أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - أربع قصائد من رواية (سنوات تدريب فيلهلم مايستر) لغوته














المزيد.....

أربع قصائد من رواية (سنوات تدريب فيلهلم مايستر) لغوته


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 03:20
المحور: الادب والفن
    


أربع ُقصائـدَ من رواية (سنوات تدريب فيلهلم مايستر)
يوهان فولفغانغ فـون غـوته (1749-1832)
ترجمة بهجت عباس
(قصائد لم تنشرها إيلاف)

(هي الرواية الثانية لغوته بعد رواية " آلام فيرتر" ، كتبها في عشر سنين ، تدور حوادثها حول رجل أعمال بورجوازي (فيلهلم مايسترWilhelm Meister ) في القرن السابع عشر ، سئِـمَ الحياة "الخالية" لمهنته فأراد أن يهرب منها تاركاً عمله التجاريّ ليكون ممثلاً وروائياً. تتعرف الفتاة الصغيرة (ميكَنون Mignon) ذات الثاني عشر ربيعاً عليه ، فيرعاها كابنته ، فتقع في حبّ فاشل معه . تقوم ميكَنون بغناء هذه القصائد الأربع التي تحمل اسمها بمساعدة عازف القيثار ، وهو شخص غامض متجول كئيب ، ويكون أباها يُنشد معها في القصيدة الثانية . في الرواية وقعت ميكَنون، وهي فتاة متشرِّدة ، كئيبة وغريبة الأطوار، ميتة عندما رأت مايستر يقبل صديقته قبلة حبّ . لا عناوين لهذه القصيدة ولكنها سُميَّت بأسماء مغنيها . نشرت هذه الرواية سنة 1796 ونالت شهرة عالمية كبيرة ، فمن بين الذين نالت إعجابهم وكتب عنها وقيمها تقييماً حسناً كان الكاتب الأسكوتلندي السّـاخر توماس كارلايل .)

ميكَنون
1
(لحنها تشايكوفسكي وسماها : لا شيء ولكنْ القلب الوحيد)
وحده الذي يعـرف لـوعة الاشتياق
يدري ما أعاني.
وحيدةً وبعيدةً عن كلِّ ابتهاج ،
أتطلّع إلى السّماء
وراءَ تلك الأرجاء .
آخ! مَـنْ يُحبّـني ويعـرفـني
هو هناك ناءٍ عنّي.
يُصيبني دُوارٌ
تضطرم في حشايَ نارٌ
وحده الذي يعـرف لـوعة الاشتياق
يدري ما أعـاني .

وهذه القصيدة في شعر مقفّى :

وَحـدَه من يعرف الوجدَ ولوعـاتِ الحنـينِ
هـو يدري ما أُعانـيه من الحُـزن الدَّفـينِ
وَحدَتي، بُعدي عن الأفراح في دهري الضَّـنين
السَّما أرنـو إليها بدموع وفـؤادٍ مُستـكيـنِ
خلف هاتـيك الجهـات النـائيـاتِ
فإذا حبّـي الذي يعرفـني غيرُ مواتي
إنَّـه ناءٍ ، فأغـدو في ذهـول ودُوارِ
والحشى مِـنّيَ نارٌ تتلـظّى في أُوارِ
وَحـدَه من يعرف الوجدَ ولوعـات الحنـينِ
هـو يدري ما أُعانـيه من الحُـزن الدَّفـينِ


2
أتعرف الأرض التي تُزهِـرُ أشجارُ الليمون فيها ،
حيث البرتقالُ الذهبيّ يلمع في الظّلام بين الأوراق ،
حيث النسيمُ العليل يهبّ من السّماء الزّرقاء ،
حيث الآسُ صامتٌ وشجر الغار ينتصبُ شامخاً ،
هل تعرفها جيداً ؟

هـناكَ ! هـناكّ
أتمنّى أنْ أذهب معك إليها ، يا حبيبي .

أتعرف ذلك البيتَ ؟ حيث السّـقـفُ يستقـرّ مرتاحاً على أعمدته ،
تشعّ صالتُـه ، وتلمع غـرفُـه ،
وتماثيـله الرّخـام منتصبة ترنـو إليَّ:
" ما الذي فعلوا بك يا طفلتي المسكينة ؟ "
هل تعرف ذلك جيّـداً ؟

هنـاكَ ! هنـاكَ !
أتمنّى أن أذهب معك ، أوه يا مَـنْ يحفظُـني.

أتعرف الجبلَ وجسرَه وسطَ الغيـوم ؟
حيث البَـغْـلُ يبحثُ عن دربه في الضَّـباب ،
في الكهـوف يقطن فـرخُ التّـنّـينِ المُـعَـمِّـرُ ،
الجّـرُف ينحدر بسرعة إلى أسفلَ وفوقه الفيضان ،
هل تعرف ذلك جيّداً ؟

هنـاكَ ! هنـاكَ !
طريقنا هذا يقـود ، أوه يا أبي ، إلى البيت دعـنا نذهب !

3
لا تدعُـني إلى الكلام ، بل ادعُـني إلى الصَّمت ،
لأنَّ كَتْـمَ سريرتي فَـرْضٌ عليَّ ؛
أودّ أن أُطلعَكَ على كلِّ مـا في طَـويَّـتي ،
ولكنَّ مقدوري يأبى .

في الوقت المُـوائـم يُبـدِّد مَسارُ الشمس
الليلَ المدلهـمَّ ، وعليها أن تُـنيـرَ ذاتَـها ؛
تتـفـتّت* الصّخرة الصَّوّانُ ،
ولا تَضَنّ على الأرضِ بينابيعِها المخـفـيّـةِ عميقـاً.

كلُّ واحدٍ يبحثُ راحةً تحت كَـنَـفِ صديقه ،
هناك يقدر ُ أنْ يسكبَ القلبُ ذاتَـه في أنـين ؛
ولكنَّ قسماً يُغلقُ شَفـتَـيَّ ،
وليس غيـرَ الإله وحدَه مَـنْ يقـدرُ أنْ يفتحَهمـا .
===============================
* الترجمة الحرفية : تفتح صدرها

4
(بعد أن أدّتْ ميكَنون دور ملاك صغير بردائها الأبيض الفضفاض في عرضٍ دينيّ ، أرادوا خلعَ الرداءِ الأبيضِ عنها، فرفضت وجلست بردائها حول طاولة الكتابة وكانت قاب قوسين أو أدنى من الموت ، وأخذت تغني :

دعوني أظهـر هكذا إلى أنْ أصبحَ حَـقيـقـيّـةً ؛
لا تجرِّدوني مِنْ ردائي الأبيض !
إنني أخِـفّ ُ السَّـيْرَ من الأرض الجميلة
إلى أسفلَ إلى ذلك البيت الحصيـن .

هناك سأرتاح برهـةً قصيرةً هادئـةً ؛
تتفتَّح عيناي بعدها عن النظرة الصّـافية ،
سأترك بعد ذلك الغطاءَ النقيَّ ورائي ،
والزّنّـارَ وإكـليلَ الغـار .

وأولئكَ المخلوقاتُ السَّماويةُ ،
لا تسأل أَرَجُـلٌ أنتِ أم امـرأة ،
ولا ملابسَ ، ولا أستارَ
تُطـوِّق جسدَك المطَـهَّـرَ .

حقّـاً لقد عشتُ بلا هـمٍّ بلا جُهـدٍ ،
ولكنْ شعرتُ بألمٍ دفـينٍ كافٍ .
من الحـزن شِبتُُ مُبَـكِّـراً جدّاً –
اجعلوني مرةً أخرى يافـعةً إلى الأبد!




#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلاي خان - للشاعر الإنكليزي ساموئيل تايلور كولريج (1772-183 ...
- تتمشّى في جمال - لورد بايرون
- الخريف - للشاعر الفرنسي لامرتين ( 1790 - 1869 )
- تمثال الفرعون المنهار بين شاعرين - شيلي وسميث
- الطريق الذي لم يُسلَك - للشاعر الأميركي روبرت لي فروست (1874 ...
- أغنية الخريف - للشاعر الفرنسي شارل بودلير (1821-1867)
- إلى الخريف
- إلى الخريف - للشاعر الإنكليزي جون كيتس (1795 - 1821)
- أعطيك خريفاً - للشاعرة الفيتنامية المعاصرة دا ثاو
- نظرة في الجين والجينوم
- ترنيمة حائكةٍ سيليزيّة* - للشاعرة الألمانية لويزه أستون (181 ...
- النسب والجينات
- مع الشاعر الراحل مرتضى الشيخ حسين
- الخروج الأخير
- خبز وخمر 7 - 9 للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين
- خبز وخمر 4 - 6 للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين
- خبز وخمر 1 - 3 للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين
- البحيرة - للشاعر الفرنسي لامرتين ( 1790-1869) - ترجمة بهجت ع ...
- هلاك سنحاريب - لورد بايرون (1788-1824)
- طموح حفاة الثقافة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - أربع قصائد من رواية (سنوات تدريب فيلهلم مايستر) لغوته