أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !














المزيد.....

اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* تنفس "عُربان أميركا" الصعداء بعد خطبة الرئيس أوباما في جامعة القاهرة! فقد فرّج الرجل عنهم بعد سنوات الضيق الذي عانوه في ترويج سياسة الولايات المتحدة أيام سلفه بوش, فشرعوا على الفور –وحتى قبل الخطاب- في التبشير بالتغيير الآتي على يدي المخلص الأسمر، بحمية المريدين اتباع الطرق وصلافة السماسرة أصحاب المصالح، الجاهزين دائماً لتأييد كل سياسة أميركية أياً كانت.. تماماً كما تفعل من يسميهن أهل "البصرة": "الطقاقات والنواحات"!
وفي الحقيقة، لم يكن ينقصه سوى ارتداء العمامة والعباءة والاتكاء على عصا، حتى تكتمل عدة الواعظ المتقن لمهارات الدعاية والعلاقات العامة! فكما يغير موظفو تسويق السلع والخدمات في شركات الإعلانات أسماء بضائعهم أو ألوانها أو شكل تغليفها عندما تتراجع مبيعاتهم أو تكسد، غيَّر أوباما في الألفاظ وأعاد تركيبها محتفظاً بالمضامين، ليدعو من جديد لاستمرار الحرب على ما سماه سلفه "الإرهاب"، فيما سماه هو "التطرف". وهو تغيير تطلبه العجز الذي لاقته أميركا في مواجهة المقاومين العرب والمسلمين في الحرب التي تشنها عليهم (مباشرة): كما في أفغانستان والعراق، أو (مداورة) عبر وكلائها: كما في فلسطين ولبنان والصومال، وحاجتها إلى أن يقوم حلفاؤها –العرب والمسلمون- بالمهمة نيابة عنها بعدما اتضح اخفاقها في فرض إرادتها الأحادية على العالم، وبعدما انفجرت الأزمة الاقتصادية والمالية في بلدها بالذات منذرة بتداعيات ستستمر إلى وقت غير منظور.
* * *
وفيما وعظ أوباما مستمعيه العرب والمسلمين بالتسامح مع المعتدين عليهم، مستشهداً بآيات قرآنية ومؤولاً لها بما يوافق مصالح أميركا وإسرائيل، فقد احتفظ لأمته ودولته بحق ممارسة العنف (كما فعلت خلال ثورة الاستقلال ضد بريطانيا العظمى، و كما تفعل الآن في حربها على أفغانستان) في تكريس ساطع صلف لمنطق الأسياد التمييزي الذي يمنح للبعض حقوقاً خاصة ويحرمها على الآخرين, الذين تفضل فأباح لنفسه حق إملاء الواجبات عليهم: "يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف. إن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح".
وبالطبع لم يقل شيئاً عن حق العراقيين بالمقاومة رغم اعترافه بأن احتلال العراق كان كما وصفه قراراً "اختيارياً".
وكأن جريمة غزو دولة واحتلالها وتدميرها وتمزيقها ليست أكثر من مسألة خلافية داخلية تتم تسويتها في البيت الأميركي!
وتمادى في موعظته أكثر بتذكيره العرب باللاسامية والمحرقة التي تعرض لها اليهود في أوروبا، وكأن عليهم أن يدفعوا ثمن ما ارتكبه غيرهم من جرائم، في الوقت الذي لا زالت تجري أمام أنظار العالم المحارق التي تقيمها إسرائيل لهم منذ عقود طويلة مدعومة من دولته بالذات!
* * *
وامعاناً منه في التلاعب بالكلمات, اختصر القضية الفلسطينية بكل تشعباتها وآلامها في مسألة "وقف توسيع الاستيطان" وفي الدعوة الغامضة إلى "حل الدولتين" الذي سبق لبوش الابن أن وعد بتحقيقه في نهاية العام الماضي، وسبق لكلينتون أن سعى للتوصل إليه في آخر فترة ولايته. ومثلما ترك الرئيسان -بوش وكلينتون- للإسرائيليين مهمة تفسير ما يعنيه "حل الدولتين"، فقد ترك أوباما المهمة للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين".. وهو ما يعني شيئاً واحداً:
ترك الحمل لشهامة وكرم الذئب!
ما دام قد قرر سلفاً بأنه "سيتحلى بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه هذه المهمة" مع التأكيد المتكرر بأن التزام أميركا تجاه إسرائيل مسألة راسخة!
وإذ اكتفى بهذا القدر من الاختزال المخاتل، فإنه لم ير حاجة إلى ذكر الأراضي العربية المحتلة الأخرى في الجولان وجنوب لبنان.. ربما لأنها ليست أكثر من تفاصيل هامشية متقادمة مثلها مثل فلسطين المحتلة عام 1948م، والمُهَجَّرين (اللاجئين) والقدس، والأسرى، والجدار!؟
فالمهم بالنسبة له هو أن يشاركه العرب والمسلمون الحرب، أو أن يقوموا بها, نيابة عنه وعن دولته ضد "المتطرفين" الذين قال ان "من واجباتي كرئيس أن أتولى حماية الشعب الأميركي منهم"!
- هكذا إذن!
على العرب والمسلمين أن يتركوا أولوياتهم وضروراتهم الملحة ليتبنوا أولويات أميركا إكراماً لعيني رئيسها الذي "شرَّفهم" بزيارته, واستشهد بآيات من القرآن, وبدأ خطابه لهم بالتحية العربية: "السلام عليكم" التي صفق لها الحاضرون حتى التهبت أكفهم رغم اعتيادها على التصفيق!
وهي علامة على إنقلاب الدهر فيما يبدو!
فلو كان الرئيس "جمال عبدالناصر" حياً لذكره بما قاله للأميركيين عندما عرضوا عليه في الخمسينيات من القرن الماضي "حلف بغداد". ولذكره أيضاً بما قاله غداة هزيمة حزيران-يونيو:
"ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"
وهو الخطاب الذي يجدر بالعرب استعادته وترجمته إلى أرض الواقع إذا أرادوا أن يصغي إليهم الآخرون بدل أن يكونوا في مقاعد المستمعين...
[email protected]






#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات لبنان : تقدير ..وتذكير
- - انتم لم تنتصروا في الحرب - !؟
- العقاد : صورتان
- أبو القاسم الشابي...عصف حياة خاطفة !
- أدونيس...الاثارة حد التهافت !
- قاب قوسين؟ لتكن مشيئتك !
- بردها شيني !
- مضرج بالخجل..مبرح بالاسئلة
- ما لهم وللمتنبي؟ تركوا الخيل..واحتفظوا بالليل !
- معركة الكرامة:ماينبغي استعادته
- سألتني عن الشجن...
- القدس: حيِّز -الضمير- ..وحيِّز -الفعل-
- عرب الانتظار ؟
- حشد الاحقاد
- . أو لا سلام يكُون !
- فنزويلا: ضمير ومبدأ وإيمان
- لفلسطين..ولأنفسنا
- الجيش والدولة والسلطة والسياسة في الوطن العربي :-مساهمة في ا ...
- لا عليك !
- طفل الطيران !


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !