أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - لا توجد أزمة في المار كسية ... بل ماركسيون شبعى ومترفون ...؛؛















المزيد.....

لا توجد أزمة في المار كسية ... بل ماركسيون شبعى ومترفون ...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعليقا على مقال – ماركس لم يقرأ التاريخ ولم يتحدث بالدين- للاستاذ عبد الحسين شعبان
لفت نظري وأنا أتصفح صحيفة الحوار المتمدن ليوم 16 / 4 الجاري عنوان مقال للأستاذ عبد الحسين شعبان " ماركس لم يقرأ التاريخ ولم يتحدث في الدين " ، معتقدا أنه واحدا من مقالاته التي اعتدت على مطالعتها باهتمام هنا وفي صحف أخرى. لكن ما أثار استغرابي أن ما ذكر على أنه مقال للكاتب الأستاذ شعبان لم يكن مقالا بل خبرا صحفيا ينقل فيه المراسل مقتطفات من ندوة عقدت في القاهرة لمناقشة كتاب شارك فيه الأستاذ شعبان مع كاتب آخر صدر أخيرا. وها أنا اليوم أطالع الجزء الآخر من ذلك الخبر الصحفي وسأتناولهما بالتعليق.

فقد ذكر المراسل السيد صبحي موسى الذي لم يذكر اسم الوكالة التي يعمل لصالحها ، أن الكاتب العراقي خضير ميري في حواره مع عبد الحسين شعبان قدم من خلاله مجمل رؤى عبد الحسين عن الماركسية وتاريخها وموقفه النقدي منها ". ويتابع الصحفي صبحي موسى نقلا عن شعبان ،" وشهد الندوة عدد كبير من مفكري اليسار والمثقفين المصريين ، فتداخلوا واختلفوا وأضافوا " - مما يؤكد أن الصحفي لم يكن حاضرا تلك الندوة الفكرية التي كتب عنها ، وأن ما ذكره هو نقلا عن الأستاذ شعبان نفسه، وفي هذه الحالة لا يصح اعتبار اسم المقال في أعلى الصفحة عنوانا لمقال الأستاذ عبد الحسين شعبان ، وإنما عنوانا لخبر نقله الصحفي بالصيغة التي ظهر بها في صحيفة الحوار المتمدن.
إن العبارة التي بدأ بها الصحفي تقريره والتي جاء فيها : " احتفى أكبر معاقل اليسار في القاهرة وهو حزب التجمع لا ترفع من شأن كاتب ولا من شأن كتاب ، إنها كلام بلا فحوى ويندرج في خانة الدعاية والإعلان ليس إلا.

لقد حذا الكاتبان في كتابهما المشترك المذكور حذو المفكر " دريدا " كما قال السيد خضير الذي كان يكتب أعماله انطلاقا من كونها نصا ، ثم ما يلبث أن يجري معها حوار كي يستنطق النص ليخرج بنص جديد. ولم يطرح السيد خضير أمثلة من تلك النصوص التي استنطقها من حواراته مع زميله الأستاذ شعبان ، سوى إشارته إلى أن السلسلة الحوارية التي جرت بينه وبين زميله لم تكن سهلة. ويطرح قولا غريبا لا علاقة له بالسلسلة الحوارية فيقول: " فقد كنا نفكر في الحديث عن الماركسية باعتبارها فكرته الأسبق، وليس باعتبارها تجربته الحزبية الضيقة. إن مثل هذا القول لا يعبر عن طاقة قادرة على خوض مواجهة مع الماركسية ردا على فكرة المفكر الفرنسي جاك دريدا الذي حول ماركس إلى شبح كما ورد بقول المحاور السيد ميري. علما أن المفكر دريدا الذي ينسب له هذا القول لم يفتي بذلك. إن ما ذكره دريدا نصا في كتابه " أطياف ماركس " هو الآتي : ان ماركس الستاليني الذي تطور الى نموذج سوفيتي بيروقراطي هو الذي توفى ، أما ماركس الفيلسوف والمفكر فما يزال حيا ".

أما بقية الخبر الصحفي الذي ظهرت تتمته في اليوم التالي في الحوار المتمدن فقد نقل مقتطفات من أراء الأستاذ شعبان الواردة في حواراته مع الكاتب ميري التي لم أجد لها علاقة لا بالماركسية ولا بتحطيم مراياها ولا بالاختلاف المنوه عنه. إن كل ما ذكره هو ضيقه بماركسية الشيوعيين والمركزية الديمقراطية وأشياء أخرى. لا أدري ما هو الرابط بين هذه و" التفكيكية " التي تنسب إلى دريدا كمذهب بشر به في نهاية حياته ، مع أنه نفسه يرفض اعتبارها منهجا أو مذهبا ،بل عملية حركية استراتيجية في تحليل النص والنظر إليه. في حين ينسب آخرون التفكيكية " إلى الفيلسوف فوكو الأشهر حينذاك في منتصف القرن الماضي باعتباره اول من مهد لما بعد الحداثة او ما بعد البنيوية.

لقد تضمن تقرير السيد صبحي عن الندوة ملخصا لبعض الآراء المحبطة التي طرحها بعض المشاركين في الندوة كقول عبد الشكور حسين في مداخلته بالنص : "
إن الجدل موجود عند هيغل وسارتر والبنائية، وإن القول بأن الجدل وصل إليه ماركس ليس صواباً، والقول بالصراع الطبقي موجود من قبل ماركس، وما توصل إليه ماركس بعد دراسة عميقة هو أن المجتمع الرأسمالي يتكون من فائض قيمة العمال، وأن هؤلاء هم حاملو الصراع لأن الرأسماليين يأخذون هذا الفائض من دون مبرر وبأساليب قاسية، وأضاف عبد الشكور ان الماركسية ميزاتها (الفهم النظري ـ الممارسة العملية ـ وجود طبقة مستفيدة أو أصحاب مصلحة).
إن مجرد سماع أفكار هذا اليساري هو مضيعة للوقت ، فكيف بمناقشتها؟ كيف يتجرأ أحد أن يقول مثل هذا الكلام في ندوة ولا يرد عليه أحد من المشاركين الآخرين ، وخاصة إن اثنين من المحاورين يتهيأون لنشر كتب عن الماركسية من وجهة نظر نقدية. فقول مثل – الماركسية ميزاتها ( الفهم النظري – الممارسة العملية – وجود طبقة مستفيدة أو أصحاب مصلحة) يخرج عن المعقول ويدخل في التفاهة.
إن آدم سمث وريكاردو وغيرهم قالوا في فائض القيمة لكنهم لم يدركوا ما توصل إليه ماركس. ماركس وحده من أكتشف أن فائض القيمة هو منبع الرأسمال، وأن الرأسمال يخلق ذاته ويعيد خلقها باستمرار داخل علاقة الاستغلال الاجتماعية في النظام الرأسمالي. وما ورد في عنوان المقال من أن ماركس لم يقرأ التاريخ ، ينقضها الكاتبان نفسيهما ، حيث يوردان تحت موضوع لست ماركسيا الآتي : " وقد درس ماركس علوم عصره فدرس الفلسفة الألمانية واستفاد من الجدل الهيغلي ووظفه، ودرس الاقتصاد الفرنسي واستفاد من سان سيمون ووظفه، ودرس غيرها ووظفها. وأضيف أنا على ذلك ، أن ماركس قد نال درجة الدكتوراه في الفلسفة ومارس تدريسها في جامعة بون ، وبديهي أن يدرس ويغور في أعماق التاريخ ، ولولا ذلك لما كتب كتابه الأول " الاختلاف بين فلسفة ديموقريطس الطبيعية وفلسفة أبيقور الطبيعية " و كتابه " الصراعات الطبقية في فرنسا " و" أطروحات حول فيورباخ ، وبؤس الفلسفة وغيرها.
و أما قول ، أن ماركس لم يدرس الدين فهو الآخر ادعاء لا أفهم دوافعه ، فمقولته أن " الدين أفيون الشعوب " لم تكن إلا دليلا على إلمام ماركس بالأديان نتيجة دراساته المعمقة والشاملة لها التي قادته إلى اكتشاف حقيقة مازالت تسبب الصداع للثقافة الدينية ورجال الدين ومشعوذيهم. إن نقد ماركس للفلسفة المثالية في فكر هيغل ونقد كتاب " جوهر المسيحية " و " لود فيك فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية " لم تكن ممكنة لولا ثقافة ماركس الموسوعية بالدين والتاريخ والفلسفة والاقتصاد والاجتماع.
لقد جسدت طريقة التعريف بالكاتب والكتاب رغبة الكاتبان ميري وشعبان على أنهما "منظرين " تتسابق دور النشر في بيروت والجزائر والوسط اليساري في مصر وربما مناطق أخرى من العالم للتعرف على رؤاهما في الماركسية التي أعلن عن وفاتها في القرن العشرين. ، ويرى خضير ميري أن عبد الحسين شعبان قد خرج بقول " الماركسية التوليدية " أي بتثبيت محتوى معين من الماركسية نعود به إلى ماركس وليس بمحو الماركسية ردا على فكرة دريدا.
ويقول خضير ميري في حواره " يصنف شعبان الماركسيين اليوم ضمن خمسة أصناف، فهناك أولاً "الماركسيون الطقوسيون" الذين لا يفقهون شيئا في الماركسية، وتقوم مهمتهم في المشاركة في الإحتفالات وإحياء بعض المناسبات. وهناك ثانيا "الماركسيون المدرسيون" الذين يحفظون عن ظهر قلب بعض عناوين حول الاشتراكية، مستقاة من المدرسة السوفياتية ويرددونها ببغائياً. وهناك ثالثا "الماركسيون المسلكيون" الذين هم جزء لا يتجزأ من الماكينة الحزبية والمنفذين لسياستها من دون أي نقاش. أما الصنف الرابع فهم "الماركسيون الذرائعيون" أصحاب الدوغما والجمود العقائدي والذين يبررون كل خطوة يتخذها الحزب ويعتبرون ان النظرية الماركسية لا تخطئ حتى ولو تناقض النص مع الواقع في النظرية. وهناك اخيرا "الماركسيون العولميون" الذين روّجوا في السنوات الأخيرة للمشروع الأميركي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وانتظروا منه الخلاص وخصوصا في مواجهتهم للديكتاتوريات العربية، والذين هلل قسم كبير منهم للإحتلال الاميركي للعراق. يخلص شعبان من هذا التصنيف ليرى أنّ "الماركسيين النقديين المجتهدين" الذين يصنّف نفسه من ضمنهم، لا يزالون قلة في العالم العربي، ويعيشون على الهامش قياساً على سائر الحركات الحزبية ".
مالذي يمكن فهمه من عبارة " يعيشون على الهامش قياسا على سائر الحركات الحزبية ؟ هل يطمح للعب دور ما في الحزب الذي خرج منه طوعا ، وما صلة هامشيته الحزبية بالحوار الدائر معه؟
أتمنى من صميم القلب أن أرى إضافات فكرية رصينة إلى الفكر الماركسي وسأكون فخورا بمن يقوم بذلك من العراقيين ، لكني للأسف لا أرى في أطروحات الأستاذين ما يرفعنا إلى ذلك المستوى من التقدم الفكري ، لأنهما ببساطة شديدة يرددان مقولات أسلاف أرادوا العودة بالفكر إلى المثالية واللاهوت ، بإنكارهم دور ديكتاتورية البروليتاريا والصراع الطبقي الذي يعتمد عليهما تطور المجتمع البشري ، ولأن ما يبشر به الأستاذان لا يخرج عن كونه بث الأوهام عن الماركسية من خلال ذكر أخطاء هنا وأخطاء هناك في التفسير والاجتهاد ، وترديد مقولات تتبناها أطراف لم تجد في الفكر الماركسي مصدر ارتزاق وتحقيق أرباحا كما لو ارتدت لبوس المصلحين والمبشرين بالرياء. أنني أشعر بالأسف عليهم وعلى غيرهم ممن اختاروا هذه المهنة بمحض إرادتهم مع إنهم ليسوا جوعى بل مترفين وعلى مستوى من النعمة وحسن الحال.
تحياتي للكاتبين وتقديري
علي الأسدي
البصرة 18 / 4 /2009



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي .. إلى...؟؟
- ملاحظات حول مقال .. بعض خصائص تطور الماركسية التاريخي - المن ...
- الحزب الشيوعي العراقي.. وفتوى انقلاب القيم في فقه ..- ميثم ا ...
- ماذا لوسمح المالكي لحزب البعث مزاولة نشاطه السياسي ...؟؟
- على ضوء قمة 20 في لندن/ الرأسمالية لم تعد تجدي... نريد المسا ...
- شوكت خزندار وآهاته على.... ما تبقى من حزب فهد...؛؛ الجزء الث ...
- شوكت خزندار وآهاته على ... ما تبقى من حزب فهد...؛؛
- أراء حول مقال : ماذا تبقى من حزب فهد ؟
- ليكن الثامن من آذار...يوما لإنصاف المرأة الريفية العراقية... ...
- هل فقد السيد البرزاني البوصلة ..أم أضاع الطريق...؟؟
- جبهة التوافق تتشبث- بالمحاصصة - تشبث الهندوس بمياه نهر السند ...
- التجارة بأصوات الناخبين دليل آخر على فشل تجارة الطائفية...؛؛
- هل يفوز بالجنة من ينتخب ذوي الأكف البيضاء...؟؟
- ذكريات عائد إلى بغداد 1943 - 2003
- غزة .....؛؛؛
- هل ينتخب البرلمان العراقي..السيد حميد مجيد رئيسا له...؟
- يطالبوننا بشد الأحزمة ...بينما يرخون أحزمتهم إلى أقصاها...؛؛
- الأحزاب الدينية ...تحتكرالدين والسلطة والمال ومفاتيح الجنة.. ...
- هل يعلن عن - المنطقة الخضراء - ... إقليما وفق دستورنا الاتحا ...
- هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - لا توجد أزمة في المار كسية ... بل ماركسيون شبعى ومترفون ...؛؛