أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة لاشكر - ارهاصات رحلة.. لنشوة الهذيان














المزيد.....

ارهاصات رحلة.. لنشوة الهذيان


سعيدة لاشكر

الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 08:11
المحور: الادب والفن
    



وقفت بين مفترق طرق..

أتحدي؟.. أم استسلام؟

ولأن طبيعتي تهوى المغامرة.. حملت معي من الزاد.. ما يكفيني الدهر..

و.. وانطلقت.. نحو الأقاصي.. نحو حلم طالما داعب الجفن.. طالما جذب العين.. فأشعل البريق.. واتسعت به مساحة البؤبؤ..
أخير أًًُتخد القرار الصارم.. سأنطلق مع طلوع القمر..

جهزت حقيبتي.. خزنت فيها ما سأحتاجه فقط.. عدة أسناني.. معجون بنكهة النعناع.. به أنظف مسامي من الغبار.. وفرشاة رطبة.. تزيح ما علق بذهني من بقايا استسلام.. ثم ملابسي تلك التي من ماء..إذ مقصدي ليس به لا حر.. لا برد ولا جفاء.. وبزاوية الحقيبة.. غرزت كومة هواء..أكيد ستفيدني حين غوصي في الصحراء.. ثم أغلقتها.. ياااه نسيت.. توجهت للأدراج حملت بعض هواياتي الصغيرة.. وأودعتها الحقيبة.. ماذا بقي .. أجل كتبي المفضلة.. تلك التي من ذكريات.. وقلمي..ذاك القلم من كريات.. حمراء وبيضاء..

ارتديت معطفي .. وقبعة على جانبها خيط أحمر.. رَسَمَ وردة.. حملت حقيبتي .. فتحت الباب.. لأخرج من منزل القيد.. لأفق الغد..

سرت كثيرا.. اجتزت البلدة تلو البلدات.. الغابة تلو الغابات.. أخيرا لاح لي فلاح يشذب أرضه.. توجهت نحوه بالصبر.. ألقيت السلام.. وسألت:

- أيا ترى تفيدني إن سألتك.. أظنني ظللت طريقي.. فأين هي وجهة أرض البوح؟
- أرض ماذا يا بنيتي.. لم أسمع بها يوما...
- ياللأسف..
- منذ الأزل وأنا أشذب أرضي هذه.. تطلعي رؤؤس الأطفال بدأت تينع.. لكني لم أسمع بأرضك تلك.. تعالي معي للكوخ.. عل زوجتي تعلم عنها..
- حسنا.. أي شيء قد يفيدني.. لأبدأ مسيرتي..
واصلنا السير .. إلى أن بلغنا الكوخ .. تناهت للقلب رائحة قهوة طيبة.. دخلنا .. رحبت بي الزوجة بحبور.. قدمت لي الفنجان.. وبدأت تتحدث بعد أن نقحناها السؤال..
بين حديث موجه لي وآخر لنفسها وكذا ذكريات مبعثرة.. أجادت:
- دعيني أفكر.. وكأني سمعت عنها قبلا .. ربما أبي.. لا هو جدي من كان يحكي لنا عنها.. قال أنها أرض خاوية يسكنها من الناس القليل.. زهاد .. صفوة مختارة..
- أجل أجل هي بالفعل..
- لكن دعيني أتذكر.. لم يحدد موقعها بالظبط.. قال فقط أنها ربما تحت أعماق البحر.. أم بين السحب.. في السماء.. أم أنها في الغابة.. حيث موطن الطيور..
لكن لمَ تبحثين عنها ؟؟ لا تقولي يا طفلتي أنك تريدين السكن بها.. أولا تعلمين؟ قالت جدتي أن من سكنها ملعون.. ملعون.. وأن من زارها وغادر مرجوم.. مرجوم.. ومن شرب نسماتها مرفوض.. مرفوض.. ومن أكل ترابها هو مهزوم.. مهزوم..
- لكني حلمت بها أبد الدهر.. تمنيت زيارتها طول العمر.. تمردت على كل الحياة..انتظرت من الزمن قرون.. ونيف.. لأتمكن بلوغها لأجلها احتملت حروق النحل.. ولسعات الجمر..
- لا أدري ما أقول لك..
- لا تقولي شيئا .. أوصليني فقط جادة طريقها السريع..
- طيب تعالي معي للسطح.. علنا نرى بوارد الطريق من العمق..
صعدنا الدرجات تلو الدرجات..الدور تلو الأدوار.. إلى أن بلغنا السطح الجبار..
سألتها:
- لمَ هذه الأزهار نافقة؟.. وهذه الأسماك ذابلة؟.. و تلك المروج فارغة؟.. والأنهار.. لم هي قاحلة..؟؟
- هذه مهمتك أنتِ من الآن .. أن تجعلي الأزهار حية.. بزعانف تتنفس حتى في البر.. أن تجعلي من الأسماك الزاهية.. تبتي فيها العطر.. ترمميها شذى وألوان.. والمروج املأيها ماء من هواء.. والأنهار اسقيها بالنبض لتحصدي الثمار..
- لكني لا أدري كيف ..
- حقا لا تدرين كيف؟ قالت أمي أن من أحبها وحلم بها تصطفيه لذيها.. فتمنحه مفتاح يلج كل باب.. ويفتح كل سرداب.. تمنحه موهبة الدخول كل مجلس أكان مجلس صمت أم كلام.. مجلس بشر.. ام غاب.. يحادث الحيوانات يغازل الأزهار.. يناطح النباتات.. يهاجم الألوان..يتصارع والنسمات فيُقتلُ ويموتُ.. وأيضا قال أبي أنها تمنحه عديد حيوات.. فيرجع للحياة مهما مات..
- جميل هذا الكلام.. سأتذكره كلما دنيت من الأرض قاب..
- هي دي بداية الطريق..من ذاك الهامش.. ابدأيها سلام .. أسلكيها صبر.. أغمريها حب.. بثيها ثعب..اجمعيها هيام.. انشريها سلام وأكيد ستصلين أرض البوح بسلام...

والسلام عليكم .. يا سكان أرض البوح.. بلغتكم بسلام..

من مذكراتي.. الهذيااان



#سعيدة_لاشكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصفور الصداح
- القروية
- صندوق الذكريات
- أصعب لحظة
- رأيتك معها
- فتاة الثلج
- جراح
- الواقع المؤلم
- هواجس
- لعبة المستقبل
- الغريب
- إنسانة والمرآة
- أنتَ طيب
- ذات الطباع الغامضة
- عالم شارد
- نافدة الظلام
- انسان خلف قضبان الإعاقة
- أجمل إحساس
- أقلام سوداء
- أخوة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة لاشكر - ارهاصات رحلة.. لنشوة الهذيان