أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - قصائد معمّدة في زرقة الليل














المزيد.....

قصائد معمّدة في زرقة الليل


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


حلم الليلة القادمة

تثاؤب الرمّان يتلقط نمل حيرتي  بين أضلاعي،
فيشهق جليد البحيرة أنفاسي الملتهبة،
و تتدفأ خطى هيامي.
والأرنب البري يرتدي زيه الشتوي الأبيض، وحركات من وميض،
تهطل الثلوج البهية على "مالمو"*،
تهمس في النوافذ، وتسدل ستاراً على  أعراس لا يعلن عنها،
فرو السناجب الميتة؛ رتوش في لوحات فنانين،
 ترتعش أصابعهم ماسكة كؤوس شراب وأحلام ليال قادمة.
الحشائش تحت الجليد تحتضن صغارها،
ومن الأعالي،
تبسط  الغيوم ظلالها على جفنيّ  حريراً وستائر  بلور.

*مالمو:  ثالثة كبريات مدن السويد

سكينة الليل
أستمع إلى سَكينة الليل،
ورود الأفريز تهمس في أذن الظلمة؛
و نغم من أوتار  دامية ،
ينز في صدري.
ارتعاشات تخوم الروح، تهز سريري.
أستمع إلى سكينة الليل، ملياً،
أزفر بخار الكون،
أنتشر في  حنين الظلام،
مخلوقات تنتعش في همساتها.
أستمع إلى سكينة الليل
أسمع أمواج الريح تردد أسمك الحبيب،
فترتوي الروح من نبع السراب،
أستمع إلى سكينة الليل، عسى أنها ترنيمة أمي،
وأنا في مَهْدي الخراب.
أستمع إلى سكينة الليل،
أسمع  صديقاً مهموماً يناجي  من القلب إلى القلب،
أستمع إلى سكينة الليل، إذ ينقلب إلى نهار
وهمسات تدلف إلى نافذتي تبعثر  الغيوم،
أستمع إلى سكينة الليل،
وأصوات المخلوقات منهكة آن وليمتها لي.

فتات الكريستال
أفاعيكِ السوداء تحتضنني؛
فتتكسر صورتي الكريستال
احترسي أن تطأي واحدة منها
فإني أخشى،
آه! كم أخشى أن تؤلم أعشاب عيوني قدميكِ،
أرنو إليك في فتات  كريستالي بألف عين،
وألف شفة عطشى لنبعك،
لكن، بقيتْ صورة منكِ في كمالها،
ونبعك يتدفق أريج ربيع، يأتيني خلال نافذتي،
وقطع الكريستال في مهبه، تردد أغنية الريح المتهكمة.

في سواحل الجفون

يفيض الصفاء على  روحي اليوم
شراع سفينتي أجفان عيوني،
يتناثر قطرات مع جلال  الذكرى،
يجري بي  إلى شواطئ الضباب،
إلى الطفولة،
إلى سفوح حريتي،
تحصد الأمواج أعشاب كآبتي،
تطهرني في سلام دافق أبداً،
تعمدني في أزلية جمال  فينوس.
فوق صخور المد والجزر تنزل النوارس, وتصعد جذلى.
يبتسم  الزبد في وجهي، وأنا على الرمل المخملي،
جراحات تندمل، إذ تدثرني خيوط  الشمس بالرمل،
أي سحر هذا  يا قلبي!
فشجو العندليب يداعب  رؤاك الزرقاء.

زخّات العار

 

إنه أيضا ولد في عالم آخر سوى هذا العالم،
في غبار قانٍ، وتحت زخات العار يتأمل تثاؤب الليل، 
بذور كانت هاجعة في الحقل،
وقلوب  أسيرة قواقع. 
إنه أيضاً كان يخشى البلل ، وأن تنكسر سيقانك تحت ثقلها،
ولسان الظلام يلعق جسد الجدار.
إيقاع جذوته يرن في أذنه، ويهز رعده  قدميه،
والعاصفة زيت يهـيـج جذوة القلب،
فيقعي ممتلئاً بالندم، ومآقي الأيام جارية،
ساعة يحدق في الغيوم ملياً، تنقلب سوداء تسدل عينيه
وتخدش وجهَه شمس تطاردها فلول الليل،
وفاضت أنوثة الورد بيـن يديه.
هل تذكرين أنه عقد بيديه ضفائر النور؟
فأثارت زوبعة، جرفت أشجار الهيام،
وحوريات ذهبت تتدفأ في سقيفة البستان. 
خواطر مذهولة  تنظر إلى السماء ،
تذبل على الصخر،
تترنم بنفس الأغنية بلحن آخر،
أغنية  من مات مجهولاً،
وولد لكي يملك عالماً  لوحده،
فلم  يلقَ أي عالم سوى فلول الليل.

*  قصائد مكتوبة العام 1998  يضمها ديوان " براثن الليل" الصادر العام 2000



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل الدين عن الدولة ضرورة لا بد منها لقيام مجتمع مدني حديث ف ...
- أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟
- لن تمر جريمة الإعتداء الغاشم على الشيوعيين بدون عقاب
- في ظلال جناحيك
- الوطن مذبح وُلْد الخايبة
- ثلاث قصائد
- بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة
- ألا تشعرون بالعار بطرد الشاعر أحمد جان؟
- موجة على شغاف القلب
- 10 يورو للإرهابيين القتلة
- مساء فاطمة للشاعر الكردي دلاور قره داغي
- قفر
- أحضان الصقيع
- قطع الأذنين! ربّما عقاب عادل لجرذ العروبة
- هل حقا كنّا نستحق هذا الجرذ زعيما؟
- لا حياة بدون حوار و تفاعل
- ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول
- روح في سماء -السليمانيّة- إلى ف
- الريح القدس
- شارلي شابلن بفيلمه - الدكتاتور- انتصر على النازية


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - قصائد معمّدة في زرقة الليل