أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - إعلام دولة العراق ودوره السيئ















المزيد.....

إعلام دولة العراق ودوره السيئ


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العام 2004 زارني صديق عائد من العراق تحدث عن ظاهرة جديدة في إقامة دورات تدريبية على (ضرب الزنجيل) وأخرى على ( التطبير) لشباب عراقي من أبناء الطائفة الشيعية مقابل مبالغ من الأموال تدفع لهؤلاء الشباب والشيب أيضا. حدثني أن أطراف إيرانية تقوم بهذه الدورات عبر أحزاب سياسية شيعية ( وفق ما تعرف نفسها وتقدم برنامجها أو تتحدث عن مظلومية الشيعة على مدى 1400 عام). الغريب في هذه الحادثة أن احد أصدقائي من الطائفة الشيعية كان حاضرا وسمع الكلام كله, لكن بعد ذهاب الضيف قال, هذا الكلام كله كذبا وهو محاولة لتشويه صورة الطائفة الشيعية وأحزابها الوطنية, وبعد تأكيدي أن الضيف من الطائفة الشيعية لم يقتنع صديقي مشيرا الى الإعلام العراقي الذي يشيد بدور الشيعة في العراق وقتالهم للدكتاتور وإن أبناء الطائفة السنية عبر تنظيم القاعدة وأذناب النظام المقبور يعيثون في العراق فسادا وإرهابا وتخريبا.
بعد هذه المقدمة القصيرة للدخول في صلب الموضوع فان الإعلام العراقي ( المملوك للدولة أو لأحزاب شيعية تحديدا) قد مارس سياسة ذر الرماد في العيون, عندما ركز وبرز الزيارات الحسينية وظاهرة ( السباية أو التشابيه) على إنها طقوس دينية لا ضير منها بل هي تعبر عن حب الناس لأهل البيت, وفي الحقيقة أن هدفا من وراء هذا يكمن في ربط بنات وأبناء الطائفة الشيعية بعدد من الاحزاب الشيعية لمصالح حزبية أولا وتنفيذا لأهداف إيرانية ثانيا. هنا مكمن الخطر, فهي محاولة سياسية للهيمنة على مقدرات شعب كامل بغض النظر عن تعدد مكونات الشعب العراقي, وهي في نفس الوقت تجاهل لكل عبر التاريخ كون العراق قادر على ابتلاع كل أشكال الغزوات, بسبب تنوعه الفكري والقومي والديني والطائفي.
من الطرائف الإعلامية أن زوار ضريح الإمام الحسين خلال الزيارة الشعبانية, قد وصل حسب تقديرات الإعلام الطائفي الى ثمانية ملايين زائر, وفي معادلة حسابية بسيطة فلو فرضنا أن كل زائر ترتبط به في المعدل المنخفض أسرة من ثلاثة أفراد هم ( زوجة وطفلين, أو أب وأم وأخت في حالة ثانية) لوجدنا أن الزائرين ينتمون الى دولة مجموع سكانها أربعة وعشرون مليون فرد, وهذا يناقض حقيقة العراق فيما لو احتسبنا الكورد والطائفة السنية التي لم تشارك في هذا العزاء لأسباب عديدة, يضاف لهم الأديان الأخرى, والمهاجرين خارج العراق والمهجرين أيضا داخل العراق, لتبينا أن العراق مكون من أكثر من خمسة وثلاثين مليون مواطنة ومواطن, هذا يعني أن عدد كبير من المدن العراقية خلال الزيارة الشعبانية قد خلت من سانيها, وهذا لا يعقل.
إذن نحن نعيش حالة من الاختلال في التوازن الإعلامي تفرضه علينا وسائل إعلامية عراقية تابعة للدولة ومؤسسات حزبية طائفية لأهداف معلنة في الظاهر ومخفية في الحقيقة, لا احد من المقيمين على هذه المؤسسات يريد النظر الى الكارثة التي ستحل بالعراق فيما لو استمرينا بهكذا أساليب لا وطنية, ولعل الإعلانات التي تدين الإرهاب والتي تبثها كل الفضائيات العراقية دون استثناء, هي دليل إدانة لهذه الفضائيات الإرهابية ( في الجانب الطائفي أو الفكري أو القومي) لان برامج هذه الفضائيات يسير في اتجاه منافي لما تقدمه من إعلانات ضد الإرهاب.
لعل أهم دور لم يقم به الإعلام الحكومي العراقي على وجه الخصوص, هو الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى, فهو لم يشير الى المصالحة الوطنية التي حصلت في جنوب أفريقيا وايرلندا الشمالية بعد انتهاء الحروب الأهلية, والدور الذي قامت به الحركات التحررية الوطنية لهذه الشعوب بعد الخلاص من الدكتاتورية والممارسات العنصرية أو من الانتهاء من الاحتلال, فالإشارة لهكذا تجارب واستضافة أصحاب الدور الحقيقي في هذه المصالحة كان سيقدم للعراقيين الدليل نحو عراق جديد, يختزل الزمن في لملمة الجروح والوقوف على سبل البناء السريع, خاصة أن دولة فلندا قد استضافة عدد من القوى العراقية لدراسة هذه التجارب والأخذ بها, لكن تجاهلا مقصود قد جرى ممارسته أبقى الحال على ما هو عليه لغرض إبعاد المواطنة والمواطن العراقي من التعرف على ما دار ويدور في العالم والاستفادة منه, خوفا من رفض الجماهير لهذه الاحزاب بسبب ممارساتها اللاوطنية.
لم يسمح الإعلام الحكومي العراقي والإعلام الحزبي الطائفي من مناقشة النتائج السلبية التي ترتبت على إبقاء السلاح بيد حزب الله بعد انتهاء الحرب الأهلية وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية, فكما يتابع الجميع اليوم كيف تحتل مليشيات حزب الله عدد من المناطق وتديرها خارج السلطة الحكومية إضافة الى احتلالها الى جزء من بيروت خلال اليومين الماضيين وفرضها شروط على الحكومة الشرعية لغرض إنهاء هذا الاحتلال, مما يدل على الخطر الكامن في امتلاك المليشيات للسلاح خارج سيطرة الدولة, هذا الدور في كشف المخاطر المستقبلية لم يمارسه الإعلام الحكومي والحزبي لعدد كبير من الاحزاب العراقية خوفا من عدم التفاف الجماهير حول هذه الاحزاب وابتعادها من الدخول في مليشياتها التي تسيطر على جزء كبير من الدولة العراقية إن لم نقل اغلبها.
من الغريب في أداء الإعلام الحكومي العراقي, بالرغم من تصريحات عدد من رجال الدولة العراقية بحقائق مدعومة بوثائق, لم يمارس هذا الإعلام تبنيه الى برنامج واضح المعالم وثابت الخطوط في كشف المخاطر التي يتعرض لها الشعب العراقي, جراء السياسة الخاطئة لأحزاب تهيمن على السلطة الشرعية واللاشرعية, عبر إحكام القبضة على المناصب الإدارية أو عبر المليشيات في الشوارع.
هكذا يتأرجح المواطن العراقي بين رغبة الاحزاب الطائفية في تنفيذ مخططات خارجية لدول الجوار وبين رغبات نفس الاحزاب في تصفية الحسابات فيما بينها لغرض الحصول على كامل الرضا من دول الجوار العراقي والانفراد بالسلطة, للحصول على مكاسب إدارية ومادية بعيدة عن تطلعات الجماهير.
من الحقائق التي يغض النظر عنها الإعلام الحكومي العراقي والحزبي, المرتبة المتدنية للعراق في التصنيف العالمي في الفساد الإداري, كذلك المرتبة المتدنية لبغداد في النظافة فهي ضمن العشرة الأواخر في نظافة العواصم العالمية, ولا ننسى المرتبة المتدنية التي يحضا بها العراق في تقديم الخدمات للمواطنين.
أما امتلاك العراق لمخزون نفطي يعد الثاني أو الأول في العالم, نرى الجميع يتبجح به دون أن يكون له فضل في ذلك فهي موارد طبيعية لا يمكن لإنسان أن يصنعها, لكن الإعلام الحكومي يذكرها من اجل غظ النظر عن حجم السرقات التي تمارس وتخدير العراقيين بأن في العراق مخزون كبير لا يتأثر مهما سرق منه, في نفس الوقت العالم كله يتوجه الى مصادر جديدة للطاقة ويعد العدة لتطوير قدراته في امتلاك التكنلوجيا للحصول على هذه الطاقة نجد الإعلام العراقي لا يعرف ولا يذكر شيء عن هذا كأنه غير مهم.
الإعلام العراقي قادر على تغيير الكثير من الصورة العراقية فيما لو وضع بأيادي كفئة, بعيدة عن التعصب الحزبي والطائفي والقومي, لكنه يقع بين كارثتين
الأولى :. يقوده أفراد كل ما تمتلكه من كفاءة هو انتمائها الى أحزاب السلطة, الهدف من تواجدها تلميع صورة هذه الاحزاب بغض النظر عما تمارسه من دور سلبي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية.
الثانية :. الاستعانة بأفراد لا تمتلك الخبرة في العمل الإعلامي ولم تحصل على التدريب الجيد, ولكي تعوض هذا النقص الحاد في الخبرة تقوم بتنفيذ كل ما يطلب منها من قبل المسؤولين حتى وإن خالف شرف المهنة أو القناعة الشخصية, فالحصول على عمل في هذه الظروف الصعبة يستدعي تقديم التنازلات من اجل العيش.




#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابت المرأة الكردية فأنابت عنها العربية
- ماجد كاكا وقضايا الجماهير
- الثقافة والمثقف ومحاولات طمسهما
- الحزب الشيوعي.. 140.. تحالفات
- لا تنسوا خيبات الامل
- التشريع سبق الحدث
- بالون ليس للاختبار
- البرلمان العراقي ... مو دافنيه سوى
- المكارثية العراقية
- طريق الشعب,, قصص الأطفال يحتاجها الكبار
- مشروع لا وطني
- الطريق الى شرم الشيخ
- كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي
- شموعنا لن تنطفئ
- الحديث عن الشهيد الشيوعي, الحديث عن وطن
- الحرب على لسان وقودها
- لم يعد وطني يجذبني
- حسننا فعلتم عندما اعترفتم
- الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين
- معالجات مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي لقضايا الطلبة وال ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - إعلام دولة العراق ودوره السيئ