أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حذاء -منتظر الفرج-!














المزيد.....

حذاء -منتظر الفرج-!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"جزمة" منتظر الزيدى دخلت التاريخ.. وأثارت جدلاً ساخناً بين العراقيين والعرب.. بل ودوائر عالمية أيضاً!
ومفهوم طبعاً إن إلقاء الحذاء على الرئيس الأمريكى، جورج بوش الأبن، لن يحل مشاكل العراق.
ومفهوم كذلك أن الحذاء ليس "سلاحاً" من أسلحة التحرير، ومقاومة الاحتلال.
ومفهوم أيضاً أن الحذاء ليس أداة من أدوات العمل الصحفى.
ومفهوم فضلاً عن ذلك أن الاحتفاء العربى العارم بواقعة الحذاء الذى تم رشق الرئيس الأمريكى "الراحل" به، ينطوى على اعتراف ضمنى بعجز النظام العربى الرسمى عن تبنى سياسة جادة لمواجهة الاحتلال الأمريكى والحرب العدوانية الاستعمارية الأنجلو أمريكية، فجاء "منتظر الزيدى" ليشفى غليل المحبطين عندما قام برشق القائد الأعلى لهذه القوة العظمى "المفترية" بالحذاء.
.. كل هذا مفهوم.. ومع ذلك فإن ما قام به هذا المواطن العراقى، وما حفلت به ردود أفعال العراقيين والعرب من احتفاء بهذه الفعلة، يستحق ان نتوقف أمامه، وأن نتمعن فى قراءة دلالاته، دون التسرع بالاستخفاف به أو تحويله إلى مادة للسخرية أو التندر، ناهيك عن أولئك الذين انبروا لاستهجانه باعتباره عملاً غير "متحضر".
فقيمة واقعة الحذاء قيمة رمزية أولاً وأخيراً، سواء فى مضمونها أو فى توقيتها.
وهذه القيمة الرمزية ليست قليلة الأهمية، بل إن تاريخ كل شعب من الشعوب توجد به لحظات من هذا القبيل – لا تتضمن بالضرورة استخدام سلاح الحذاء – تكون لها تداعيات بعيدة المدى.
وهذا بالضبط ما جعل الملايين تهتم بها.
وتعالوا نحلل الموقف:
لقد جاء الرئيس جورج بوش إلى العراق فى زيارة مفاجئة تتزامن مع توقيع الاتفاقية "الأمنية" بين الإدارة الأمريكية والإدارة العراقية التى تولت حكم العراق فى ظل الاحتلال الأمريكى. وهى اتفاقية تثير العديد من التساؤلات حول مدى احترامها لسيادة العراق ووحدته وهويته، وحول الكثير من الثغرات التى توجد بها، مثل الاختلافات الكبيرة بين النص الانجليزى والنص العربى، والاختلافات الكثيرة فى تفسير البنود الجوهرية وبخاصة تلك المتعلقة بالجداول الزمنية لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكية.
كما جاء توقيت هذه الزيارة "المفاجئة" ليكون بمثابة "وداع" من الرئيس الأمريكى الذى شن هذه الحرب وقام بهذا الاحتلال، قبل أن يترك البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل، وأراد أن يأتى "إخراج" هذا "الوداع" بحيث يجرى تصويره باعتباره "محرراً" للعراق و "صديقاً" للشعب العراقى جلب إليه "الديموقراطية" على طبق من فضة.
وكل هذا كذب فى كذب من الناحية الموضوعية، لأنه ليس سوى "محتل"، وجاء احتلاله لهذا البلد العربى بناءاً على سلسلة طويلة من الأكاذيب والإدعاءات التى اعترفت الإدارة الأمريكية ذاتها بأنها عارية من الحقيقة.
ثم إن هذا المحتل، الذى جاءت جيوشه رافعة لافتات الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، مارس أبشع انتهاك للحريات، وقام بأعمال لا يمكن وصفها بأقل من أنها "جرائم حرب" وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. وليست فظائع سجن أبوغريب ومعتقل جوانتانامو إلا عينة لسجل مرعب سيظل وصمة عار فى جبين أمريكا.
وبعد كل هذه الجرائم يأتى بوش – وبراءة الأطفال فى عينيه – ليتحدث عن الديموقراطية وحقوق الإنسان!
والأغرب أن حكام العراق الجدد دأبوا على مساعدة بوش فى تمرير هذا التزوير الفاضح.
ولا يقل غرابة أن النظام العربى الرسمى ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى التستر على هذا التدليس.
وأمام هذا التواطؤ متعدد الأطراف جاء "حذاء" منتظر الزيدى كصرخة احتجاج على هذا التزييف، وصيحة غضب ضد كذبة كبرى يتم ترويجها دون خجل.
"المتحذلقون" يقولون أن هذا كله صحيح، لكن الطريقة "غير متحضرة".
وأنا موافق على أن استخدام الجزمة ليس أمراً متحضراً، لكن قبل أن تدينوا منتظر الزيدى الذى لم يجد سوى حذائه ليستخدمه رداً على أكاذيب بوش، يجب ان تدينوا أفعال بوش التى تمثل عدواناً سافراً على كل الحضارات والثقافات.
أما أن تسارعو بإدانة رد فعل بسيط، وتغضوا الطرف عن آلاف الأحذية والصواريخ وقاذفات الطائرات والمقابر الجماعية ومعتقلات التعذيب الأمريكية التى أهانت العراقيين والعرب جميعاً بما اشتملت عليه من انتهاكات جنسية وبدنية لعشرات الرجال والنساء، فإن هذا هو الكيل بمكيالين بأكثر التعبيرات تهذيباً.
ثم إن هؤلاء الذين يستنكفون ضرب بوش بالحذاء، كانوا هم أنفسهم الذين هللوا لتحريض جيش الاحتلال الأمريكى حفنة من الغوغاء على ضرب تمثال الرئيس العراقى الراحل صدام حسين بـ "الشبشب" وتصوير هذا المشهد المهين واذاعته على الفضائيات الأمريكية والعالمية مراراً وتكراراً كاهانة متعمدة ومقصودة لرئيس عربى بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه.
أليست هذه هى سياسة المعايير المزدوجة؟!
باختصار .. حذاء منتظر الزيدى لن يحرر العراق، لكن من يريد أن يدينه يجب أن يتمتع بالحد الأدنى من النزاهة والعدالة ويبدأ بإدانة الأعمال المنافية للحضارة التى قام بها هذا الرئيس الأمريكى الغبى والمتعصب الذى يستحق ما هو أكثر من الحذاء تعبيراً عن استهجان كل ما قام به من جرائم.. وها هو بعدها يخرج من البيت بدون "خفى حنين" بل بـ "جزمة منتظر" الفرج!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر
- عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حذاء -منتظر الفرج-!