أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي














المزيد.....

يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التحذيرات الأخيرة ، و أتمنى أن تكون الأخيرة ، لفضيلة الشيخ القرضاوي عن الإنتشار الشيعي في مصر و العالم العربي تعد من الخطورة بدرجة تستوجب عدم السكوت عنه أو تجاهل التعليق عليه، لمضمونه الخطير و أثره السلبي على الوحدة الوطنية في مصر و بقية المنطقة، و يزيد من ذلك إنه صدر من شخصية لها صيتها المعروف.

خطورة الأمر إنها صدرت ، لمرة أخرى ، في وقت تتعرض فيه المنطقة لحالة من عدم التوازن، و بلغت فيه حرارة الإحتقانات الداخلية في بعضها لدرجة الإنفجار، و في بعضها لدرجة تحت الإنفجار و لكنها منذرة بالخطر إن لم تتدارك. و أغلب تلك الإحتقانات اليوم متعلقة بالعرقيات و الأديان بما فيها المذاهب. كما في السودان في أزمة دارفور و مشاكل جنوب السودان مع شماله ، و في العراق الأمر لم يعد يحتاج إسهاب مسهب، و في مصر هناك توترات بخصوص الأقباط.

لهذا تعجبت أن يصدر تصريح كهذا التصريح الذي صدر مؤخراً من عالم كبير يدرك خطورة الأوضاع و يعلم طبيعة منطقتنا في هذه الفترة، و بدلا من أن يعمل من جانبه و يستغل نفوذه على قطاع ليس بالهين من جمهور مصر و المنطقة، في تهدئة المخاوف و تخفيض حدة التوترات، وجدناه يعمل على زيادتها. ففي مصر بدلا من إستغلال نفوذه الأدبي ليعمل على صيانة نسيج الوحدة الإجتماعية بين المصريين المسلمين و المسيحيين الذي هتك مرات عدة مؤخرا، وجدناه يتجاهل ذلك، ليقوم بإحداث خرقا أخر في هذا النسيج، و كأنه لا يكفي الخرق الأول الموجود الذي يرتق في طرف ليفتق في أخر، فقام بهذا التصريح، الذي لا يمكن التردد في وصفه بغير المسئول، بإحداث توتر بين السنة و الشيعة على إختلاف طوائفهم سواء في مصر و خارجها، و ذلك بإستعداء تيارات ضد أخرى و معها السلطات الرسمية - التي لا ينقصها الإستعداء في بعض البلدان- على الأقليات الشيعية.

شتان ما بين الشيخ القرضاوي و فضيلة شيخ الأزهر السابق، في الستينات من القرن الماضي، الشيخ شلتوت، رحمة الله عليه، الذي كان صاحب رؤيا عميقة رغم الإستقرار الذي كانت تحظى به المنطقة بالمقارنة بالأوضاع اليوم، فعمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية، فساعد على تقريب الفرقاء و كان بمجهوده ذلك صمام أمان للوحدة الوطنية في المنطقة، و لازال كل من يريد السلام الإجتماعي لهذه المنطقة الملتهبة، يذكر بالخير صنيعه هذا.

لقد كان الأفضل أن يطبق الشيخ القرضاوي شفتيه، عن أن يأتي لمصر بهتك أخر في نسيجها الإجتماعي، و يقود المنطقة حثيثا للعصور الوسطى، حين كان حتى أصحاب المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، ينظرون بريبة و رفض لبعضهم البعض وصلت في بعض أمثلتها بالإتهام بالخروج من الملة الإسلامية حتى قال البعض إن زواج الحنفي بالشافعية هو كزواج المسلم بالكتابية، و لنا أن نتذكر أيضا إرغام صلاح الدين لأحد أولاده على الرجوع للمذهب الشافعي، مذهب الأسرة الأيوبية، بعد أن كان قد تحول للمذهب الحنفي، و كان رد الإبن على صلاح الدين و باقي أسرته: ألا ترغبون في أن يوجد مسلم واحد صحيح الإيمان في اسرتكم. هكذا وصل التعصب في العصور الوسطى و في النخبة الحاكمة المثقفة و ليس بين جهال.

نحن اليوم نسير للخلف بحثا عن بدايات نفس الدرب، درب التعصب و الكراهية و التمزق، لنسير فيه من أوله ثانية، فبالأمس ثارت الفتنة بين المسلمين و المسيحيين في مصر ، و اليوم إستعداء السنة على الشيعة، و غدا سنرى السنة ضد بعضهم البعض، فسلسلة الكراهية متعددة و طويلة ومتصلة الحلقات، و إن بدأت في الكر فسوف لا تقف عند حد، فهذا الدرب، إن سلكناه، فسوف نصل لنهايته الحمراء القانية.

أتمنى من كل مسلم، أن يكون فوق التعصب المذهبي و الطائفي، إعمالا بقوله تعالى في آل عمران 103: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ. و ألا ينجذب نحو أصوات التشتيت و الفرقة و إن جاءت من أسماء كبيرة لها رنينها، فهناك صوت أعلى يقول: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ - الأنعام 159، هذا قول الله عز و جل ، فالحذر الحذر ، أنه وطننا و يجب أن يعلم كل مسلم أن كل مواطن - بصرف النظر عن معتقده - هو شريك له في المواطنة متساوي معه في الحقوق، و ليس ضيفا أو رهينة، و إنه من أشد الخطأ أن يحمل، بضم الياء، أحد أخطاء الغيرعلى كواهل اخرين، كما كان يحدث في العصر المملوكي.

و يا شيخ قرضاوي، إذا كنت تهوى التصعيد مع الخارج، فرجاء أترك الداخل و لا تعبث به، ففيه ما يكفي، و يكفيك ما أسهمت به للوصول للوضع الحالي.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل
- مبارك و الخديوي إسماعيل ، مقارنة لازالت في صالح الثاني
- الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم
- في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟
- عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم
- غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية
- يوم الفخر - يوم الدرعية 9-9-1818
- أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية
- لسنا ضد أهل الخليج ، و لكن ضد بيع مصر لهم
- تصوراتنا للإتحاد المتوسطي ، دراسة مدرسية متبادلة لتاريخ بعضن ...
- عبد الوهاب المسيري حي بنا
- لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
- هل ينقص مصر الطلاب ؟
- المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
- تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و ...
- إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
- إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
- أئمة المساجد بالإنتخاب
- عودة الروح الفرنسية لساركوزي ، و لكنها ليست كما نرغب
- شارع الخليفة المأمون سابقاً ، الوجه الحقيقي لطاغية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي