أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - عفواً سيادة الرئيس















المزيد.....

عفواً سيادة الرئيس


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدايةً، ليس من الصائب كي نبرر موقفنا السياسي أن نلجأ دائماً إلى إجراء مقارنات بين الأشياء [ المختلفة] ،وهي عادة صبغت تفكيرنا السياسي وأودت بنا إلى ما نحن عليه من بؤسٍ فكريٍ و سياسي..ويبدو أنَّ سهولة هذه العملية الإجرائية تستهوي العاملين في حقل الفكر السياسي وبخاصة المحللين السياسيين لكن، هل تصح المقارنة بين القضايا والمسائل المختلفة..؟ إذن وبما أنَّ القيادة السياسية السورية تأخذ بها، وهي تلجأ إليها لتبرير وتدعيم مواقفها السياسية فكيف يكون موقفها في حال قام الأخرون بتطبيق نظريتها هذه فيقارن بين تاريخ سورية السياسي منذ العام /1963/ وتاريخ دول أخرى وهي المقارنة الممكنة نسبياً ( وكل المقارنات نسبية) ، وذلك لأنها مقارنة بين تاريخين سياسيين متلازمين زمنياً – أي مقارنة بين متشابهين في بعض الأشياء -..؟ لقد رفضت القيادة السياسية السورية على الدوام مثل هذه المقارنة لأنَّ النتيجة ليست في صالحها وذلك لكونها تكشف عن فشلها الذريع كسلطة تدير البلد على كافة الصعد الوطنية،و التنموية، والاجتماعية، وبخاصة الحضارية فمن يمكنه الادعاء اليوم بأنَّ سورية لمحت قطار الحضارة..!؟ إنه لمن غير الجائز، بل من غير الممكن منطقياً، المقارنة بين قضية الشعب الفلسطيني وما يجري حالياً في العراق كي نبرر موقفاً إشكاليا مما يجري من أحداث فالقضيتان مختلفتان كلياً.. مختلفتان في السياق التاريخي وفي طبيعة، وجذور، وظروف، وكل ما يحيط بكلِّ قضية منهما..!ثمَّ كيف يمكن رؤية بعض الشعب الذي يقول بالمقاومة العراقية المسلحة ولا يمكن رؤية البعض الأخر الذي يقول شيئاً آخر..؟ولماذا الانتصار لهذا البعض إذا كان الثمن عداء البعض الأخر وكأنَّ البلاد ينقصها أعداء جدد.. إنَّ الملفات السورية الداخلية العالقة لهي أجدر ببصيرتنا ووقتنا، ومن الأجدر القول أولاً: إنَّ المقاومة المحرَّمة لاعتبارات سياسية سلطوية في الجولان المحتل منذ ثلاثين عاماً هي شرعية فهل من المسموح لمواطنٍ سوريٍ واحدٍ أن يصبح مقاوماً شرعياً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المديد..؟ وإذا كانت للسلطة السورية اعتباراتها الخاصة في مثل هذه الحالة فلماذا لا يكون لبعض الشعب العراقي الذي لا يقول بالمقاومة العنفية على هذه الطريقة أو تلك ، اعتباراته الخاصة أيضاً فيما يحدث على أرضه..؟ثمَّ هناك سؤال يفرض نفسه في هذا السياق: لماذا لا نجد عراقياً علمانياً، أو ديموقراطياً، أو يسارياً واحداً ينخرط، أو يدعو أو يقرُّ بهذا الجهل الذي يلبس رداء المقاومة..؟ أم أنَّ لصوص العهد السابق وجهلة الزمن الحالي هم المختصون في علوم، وتقانة المقاومة الشرعية..! وطالما نعلن رأينا بشرعية المقاومة في العراق فمن حق الأخرين أن يسألوا عن شرعية المقاومة في الجولان المحتل منذ ثلاثين عاماً..! يكفي أنَّ قضية بناء العراق أصبحت بعد سقوط الديكتاتور سيئ الذكر على أيدي الأمريكان قضية وطنية بامتياز حيث أصبحت لأول مرة ملك يديه..! ولا شك أنَّ هذا الموقف السوري الصادر عن أعلى مستوى، سيدفع الإدارة الأمريكية للإعلان فوراً عن قانون محاسبة سورية وبالتالي فرض العقوبات التي أقرَّها الكونجرس..!
إضافةً إلى ذلك، يصبح من حق الآخرين التساؤل عن شرعية هذا المسلسل من عمليات الإصلاح والتصحيح حيث تظل البلاد مرشحة لحلقة جديدة بعنوان جديد، ونحن الآن نشهد الحلقة التي جاءت تحت عنوان: عملية تصحيح التصحيح.. واصلاح الإصلاح.. وإذا ما أراد المراقب النظر في مآلات العمليات التصحيحية، والإصلاحية، فيكفي تفحّص واقع سورية اليوم، والتدقيق قليلاً بأوضاع شعبها المعيشية.. ويكفي أن نقول: من لديه كلام لجيل الشباب، جيل المستقبل من خريجي الجامعات العاطلون عن العمل الآن ومستقبلاً، فليقله بصوتٍ مسموع بدلاً من العموميات،و المماحكات، والاتهامات التي لا تحل مشكلةً حياتيةً كبرى تدفع البلاد باتجاه المجهول المعلوم.. وإنه لمن اللافت و الغريب في هذا الوقت الذي تواجه فيه البلاد معضلةً داخلية حقيقية.. وهي معضلة شاملة لم يثبت حتى تاريخه أنَّ السلطة بمكوناتها الحالية تملك جدارة التعاطي معها ناهيك عن علاجها، أن تشغلنا قضايا جيراننا بالشكل الذي يغطِّي على قضايانا..; إضافةً إلى أنَّ الجرأة لا تنقصنا حيث ندعي قدرتنا على المساهمة في معالجتها و حلها في حين تتراكم قضايا بلادنا لعجزنا المزمن عن معالجتها وإيجاد الحلول لها ..! إنَّ الملفات السورية الداخلية العالقة لهي أجدر ببصيرتنا ووقتنا، وقد كشفت أحداث مدينة القامشلي عن خطورة ما يخبؤه المستقبل والذي يجري تمويهه وحتى إنكاره من خلال الاعتماد المطلق على التوسع المخابراتي وتمدده في شرايين المجتمع وهي لغة ثبت بطلانها ولم تعد تنطق بها غير الأنظمة الشمولية على قلِّتها..! والآن ما الذي سجري بعد هذا الحديث ..! كما العادة سيسارع المحللون السياسيون، والمستشارون الإعلاميون السوريون المفوّضون أمنياً وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة لحسن الحظ.. وبخاصة الذين تسبق أسمائهم حروف الدال والذي يتطلب مشروع الرئيس الشاب إن كان لا يزال هناك مشروع سرعة التخلص الشامل من هذا الطاقم، سيسارعون فيبدءون بممارسة هوايتهم بالشرح، والتفسير فقرة تناقض فقرة..كما فعلوا فور العملية العنفية الأخيرة في دمشق ولا ندري ماذا سيقولون لأنفسهم أولاً، وللناس ثانياً إذا تبين لهم ولغيرهم أنَّ الذي حصل في مزة دمشق قد لا يكون أكثر من [ عملية مطاردة لبعض المهربين الذين التجأوا للمبنى المهجور إياه ] وبعدها لا بدَّ كما هي عادتهم أن يظهروا الحكمة تلو الحكمة وجلّهم يكبر السيد الرئيس بعقدٍ وبعضهم بعقدين من السنين العجاف ولكن الله يعطي الحكمة لمن يشاء وقد تكون بالوراثة..! أما لماذا وهم المحللون المبرزون لم يفلحوا مسبقاً..- والأصح- لم يجرءوا على إبراز مواهبهم التحليلية باستنباط الأفكار، والخلفيات، واقتراح المواقف السياسية في هذه المسألة الحساسة أو تلك مثل الكلام عن شرعية المقاومة في الجولان بعد أن فشلت المحاولات السلمية التفاوضية لأكثر من ثلاثين سنة شبع الناس خلالها عبارات العنفوان التي تؤكد على عدم التفريط بالأرض، وحتمية التمسك بالحقوق وغير ذلك من عسل التقاعس، والهوان..وذلك قبل الذي كان من شرحٍ وتبيان، فإنَّ ذلك يتطلب مجازفة أخرى ونعد بالإقدام عليها..!
30/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية
- إشهار الحزب
- عطوان في تطوان يا حادي العيس
- حين تلعب السلطة بالجميع
- نداء عاجل لا تعقدوا القمة
- العبور المستحيل
- عن جدوى الكتابة
- صاحب الكلكة وربيع سورية
- ماهية الانتصار في الزمن الراهن
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - عفواً سيادة الرئيس