أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بسام الهلسه - عرب الانتظار ؟














المزيد.....

عرب الانتظار ؟


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 00:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


* لكأن "صموئيل بيكيت" الأديب الإيرلندي المشهور كان يصف حال العرب الراهنة حينما كتب مسرحيته "في انتظار جودو".
وما يصف حال العرب هو موضوع وشخصيات المسرحية التي تمضي الوقت في انتظار شخص اسمه "جودو" تأمل أن يأتي ويخصلها مما هي فيه دون أن تفعل شيئاً، سوى تأكيد عجزها وخوائها وانعدام إرادتها.
وكما هو معروف حظيت المسرحية باهتمام كبير، وقدمتها فرق عديدة في العالم، ونال مؤلفها "بيكيت" جائزة نوبل للآداب أواخر الستينيات من القرن الماضي، لكن "جودو" و"الخلاص" لم يأتيا أبداً!
* * *
مثل شخصيات المسرحية ينهج العرب الرسميون منذ ما بعد حرب تشرين- أكتوبر 1973م سياسة انتظار عقيمة للخلاص الذي ستأتي به "الولايات المتحدة" لمشكلات المنطقة. وهي –سياسة الانتظار- النتيجة الطبيعية للخواء والعجز الناجمين عن انعدام الرؤية والإرادة.
لكن أميركا ليست مثل "جودو" الذي تتحدث عنه شخصيات المسرحية دون أن يظهر، فهي كالذي كتب عنه الشاعر "عبدالوهاب البياتي": "الذي يأتي ولا يأتي".
تأتي لتصنع المشكلات وتترك للعرب انتظار حلها على يديها، بدعوى أنها القوة الأكبر التي "تمسك بـ99% من أوراق الحل في المنطقة" كما قال رئيس عربي مرة، أو بدعوى أنها "راعية عملية السلام" كما يقول معظمهم!
وبرغم المدة الطويلة التي مرت على هذه الحال، والخيبات والمآسي الكبيرة التي تجرعها العرب من أميركا، فقد ظلوا مواظبين على سياستهم التي تبدو وكأنها قدر لا يملكون رده!؟
* * *
و"السياسة" من حيث هي التعبير المكثف عن الإرادة والمصالح، تبدأ من وعي الذات العامة والسعي لتلبية تطلعاتها واحتياجاتها في الظروف والسياقات المحددة في كل مرحلة. وبهذا المعنى فهي نقيض ذهنية ووضعية "الانتظار" من حيث الحاحها على الفعل المستمر.. اللهم إلا إذا كان –الانتظار- مجرد مناورة مؤقتة لاستجلاء موقف غامض أو لحشد قوى.
ومع توفر "الإرادة الواعية" التي هي شرط مؤسس للفعل، فإن كل حالة أخرى –كالعجز مثلاً- تكون ظرفية يمكن تجاوزها –أو تقليل آثارها- بتعزيز عوامل القوة الأخرى.
لكن مشكلة العرب المنتظرين لـ"جودو" الأميركي، لا تكمن في حاجتهم لهذا الدرس البسيط في الفكر السياسي –وإلا نكون وقعنا في الإدعاء أو الغفلة- بل تكمن في مكان آخر يتصل بفهمهم لماهية "الذات" و"المصالح" التي نتحدث عنها ونؤكد على صفتها "العامة" (أي التي تعم الأمة والوطن)؛ فيما يؤكدون هم على صفتها "الخاصة" (الطبقة المستفيدة من الوضع القائم) أو حتى "الشخصية" (العائلة والمقربين).
ومع أهمية فهم ما سبق ينبغي الفحص والنبش في بنية ذهنية رسمية عربية، ومن معها من النخب والمحاسيب والأتباع، أدمنت على ما هي فيه واطمأنت له، إلى حد أنها فقدت كل رغبة في تجاوزه.. بل حتى في التساؤل عن بديله!
* * *
تبدل العالم كثيراً منذ العام 1973م، وتغير رؤساء كثيرون في الولايات المتحدة (نيكسون، فورد، كارتر، ريغان، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن، وأخيراً: أوباما..) لكن عرب الانتظار ظلوا كما هم أوفياء للعهد فلم يملوا كما فعلت "أم كلثوم" ذات أغنية: "أنا في انتظارك.. ملّيت"!



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حشد الاحقاد
- . أو لا سلام يكُون !
- فنزويلا: ضمير ومبدأ وإيمان
- لفلسطين..ولأنفسنا
- الجيش والدولة والسلطة والسياسة في الوطن العربي :-مساهمة في ا ...
- لا عليك !
- طفل الطيران !
- تداعيات عربية...الازمة ..والفرصة؟
- الرحلة
- شدعي ع القطار !
- مضغُ الوقت !
- مضغ الوقت !!
- استعادة الذات...في-الامل- كما في -الالم-
- محمود درويش...الحضور..والغياب
- المثقف والسياسي...سؤال العلاقة ؟
- آب آب...عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟
- منذ مئة عام...عسكر انقلاب !!
- ذكرى ميسلون : التحدي..والاستجابة
- عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز
- كتابة السيناريو ... خطوات إجرائية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بسام الهلسه - عرب الانتظار ؟