أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدبولى - الشعوب العربية امام خيارين ,, اما التطرف الدينى ,او الاستسلام والركوع امام ثقافة العولمة ؟















المزيد.....

الشعوب العربية امام خيارين ,, اما التطرف الدينى ,او الاستسلام والركوع امام ثقافة العولمة ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 08:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


دعنا من احاديث اوباما ,ونعومة خطابه الجديد, فقد افتضح الغرب مع اول محك, فهم دائما الى جانب الذين يبيعون اوطانهم فى عالمنا العربى والاسلامى,تماما كما كانت استراتيجيتهم تجاه الدول الاشتراكية فى عصر الحرب الباردة, تجارة شاملة بمصطلحات الحرية وحقوق الانسان والحيوان, شراء الاصوات النكرة واستخدامها,الحلول العسكرية والتهديدات المستمرة, خلق الاضطرابات,عمليات الحصار ,الابادة الفعلية ضد الابرياء تحت حجج رخيصة, ثم الانقضاض والتخليص والانهاء والالتهام ,, حدث هذا بالامس ,, ويحدث مثله اليوم ,انهزمت الاشتراكية, بفعل حرب قذرة ,استخدمت فيها كافة الاساليب التى اشرنا اليها,مع استثمار البعد الدينى سواء كان مسيحيا ام اسلاميا كما هو معلوم ومثبت, وكانت الشعوب المقهورة تحت نظام الحزب الشيوعى الواحد ,,الذى لا يقبل النقد حتى لو كان ذاتيا,, كانت تلك الشعوب تقع تحت خديعة الحرية وحقوق الانسان والعودة الى الايمان والرب ورجاله المقدسون , حتى انتهت الشيوعية, وانتصرت عصابات الغرب ,المبشرة بلواء الحرية والتمدن والعصرنة والرخاء الخ ,, فاذا بشعوب اوروبا الشرقية تواجه المجاعة والديكتاتورية, والاستخدام فى المحارق الحربية التى يخوضها الغربيون القتلة الارهابيون ,ضد شعوب اخرى , فكانت جيوش وشباب بولندا - مقر حلف وارسو سابقا- رأس حربة فى العدوان ضد العراق ,على سبيل المثال.

كان الخيار فى اوروبا الشرقية الاشتراكية, بين احزاب تقدمية ,ارتكبت العديد من الاخطاء ,دون محاسبة, وبين عملاء محليون يعملون لصالح اجهزة الاستخبارات الغربية, فاختارت تلك الشعوب الاختيار القاتل المدمر ,بديلا عن الابداع الوطنى ,والحساب الداخلى المجرد,فكانت النتيجة على قدر الاختيار, بطالة وعهر وانعدام السيادة,ومصرع الابناء والشبان فى معارك لا يعلمون عنها شيئا, عادت الديكتاتورية من جديد , ولكن لمصلحة حفنة من الخونة باعة الاوطان ,ولمصلحة اقذار الرأسمالية المحلية ,فى كل دولة ,وانهار التقدم الصناعى والاجتماعى فى تلك الدول,دول المنظومة الاشتراكية السابقة,بل ان العديد من تلك الدول تحلل جغرافيا ,وانهار اجتماعيا,. فاين هى يوغوسلافيا ,واين هى تشيكوسلوفاكيا,واين المانيا الشرقية بابداعاتها وانتصاراتها الفنية والرياضية ,اين هى رومانيا,بل ماذا يحدث حاليا فى جورجيا واوكرانيا ؟
الان ونحن فى خضم المعركة ذاتها, وضد نفس الطرف المسئول عن معظم الجرائم التى ارتكبت ضد الامنين فى هذا العالم,نجد انفسنا فى العالم العربى , امام خيارين احلاهما امر من المر, فاما ان نختار البديل العولمى,كما اختارته شعوب المنظومة الاشتراكية,فننتهى تماما ,كما انتهى دور دول عظمى كانت توازن القوى فى هذا العالم, او نختار البديل الدينى الاسلامى الذى يتصدر الشارع ,سواء بحكم الواقع الثقافى, وبحكم تصديه لمعارك الغرب ضد شعوبنا, هلى نقع فى ذات اخطاء اليسار الايرانى الذى ايد الثورة ضد الهيمنة الغربية والديكتاتورية الشاهنشاهية التابعة لها؟ فتكون النتيجة هيمنة احد التيارات الدينية وسحق باقى الخيارات السياسية الاخرى؟
ام هل نقع فى خيار الاعتماد على الاعداء التاريخيين لشعوبنا وللعالم باسره ؟ فتكون النتيجة انهاء تام من الوجود وتصفية محتومة لكافة خياراتنا المستقلة عن الغرب واطروحاته ؟ خاصة اننا نختلف عن شعوب اوروبا الشرقية, وبالتالى فمصيرنا المحتوم سوف يكون اكثر قسوة ,واشد قتامة فى حال اعتمادنا الخيار الغربى بوساخته الايديولوجية , وانحطاط وعمالة مبشريه المحليين طرفنا ؟

ان الاغراء الغربى كبير يزينه المال والتزوير والاعلام والحكومات المتواطئة ,والكثير من النخب التى تحتقر الثقافة العربية والاسلامية وتمقت الخيار الاشتراكى فى ذات الوقت, كما ان الخيار الدينى رغم انغلاقه وتعصبه وجهل الكثير من قادته , يتصدر الموقف فى الشارع بحكم كونه المتصدى للعدو, وهيمنته العسكرية والثقافية,
فماذا تختار الشعوب العربية ؟ هل نختار فتح بوقوعها فى الفخ الغربى الذى لن يعطي لشعبها شيئا ؟ ام نختار حماس المقاومة المتحالفة مع العديد من الفصائل التى تقاوم العدو فندخل فى متاهات فيما لو انتصر خيارها المنغلق فتخنق كافة من تضامنوا معها ؟ ام هل نختار تيار المستقبل السعودى فى لبنان والمتحالف مع الغرب الامريكى الذى يدعى التحضر والتمدن ,فاذا به يرفض الاخر ويستخدم مفردات وخطابات طائفية ضده ويتحالف مع من دعم قتلة اخوانهم فى الوطن,ام هل نختار حزب الله المقاوم الذى ساهم بشكل رئيسى فى تحرير لبنان وقدم الكثير من التضحيات, بالرغم من ان انتصار وهيمنة حزب الله قد تفرض واقعاثقافيا مناقضا لخيارات اكثر من ثلثى الشعب اللبنانى؟ هل نستسلم فى مصر لهيمنة الخيار الرأسمالى المتواطىء مع الغرب, وهل النخبة التى تسيطر على الثقافة الوطنية الحاليةوالتى سلمت كافة مقومات الثقافة الوطنية للغرب وادواته فباتت مصر ماسخة اعلاميا وسياسيا وثقافيا,هل هذه النخبة هى الخيار الاصلح حاليا ؟ هل هذا الخيار, الذى افرز فتن وانهيار قيمى واجتماعى وفقدان مناعة وطنية جعلت المال هو الهدف الاسمى الذى يسعى له كل مواطن حتى وصل الى طلب الهجرة والسفر الفعلى الى اسرائيل بديلا مقبولا ما دام يحقق المصلحة الذاتية,, هل هذا الخيار المسيطر حاليا هنا فى مصر هو البديل الاسلم حاليا من خيار الاخوان المسلمين فى مصر الذين يهددون بدورهم الوحدة الوطنية , ويدمرون فى حال سيطرتهم ما تبقى من بقايا الهوية الثقافية للشعب المصرى المنفتح بحكم تاريخه على كافة الثقافات الاخرى ومن ثم فان سيطرة الاخوان فى مصر قد لا تعطى سوى لبعد ثقافى واحد الهيمنة الفكرية على مقومات الثقافة الوطنية ؟

ان الامر جلل ويتطلب من النخب المثقفة المحترمة المستقلة فى مصر والعالم العربى المسارعة بوضع اجندة عاجلة ,اهم بنودها رفض الهيمنة الغربية , ورفض الهيمنة المحلية من اى جهة ووضع الضمانات الكافية قبل انهيار صبر الشعوب العربية الحالى واضطرارها لاختيار البديل الايديولوجى الغربى المدمر لهويتنا ولفقرائنا, بحكم المفردات الفكرية لهذا النهج ,وايضا بحكم التاريخ المذرى الداعر لكافة المؤمنين المصريين والعرب به كأيديولوجيا بديلة .




#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفح الكيل
- انفلونزا الخنازير , ام انفلونزا الخيانة والعار؟
- نمور التاميل , عندما تكون الاقلية غير محظوظة, تباد بدم بارد
- من الذى خلق التطرف الدينى ,وجعله البديل الاوحد لدى المجتمعات ...
- العلمانية الاقصائية
- الزعيم السابق عادل امام والجنرال السابق فيليب بيتان
- الاغلبية المصرية, لا تشرب الخمر,لكنها تحترق من اجل غزة .
- يسقط رب رؤوس الاموال - السفاح -
- الفاشية الليبرالية تهرطق علينا
- ماهو الاسم المناسب الان الذى يجب ان يطلق على الارهاب الاسرائ ...
- الليبرالية والخيانة والتطرف الدينى.
- الاصولية القبطية وهزلية المؤامرة
- القيم العصرية من منظور سياسى
- الحوار المتمدن -حوار مختلف ,وامنيات بالاستمرار لعام ثامن على ...
- المستسلمون الجدد
- تكتيكات الاقباط المصريين , والغباء الاستراتيجى
- التجريب التخريفى فى مصر , وتفجيرات مومباى الهندية ؟
- الكنائس والمساجد -بديلا للمصانع والمزارع
- التخلف الدينى والبعد الطائفى -بين زكريا بطرس وسيد القمنى وما ...
- المتمحكون فى اوباما - وبكائيات الاضطهاد ضد الاقباط


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدبولى - الشعوب العربية امام خيارين ,, اما التطرف الدينى ,او الاستسلام والركوع امام ثقافة العولمة ؟