟؟
- أمن واستقرار العراق يستدعيان وأد محاولات الفتنة وجلاء قوات ا ...
- الخزيُ والعار للمجرمين قتلة المناضل خليل زبن
- من ((جنين - جنين)) الى ((البعنة - البعنة))
- لمواجهة أنياب الفاشية العنصرية المفترسة
- هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي ب ...
- أي مخطّط تآمري ينسجه الوفد الامريكي مع حكومة شارون!
- لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي
- هل تنفجر في اسرائيل هبّة الفقراء والجياع؟
- هل تستطيع لجان التحقيق طمس الأهداف الاستراتيجية الاساسية للح ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج الاستفتاء في الليكود؟!