أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - مصرُ التى لا يحبُّها أحد!














المزيد.....

مصرُ التى لا يحبُّها أحد!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:41
المحور: المجتمع المدني
    


نشرَ موقعُ جريدة "اليوم السابع" خبرًا عن كتابٍ جديد صدرَ مؤخرًا عنوانُه: "الإعجازُ العلميّ في الكتاب المقدّس"، للكاتب صموئيل عشاي. وقامت الدنيا ولم تقعد. فيا هول التعليقات التي وردت على الخبر، حتى قبل مطالعة الكتاب، فضلا عن قراءته وتأمُّله! حتى كتابة هذا المقال، وصل عددُ التعليقات ثمانين تعليقا، أقل ما يوصف به معظمُها أنها تعليقاتٌ خاويةٌ ركيكةٌ سابَّة فقيرةُ الوعي قامعةُ الحرية مصادرةٌ على الرأي الآخر! والأخطرُ أنها تشي بفتنة طائفيةٍ وشيكة، تنضاف إلى هموم وأثقال هذا الوطن الطيّب التعس! الذي لم يعرف هذه الأوجاعَ والتصدّعاتِ والشروخات في هيكلِ مواطَنتِه، إلا حديثا، في تزامنٍ، حذو الحافر، مع المدّ الدينيّ الوهابيّ، وفقر الوعي، وتهدّم المُثل، وتصدّع مفهوم المواطَنة بعيدا عن العقيدة، وانهيار منظومة الجمال، التي تكرّست وتغلغلت في أوصال مصرَ، منذ عقودٍ ثلاثة. انظروا معي طبيعةَ بعض هذه التعليقات لنبكي معا على ما وصلنا إليه من ضِعةٍ في الفكر، وفقرٍ في الروح.

{أبدأ بدعوة الكاتب القبطي صموئيل عشاي إلى الدخول في زمرة المؤمنين! فانه يعرف انه كاذب ومضلل!(كأنما الإيمان مرادفٌ للإسلام فقط، وتدعوه بالكاذب قبل قراءة الكتاب!)- واسلامااااااااااااااه، كيف يجرؤ هذا ال.... ليدعي هذا؟- واسلاماااااااااه اين جيش محمد ليريحنا من الاقباط اصرخوا يا نساء الملسمين فيبدوا أن الرجال قد ماتوا!- ماذا يحدث ما هذه الاكاذيب والافتراءات على دين الله الحنيف!- هلموا لنصرة الاسلام بكتابت التعليقات واننى اطالب اعضاء مجلس الشعب بتقديم طلبات لاى وزير الثاقفه لمنع الكتاب واسلامااااااااااااااااااااه اكتب هذاالتعليق واعرف جيدا ان مديرة الموقع مسيحية سوف تمنعه، لا الله الا الله سيدنا محمد رسول الله- "بسم الله الرحمن الرحيم، قل يا ايها الكافرون لست ابعد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد، صدق الله العظيم." ارجو من السادة مديرى الموقع رفع الخبر حالا وعليهم نصرة الاسلام بالسماح للشيوخ الاعزاء بكتابة نقد لهذا الكافر المدعو صموئيل عشاى واوجه ندائى الى كل المسبميين فى انحاء العالم الاسلامى وبلاد الغرب الكفرة ان يجهزوا اسلحتهم للهجوم على هذا المنافق. الرجاء من الجميع الكتابة للذنديق عشاى حتى يرجع عن ظلالله .- فعلا اللي اختشوا ماتوا، الخ}
وقد تعمّدتُ أن أنقلَ التعليقاتِ كما هي، بأخطائها اللغوية الفادحة، حتى في النصّ القرآني، لتعرفوا إلى أي مدى يصل خواءُ هؤلاء المقاتلين في سبيل دين، لا يعرفون أبجدياته الأولى، اللغة، التي هي معجزةُ القرآن! يعني هؤلاء لا قرأوا الكتابَ/المشكلة، ولا قرأوا الإنجيلَ، الذين يهاجمونه بعماء، ولا حتى قرأوا القرآن، الذي يقاتلون من أجله!!

ثم يرد مؤلف الكتاب على المعلقين، ويُخطئ في اللغة بدوره قائلا: {لم اتوقع ان مجرد خبر عن كتاب يثير هذه الطجة واتلقى كل هذه المكالمات من اشخاص متعددون منتميين لتيارات سياسية مختلفه. اشكرك الاصدقاء الذين بادروا بالاتصال بى واطمائنوا على. اما الاشخاص الذين كفرونى فاننى اشكركهم}

تبًّا. ليس تبًّا وحسب لنوعية تلك العقول التي تحمل السيفَ دون تعقّل ولا وعي، بل تبًّا وألف تبٍّ لمن بدأ هذا الهَزَرَ الذي قوّضَ اتساقَ مجتمعٍ وفتّتَ أوصاله. والذي بدأ هذه الأضحوكات هو د. زغلول النجار في مقالاته الأسبوعية بجريدة "الأهرام". تلك التي تتفننُ في سرد إعجاز القرآن العلميّ. كأنما عقيدة المسلم ضعيفةٌ تحتاج تلك الإثباتات لكي تترسّخ! وكلما جدّت نظريةٌ علميةٌ جديدة تنسخُ وتمحو ما قبلها، كشأن العلم دائما متجددٌ ناسخٌ غيرُ ثابتٍ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، لا يعتذر السيد النجار، بل يجد لنفسه سبيلا سفسطائيًا يتماشى مع مشروعه الذي لا طائل من وراءه سوى مزيد من هدم هذا المجتمع. فحينما يودُّ النجار أن يثبتَ أن الإسلامَ حرّمَ الربا، لا يكتفي بإثبات ذلك وجوبًا، عبر نصّ القرآن، بل يؤكدُ ذلك عن طريق "سلب" هذه المكرُمة من الأديان الأخرى! زاعمًا أن الإسلامَ هو الدين "الوحيد" الذي حرّمَ الربا! ذلك أنه لم يقرأ لا العهدَ القديم ولا الجديد. فيخرجُ عليه مسيحيٌّ غيورٌ على دينه ليفنّد له آياتٍ من الكتاب المقدس حرّمتِ الربا، بل ساوتْ بين المُرابي وبين المُشرك. فلا يعتذرُ النجارُ عن جهله بالكتاب المقدس، ولا يتراجع عن بثّه الشقاقَ بين المسلمين والمسيحيين، بل هو سادرٌ في طريقه غير عابئ بشيء سوى مشروعه الذي أفنى فيه عمرَه، ولو على حساب وحدة هذا البلد! كأنها الحربُ! والخاسرُ الأوحد هو مصر، التي لا أحدَ يحبُّها!
لذلك جاء تعليقٌ واع، وسطَ كلِّ هذا الركام المحزن الضحل من التعليقات المتشنجة، كتبه أحدُهم تحت اسم "مصري غلبان" يقول: "نفسي اشوف البلد دى حاجة تانية، ونعدم عشاى والنجار، ونولع فى اللى مبيحبش مصر، احنا بنحب مصر اكتر من كل ده، احرقوا عشاى والنجار." اليوم السابع 17/2/09






#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديسٌ طيبٌ، وطفلٌ عابرٌ الزمن
- رُدّ لى ابتسامتى!
- ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟
- كانت: سيفٌ فى يدِها، غدتْ: شيئًا يُمتَلَكُ!
- بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
- الجميلةُ التي تبكي جمالَها
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار
- حين ترقصُ الأغنيةُ مثل صلاة
- من أين يأتيهم النومُ بليلٍ!
- هنا فَلسطين!
- لا يتكلمُ عن الأدبِ مَنْ عَدِمَه!
- سارة
- المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ
- لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ
- أغنيةٌ إلى فينسينت
- هذه ليستْ تفاحة!
- هذه هي الكواليس، سيدي الرئيس
- أنا مؤمن والمؤمن مُصاب، بس انتم لأ!
- ليلةُ غفران


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - مصرُ التى لا يحبُّها أحد!