أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماجد فيادي - صديقي يعيش في العراق وأنا لا














المزيد.....

صديقي يعيش في العراق وأنا لا


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 07:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


منذ بدأت الهجرة السياسية من العراق, بسبب قمع السلطة, أصبح العراقيون يعيشون ازدواجية في الحياة, بين تواجد على ارض غريبة كحالة فسيولوجية وتواجد على ارض الوطن كحالة وجدانية إنسانية وطنية. في ظل الدكتاتورية كان العراق محتجزاًَ عن العالم, منقطعاًَ عن التكنولوجيا, ممنوعاًَ من وسائل التواصل والاتصال, كانت المعارضة العراقية تعاني سبل تواصل أفكارها وطموحاتها وأعمالها مع العراقيين. بعد السقوط وانفتاح العراق على العالم إعلاميا وتكنولوجيا, من فضائيات متنوعة وارتباط بشبكة الانترنيت واستخدام الموبايل, صار ظاهراًَ للعيان أن التواصل بين العراق والعالم أفضل وأكثر تأثيرا, هذا الاعتقاد انتشر بين العراقيين المهجرين والمهاجرين, لأنهم يعون جيدا مدى الاستفادة من هذه الوسائل, لما لها من تأثير كبير على المجتمعات المقيمين فيها, لكن الحقيقة تختلف كثيرا عن هذا الاعتقاد, والأسباب كثيرة منها انقطاع التيار الكهربائي المستمر, ضعف إمكانية اغلب العراقيين على اقتناء وسائل التواصل لارتفاع تكاليفها, عدم وجود قاعدة تعليمية تنشر الوعي في استخدام التقدم العلمي, تفشي ألامية, تدمير البنى التحتية, غياب الخدمات لمناطق واسعة في العراق.
في اتصال هاتفي مع صديق من بغداد, كنا قد افترقنا منذ عشرة سنوات, صديقي متدين في تصرفاته, محب للحياة, يسعى للرفاهية, يحاول التفكير, ومهندس زراعي, لكنه منكفي فقط عندما تسنح له الفرصة على قراءة الكتب الدينية ذات الطابع تحليلي معين, في حقيقة الحال لست معترضا على ما يقرأ فهي حرية شخصية, أحببت في صديقي كرهه للدكتاتورية, بالرغم من موقفه السلبي وعائلته في اتخاذ أي موقف نضالي تجاهها, غير رفض الانجراف في ركابها, وهذا يحسب له. دار الحديث بيننا على انتخابات المجالس المحلية, وقد بدأت من كونه إنسان يحب الحصول على خدمة جيدة من قبل الدولة أو أي مكان يتواجد فيه, فقلت له هل ستستمر في انتخاب الاحزاب الدينية؟؟؟ بعد كل ما رافقها من تعطيل للدولة بسبب التناحر الطائفي والحزبي وتصدر إدارات غير كفوءة لمهام الوزارات, مستعرضا له الواقع الإنساني في البصرة والناصرية والديوانية والعمارة والحلة والنجف وكربلاء, هنا تلقف الحديث مني مجيباًَ, أنت لا تعيش في العراق وتجهل ما يدور هنا, فالبناء في كربلاء والنجف لا يصدق والاهتمام بالمراقد الدينية لا يقارن بقصف الدكتاتورية لها أيام الانتفاضة الشعبانية, وان تعطل تقديم الخدمات سببه الدور المعرقل للبعثيين والقاعدة في تخريب البنى التحتية, وما يشاع من أخبار إنما هو دعاية صدامية وعربية لتشويه الحقيقة, فالأحزاب الحاكمة لم تحصل على الفرصة لتقديم ما عندها من خدمات, قاطعته وأنا اعلم أنه لا ينتمي لأي حزب, فقلت له, أن البناء ليس تعمير المراقد الدينية أو بناء مطار في النجف ومد الشوارع الى كربلاء وربط الحياة كلها بالتفكير الديني, فهذه الأمور موسمية ولا تقدم فرص العمل لكل العراقيين, العراق ليس كربلاء والنجف, انظر واقع البصرة والديوانية والناصرية وبغداد والرمادي وديالى وباقي المدن العراقية, يقاطعني أن ديالى والرمادي والموصل قد خربتها القاعدة والبعثيين, قلت وماذا عن الكهرباء والماء الصافي, يقول الكهرباء جيد بمساعدة المولدات الخاصة, كما أن الكهرباء تعرضت للتدمير بسبب الارهابيين, قلت ولماذا وزير الكهرباء يتهم ووزارة النفط في عدم تخصيص ما يكفي لها من وقود, والبرلمان لم يوافق على عقود مع شركات لبناء محطات جديدة لأيام قريبة, يقول أن الأمريكان يريدون هذه العقود لهم دون غيرهم, وهم من يعرقل العقود, سألته عن وزارة التربية والتعليم لماذا أعادة ميزانيتها ولم تبني المدارس الجديدة أو تعمر القديمة, يقول أن وزير التربية والتعليم أعاد الأموال لأنه لم يرغب في إعطائها الى كوادر فاسدة فتسرق أموال الشعب, سألته لماذا قتال المليشيات الحزبية على مكاسب سياسية واقتصادية ضيقة, يقول أطراف بعثية تسللت داخل الاحزاب الإسلامية أدت الى هذه المعارك.
بقينا في حلقة مفرغة من النقاش العقيم, وفي النهاية سألته كيف تقضي يومك, قال أنه يذهب الى العمل ويعود للبيت ولا يخرج, مستخدما الانترنيت للتواصل مع أخيه في المانيا وعدد من الأصدقاء في دول أخرى, سألته هل تقرأ مواقع عراقية وتتابع فضائيات مثل الفيحاء وما تقدمه من تقارير لمحافظات العراق وواقع الفقر؟؟؟ يجيب أن من يدعي قلة العمل فهو لا يريد العمل, ولو أخذنا حال الحمالين في عكد النصارى في بغداد (حيث يمتلك محل لبيع الأجهزة الكهربائية) تجدهم يتوقفون عن العمل الساعة الثانية عشر ظهرا لأنهم يكتفون بأربعين أو خمسين ألف دينار يوميا, فهل تسمي هذا قلة في فرص العمل؟؟؟
هنا علمت أن صديقي لا يعيش في العراق, فهو غير معني بأمراض السرطانات والكوليرا والنقص الشديد للكهرباء وشحت الماء الصافي وأزمات توفير الوقود وقلة فرص العمل وكل الفساد الاداري في الوزارات وضعف أداء العديد من وزراء الحكومة العراقية وكل مشاكل البرلمان وخدمات تعليم متخلفة عن العالم والتزوير في نتائج الانتخابات, فقلت له لماذا تنتقد المستفيدين من نظام البعث عندما يدافعون عنه؟؟؟ أنت اليوم متضرر من المحاصصة الحزبية والقومية وتحصل على خدمات دون المستوى, في نفس الوقت تدافع بطريقة عمياء عن أحزاب صوت لها, وتطالب الاحزاب التي عارضت الدكتاتور في السابق أن تتفق ضد البعثيين, لكن الحقيقة أن هذه الاحزاب لها من الأخطاء ما يجعل الناس ذوي المستوى الثقافي المحدود يعيدون النظر في التصويت لهم, ولعل انسحاب المرجعية الدينية عن دعم طرف دون آخر دليل كافي لتعيد مواقفك الانتخابية.

يقول صديقي أنني لا أعيش في العراق.

الحقيقة ابعد من هذا, فهي تكمن عندما تتواجد في مكان لا تعيش فيه.

فقط المتضررين من سياسة الاحزاب المتنفذة في مجالس المحافظات العراقية, سيصوتون هذه المرة لمصالحهم, دون النظر الى أفكار لا تخدم بل تضر مثل الطائفية, ويجب أن يظهر مفهوم جديد إن لم يكن اليوم فغدا, عندما يرتفع المستوى المعرفي والثقافي فيفضل البرنامج الانتخابي على كل الأفكار المخادعة والمضللة.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتخب العراق لكرة القدم تتقاذفه أقدام السياسيين
- لم لا ... رئيس مجلس النواب من نوع ثان
- فرقة أور ضحية عاشق الظلام
- مظفر النواب مجيبا ,,, نعم أنا شيوعي
- اوباما في عين الإعلام العراقي
- الساسة العراقيون على المحك
- عندما يكون المبدعون بيننا
- رمضان ... القنوات الفضائية ... الحكومة العراقية
- مستقبل العملية السياسية بين الانتخابات والمزاج السياسي
- عندما تتدفق الينابيع ,,, تورق الاشجار
- وزراء كارتون أبطال أفلام الكارتون
- إعلام دولة العراق ودوره السيئ
- غابت المرأة الكردية فأنابت عنها العربية
- ماجد كاكا وقضايا الجماهير
- الثقافة والمثقف ومحاولات طمسهما
- الحزب الشيوعي.. 140.. تحالفات
- لا تنسوا خيبات الامل
- التشريع سبق الحدث
- بالون ليس للاختبار
- البرلمان العراقي ... مو دافنيه سوى


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماجد فيادي - صديقي يعيش في العراق وأنا لا