أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد فيادي - عندما يكون المبدعون بيننا














المزيد.....

عندما يكون المبدعون بيننا


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 10:11
المحور: المجتمع المدني
    


من مظاهر الثقافة لأي مجتمع, النشاطات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني, تختلف النشاطات من منظمة الى أخرى حسب الهدف الذي تأسست من اجله, فالمجموعات البشرية تختلف في ميولها واهتماتها وحركتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية, وسط هذا التنوع تبرز الحاجة الى اللقاءات المباشرة بين الجماهير والمبدعين في مختلف المجالات, كوسيلة تواصل بين طرفين والتعرف على مدى التفاعل لنتاج المبدع وانعكاسه على المتلقي, إن كان المتلقي مستفيداًَ من الإبداع أو معترضا عليه, لأسباب فكرية وعقائدية ودينية وقومية واقتصادية. المسألة لا تقف عند هذا الحد من التواصل بل هي تتعدى ذلك حتى تصل الى التأثير النفسي لشخصية المبدع على المتلقي, الذي يتحول في الكثير من الأحيان الى فاعل في تفاعلات النتاج الإبداعي.
عند عكس هذه الحالة على الواقع العراقي من ركود واسع لنشاط المجتمع المدني, وحرمان المجتمع العراقي لوسائل التواصل مع أهم الشخصيات التي تأثر في حركة وشكل المجتمع, واقتصار التواصل عبر وسائل أصبحت وبالرغم من أهميتها, ذات مضار في جوانب عديدة, فالفضائيات التي تعوض اليوم عن لقاء مبدع عراقي مع جماهير وإن قل عددهم ضمن نشاط لمنظمة مجتمع مدني, حولت جمهور المشاهدين على وسع انتشارهم وكثرة عددهم, الى مجرد أذان تستقبل ولا تحاور, أي تحول المتلقي الذي من الصحيح أن يكون فاعلا في تفعيل الأفكار ومحاوراًَ, تحول الى اخرس يستقبل ولا يعكس ما تلقاه على المبدع لغرض تكملة الحلقة الحوارية والإبداعية, كما أصبح المبدع يمثل طرف واحد يرسل ولا يستقبل, لا يعلم مدى استيعاب الجمهور لإنتاجه, ولا يجد الوسيلة والمساعدة من قبل المتلقي لتطوير نتاجه.
هناك إيجابيات كثيرة من خلال اللقاء المباشر مع المبدع أهمها كسر الحاجز بين الاثنين, خاصة عندما تلتقي الشبيبة اليافعة مع رموز تنظر لها إنها مُثل عليا تحلم أن تكون مثلها مستقبلا, هذا اللقاء يفتح أبواب على توسيع أفق الشبيبة نحو رحاب لم تطرقها سابقا, من حيث المعلومات والاسلوب في الكلام والحوار وتبادل الآراء والجرأة في طرح الأسئلة والنقاش.
اليوم وبسبب سوء الوضع الأمني قلت نشاطات منظمات المجتمع المدني, في خلق جو من التواصل بين المبدع والمجتمع, المبرر مفهوم ومقبول, والنشاطات لم تتوقف تماما على قلتها, لكن المجتمع العراقي ترك فريسة سهلة لأفكار من طرف واحد, أفكار تطرح بكثافة عبر بيوت العبادة باتجاهات طائفية أو معادية ورافضة للعلمانية واللبرالية المعتدلة, أفكار لا تخلق حركة داخل المجتمع لأنها تحلل وتحرم على مزاج مطلقيها, أفكار لا تجيد خلق فرص ومجالات تخدم المجتمع في توفير فرص عمل والرقي بالمزاج العام, لأنها تكبت كل شيء وتقيد الإبداع تحت مسميات عديدة ينتج منها آثار سلبية على المجتمع كله. على العكس منه في النشاطات المتنوعة التي تطلق العنان للإبداع وتحرير الجمال من قيوده, فالجمال الذي يصلنا من النشاطات الفنية والثقافية والفكرية والاقتصادية, يحمل معه الحاجة الى خدمات وفرص عمل وإمكانيات تترجم هذا الجمال الى واقع. إذن النشاط الثقافي لا يتقيد في إطار ترفيهي كمالي يقتصر على فئة معينة من البشر, إنما يتعدى ذلك ليصل الى محرك لإطلاق الأفكار البناءة التي تدخل كل مجالات الحياة.
في أمسية ثقافية فنية أقامها الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الألمانية للفنان المبدع حميد البصري والفنانة شوقية العطار تحدث فيها عن أغنية الفلكلور العراقي مع أمثلة من الغناء العراقي الجميل, استطاع الفنانين خلق جو من التواصل, نقل فيه الجمهور الى عالم الجمال عبر موسيقى البصري وصوت شوقية الساحر وكلمات الشعراء العراقيين, أما الحوار الذي دار بين الجمهور والفنان حميد البصري فقد دل على تعلق الجمهور بهذا الفن وتأثرهم به, في هذه الأثناء تبادر الى ذهني كم هم محرومين الشبيبة العراقية من هكذا فعاليات, وتذكرت كلمات الفنان فؤاد سالم عندما قدم حفل فني في المسرح الوطني, حضره جمهرة كبيرة من الشبيبة وهي تغني معه أجمل أغانيه, فكان انعكاس ذلك اكبر على الفنان المرهف فؤاد سالم, عندما فوجئ بالشبيبة وهي تعرف أغانيه التي حاول النظام الدكتاتوري على مدى سنين من حجبها عنهم, كما هناك فعاليات سياسية استضافت عدد من الأسماء العراقية مثل مفيد الجزائري وبرلمانيين آخرين ولقاء مهم بين الجالية العراقية مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي, كل هذه اللقاءات جرت في برلين ومدن أوربية أخرى, كان لها مردود ايجابي على الضيوف والجمهور.
يعاني المجتمع المدني العراقي من مشكلة خطيرة تقيد حركته الطبيعية, والتي تكمن في منظمات صنيعة جهات تمتلك الأموال على حساب جهات أخرى غير قادرة على المساهمة في تأسيس ودعم منظمات توازن حركة المجتمع وتخلق تنوع يخدم في زيادة التفاعل, وتنشيط الحوار والتعود على تقبل الآخر. هذه الجهات تمكنت من الهيمنة على مزاج وتوجه الجماهير العراقية لفترة من الزمن, وظفت هذا المجهود لمصالح معينة دون الاهتمام بالمصلحة العامة, حتى وصلت الجماهير الى اتخاذ موقف من منظمات المجتمع المدني وعدم الاهتمام بها.
من هنا تظهر الحاجة الى الدعم الحقيقي لمنظمات المجتمع المدني التي تعمل على نشر الفكر والثقافة, والتركيز على استضافة المبدعين العراقيين, من اجل اخذ دورهم الريادي وسط الجماهير, وعكس تجاربهم وإبداعاتهم لبناء عراق ديمقراطي حقيقي تحترم فيه الكلمة.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان ... القنوات الفضائية ... الحكومة العراقية
- مستقبل العملية السياسية بين الانتخابات والمزاج السياسي
- عندما تتدفق الينابيع ,,, تورق الاشجار
- وزراء كارتون أبطال أفلام الكارتون
- إعلام دولة العراق ودوره السيئ
- غابت المرأة الكردية فأنابت عنها العربية
- ماجد كاكا وقضايا الجماهير
- الثقافة والمثقف ومحاولات طمسهما
- الحزب الشيوعي.. 140.. تحالفات
- لا تنسوا خيبات الامل
- التشريع سبق الحدث
- بالون ليس للاختبار
- البرلمان العراقي ... مو دافنيه سوى
- المكارثية العراقية
- طريق الشعب,, قصص الأطفال يحتاجها الكبار
- مشروع لا وطني
- الطريق الى شرم الشيخ
- كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي
- شموعنا لن تنطفئ
- الحديث عن الشهيد الشيوعي, الحديث عن وطن


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد فيادي - عندما يكون المبدعون بيننا