|
صاحبة الجلالة
زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 09:16
المحور:
الصحافة والاعلام
مَن قال انّها السُّلطة الرابعة فقد أخطأ وظلم وتجبّر . ومن سار في طريقه دون أن يلتفت إلى صاحبة الجلالة ، فقد خسر الكثير ...بل لم يربح شيئًا.. قومي يا صاحبة الجلالة وتجلّي ...قومي يا صاحبة الجلالة وتبختري ، فالميدان ميدانك ، والسّاحات ساحاتك ، والبشر كلّهم يأتمرون بأمركِ . حقًّا وحقيقة لقد أضحت الصِّحافة بكلّ أنواعها وأطيافها وخيالاتها، المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونيّة ، أضحت جزءًا من حياتنا ، وأضفت أبعادًا كثيرة وبعيدة للون حياتنا ، فأعطتها زخَمًا ، وأثّرت فيها ايّما تأثير ، فهذه الصّحافة تُقلقل اليوم العروش وتهزّ المُعتقدات – إلا الراسخة منها- وتحفر أخاديد في الأيدلوجيات ، وتبعث الرّوح في الموات والجفاف والتراب !! كانت الصّحافة عملاقة وما زالت . كانت مؤثّرة وما زالت . كانت جبّارة ، واليوم في عهد الانترنت- وليّ عهدها - جعلها أكثر جبروتًا ، وأكثر حِدّة . ومن لا يُصدّق فأسوق اليه ثلاثة شواهد من واقع الحياة ، شواهد بسيطة ولكنها تُثبت وبالدّليل القاطع إنها الأعلى – طبعًا بعد الشّريعة الإلهية الثابتة فوق رؤوس الجبال والتاريخ والآتي – فإليك المثال الأول : فلانة فتاة ، صوتها لا يبعد كثيرًا عن قرقرة الدّجاجة ، ولكن الله حباها بقدٍّ ميّاس وجمال لافتٍ وغنجٍ مستفيض ، فلاحقتها عيون العدسات والمصوّرين والصّحافيين ، فأضحت هذه القطة علما يُشار اليه بالبنان ، شهرة ولا شهرة ألبرت اينشتين !! ومن هذا الاينشتين أصلا ؟. أضحت علما في حين إن هناك من يبزّها جمالا وصوتًا ...لقد رفعتها الصِّحافة إلى القمّة ، ونصّبتها ملكة مُتوّجة على قلوب الشّباب والمراهقين ومحبّي القشور والألوان. امّا الشّاهد الثاني فهو مقدّمات ومُقدّمو البرامج التلفزيونية والصحافيين والصحافيات ، إنهم يترشّحون اليوم لبرلمانات العالم ويحوزون على السَّبّق ، بل يسبقون الكثيرين ممّن خاض غمار السّياسة سنوات . فمن جعل هؤلاء الناس محبوبي الجمهور ، أليست صاحبة الجلالة؟ أليست هذه التي تُنزل العالي وترفع المنخفض وتصحّح المعوّج ، وتكشف المختبئ ، وتقلع الجذور والعادات ، وتعصف بالكون . اما الشّاهد الثالث : فهو حذاء منتظر الزيدي المشهور!!!حذاء الصحافيّ المغمور والقابع في ركن لم يسمع عنه احد الا حفنه من البشر ، أضحى بين ليلة وضحاها علمًا ، فدُبّجت عنه عشرات بل مئات المقالات ما بين مادح وقادح ، وما بين من يعرض عليه ابنته حلالا زلالا او شراء حذاءه – المُقدّس -!! بعشرة ملايين من الدولارات ، في حين ان هناك الملايين من الأطفال في العالم الثالث يتضوّرون جوعًا . إستمري سيدتي صاحبة الجلالة ، فالزّمان زمانك ، وسيبقى هكذا حتى تنحلّ عناصر الأرض والسّماء ، وتأتي سماء جديدة وأرض جديدة . استمري سيدتي الجميلة وهيمني واعصفي واقلعي كلّ شوائب حياتنا ، وانشري الحقّ المُحرّر ، والنزاهة ، واعرضي لشمسكِ كل رطوبةٍ وهوسٍ وعفن اجتماعيّ ، وقاذورات لفّها بساط النفاق . استمري فإنّنا نُصفّق لك ونغنّيكِ.
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بركَعْ عَ بابَك
-
رسالة الى يسوع الفادي الحبيب
-
عروسة الطّنبوريّ
-
الحِصار - قصّة للأطفال
-
مدينة النجّار
-
حوّاء الجديدة
-
يلا نغنّي سوا
-
وجدْتُ الحوار المتمدّن
-
أنتَ فرحُ التائبين
-
حُبِّي قُدْ حْدودِ الكوْن
-
لقاء صريح مع الاديب زهير دعيم
-
الى عصفورة
-
خلاصُنا عيدك
-
أوّاه منكِ
-
المرأة مصدرُ الالهام
-
لا تقولوا انسى
-
الولد الشّقي
-
نساؤنا في الأعالي
-
سبّاح وأعظم سبّاح
-
القبر فارغ يا كهنة كنيسة القيامة !!!
المزيد.....
-
إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب
...
-
-أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي
...
-
وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
-
ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في
...
-
دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على
...
-
-عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|