أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - غسان المفلح - قرار جلب البشير لايمس السودان














المزيد.....

قرار جلب البشير لايمس السودان


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 09:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد صدور قرار الاتهام ضد الرئيس السوداني عمر البشير في قضية دارفور, من المحكمة الجنائية الدولية, واتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية, تصدر عنوان ملفت للنظر في الكثير من الصحف العربية, وهو أن هذا الحدث يعد سابقة, لانها المرة الاولى التي يطلب فيها رئيس دولة وهو على رأس عمله, ويمارس مهماته, إلى محكمة دولية وبوصفه متهما وليس شاهدا. هذا العنوان الذي استدعى تعليقا لأحد المعلقين" كيف إذن ستحاكم أي محكمة أي رئيس وهو من مجموعة الرؤساء المفروضين على شعوبهم بقوة الانقلابات العسكرية والدستورية من جهة? ومن جهة أخرى هي المجموعة نفسها التي تأتي إلى سدة الحكم ولا تخرج منه إلا إلى القبر? فمتى إذن سيحاكم مهما ارتكب من جرائم? وما فائدة أي حكم على رئيس ميت? بهذا التعليق نجد أننا أمام مفارقة بسيطة وهي أن كثر من القادة العرب لا يعترفون بقوانين بلدانهم فكيف لهم أن يعترفوا بالقوانين الدولية, كلما تسنت لهم الفرصة أو تعارضت هذه القوانين مع مصالحهم الشخصية? شخصنة القرار الدولي سودانيا وربط مصير السودان وسيادته بشخص الرئيس البشير, أمر يجيده كثير من القادة العرب كلما أثيرت مشكلة ما بشأن ارتكاب أحدهم جريمة ما يعاقب عليها القانون الدولي. ثم يأتينا العنوان الآخر في الصحافة العربية" البشير يعيد هيكلة القوات المسلحة وجهاز الأمن خوفا من متآمرين يقومون بانقلاب عليه وتسليمه" وبهذا الأمر يوضع السودان برمته في قبضة البشير وتحت عصاه "الماريشالية". التي خاض فيها معاركه الداخلية ضد مواطنيه من كل الأديان والإثنيات. تحولت سيادة السودان إلى معركة يخوضها شخص أساء استعمال سلطته التي اغتصبها بقوة العسكر" قبل أن تُصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب, أفاد استطلاع للرأي نشر في الشهر الفائت أن 91 في المئة من الرأي العام العربي, يرى أن ملاحقات المحكمة تحركها دوافع سياسية. لكن الحقيقة ان الذين يرون ذلك على خطأ في فهمهم لطبيعة الفظائع التي ارتكبت في دارفور, بدءاً بالسبب وطريقة ارتكابها, وصولاً إلى هوية الجاني. ويقضي دور المدعي العام في المحكمة الدولية بالحيلولة دون إفلات المجرم من العقاب ووقفه ووضع حد لتلك الجرائم في دارفور عبر تحميل الجناة مسؤولية ما ارتكبوه لأن في غياب العدالة يصعب تحقيق سلام دائم في دارفور. وإذا كانت المحكمة الجنائية تتمتع اليوم بما يكفي من الأدلة لتوقيف رئيس عربي بسبب اتهامه بارتكاب جرائم بحق الإنسانية وجرائم حرب في دارفور, فهذا يعود بدرجةٍ كبيرة إلى أن الأسرة الدولية, بما في ذلك الدول العربية, لم تفعل الكثير خلال السنوات الست المنصرمة لكف يده.
كما أن المساعدات الانسانية التي قدمها العالم العربي للمدنيين في دارفور كانت شبه معدومة خلال السنوات الأخيرة مقارنةً بجهود الإغاثة الدولية والآن تجمهر حول البشير بعض قادة سلطات لا تعترف بمواطنيها وبحقوقهم, وتعتبر أن تقليد المحاكم الدولية تقليدا خطيرا يخافون تكراره مع هذا النوع من القادة الذين يرتكبون ضد شعوبهم الكثير من الجرائم, منها المعلن والسري. لنلاحظ ان من ركض لدعم البشير سلطات أصلا هي خارجة عن القانون, كإيران والنظام السوري, وغيرهما مضافا إليهم طيف الحركات الإسلامية من "أخوان مسلمين" وغيرهم من الحركات فأبرق له خالد مشعل, و"إخوان مصر وسورية والأردن". داعمين له, منددين بالسياسة الدولية, من دون أن يكلفوا انفسهم عناء الإجابة ولو الديبلوماسية عن أسئلة بسيطة" ماذا فعل البشير في السودان? وكيف جاء إلى الحكم? وهل جاء بحكم القانون أم بحكم الانقلاب العسكري? ويتحدثون عن مؤامرات واستعمار جديد إلى آخر المعزوفة التي مازالت تتردد منذ أن اعتلى المشهد السياسي ما أسميناه سابقا" تحالف الكراهية" بين نظم مارقة وحركات إسلامية لم تعد قادرة على مواكبة الحدث الدولي وتفاصيل التطور الحضاري لهذه البشرية.
ما لفت نظري في الواقع هو بيان "جماعة الأخوان المسلمين" في سورية. وروح هذا البيان التي يمكن أن يستنتج منها القارئ" استعداد الجماعة كي يكونوا جنودا للدفاع عن عمر البشير, دون أن يتذكروا أن البشير قتل أكثر من 300 ألف مسلم في دارفور عدا عن ملايين المشردين. إنه خلط للاوراق والمفاهيم, ينذر ببلورة جديدة لتحالف الكراهية هذا, نسي أصدقاءنا أيضا أن السيد حسن الترابي زعيم "الأخوان" السودانيين هو الآن في سجون البشير. وربما ينسون بعد فترة وجيزة وليست بعيدة "القانون 49" القاضي بإعدام أي منتسب ل¯ "جماعة الأخوان المسلمين" في سورية? هناك من علق في أحد النقاشات على مواقف "الجماعة" الأخير" أن الجماعة باتت تقاد من قيادة "الإخوان المسلمين" في الإردن ومصر! ولم يوضح أحد كيف مس قرار المحكمة الدولية سيادة السودان?
هذه الكوكبة من القادة والتنظيمات الإسلامية كانت قد رحبت بجلب القادة الصرب إلى المحكمة الدولية لأنهم ارتكبوا مجازرا بحق مسلمي البوسنة! هناك في ذلك القرار لم تكن المحكمة الدولية خاضعة للمؤامرت الصهيونية الأميركية, وهنا بقدرة قادر باتت الآن خاضعة للمؤامرة الصهيونية الأميركية! كيف? من هو الذي لديه أيضا معايير مزدوجة? نعتقد أن المجموعة الدولية لازالت نفسها ولم تتغير, ولازالت المحكمة نفسها ولها القوانين نفسها, منذ جلب القادة الصرب إليها ومحاكمتهم, وحتى صدور قرار اتهام البشير في الرابع من مارس الجاري. هناك فارق ربما بسيط" ان روسيا كانت آنذاك ضعيفة ولم تستطع حماية صربها هناك, ولكن الآن روسيا أقوى, والصين فوق آبار النفط السودانية في الجنوب ستحاول جاهدة كي لا يذهب البشير إلى لاهاي. والطرف الآخر ليس أقل نزاهة في السعي نحو مصالحه, ولكن يبقى السؤال" ألم يرتكب البشير جرائم حرب ضد ملايين السودانيين?



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.
- غزة على حدود نفاقنا!
- قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.
- خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.
- تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - غسان المفلح - قرار جلب البشير لايمس السودان