أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - لا عليك !














المزيد.....

لا عليك !


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:31
المحور: الادب والفن
    



-1-
* على بياض الورق الناصع تنثر حبرك الأسود؛ آخر ما تبقَّى لك من أزمنة الإنكسار والخيبات والفجائع.
لو كنت جاهلياً لفعلت ما فعله "طرفة" حينما طلب إلى سجانه أن يسقيه حتى يثمل ثم يفصد كاحله..
أو كنت اتكأت على رمحك حتى يخترق قلبك فتختصر عمراً مللته..
تعرف الآن سر خطيئتك
كان عليك أن لا تتوق وأن لا تحلم في بلاد يُصادر فيها التوق وتعامل فيها الأحلام كممنوعات خطرة!
كنت تعرف هذا الحظر؛ لكنك أوغلت وتماديت إذ لم تكتفِ بالأحلام؛ بل أردت لها أن تتجسد...
وها أنت ذا جالس كشيخ عتيق يستعيد أيامه الغابرة فيما يمضغ القهوة.
-2-
في مناماته –قال لك- أنه يرى حلماً يتكرر: حصان جامح يحطم الجدار الخشبي الذي يحتجز فيه، وينطلق عادياً في السهل المترامي، وثمة أناس يعدون خلفه وينادونه لكي يعود...
فجأة يستدير ليواجههم.. يقف على قائمتيه الخلفيتين ويرفع رأسه نحو السماء مطلقاً صهيلاً مديداً.. ثم ينفض غرته وعرفه بزهو ويواصل اندفاعه المصمم نحو المدى.
-3-
ما كان "طرفة بن العبد" ليواجه مصيره لو كان سكت عما عرفه الآخرون وسكتوا عنه.. أو لو كان فر مثل خاله الشاعر.. لكنه ليس كالآخرين وليس كخاله "المتلمس" ولذا سار إلى قدره كما يسير الذاهب إلى مكان يعرفه ويألفه! ولم يبال حينما عرض له الحاكم ما في الرسالة التي يحملها من أمر بقتله موحياً له بالفرار...
لكنه "طرفة" والفرار لا يليق بمن قال ذات قصيدة:
إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلتُ أنني
عُنيتُ، فلم أكسل ولم أتبلد!
-4-
ها أنت ذا تتذكر ذلك الشعور الممض الممتزج بالحفاوة والأسى، الذي انتابك حينما قرأت سيرة وأشعار "عروة بن الورد".
كان بوسعه أن يعيش كسائر أبناء قبيلته "عبس" وربما كأفضلهم، لو لم يكن مصاباً بخطيئة نبيلة: "رفض الظلم والحلم بالعدالة"! ولكم كان فاجعاً له أن يشهد انكسار حلمه، حينما رأى الصعاليك الذين حشدهم ورعاهم، يعيدون انتاج الآخرين بعدما ظفروا بالغنائم:
ألا ان أصحاب الكنيف وجدتهم كما الناس لما اخصبوا وتمولوا!
-5-
لكن فجيعة "عروة" بمآل صعاليكه، لم تمنع "أبا ذر الغفاري" من بعث حلم العدالة والتحريض عليه، ليترك لنا من ثم صيحته المتأججة التي تناسلت عبر العصور: "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه!".
-6-
- هل كنت ستذكر هؤلاء لو أنهم لم يحلموا، ولو لم تصلك أحلامهم كميراث ادخرته الأجيال؟
- لا عليك مما عاينته وعانيته من خيبات ونكران إذن...
- ولا عليك من "القطعان" التي تسير خلف "الرعاة" دونما تساؤل.. فهذا ليس شأنك!
شأنك هو ما قاله صاحبك القديم الخارج على ذهنية القطيع المكرسة، "أبو الطيب المتنبي"، وإن اختلف المُراد:
أعطى الزمان فما قبلتُ عطاءه وأراد لي.. فأردت أن أتخيرا!
[email protected]



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل الطيران !
- تداعيات عربية...الازمة ..والفرصة؟
- الرحلة
- شدعي ع القطار !
- مضغُ الوقت !
- مضغ الوقت !!
- استعادة الذات...في-الامل- كما في -الالم-
- محمود درويش...الحضور..والغياب
- المثقف والسياسي...سؤال العلاقة ؟
- آب آب...عن السجون والعشاق الذين لا يؤوبون ؟؟
- منذ مئة عام...عسكر انقلاب !!
- ذكرى ميسلون : التحدي..والاستجابة
- عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز
- كتابة السيناريو ... خطوات إجرائية
- مقالة في المقارنة!!
- طلب اعفاء !!
- حدث ذات حزيران...
- فخامة لبنان...اسيرة..وطليقة!؟
- فعلها بوش !!
- اسرائيل:مقاربة مكثفة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - لا عليك !