أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - المرثية الثانية - راينر ماريا ريلكه (1875-1926)















المزيد.....

المرثية الثانية - راينر ماريا ريلكه (1875-1926)


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


ترجمة بهجت عباس

كلّ مَـلـَكٍ رهيبٌ . ولكنّي ، وا ألمي ،
أغنّي لكم يا طيورَ روحي المُحتَضَرةََ ،
عارفاً ما أنتم عليه . أين هي أيّامُ طوبيا (توبياس)،*
حيث الأكثرُ لمعاناً وقف على باب البيت البسيط،
مُتَخفِّـياً بعضَ الشيء لرِحلةٍ وما كان مُخيفاً أبداً؛
( كم حدّق الفتى إلى الخارج إلى الفتى بفضول ).
الآنَ ، لو تخطّى رئيسُ الملائكة ، الخطرُ، من خلف النجوم
خطوةً واحدةً إلى تحت ، نحونا : نبضاتُ
قلبنا المتصاعدة ستقضي علينـا . من أنتـم ؟

المسرّاتُ الأولى ، غَنِجـاتُ الخليقـة ،
أشكالٌ ساميةٌ ، قِمَمٌ مُحْمَـرّةٌ من الفجـر
لكلِّ تكـوين – بذور الألـوهيّـة المُزهِـرة ،
مفاصلُ الضِّياء ، مَمَـرّاتٌ، سلالمُ، عروشٌ ،
مسافاتُ أصلِ الحقيقة ، دروعُ نشوةٍ ، إحساسُ عاطفةٍ
جيّاشةٍ عاصفةٍ مُضطربةٍ ، وفـَجأةً ،
مرايا وحيدة ، تلك التي تجمع الجمالَ الخاصَّ المُنسابَ
من وجهها في وجهها ذاته مرةً أخرى.

ولكنّنا، أنّى نُحِسّ ُ، نتبخّـرُ : آه نتنفـَّسُ
أنفسَنا خارجاً وبعيداً ، من جَذوة إلى جَذوة
مُعطينَ رائحةً أضعفَ . حقّـاً أن يقولَ أحدهم لنا :
نعم ، أنتَ تجري في دمي ، هذه الغرفة ، يملأ الربيعُ
ذاتَه منك... ما الفائدة ! إنّه لا يستطيع أنْ يحتويَـنا ،
نحن نختفي فيه وحَوالَـيْه . وأولائك ، الجميلاتِ ،
آهِ من يقدر أنْ يحتـفظَ بهنَّ مرّة أخرى ؟ يتجلّى
المنظر بلا نهايةٍ في وجوههنَّ ويذهب قـُدُماً . مثلَ
ندى على عشب الفجر، يتبخّر ما لنا منّـا مثلَ الحرارة
من الإناء السّاخن . آه البسمةُ ، إلى أين ؟
آه أيتها النظرة ُإلى العلا : جديدة ، دافئة ، موجة ُالقلب
الهاربة ُ-، وا ألمي : ولكنْ هذا هو نحن . هل المجال
الذي نذوب فيه له مَذاق منّـا ؟ هل تأخذ الملائكة ُ
حقّاً ثانيةً ما ينساب منها وحده ، أو أحياناً ، خطأً ، بعضاً
من وجودنا معها ؟ هل نحن ممتـزجون في أشكالها
كثيراً مثـل الغموض على أوجه النساء الحوامل؟ لا تلاحظه
في دوّامة رجوعها إلى أنفسها . ( كيف ينبغي أنْ تلاحظه .)

لو أدرك المحبّون هذا ، لاستطاعوا أن يتحدّثوا
بروعة في هواء الليل. ولكنْ يظهر أنّ كلَّ شيء
يلفـّـنا في ظلام . أنظر، الأشجار هي موجودة ؛ البيوت
التي نسكن فيها ، لا تزال قائمةً. ولكنّنـا نمـرّ بها كلـِّها
وحدهـا مثلَ تبادل هوائيّ . وكلّهم متـّحدٌ ، يكتم سرّاً عنّـا ، نصفٌ
خَشيةَ عارٍ ربّما ، ونصفٌ كأمَـلٍ غيرِ ناطقٍ .

يا عشّاقُ ، يا من هم مُكْـتـَـفون ، أحدُهم بالآخر ،
أسألكم عنّا . تلمِسون بعضُكم بعضاً . هل لديكمْ براهين ؟
انظروا ، يحدث لي ، يداي تـُدرك إحداهما الأخرى
أو أنَّ وجهيَ التّـعِـبَ يأخذ راحتـَه بينهما. يُعطيني هذا
إحساساً طفيفاً . ولكن مَنْ يجرؤُ أن يكون كهذا وحده ؟
ولكنْ أنتم ، الذين يزيدون نشوةَ أحدِهم الآخرَ إلى
أنْ يُقهَـرَ فيستجديَـكُـمْ : لا مزيدَ -، أنتم الذين ينمـو أحدهم
تحت يَـدَيِ الآخر كالعنب في سنين عـظامٍ ، أنتمُ الذين
تتلاشَوْنَ أحياناً ، لأنَّ الآخَـرَ سيطر تماماً : أسألكم عنّا .
أنا أعرف أنّكم تلمِسون بعضَكم بعضاً بجـذل ، لأنَّ المُداعبةَ تدوم ،
لأنَّ الموضع اللطيفَ الذي تلمِسون سوف لا يختـفي ،
لأنَّكم تشعرون تحت أيديكم بالديمومة النّقـيّة . لذا يَعِدُ
أحدُكم الآخرَ بالأبديّـة تقريباً عند العناق . ولكنْ ، عندما
تجتازون رُعْـبَ اللحَظاتِ الأولى والاشتياقَ عند النافذة ،
والمَشْيَ معاً مرةً في الحديقة :

أيّها العشّاق ، ألا تزالون أنتم كما أنتم ؟ عندما ترفعـون
شفاهَكم ، بعضُكم نحو بعض ، وتبدؤون -: شراباً فوق شراب:
آهِ كمْ غريبٍ أنْ ينسحب الشّاربُ من العمل .

ألا تستغربون من إشارة الحذر البشرية عند بلاطة العِلـَـيّة**؟
ألم يكنْ حبّ وفراقٌ مُلقـَـيـانِ بلطفٍ على الأذرع ، كما
لو كان صـُنِـعَ من مادة أخرى ليستْ منّا ؟ تذكّـروا الأيدي
كيف تستريح بدون ضغط رغم القوّة الموجودة في الأجساد .
المُسيطرون ذاتـيّاً عرفوا معه : كم نذهب بعيداً ،
لَمْسُ أحدِنا الآخرَ لهذا يعـود لنا . تَضغط الآلهة أقـوى .
ولكنَّ هذا هو شأن الآلـهة .

لو استطعنا أن نجدَ أيضاً قطعة بشريّةً نقـيّةً، مُحتَشَمةً ،
ضيِّـقةً ، شريطاً من أرضٍ خصبةٍ بين نهر وصخر لأنفسنا .
إذ أنَّ قلبَـنا يرفعنا دوماً أيضاً مثلَ الآخرين . ونستطيع
ألاّ نـَراهُ مُجَسّداً ثانية بعد هذا في صُوَرٍ تُروِّضه ، ولا في
أجسام ربّانيّـة ، يكبح نفسَه فيها بقدرةٍ أكبرَ .

= = = = = = = = = = = = =
* توبيت Tobit رجل يهودي متديّن كان يسكن في
نينوى بعد موت سنحاريب ( ملك الآشوريين)، أرسل
ابنه طوبياTobiah or Tobiyah ( في اللاتينية توبياسTobias )
ليجلب نقوداً كان خزنها من ميديا، مدينة بعيدة. جاءه المَلَكُ رفائيل متخفياً في
صورة رجل وعرض عليه مصاحبته في رحلته ليساعده في مهمته.
** غرفة واقعة تحت سطح البيت مباشرة .



DIE ZWEITE ELEGIE

JEDER Engel ist schrecklich. Und dennoch, weh mir,
ansing ich euch, fast tödliche Vögel der Seele,
wissend um euch. Wohin sind die Tage Tobiae,
da der Strahlendsten einer stand an der einfachen Haustür,
zur Reise ein wenig verkleidet und schon nicht mehr furchtbar;
(Jüngling dem Jüngling, wie er neugierig hinaussah).
Träte der Erzengel jetzt, der gefährliche, hinter den Sternen
eines Schrittes nur nieder und herwärts: hochauf-
schlagend erschlüg uns das eigene Herz. Wer seid ihr?

Frühe Geglückte, ihr Verwöhnten der Schöpfung,
Höhenzüge, morgenrötliche Grate
aller Erschaffung, - Pollen der blühenden Gottheit,
Gelenke des Lichtes, Gänge, Treppen, Throne,
Räume aus Wesen, Schilde aus Wonne, Tumulte
stürmisch entzückten Gefühls und plötzlich, einzeln,
Spiegel: die die entströmte eigene Schönheit
wiederschöpfen zurück in das eigene Antlitz.

Denn wir, wo wir fühlen, verflüchtigen; ach wir
atmen uns aus und dahin; von Holzglut zu Holzglut
geben wir schwächern Geruch. Da sagt uns wohl einer:
ja, du gehst mir ins Blut, dieses Zimmer, der Frühling
füllt sich mit dir . . . Was hilfts, er kann uns nicht halten,
wir schwinden in ihm und um ihn. Und jene, die schön sind,
o wer hält sie zurück? Unaufhörlich steht Anschein
auf in ihrem Gesicht und geht fort. Wie Tau von dem Frühgras
hebt sich das Unsre von uns, wie die Hitze von einem
heißen Gericht. O Lächeln, wohin? O Aufschaun:
neue, warme, entgehende Welle des Herzens -;
weh mir: wir sinds doch. Schmeckt denn der Weltraum,
in den wir uns lösen, nach uns? Fangen die Engel
wirklich nur Ihriges auf, ihnen Entströmtes,
oder ist manchmal, wie aus Versehen, ein wenig
unseres Wesens dabei? Sind wir in ihre
Züge so viel nur gemischt wie das Vage in die Gesichter
schwangerer Frauen? Sie merken es nicht in dem Wirbel
ihrer Rückkehr zu sich. (Wie sollten sie s merken.)

Liebende könnten, verstünden sie s, in der Nachtluft
wunderlich reden. Denn es scheint, daß uns alles
verheimlicht. Siehe, die Bäume sind; die Häuser,
die wir bewohnen, bestehn noch. Wir nur
ziehen allem vorbei wie ein luftiger Austausch.
Und alles ist einig, uns zu verschweigen, halb als
Schande vielleicht und halb als unsägliche Hoffnung.

Liebende, euch, ihr in einander Genügten,
frag ich nach uns. Ihr greift euch. Habt ihr Beweise?
Seht, mir geschiehts, daß meine Hände einander
inne werden oder daß mein gebrauchtes
Gesicht in ihnen sich schont. Das giebt mir ein wenig
Empfindung. Doch wer wagte darum schon zu sein?
Ihr aber, die ihr im Entzücken des anderen
zunehmt, bis er euch überwältigt
anfleht: nicht mehr -; die ihr unter den Händen
euch reichlicher werdet wie Traubenjahre;
die ihr manchmal vergeht, nur weil der andre
ganz überhand nimmt: euch frag ich nach uns. Ich weiß,
ihr berührt euch so selig, weil die Liebkosung verhält,
weil die Stelle nicht schwindet, die ihr, Zärtliche,
zudeckt; weil ihr darunter das reine
Dauern verspürt. So versprecht ihr euch Ewigkeit fast
von der Umarmung. Und doch, wenn ihr der ersten
Blicke Schrecken besteht und die Sehnsucht am Fenster,
und den ersten gemeinsamen Gang, ein Mal durch den Garten:


Liebende, seid ihrs dann noch? Wenn ihr einer dem andern
euch an den Mund hebt und ansetzt -: Getränk an Getränk:
o wie entgeht dann der Trinkende seltsam der Handlung.

Erstaunte euch nicht auf attischen Stelen die Vorsicht
menschlicher Geste? war nicht Liebe und Abschied
so leicht auf die Schultern gelegt, als wär es aus amderm
Stoffe gemacht als bei uns? Gedenkt euch der Hände,
wie sie drucklos beruhen, obwohl in den Torsen die Kraft steht.
Diese Beherrschten wußten damit: so weit sind wirs,
dieses ist unser, uns so zu berühren; stärker
stemmen die Götter uns an. Doch dies ist Sache der Götter.

Fänden auch wir ein reines, verhaltenes, schmales
Menschliches, einen unseren Streifen Fruchtlands
zwischen Strom und Gestein. Denn das eigene Herz übersteigt uns
noch immer wie jene. Und wir können ihm nicht mehr
nachschaun in Bilder, die es besänftigen, noch in
göttliche Körper, in denen es größer sich mäßigt.



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نزهة - للشاعر الألماني إدوارد موريكه - ترجمة بهجت عباس
- في الغربة - هاينريش هاينه
- هل الليلة كالبارحة أم السّماء كالحة! تجربتي مع الجامعة المست ...
- كيف تفسِّر الجامعة المستنصرية الوثائق والنصوص؟
- أربعة أيام في بغداد
- خميرة تُديم السرطان ولكنّها قد تطيل العمر
- بؤس الكاتب العربي
- مرض القولون الكيسي
- من الأساطير القديمة ما يومئ - للشاعر الألماني هاينريش هاينه
- إلى الخريف - وليم بْلَيْكْ
- تسيلان وهايْدَغَرْ - قصة وقصيدة تودناوْبَرْغ
- أوباما والعرب
- قصيدتان - غوته
- أربع قصائد من رواية (سنوات تدريب فيلهلم مايستر) لغوته
- قبلاي خان - للشاعر الإنكليزي ساموئيل تايلور كولريج (1772-183 ...
- تتمشّى في جمال - لورد بايرون
- الخريف - للشاعر الفرنسي لامرتين ( 1790 - 1869 )
- تمثال الفرعون المنهار بين شاعرين - شيلي وسميث
- الطريق الذي لم يُسلَك - للشاعر الأميركي روبرت لي فروست (1874 ...
- أغنية الخريف - للشاعر الفرنسي شارل بودلير (1821-1867)


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - المرثية الثانية - راينر ماريا ريلكه (1875-1926)