أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟














المزيد.....

العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 07:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العبادة طريقة إخضاع العابد لسلطة المعبود وإبقائه في حيز التابع له يأتمر بأوامره ونواهيه تحت طائلة العقوبات الصارمة لمن يخالفه آخروياً ودنيويا والقليل من المكافآت الحياتية ثم فردوس الآخرة الرغيد والخلود.. مستعملاً كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة لاستمرار العبيد بموالاته الاستعبادية له صوناً لسطوته وجبروته ... إذا الغاية من العبادة هو استعباد العباد لخدمة المعبود ... ولكن إذا كان هذا المعبود من القوة والجبروت وخارج إرادة هؤلاء العبيد في مجال الخير والشر , ولن يستطيعوا أن يطالوا سيدهم ولو بشعرة ومهما أوتوا من القوة , بل لن يستطيعوا أن يبلغوه حتى ولا مشاهدته .. إلا في تخيّلات أحلامهم .. هنا وحتماً هذا السيد الذي لا يرى ولا يعرف مكانه ويملك قوة الخلق والإبادة الحياة والموت الخير والشر .. هذا الإله لايحتاج عبيداً ليعبدوه .. لأنه لا يخشى عبيده ومآلهم ووجودهم من عدمه بإرادته، فعبادتهم له لن تفيده بشيء ولن تؤثر على قوته وجبروته خاصة وإذا كان هذا العبد المخلوق بالنسبة للكون حجمه من الصغر بحيث لايرى وحتى بأحدث ما توصل إليه العلم من مجاهر وتلسكوبات حتى الآن ’ فالكرة الأرضية بعظمتها تشكل حبة سمسم في قاع محيط بالنسبة للكون .. إذا أين هو حجم هذا الإنسان من الكرة الأرضية بل أين هو من الكون العظيم انه أصغر من أصغر جرثومة كشفها الإنسان بمجاهره الالكترونية ، وعليه ماذا سيستفيد الخالق من عبادة الإنسان الضعيف له أو من عدمه .. وبالنتيجة يكون المستفيد من ظاهرة العبادة هو إنسان وجد نفسه بمركز القوة والولاية ، فإذا لم يخضع له بني جنسه فلن يتمكن من استمرارية حكمه لهم ، فاستغل هذا الحاكم البشري رابط خوف ورهبة العابد الروحانية من الخالق , ليعود بالنتيجة ثمرة ناضجة لصالحه تصب في خانة العبودية المباشرة المادية والمحسوسة ، بحيث يوجد الحاكم المتسلط المعبود والشعب المستعبد العابد .. والشعوب المجبولة على التقليد ببغاوية جاهلة والمستسلمة لتعاليم قدرية والملازمة لظاهرة هلع وخوف الرعيه من رب مجهول قد انصب لفائدة حاكم بشري معلوم، وعليه كان الحاكم راعياً شديداً لترسيخ تعاليم تلك العبادة الاستعبادية وداعياً لها بكل ما أوتي من قوة فارضاً أشد العقاب ومستعيناً بكهنة سلطويين لمساعدته في زرع ذلك الإيمان برسوخ في روح ووجدان عبيده وباستسلام قدري ممهداً لسلطته الاستبدادية بالصمود والاستمرار وبذلك كان الشعب العابد من الرعية ’ والرعية هم بحاجة إلى راعٍ ، ولا راعٍ بلا عصاً وكلاب حراسة ليقود شعبه كالبهائم من المرعى إلى الحظيرة ومن ثم إلى المسالخ ...؟
إذا طقوس العبادة والتعبد والإيمان الراسخ الأعمى ينصب في النتيجة لصالح أولياء الأمور من البشر الذين يشكرون الله كثيراً على نعمة الخوف منه ، والذي هو سبيلهم لاستمرارهم في نعيم السلطة والجاه على حساب ملايين البشر المستغلين عبادياً لمصلحة الحاكم البشري ففي الدول الدينية لا دور للشعب فيه إلا بالخضوع لإرادة الحاكم وطموحاته طول حياته ليرثه ابنه ولتستمر العبودية للولي المتسلط وأما في الدول المدنية الحكم فيه للشعب الحر ولكل حاكم دورة انتخابية محددة لا يمكنه أن يتجاوزها حتى لو كان من أنبل البشر .. والعبادة موزعة بمعتقدات خاصة لكل مواطن ولا تتجاوزه والشعب يحترم السلطة والإنسان خارج طقوس العبادة ..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحذاء الطائر تجتاح الشارع العربي بمثقفيه ..؟
- الشارع العربي يصفق للحذاء كما صفق لصدَام ..؟
- العلمانية مجتمع المساواة والعدالة ...؟
- طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟
- سبع أعوام من العطاء في حوار حضاري ..؟
- الوطن والقومية والدين في ميزان العلمانية ...؟
- الدكتور الشعيبي بين الكتلة والمجتمع والخطاب الديني ..؟
- اما أن تكون قرصاناً أو تُقَرصَن ...؟
- مظاهر العنف ضد المرأة
- ألم يحن الأوان لطي صفحة عقوبة الجلد المتخلفة ...؟
- هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟
- الكل بوش .. لكنها ديمقراطية رائعة أمريكا ..‍؟
- فتوى لعق الأصابع .. ليزيد في الطنبور نغماً ..!؟
- الحجاب عادة وليس عبادة .. وأقحم في السياسة ...؟
- شعوب تراوح في مكانها ... وإلى الأبد ...!؟
- كوميديا ساخرة من طرابلس الغرب إلى العاصمة الجزائر ....؟
- دولة قومية ديمقراطية علمانية...كيف ...؟
- هل هو غزو ثقافي أم جائحة فكرية حضارية ... ...؟
- لعبة الشجرة المحرّمة .. أية لعبة هذه ...؟!
- تسونامي الانهيار المالي يعبر أمريكا إلى العوالم ..من الفاعل. ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟