أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين التميمي - خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر














المزيد.....

خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


من المفارقات التي تثير الاستغراب والشعور بالحس الكوميدي لما يدعى بـ (القدر) ان الشاعر الشاب الممتلئ طموحا ورغبة في تحقيق الذات واختصار المسافات .. هذا الشاعر صاحب ديوان يقتفيني القمر ، اقتفاه (القدر) على حين غرة وهو يلج عقده الرابع بعد ان انهى على وجل وعجل عقده الثالث منذ أيام او أسابيع قليلة خلت ..
خالد السعدي .. الشاعر الشاب الجميل الاكبر والذي لا تخطئ العين شفافيته ورقته وابتسامته الانيقة .. هذا الشاعر الذي انطلق سريعا منذ العام 2003 ليؤسس لمشروعه الادبي بثقة وكان لظهوره الجديد هذا محل ريبة وتساؤل لدى بعض من عناصر الوسط الادبي وايضا لدى بعض من الجمهور الادبي .. لكن هذه الريبة وهذا الريب لم يوقف شاعرنا ولم يثنه عن المواصلة وكان للتهجير القسري الطائفي الذي تعرض له الأثر الاكبر في الوصول الى عوالم ومناخات ماكان له ان يدركها ويصلها لولا هذه الغربة القسرية والمفارقة الاخرى انني كنت التقي شاعرنا الجميل واستمع الى بعض من قصائده دون ان اعرف الى أي مكون او طائفة ينتمي .. وبتحديد اكبر لم اكن افكر في هذا الامر ذلك ان الكتابة والابداع لم يكن لهما أي انتماء طائفي او عشائري .. وحتى التسميات التي اطلقها بعض منا على نفسه لم يكن الغرض منها التميز عشائريا او طائفيا انما صادف ان التسمية لاقت استحسانا موسيقيا او لفظيا ما فاستمرت تحت هذا العنوان او ذاك .
من المفارقات الاخرى ايضا ان الشاعر طلب مني ان اهديه مجموعتي القصصية التي صدرت في العام 2005 وبعنوان (اعادة ترتيب) وكان يضمن طلبه هذا الرغبة في الكتابة عنها .. وهنا اود ان اعتذر للشاعر الشاب الشهيد الحي .. انني لم احمل طلبه هذا على محمل الجد او ان المشاغل حالت دون ذلك فأرجأت الاستجابة الى اجل غير مسمى ، وهذا الأجل استمر واستطال ولم اعلم من هو الشاعر السعدي حتى تعرضت للتهجير وعلمت انه تعرض هو ايضا للتهجير تحت مسمى مشابه لي .. ولا احاول هنا ان اؤكد اصطفافي الطائفي من خلال هذه المعلومة انما ان الفت عناية الساسة الى مدى ابتعاد ونأي كل المثقفين والادباء عما حل بنا من تمزق طائفي كوننا لم نفكر يوما في مثل هذه الامور بل اجبرنا على التفكير بها بعد ان حدث ماحدث لكن رغم ذلك لم نتعامل معها وفقا للنظرة او الموقف والافق المحدود الذي نتج عنه خراب حل بنا وببلدنا ولم يستثن احدا .
ولكي لانبتعد كثيرا عن الموضوع اقول ان الشاعر السعدي استطاع من خلال تجربته مع الغربة والشعر ان يلغي الكثير من المفاهيم الدخيلة وحصل من خلال مسابقة شاعر المليون التي اقيمت في الامارات على دعم وتصويت ابناء الشعب العراقي من كافة الطوائف والاعراق وايضا الشعب العربي .. أي انه وبرغم معاناته استطاع ان يوحد بين الجميع بطريقة لم يتمكن منها أي من الساسة الذين صدعوا رؤوسنا خلال فترة تفشي وباء العنف الطائفي وهم يطلقون الخطب ويدعون بأنهم ضد الطائفية فيما كانت القوى التابعة لهذا الطرف او ذاك تعمل ذبحا وقتلا بنا .
ولعل استدراجنا للكم الهائل من المفارقات في حياة هذا الشاعر تقف بنا امام حقيقة انه ورغم احقيته بالحصول على الجائزة الكبرى تعرض في الغربة الى الابتزاز او على اقل تقدير الى محاولة ما للتنحية وتم الوصول معه الى ترضية بحيث حصل على لقب شاعر القضية .. ولم يكن القائمون على هذه الجائزة يعلمون بأنهم منحوه جائزة اكبر من الجائزة الكبرى .. ذلك ان لقب شاعر القضية – في المهجر – هو اقرب ما يمكن ان يوصف به السعدي ، كونه مثل العراق الواحد في هذه المسابقة وفاز بالجائزة الاجمل وسط كل الجوائز ..
اليوم هاهو الشاعر يفاجئنا مرة اخرى .. فبعد ان استطاع ان ينجو بنفسه وابداعه عن كل انواع القتل والتدمير الاعمى .. وبعد ان تحقق هامش كبير ومطمئن من االناحية الامنية عاد الشاعر كما الطائر الذي اشتاق لعشه فاذا به وبعد مرور اسابيع قليلة يقتل وسط حشد من الناس وتحت عنوان الارهاب الاعمى فكأنما هو وبعد كل النجاحات والابداعات التي حققها عاد مجددا ليقف مع المواطن العراقي البسيط ليشاركه احزانه وآلامه ولم يتوقف عند هذا الحد بل واصل الابداع شعرا وعملا فاصطف مع قوافل الشهداء ليصدح عاليا وهو يلوح بجناحيه الى قمر حاول هو ان يقتفيه لكن القدر سارع الى اقتفائه .



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل
- في بعقوبة..اطفال يتأرجحون بين الاهمال واللعب التي تقتل برائت ...
- بوووم - قصة قصيرة
- بووم - قصة قصيرة
- أشياء لن تتوارى
- البرتقال يغادر لونه
- والعيد على الابواب .. ماذا ستفعلون ايها الساسة !!
- !! ولاية .. مشّيها
- اطباء من زمن الفوضى
- محرر يسطو على اعمدتي !!
- !! البشاعة المسلية
- أكياس الدم وأكياس الاسمنت
- لا توقفوا الحملة .. لا توقفوا النشيد رجاءً


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين التميمي - خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر