أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الشمري - لاسيادة بدون سيادة القانون_ لا وطن بدون وطنية مشتركة















المزيد.....

لاسيادة بدون سيادة القانون_ لا وطن بدون وطنية مشتركة


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قادة العراق الجديد الذين جلبهم معه الاحتلال الامريكي,على ما يبدوا كانوا يعانون من التشرد والضياع والحرمان في دول المهجر , وأنهم لم يفكروا في خدمة العراق وشعبه بقدر الانتقام لشعورهم بالنقص و لتعويض ما فاتهم في سنوات الحرمان والذل التي عاشوها في الخارج..
الشعب العراقي صاحب حضارة عريقة وأول من وضع القوانين لارساء العدل بين الجميع, الشعب العراقي معروف بحماية الجار وتكريم الضيف ,والنخوة لمن يستجير به . من شيم العراقيين وخلقهم أعانة الضعيف ومساعدة المحتاج والعطف على اليتيم, والعراق باكورة التعايش السلمي منذ ألالاف السنين رغم التباين في التركيبة العرقية والطائفية والمذهبية متمسكين بوحدة العراق أرضا وشعبه موصلين حضارتهم الى بقاع العالم المختلفة.
العراق مهد الحضارات والاديان فهو مهبط الرسل والاولياء ومنه بدات الحياة من جديد بعد الطوفان, ومراقد الانبياء شواخص تاريخية مهمه على أن العراق بلد تعايش الاديان السماويةالمختلفة
من خلال هذه المقدمة البسيطة لا أريد أن أتبجح بالماضي وتراثه ونتنكر لحاضر , فالبكاء على الأطلال لم تجدي نفعا أمام التغيرات السريعة والمفاجئة في عالمنا الحاضر..
كثر الحديث هذه الايام عن الانسحاب الامريكي من المدن العراقية وحصول العراقيين على السيادة والاذكى من ذلك أن المطبلين لهذا الانسحاب والمحتفلين به هم من المنتفعون بالدرجة الاولىومنهم القادة على رأس السلطة , وقادة الاحزاب الاسلاموية والسياسية...., والطبقة الرأسمالية التي يوجدها الاحتلال أينما يحل في بلد من البلدان وتشمل ( المقاولين الكبار, والطبقة المتعاونة مع الاحتلال).والاثنين خلقهم وأوجدهم الاحتلال من لا شي, ومن اهم الامتيازات التي حصلوا عليهاهي:
1_.بالنسبة لقادة الحكم الذين نسبهم الاحتلال الامريكي, فقد حصلوا على مناصب سيادية يحلم أي فرد منهم الحصول عليها في ظل حكم صدام الديكتاتوري السابق,حيث كانوا متناثرين في دول الشتات ويعتاشون على مساعدات دولية وصدقات الجوامع في أوربا, وهم من أيد الاحتلال وجاء معه, واليوم يحتفلون وتنكروا للمحتل جميله عليهم, وهذا عباس البياتي النائب البرلماني يصرح بأن الاحتلال جاء رغم أرادتنا,, وهذا النوع من السياسين من يعرفون بناكري الجميل,,,,
2_أستطاعوا خلال هذه الفترة من الاحتلال في ظل بحبوحة الحرية التي أعطاها أياهم المحتل من تشكيل أحزاب وكتل سياسية لم تكن معروفة على الساحة العراقي من قبل وكل يوم نسمع عن ولادة تنظيم سياسي جديد, في ظل عدم تشريع قانون في البرلمان لتنظيم عمل الاحزاب وتكوينها , ومعرفة مصادر تمويلها , وتوجهاتها الفكرية والوطنية, وعلى أي استراتيجية تبنى طائفية أم وطنية,
3_ أستطاعت هذه الاحزاب والكتل السياسية من نهب أموال وثروات البلد لتموين تنظيماتها, في ظل غض الطرف الامريكي عن المليارات المنهوبة من الخزينة العراقية..
4_ عمدت هذه الاحزاب والكتل ببناء ميليشيلت مسلحة بحجة مقاومة المحتل والمقاومة الشريفة وغير الشريفة بشقيها , وهي بالاساس ضد المواطنين العزل لترهيبهم وقبولهم بالامر الواقع , وتخويف الطرف الساسي الاخر, وهذا ما ادعى الى حدوث صراعات مسلحة في أغلب مدن العراق وكادت أن تجر البلد الى حرب أهلية معلنة تلتهم نيرانها الاخضر واليابس وربما تمتد الى دول المنطقة, لولا وجود القوات المحتلة التي ساعدت كثيرا في كبح جماح التنظيمات المسلحة في كل مناطق العراق...
5_ من خلال صراعاتهم على المنصب والمال فقد جروا البلد الى نظام المحاصصةوالطائفية البغيضة ,معتبرينه الحل الانسب للحكم في العراق ,وهذا ما نتج تردي الخدمات العامة بكل أنواعها , لان كل طرف يعتبر الوزارة التي يسيطر عليها من حصته وهي مورده الا ساسي لتموين حزبه..
6_ الدستور الذي كتبوه في ظل المحتل سيظل حبرا على ورق لان فيه كثيرا من الثغرات والتي قد تقود البلد الى صراعات مناطقية مسقبلا في حالة رحيل القوات المحتلة,ومن ناحية أخرى فأن مواد وبنود هذا الدستور لا تشمل من على رأس السلطة,ويطبق بكل قسوة على عامة الناس, وخير دليل على ذلك ما شهده العراق من فضيحة وزير التجارة وقيام رئيس الوزراء بمنع تقديمه للمحكمه مكتفيا بالتحقيق الاولي في محكمة السماوة وعلى أثره تم أستبعاد قاضي التحقيق الذي حقق مع وزير التجارة,فالفساد المالي هو من يخلق الارهاب ويغذيه..فلماذا لم نسمع عن معاقبة ولو مفسد واحد ليكون عبرة لمن اعتبر؟؟
فهل السيادة على الارض فقط ولا تشمل الاموال والثروات العراقية التي كثيرا ما نهبها المفسدون وهربوا الى خارج القطر؟؟؟؟
فعن أي سيادة تتحدثون وتحتفلون بها واليوم صرح القائد الامريكي في العراق بأنه تم سحب القوات الامريكية من الفرات الاوسط بأستثناء ثلاث قواعد فقط ( في بابل, والديوانية , والنجف)فهل أحتفالكم هذا لذر الرماد في العيون ؟؟؟؟؟أم أن منطقة الفرات الاوسط غير مشمولة بالسيادةالعراقية؟؟
وهل تريدون أحلال سيادة العصابات الاجرامية ( عصائب الحق, اليوم الموعود, كتائب فلسطين وكتائب ثورة العشرين والمقاومة الشريفة وغيرها من المسميات) محل القوات الامريكية بحجة أنها عراقية؟؟
هل قضيتم على كل العصابات الاجرامية المنظمة ومافيات التهريب والاتجار بالمخدرات التي أنتشرت بشكل غير معقول في عراقنا الجديد؟؟؟
هل سيرجع العراقيون تحت رحمة المليشيات المسلحة المتهيئون للظهور على الساحة العراقية مجددا, بعناوين وطروحات جديدة,ومنها أنهم من أجبروا الاحتلال على الانسحاب من خلال تضحيتهم وصمودهم؟متناسين أنهم من قتل الالاف من العراقيين بعبواتهم اللاصقة والناسفة وهاوناتهم وكل سلاحهم الايراني المصدر,
من سيرجع السيادة للملايين من الارامل والايتام والمشردين وهل ستتمكن الحكومة العراقية تعويضعهم عن فقد أحبتهم وممتلكاتهم التي فقدوها جراء الصراعات المذهبية والطائفية أو بسبب الحروب العبثية في المدن مع قوات المحتل, وهي العاجزة عن تقديم أبسط المقومات الاساسية للمواطن كي يعيش بامن وسلام؟؟؟
ثقافات غريبة ودخلية على مجتمعنا العراقي قد أوجدها قادة العراق الجديد, ولم يستثنى أحد من جريمته لا الاحزاب الاسلامية بشقيها السني والشيعي ولا الاحزاب الكردية والمحتل الامريكي , فالامريكان يريدون ترك بصماتهم على المجتمع العراقي من خلال ادخال مفاهيم وتقاليد مجتمهم على العراقين حيث اوجدوا أرضية خصبة من المتأمركين الجدد في العراق من خلال أغرائهم بالاموال العراقية المنهوبة أو اموال دافعي الضرائب من الامريكيين حتى يرضوا بالامر الواقع ويتعانوا معهم على أبقاء الاحتلال لامد طويل.
أما أحزابنا الاسلامية فكل يثقف أتباعه بمفاهيمه ونظرياته الخاصة جاعلا من أتباعه قنابل موقوته بوجه خصومه من الاحزاب الاخرى, بحيث أصبح الكل ضد الكل, وهناك أحزاب ذات أفكار شوفينية ضيقة, واخرى قومية متعصبة تتسابق لاقتطاع حصتها من العراق قبل الانسحا ب الامريكي , وهذه نتيجة طبيعية لغياب القاسم المشترك بين الجميع وهو (الوطنية) فأن صدقت النوايا فمن المفترض على جميع القوى على الساحة العراقية أن تسعى جاهدة لانشاء ثقافة وطنية موحدة فهي الكفيلة بالقضاء على نظام المحاصصة الطائفي , وهي صمام الامان لوحدة الشعب العراقي أرضا وشعبا بعيدا عن كل التوجسات والظنون بين الاطراف كافة ,فاليوم نرى الاكراد يقرون دستور جديد لاقليمهم ويحاولون تثبيت حدودهم الادارية فيه وكأنهم يعيشون في دولة مجاورة للعراق, محاولين الافادة من تواجد القوات الامريكية المتحالفين معها والمقدمين لها كل التسهيلات قبل الاحتلال وبعده , لانهم يعرفون جيدا في حالة الانسحاب الامريكي سوف يظلون بدون حليف في المنطقة التي تقف برمتها بوجه تطلعاتهم المستقبلية...
أما قائمة الحدباء الموصلية فنراها اليوم تقف بكل قوة ضد مشاركة قائمة نينوى المتأخية الكردية محاولة تهميشها واقصائها من المشاركة بالعملية السياسية. وهذا الامر ينطبق على الاحزاب السنية وصراعها المرير مع مجالس الصحوات ومحاولة كل طرف أقصاء الاخر , اما أحزاب السلطة فهي تحاول أقصاء وتهميش القوى الوطنية الاخرى وهذا ما حدث في الانتخابات لمجالس المحافظات الاخيرة وما جرى من عمليات تزوير وتلاعب بالنتائج, خوفا على أحلامهم المريضة بتحويل الحكم تدريجيا في العراق الى حكم ديكتاتوري دينيي مشابه لما هو موجود حاليا في أيران , وهي مترقبة اليوم الذي تنسحب فيه القوات الامريكي كي تعاود سطوتها على الشارع من خلال خلايا ميليشاتها النائمة في ظل تواجد القوات الامريكية ,
ميليشيات تدعي أنها من أجبرت الاحتلال على الانسحاب , وهي من قامت بقتل وأختطاف الالاف من العراقين المعارضين لتصرفاتها . ميليشيات هي من قامت بمصادرة الحريات العامة والخاصة, ميليشات هي من قامت بتدمير البنى التحيتة العراقيةوالعقل العراقي المتطور, ميلشيات هي من تحاول أيفاق عجلة التطور والبناء في عراقنا الجديد من خلال عقولهم المتحجرة ونظرياتهم التي أصبحت من تراث الماضي البعيد.......ميليشات أضرت كثيرا بكل شرائح المجتمع وسببت له الويلات والكوارث,,, فهي من قتلت وهي من هجرت وهي من خطفت وهي من باعت الوطن ووطنيتها لدول الجوار مقابل حفنة من الاموا ل لتنفيذ سياسات تلك الدول وتوجهاتها الطائفية والمذهبية, وهي من أتخذت من الفتاوي الظالمة ذريعة لقتل معارضيها, وهي من سعت جاهدة لاطالة أمد الاحتلال سواء بالتعاون معه لتنفيذ أجندته, أو بحجة المقاومة الشريفة , وهي اليوم من تحتفل بالانسحاب الامريكي من المدن العراقية متفاخرة بوطنيتها المزيفة , ففي هذه الحالة يحق لنا ننعتهم بمقالة المفكر الانكليزي الشهيرة من أن ((الوطنية اخر ملاذ للانذال))



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمائم طهران أسوار جهنم / من سيهدمها/ الحلقة الثانية
- عمائم طهران أسوار جهنم/ من سيهدمها
- كذبة مستديمة في عراقنا الجديد
- الفكر الوهابي السعودي رمز الارهاب الاسلامي في العالم
- اراده الشعوب هي من تصنع الحدث وتنتصر عليه وليس الحكام القتله
- لماذا عدلوا عن أستجواب وزير النفط الشهرستاني
- أمارة الكويت وعقدة خروج العراق من البند السابع
- زيارة أوباما ومدلولات تزامنها مع ذكرى النكبة
- ((يوم الطفولة العالمي وضياع حقوق الطفل العراقي))
- خطوات المالكي تتجه نحو الديكتاتورية
- راتب العامل العراقي= نصف راتب شغلة فليبينية
- المؤتمر الوطني العراقي أول من أرسى قواعد المحاصصة والطائفية/ ...
- كش ملك _وزير / المالكي _ السوداني
- مبروك للمرأة الكويتية وصولها منصة التتويج
- من يوقف تصاعد العنف/ الحل العسكري أم الاقتصادي
- مؤتمر أربيل / التمهيد لما تم الاتفاق عليه في السفارة الامريك ...
- عمال العراق يحتفلون بعيدهم وسط تحديات كبيرة/ أرهاب, بطالة , ...
- محاكمة أمريكا لامريكا / أنهيار أم تعديل المسار
- هل الصراعات الادارية بين المحافظات أمتداد للصراع الطائفي وال ...
- أنتخابات سرقت نزاهتها وصراع المناصب والمحاصصة يخيم على نتائج ...


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الشمري - لاسيادة بدون سيادة القانون_ لا وطن بدون وطنية مشتركة