أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - بالون ليس للاختبار














المزيد.....

بالون ليس للاختبار


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هو قرار ليس ملزم, هكذا جاء قرار الكونكرس الأمريكي لتقسيم العراق الى ثلاثة مناطق, كردية وشيعية وسنية. لم يكن القرار بالنسبة لي مفاجئ, فقد تدخلت أمريكا في الشأن العراقي سابقا ولا تزال بطريقة فجة, تمثلت في دخول البعثيين الى العراق وتسلمهم السلطة وباعترافهم بقطار أمريكي, كما رعت أمريكا النظام الدكتاتوري الصدامي منذ تسلمه الحكم الى حين انتهاء صلاحية ورقته, ثم تدخلت أمريكا عندما غزت العراق واحتلت أرضه بحجة إسقاط النظام الدكتاتوري الذي أنشأته بنفسها, ولأجل ترسيخ الديمقراطية بواسطة قوة السلاح.
مما سبق لم يعد مستغربا الموقف الأمريكي, لكن هناك ما يدعو الى الاشمئزاز والاستنكار والرفض, فقد أيدت القوى الكردية هذا القرار, طمعا في تحقيق اكبر مكاسب مشروعة وغير مشروعة بأسرع وقت, بحجة تطابق القرار الغير ملزم مع نصوص الدستور العراقي, مع العلم أن هذا غير واقعي وغير منطقي وليس تطابق مع الدستور العراقي ( الكسيح), لان الفدرالية المنصوص عليها في الدستور العراقي, لها طابع مناطقي جغرافي, وليس طابع قومي طائفي, مما يسمح بتكوين إقليم لمحافظة أو أكثر متجاورة جغرافيا. لكن الاحزاب الكردية تحاول الاصطياد في الماء العكر, لكي تخرج من تعقيدات الوضع السياسي العراقي, متجاهلة الكثير من الحقائق التي سأذكرها الآن, علما أنني من المؤمنين بحق الشعب الكردي في تحقيق المصير.
1. أن الاحزاب الكردية ليست جادة في استقلال إقليم كردستان العراق كدولة بحد ذاته, لان هذا الموقف سيفتح باب جهنم على الإقليم من قبل دول الجوار, التي تعارض هذا.
2. الاحزاب الكردية متأكدة من رفض أميركا لاستقلال إقليم كردستان العراق في دولة, لان هذا يتعارض ومصالح أميركا مع دول الجوار العراقي.
3. أن الاحزاب الكردية لا تطمح لإقامة دولة كردستان الكبرى, بضم إقليم كردستان تركيا وإيران وسوريا, لأنهم يشكلون النسبة الثالثة من حيث التعداد السكاني والجغرافي, مما يجعلهم قوة ضعيفة ضمن دولة كردستان الكبرى.
4. في دولة كردستان الكبرى يعتبر إقليم كردستان العراق أغنى إقليم, مما يشكل عبئ اقتصادي عليه ضمن حدود دولة كردستان الكبرى, لفقر سكان الأقاليم الأخرى.
5. لو حصل إقليم كردستان العراق على مكاسب كبيرة في التصرف بموارد الإقليم, ومنها ضم كركوك, لن يعد بحاجة حقيقية للاستقلال خوفا على هذه المكاسب من الجوار القوي عسكريا.
مما سبق يتضح أن مشكلة الشعب الكردي تختلف تماما عن مشكلة الاحزاب الكردية, فهي تبحث عن مكاسب حزبية لا تتوافق مع مصالح الشعب الكردي, وتتاجر بالقضية القومية أكثر مما تدافع عن مصالح الكورد, والدليل على ما أقول, القتال الذي جرى بين الحزبين الكرديين والإدارة السيئة للإقليم خلال الفترة التي تلت تحرر الإقليم من قبضة النظام الدكتاتوري ليومنا هذا. وما صور مسعود البارزاني وجلال الطالباني في الدوائر الرسمية وغير الرسمية, اضافة الى اعتراف الطرفين بالتزوير الذي حصل في عدد من الانتخابات الطلابية وغيرها, إلا دليل على عقلية استبدادية ذات نزعة دكتاتورية.
في المقابل نقرأ ونسمع مواقف من أحزاب طائفية شيعية, ترفض القرار ليس لأنه لا يمثل مصالح الشعب العراقي, بل لأنه تدخل في الشأن العراقي. ولو قرأنا ما بين السطور لهذه الاحزاب لوجدنا فيه رغبة لتقسيم العراق الى أقاليم على أساس طائفي, يدفعهم في ذلك عدم قدرتهم في السيطرة الكاملة على وادي الرافدين ( إذا ما أخرجنا من طموحاتها إقليم كردستان), فتحولت الرغبة الى السيطرة على مناطق تمثل أغلبية طائفية شيعية, تحقق من خلالها طموحاتها في إقامة دولة إسلامية على غرار الجارة ايران, ارتباطا بالمصالح الإيرانية التي تمد يدها حسب المثل العراقي ( مادة أيدها للزردوم) في هذه الاحزاب الطائفية الشيعية.
هذه الاحزاب الشيعية, لم تتمكن من تحقيق طموحات جماهيرها, فقد وعدتها بالكثير, مما لا تملك ولا تقدر على تحقيقه, وأصبح الخطر عليها يكمن في فشلها بكسب الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية القادمة, ومنافسة القوى العلمانية, التي تقدم برنامج بعيد عن الطائفية, كما يرجح تخلي السيد علي السستاني من تقديم الدعم لهذه الاحزاب مما يضعف رصيدها لدى الجماهير, ومن المرجح عدم تمكن الاحزاب الشيعية من جمع لم شملها في قائمة انتخابية كما جرى في الانتخابات السابقة, نظرا لعمق الخلافات فيما بينها وتضارب المصالح, ومن الأسباب الأخرى خروج عدد من الشخصيات الشيعية السياسية من أحزابها وانشقاقها رغبة في إقامة أحزاب سياسية جديدة.
الاحزاب التي تدعي تمثيلها للسنة ظلما, اعترضت على القرار ليس حبا في العراق, بل خوفا على مصالحها ودورها الذي اخذ في التضاؤل, بعد صحوة عشائر الانبار واتضاح تأيد الأمريكان للعملية السياسية واستمرارها وفشلها في استقطاب الأغلبية في البرلمان العراقي لإسقاط الحكومة العراقية, فما عاد أمامها سوى التشدق بالادعاءات الوطنية, لجمع من انفك من حولهم.
أخيرا أمريكا لم تطلق بالون اختبار, لان أصحاب هذه الفكرة, وجدوا أن القوى المتصدية للعملية السياسية في العراق, خاصة ذات النفوذ الكبير في الحكومة, لم تقدم للعراقيين نموذج واعد يخرج بالعراق من وضعه المأساوي, وهي لا تقد لليوم برنامج يوضح حقيقة رغبتها في تصحيح الأمور, فتبنى طرف من القوى الأمريكية مهمة حل مشاكل الشعب العراقي دون أن يتناسوا مصالحهم, فكان القرار بالشكل الذي طرح.
كل من يعترض على الوجود الأمريكي في العراق عليه أن يسأل نفسه لو لم يعطي صدام الذريعة للأمريكان بدخول العراق, ولو لم تقدم اغلب الاحزاب المتبنية للعملية السياسية والمعترضة عليها نموذج سيء, هل كان سيجد الأمريكان موضع قدم لهم في العراق؟؟؟



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي ... مو دافنيه سوى
- المكارثية العراقية
- طريق الشعب,, قصص الأطفال يحتاجها الكبار
- مشروع لا وطني
- الطريق الى شرم الشيخ
- كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي
- شموعنا لن تنطفئ
- الحديث عن الشهيد الشيوعي, الحديث عن وطن
- الحرب على لسان وقودها
- لم يعد وطني يجذبني
- حسننا فعلتم عندما اعترفتم
- الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين
- معالجات مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي لقضايا الطلبة وال ...
- ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
- العراقيون ... مجانين أو مشروع مجانين
- كذب الاسلامويون من ايران الى العراق
- رحمة من العراق
- أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم
- حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - بالون ليس للاختبار