أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إبتهال بليبل - شهادات للبيع














المزيد.....

شهادات للبيع


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 10:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من هنا يأتي الألم ، هذه الأعوام كلها تهب دفعة واحدة ، وهذه الغصات كلها التي تجرعها القلب على مدى أعوام ، يعود مذاقها ليفور مرة واحدة داخل فمهُ ، هو ألان يتذكر كل شيء بوضوح سنوات تفوقهُ دراستهُ ، وتتراكم الأحداث فوق صدره ويشعر بأن سنوات عمره الدراسية تخنقهُ ، فيحاول غسل رأسه بماء بارد كي يقوم بعملية غسل دماغ ذاتي لهُ .. يحمل جسدهُ ( أكياس مليئة بعلب المناديل الورقية ) ، ويحمل أسمهُ أيضا شهادة تخرج جامعية ، ربما الحقوق أو الآداب وربما الزراعة أو التربية ، هي للبيع أيضا ...نعم إنها البطالة وما تحمله من مخازي تتراوح بين الاحتلال الخطر والفقر الموجع ، بعد إن ضاعت طاقاتهم وإمكانياتهم ..
أبشع مافي الحديث اليوم ما شاهدتهُ صباحاً شباب جامعيين يرتدون ملابس نظيفة هندام راقي وجوه جميلة ، ماذا يفعلون ؟ يحملون علب مناديل ورقية ويحاولون بيعها لسواق المركبات عند إشارات المرور أو بجانب سيطرة أمنية .. حيث تتكاثر الأغلبية ثمة مختلف الوجوه والهيئات التي تتقاسمها الشوارع والأرصفة.. شباب يحملون أدواتهم بانتظار من يستأجرهم في أعمال مضنية مقابل أجور زهيدة , وآخرون يروحون ويغدون بلا قصد ووجهة أما المتسولون فلا يكاد يخلو منهم مكان.
وفي الجولات عند اتقاد حر الشمس أطفال وشباب وشيوخ يودون لو يتخلصوا من بضائعهم الزهيدة , تجدهم يجرون وراء لقمة العيش متوسلين السائقين والمسوقين الشراء منهم , ومع الإشارة الخضراء تنتهي جولة من المطاردة لتبدأ أخرى.. وفي مواقف السيارات يمتهن البعض العمل مساحاً يهوي بخرقته المبللة على المراكب راجياً مبلغ قليل من صاحبها الذي قد يبدي أسفه عن عدم الدفع نافياً طلبه منه هذه الخدمة , ومن دون ذلك الكثير والكثير..
إن البحث عن أقل القليل من احتياجات المأكل والمشرب والملبس والسكنى هو ما يدفع باتجاه امتهان أيما عمل.. فليس هناك من خيارات, والمهم الخلاص من البطالة القاتلة .. هكذا تبدو الحقيقة.. صوراً ومشاهداً غاية في البؤس والعناء, وإذا كان هناك ماهو خاف ومستتر فقد يكون أعظم!!
فبلادنا العربية رغم الأفكار التقدمية التي نظن إننا نمارسها ، ما تزال مصابة بعقد عديدة ، ما تزال مصابة بعقدة الشهادات ، كلهم يريدون شهادات وحملة شهادات ، الأب وألام والخطيبة والمجتمع ، كلهم يريدون دون إن يعوا لمصير هذا الجيل ..
هذه التقدمية لدينا ما قيمتها إذا لم تحمل المضمون الإنساني الحقيقي لها ، والذي يعتبر الإنسان قيمة إنسانية كبرى مادام يعطي با خلاص على طريقتهُ ، وما قيمتها إذا لم نمارسها فكرا وعملاً ..
ربما يوماً نوقض وحشاً هائجاً ، وستحتاج إلى ترويض هذا الوحش ولجمهُ ووضع كمامة على صرخاته الملتاعة في الشوارع ، ثم تدخله بعد ذلك إلى حجرة خاصة للخياطة والتفصيل لتختار من صرخاتهُ ماقد يكون لهُ معنى لقصهُ إلى خرق عديدة ونخيطها واحدة بالأخرى كالحبل الطويل ، فقد أيقض الوحش وانتهى الأمر ، وهذا الحبل نحتاجه للفهُ على رقبتهُ كلما هاج وبذلك نخنقهُ بصرخاتهُ .. ولكن ماجدو أن نصرخ ونصرخ ، وماذا نقول ؟؟ في وجوه يستبد بها ذعـر ممزوج بالرجاء، وعيون تغلبها الدموع ..



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات أمريكية تُجنِّد الشباب المصري للعمل بالعراق
- من انتِ ؟؟ من تكونِ ِ ؟؟
- خلف الذاكرة
- (أبو حقي ) يمس كرامتنا ويسقط الزمن منا
- ( 2) ثقافة العنف وجذوره / الدين لا يشجع على العنف وسفك الدما ...
- الحب وسيلة البقاء والخلود
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الأول )
- شبكة الإنفاق تهدد المسجد الأقصى
- حجاب الطفلة جريمة وعدواناً على طفولتها
- إلى الرجال عذراُ هذه معاناتي كأنثى
- أيها الكُتاب كفاكم عبثاً بأحلامنا
- مأساة الوطن والذات
- شيزوفرانيا
- محراب جنونكَ ..
- أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
- وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه ...
- أسطورة وثنية لرجل قديس ..
- برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و ...
- رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
- من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!


المزيد.....




- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري عنخ آمون؟ وما حقيق ...
- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...
- مصر.. قرار جديد من وزارة التموين بشأن ضبط أسعار السكر
- أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي تتجاوز 749 مليار دولار ...
- أميركا تفرض عقوبات جديدة على سفن وأفراد وشركات إيرانية
- مجلس صناعات الطاقة: الإمارات تحقق تقدما بمجال الطاقة الخضراء ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إبتهال بليبل - شهادات للبيع