أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد تركي - محمد لن يهجر بيته مرة أخرى














المزيد.....

محمد لن يهجر بيته مرة أخرى


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن محمد قادراً على تخيل لحظة عودته الى بيته الذي هُجر منه..ولم تكن زوجته تستطيع كتم فرحتها وسرورها فأطلقت الزغاريد حين اغرورقت عيون جارتها وهي تحتضنها بشوق ولهفة..ما كان عليهما حين عادا الى بيتهما أن يمدا أيديهما الى أي شيء من الحاجيات المحمولة على سيارة(اللوري) فقد تكفل شباب الحي بانزالها ووضعها في اماكنها حيث كانت قبل أعوام خلت..نسيا كل ما مر بهما..نسيا ظرف الرسالة الذي يحمل رصاصة وتهديدا بالقتل ان بقيا بعد 24 ساعة..نسيا خيام المهجرين،برد الشتاء القارص،حر الصيف اللاهب..نسيا كل شيء..ما عادا يتذكران سوى نخوة الجيران والتزاور الحميم والصباحات الجميلة حين يخرج(أبو جاسم)الى عمله ويستقبل الوجوه المرحبة..أحس بشبابه يعود اليه حين عاد الى بيته..عاد اليه حبه للناس والوطن وشعوره بالامان بين أهله وجيرانه في حيه الجميل..
هذه صورة من بين مئات الصور لمن عادوا الى بيوتهم بعد أن تحسن الأمن نسبياً،بعد أن تم طرد الاشرار والمحرضين على الفتن..صورة كلنا أمل أن تدوم وتستشري في كل أحياء ومدن الوطن من أقصاه الى أقصاه..صورة هي الحقيقة التي كانت ونأمل أن تدوم لأن ما عداها كان خطأ وخطيئة.
غير أن ما يخشاه محمد وغيره أن يكون هذا التحسن في الأمن وعودة الحياة الى طبيعتها ليس أكثر من سحابة صيف أنعشت الوجوه لحظات وغادرت..أن يكون هذا الهدوء الذي أعاد للجيران ألفتهم وأحيا العروق ليس الا سرابا خادعا يخفي تحته عتمة الليالي الفائتة ووحشتها ووحشيتها..
لسنا معنيين بالتفسيرات التي تطلقها مختلف الجهات عن السبب في هذه التفجيرات لأن النتيجة التي تصفعنا يومياً هي أن العشرات من أبنائنا يسقطون ضحايا لهذا الحقد الأعمى..فان كانت دول الجوار مسؤولة عنه فبالتأكيد أن الادوات عراقية..وان كان صراعا سياسيا لاثبات الوجود بين الكتل المتناحرة فكيف يجوز لكتلة سياسية تحترم نفسها ورضيت بالعملية السياسية أن تثبت وجودها وقدرتها على جثثنا وأشلائنا؟وان كانت التفجيرات الأخيرة مرتبطة بالانسحاب الأميركي فهل نطلب منهم مرة أخرى أن يعودوا بجنودهم وآلياتهم ليسحقوا مدننا وكرامتنا؟ يرقب محمد بخوف ورعب مسلسل التفجيرات التي عادت لتعصف بأمن الناس وتعود به الذاكرة الى السنوات الماضية حين بدأ ليل التهجير الطويل بمثل هذا العنف والدمار،حين بدأ يسمع همساً تحول الى زعيق وصراخ(أرحلوا عنا قبل أن تُقتلوا)..يقلب نظره بين جيرانه محاولاً رصد أي اشارة قد تعيده الى خيام المهجرين ويدعو ليل نهار أن يكون واهماً وأن تكون هذه التفجيرات الاخيرة ليست أكثر من رفسة خنزير محتضر..لكن محمد يدرك كما أدركنا جميعاً أنه لم يكن الوحيد الذي خسر في ذلك الاقتتال انما جميعا كنا خاسرين..يدرك أن جيرانه(بعد أن عرفوا الحقيقة) لن يدعوه وحيداً هذه المرة.





#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرذان ستلتهم العاصمة!!
- التعليم العالي تنصب فخاً لمنتسبيها!!
- جدوى اقتصادية أم طائفية!!
- حكومة متعددة الجنسية!!
- سوي عليّ احسان..ذب الجكارة!!
- أمنية شبه مستحيلة
- انفلونزا الدكتاتوريات
- ناهدة الرماح..نحن عيونك
- عولمة الفقر والأوبئة
- كعكة كان اسمها وطن!!
- الكلمة الطيبة ليست اثماً
- طوبى للفاسدين فأنهم آمنون!!
- لولا لطف الله وعبقرية المسؤولين!!
- سعدون جابر وقنابله الصوتية!
- قريباً من دجى المنفى بعيداً عن حمى أهلي*
- الجواهري لم يعد الى وطنه يا درويش!
- أشكرك يا ربي..خلقتني زلمة!!
- المولدات الاهلية .. حمامات شعبية!!
- اليها..في الذكرى الثانية لرحيلها الأبدي
- شوكت ترجع؟


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد تركي - محمد لن يهجر بيته مرة أخرى