أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد نصره - كليات التجهيل الشرعي...!؟














المزيد.....

كليات التجهيل الشرعي...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 09:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يسجِّل علينا الكثيرون في دفاتر تفاؤلهم الوردية حقيقة أننا متشائمون أكثر من اللازم وهذا صحيح تماماً إذ أنني لا أجد للتفاؤل حيِّز موضوعي إذا لم يرتكز الأمر برمته على حقيقة أن التفاؤل المفترض يجب أن ينبني على الأمل المرتجى من أجيال المستقبل..! ذلك، لأن أجيال اليوم أثبتت إفلاسها بجدارة..! فإذا ما نظرنا لنرى كيف تتم تنشئة أبناء المستقبل، وكيف تبني عقولهم، وتؤسس ثقافتهم، فإنه قد لا يبقى للتفاؤل مكان لا أعرف كيف يجده الآخرون..!؟
طيب: طالما أن كليات الشريعة في الجامعات العربية تقذف سنوياً آلاف الخريجين الذين تتلقفهم وزارات التربية والتعليم، والأوقاف، وكثير من المؤسسات والجمعيات الأهلية التعليمية الدينية، من أجل أن يقوموا بتدريس مادة التربية الدينية للتلاميذ في كل المراحل الدراسية فلندقق في ما يعمل عليه هؤلاء الخريجون الذين يأخذون أجوراً ورواتب شهرية ضامنين رزقهم الدنيوي من يوم تخرجهم لقاء قيامهم بوظيفة تجهيل الأجيال الجديدة في الحصص المخصّصة لتدريس مادة الدين وفق المناهج المقررة من الوزارات المختصة التي وجدت من يوم تشكيل الحكومات في بلدان العرب المستقلة وشبه المستقلة أواسط القرن الماضي..! وخصوصاً أن هذه المناهج بطبيعة الحال مأخوذة بكليتها من المنظومة الفقهية التي درسها الخريجون في كليات الفقه والشريعة.!
فمثلاً: من بين الموضوعات المثيرة التي يدرسها أجيال المستقبل على أيدي هؤلاء الخريجين موضوعة الجان والعفاريت وكل ما يتعلق بالشياطين..! فبحسب الشريعة والفقه الإسلاميان يتعلم التلاميذ أن الشياطين هم ذرية إبليس المزواج الذي ينجب أولاداَ لا حصر لعددهم..! وهؤلاء الشياطين يتوزعون إلى أنواع وزمر عديدة وجميعهم من الجان لكن، بعد أن أرسل الله سبحانه رسوله الأمين ـ محمد ابن عبد الله ـ هادياً للإنس والجن سويةً فقد دبَّت الخلافات بينهم و انشق بعضهم على بعض..! واعتماداً على الأحاديث النبوية، والآيات القرآنية، فإن المعلمين يؤكدون لتلاميذهم أن عدداً كبيراً من الجن انضمَّ إلى صفوف المسلمين منذ بداية الدعوة وراحوا يحضرون معهم ـ دون التمكن من رؤيتهم ـ في المساجد لتلقي الدروس الدينية والمواعظ الأخلاقية..! وبحسب هذه الوثائق الفقهية الراكدة في بطون المؤلفات المعتمدة في الكليات الجامعية، فقد أصبح عددٌ كبير من هؤلاء الجن المؤمنين في عداد علماء الحديث، والأولياء الصالحين.. وقد وصل ورع بعضهم إلى حد تصنيفه في زمرة الصحابة.! وهؤلاء النفر من الجن المسلمين، يسكنون وحدهم في الأماكن النظيفة، وهم سيرافقون المؤمنين من الإنس إلى الجنة على عكس الذين بقوا كفاراً فقد كانت أولى العقوبات التي تعرضوا لها الإقامة الجبرية الدائمة في الخرائب ودورات المياه قال الرسول: ( إن بيوت الخلاء محضرة ) أي يحضر فيها الشياطين الكفار الذين مآلهم جهنم..! لذلك، يتعلم التلاميذ من مدرسيهم المتخرجين من كليات الشريعة في الجامعات العربية.. ومن الأزهر ( الشريف ) ومن كافة المؤسسات التعليمية الدينية المنتشرة كالفطر في كل مكان، يتعلمون دعاءاً خاصاً يرددونه حين دخولهم إلى المرحاض كي يهرب الشيطان الكافر المتحصن فيه: ( أعوذ بالله من الخبث والخبائث )..! و قد قال تعالى: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً )).!؟
يقول الدكتور ـ محي الدين الصافي ـ وكان عميداً لكلية أصول الدين في مصر أم الدنيا التي تتوفر في أسواقها الشعبية كتب ومؤلفات عديدة مختصة في علوم الجان مثل: الكباريت في إخراج العفاريت، وتسخير الشياطين في وصال العاشقين، وكتاب السبعة عهود السليمانية وهي العهود التي أخذها سيدنا سليمان على الجنية الشمطاء المتسلطة على الناس، يقول الدكتور العميد بكل جدية وصرامة ومستشهداً بالنص القرآني: [[ خلق الله الجن من النار وهم يأكلون ويشربون ويتناكحون ويتناسلون ويموتون كالإنس يروننا ولا نراهم وهم مكلفون بالعمل بشريعة ـ محمد ـ ص ولهم ثقل على الأرض مع الإنسان لذلك قال تعالى: (( سنفرغ لكم أيها الثقلان ))]].
ومن بين ما يتعلمه أبناء المستقبل وتسمعه أجيال اليوم درس بليغ للداعية الشيخ القرضاوي وقد أعاده الداعية ـ عمرو خالد ـ في رمضان هذا العام تحدث فيه عن المردة فأكَّد أنهم عتاة الشياطين ويقابلون { الشبِّيحة } هذه الأيام..! وهؤلاء العتاة هم أعوان ومرافقين دائمين للملعون الكبيرـ إبليس ـ يتلقون منه أوامر العمليات الوسواسية مباشرةً.! وكان قد سبق له أن شنَّ حملة عنيفة على هؤلاء المردة محملاً إياهم الكثير من الويلات التي لحقت بالمسلمين...!؟
ومن بين الدروس النجيبة التي يتعلمها أجيال المستقبل العربي قبل ـ الإصلاح ـ الذي تمَّ الاتفاق عليه في مؤتمر القمة العربية ما قبل الأخيرة، درس بليغ عن الفقه المقارن حيث يفهم التلاميذ منه أن لكل إنسان شيطان مقارن وملاك مقارن ويحفظون من أحاديث الرسول ـ محمد ـ ص: ( إن الشيطان ملتقم قلب ابن آدم كما يلتقم الكلب الجيفة ) و: ( الشيطان يجري من ابن آدم كما يجري الدم في العروق ).!؟
وهكذا، وبعد كل ما تقدم ـ وهو نذرٌ يسيرـ فإنه قد يكون منطقياً أن نقول: كيف سيكون للتفاؤل مطرح عندنا قبل أن ( على الأقل ) ينسحب ـ إبليس ـ وأعوانه من مدارسنا، وجامعاتنا، وأحزابنا، وعقولنا، بل من حياتنا جملةً وتفصيلاً...!؟
ولأن الحال هو على هذا النحو والإملاء فإننا لا نرى أن هذا الانسحاب حاصل اليوم أو سيحصل مستقبلاً لذلك نحن غير متفائلين بالمرة وكنا قد عارضنا المبدع الراحل ـ سعد الله ونوس ـ في حينه قائلين: نحن مع الأسف الشديد لسنا محكومين بالأمل...!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة مشايخ حقوق الإنسان...!؟
- الاشتراكية الإسلامية الديمقراطية الليبرالية...!؟
- الإسلام هو الحل إذن: ماذا عن التوريث..والتعذيب..والاغتيال... ...
- في سياق الجدل العقيم...!؟
- مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟
- ذيل الكلب...!؟
- أمريكا في المرمى...!؟
- لماذا بقيت كتابات البعض بلا مردود...!؟
- فتيل جهنم لبنان......!؟
- الميئوس منه.. أم المسكوت عنه...!؟
- زوال إسرائيل... أم غيرها...!؟
- العابرة للأديان.. والأيديولوجيات.. والحدود...!؟
- أم علي.. ومناورات السلام الإسرائيلية...!؟
- الفضائحيون الجدد....!؟
- المختصر في: الأفسد من الفاسدين...!؟
- حول الغلاء والحكومات والذي منه...!؟
- دوام الاحتلال بالديمقراطية...!؟
- فساد التدِّين.. أم ( تديِّين ) الفساد...!؟
- الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟
- الثرثارون العرب...!؟


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد نصره - كليات التجهيل الشرعي...!؟