أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد العالي الحراك - نداء من القلب الى طلبة العراق















المزيد.....

نداء من القلب الى طلبة العراق


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 10:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تحية وتهنئة للطلبة ولأساتذتهم وذويهم بمناسبة بدء السنة الدراسية الجديدة .احييكم اطفال واحداث وشباب العراق,اناثا وذكورا ,بمناسبة بدء الدراسة في مدارس العراق.. اتمنى لكم عاما دراسيا ملؤه الامل والفرح والثقة بالنفس .. انتم يا نساء و رجال المستقبل وبناة العراق,استعدوا من الان علما ووعيا واخلاصا واكتافا قوية , تحملون عليها العراق الذي اثقله اعداؤكم بالجراح , وهو صابر مصابر بكم , ينتظركم فلا تقطعوا عنه وسيلة العلم والمعرفة.احييكم اساتذتي معلمات ومعلمي العراق,لا تبخلوا على ابنائكم وبناتكم بالعلم والتدريس الصحيح واستثمار الوقت , كل الوقت لصالح الطلبة ,فعلى عاتقكم مسؤؤلية كبيرة في بناء الجيل الجديد.. وانتم ايها الآباء والامهات اعرف حرصكم وحبكم لأبنائكم واخاطب الفقراء فيكم ان لا يستغلوا اولادهم في العمل اليدوي ويتركوا الدراسة او ان يجلسوا بناتهم في البيت لانهن (تكلفن وتحجبن) كما يقول المتخلفون.
يا شابات ويا شباب العراق .. تمسكوا بالعلم والمعرفة والعمل وتجنبوا الجهل والخرافة.
سوف اروي لكم قصة حقيقية لشاب عراقي مثابر منذ طفولته .. كان فقيرا تحمل اعباء فقره وانتصرعليها .. كان جاهلا بين جهلة من اقرانه واقاربه .. اختلف عنهم فرفض جهله وتعلم .. كان يقول مع نفسه (لا لن يمنعني الفقر من ان اتعلم ولا لن احتفظ بالجهل فهو اخطر الامراض..) كان يرافق والدته صيفا الى قريته الريفية التي ولد فيها لجني ثمارالنخيل .. احب الارض وتمنى ان يكون فلاحا لو لم يدخل المدرسة. حيث ادخله والده الكتاتيب القرآنية في منطقته, الا انه رفضها وعوقب بسبب رفضه.. تحمل العقوبة واصران يدخل المدرسة. هل تعرفون حدثا هكذا يقرر وهكذا يحب ..نعم انا اعرف الكثيرعندما كنت صغيرا, في المحلة وفي المدرسة.. بينكم ايها العراقيين الكثير ممن له ارادة ةعزيمة وقرار, رغم صغر سنه فلا تقللوا من قيمة انفسكم وقراراتكم , فهي تنمو كما تنمون وستنتصر كما ستنتصرون .اضطر والده ان يدخله المدرسة .. وقد سأله مدير المدرسة سؤلا دينيا احتراما لوالده , لانه كان رجل دين محترم , الا انه لم يجب على ذلك السؤال, لانه لم يحفظ شيئا من القرآن في ذلك الوقت, بسبب رفضه ما تكرره الكتاتيب القرآنية , بينما اجاب عليه قريبه الذي كان معه . فما كان من المديرالا ان توقع لذلك القريب تقدما في المدرسة وتأخرا لهذا الحدث الجريء . ولكن الحدث قال مع نفسه (سترى من يتقدم ومن يتأخرايها المدير.. ان الكتاتيب القرآنية لا تعلم العلم والادب والثقافة , بل مجموعة من السورالقرآنية التي يحفظها الاحداث دون ان يفهموا معناها ولا تطبيق لها في الحياة ..) انا لا ادعوكم ايها الطلبة ان لا تدرسوا القران والدين , لكن انتبهوا الى كيف كان يفكر هذا الحدث وكيف كان واثقا من نفسه وكيف اصرعلى دخول المدرسة ولماذا رفض الكتاتيب رغم ان والده رجل دين ومعروف بتدينه في المنطقة وعموم المدينة . دخل المدرسة وهو فرح مواظب ولا اقول ذكي , لان الذكاء واحد لدى الجميع والاختلاف فقط في الهمة والمواظبة والانتباه والجدية وهكذا. فلا تؤمنوا بان فلان ذكي وفلان غبي .
كان المصرف اليومي الشخصي لهذا الحدث قليلا , ولكنه كان قنوعا .. ملابسه بسيطة.. لا يضرب الحجارة في الشارع بحذائه كما يفعل معظم زملائه.. يحافظ على كتبه وقرطاسيته.. ينتبه الى معلمه في الصف عندما يشرح الدرس .. يحترم زملائه في الصف والمدرسة ويحبهم .. في الصف الثالث الابتدائي حصل على وشاح فارس الصف وعلقت صورته في لوحة الشرف في المدرسة ونشرت ايضا في مجلة النشاط المدرسي التابعة لوزرارة التربية في حينه,من بين صور المتفوقين في الدراسة في مدارسهم.. كان ماهرا في الرياضة (كرة القدم وكرة المنضدة) وكان فقيرالحالة الاقتصادية , لكنها لم تمنعه عن الدراسة واللعب والعمل والسلوك الجيد .
كان يشتغل هذا الشاب خلال العطلة الصيفية في اعمال مختلفة تدرعليه اجرا متواضعا, مثل اعمال البناء وحمل الطابوق , او في معمل المسفن البحري لتصليح البواخر والسفن في البصرة وغيرها . كان يجمع مالا قليلا يشتري به ملابس للمدرسة وقرطاسية ويلبي مصرفه اليومي دون ان يرهق والده الذي كان يعيل عائلة كبيرة .. كان ينجح كل عام وبمعدلات عالية , وهو عالي الهمة مرفوع الرأس . بعد ان كبر واصبح شابا صار يشتري كتب ثقافية ومجلات في العلم والثقافة والادب( تصوروا كان يدرس في المدرسة ويعمل في الصيف ويقرأ كتب ومجلات ثقافية وهو ما زال شابا يافعا.. هكذا يجب ان يكون شباب العراق اليوم , كي يزيحوا الاحتلال والظلام ويقضوا على الارهاب والطائفبة ويبنوا العراق ويستثمروا خيراته ويطردوا من بين صفوفهم كل خائن سارق) وكان يلعب كرة القدم ماهرا بين اقرانه . استمر هكذا طوال دراسته المتوسطة والثانوية فتكونت لديه شخصية قوية مستقلة . لم يستسلم لغدرالحياة حيث توفى والده وهو في السابعة عشر من عمره , وكان له اخ شهم كريم النفس يعيل العائلة بعد وفاة والده , الا انه رفض ان يعيش تحت ظله ورعايته لأنه فقير ايضا ولديه عائلة كبيرة , ففضل الاستقلال والاعتماد على النفس , مفضلا المجازفة وهي فعلا مجازفة ان يستقل شاب في حياته وهو في اول شبابه بعيدا عن عائلته ومصرا على اكمال دراسته الثانوية وفي الفرع العلمي , ويريد ان يصبح طبيبا او مهندسا في المستقبل (هكذا كان يفكر ويعتقد ويؤمن , بان الفقير الجاد يمكن ان يكون ما يريد ان يكون , وان العلم ليس حكرا لفئة دون اخرى , والفقير اقتصاديا يمكن ان يكون طبيبا اومهندسا او ما شاء ورغب , لا ان يعتمد على كلام الاخرين الذين يقولون, اننا فقراء يجب ان نترك المدرسة ونعمل من اجل ان نعيش .. العمل شرف وعزة .. والدراسة عمل وشرف وعزة ايضا فيه رقي وتحسين لظروف الحياة .. ) هكذا كان يفكر ذلك الشاب , لانه اعتمد على نفسه واستخدم عقله وامتلك حريته. فكان يسأل نفسه اولا عن كل شيء يريد ان يعمله, دون ان يسمح لأحد ان يقف في طريقه او ان يكون بديلا عنه . ففي اواخر الستينات وبعد وفاة والده بأشهر قليلة , شد الرحال الى العاصمة بغدا , ليعمل هناك وليدرس وكان في الصف السادس العلمي , لأنه لم يجد عملا مناسبا في مدينته. فحصل على عمل في افران واسواق تجارية , يوزع الصمون صباحا ويخدم الزبائن في الاسواق طوال النهار , حتى يصير المغرب حيث يذهب الى المدرسة المسائية على دراجته الهوائية , التي جلبها معه بالقطار من مدينته التي تبعد عن العاصمة مسافة خمسمائة وخمسين كم.. كان ينام هذا الشاب في نفس الفرن , يفترش صناديق البيبسي كولا سريرا له وفراشا بسيطا يغطيها , تدفئه حرارة الفرن شتاءا وينام على السطح صيفا ( وما احلى واعذب ليل العاصمة على السطوح صيفا.. ما احلاك يا بغداد) لو خيروا هذا الشاب (انا ما زلت اعرفه حتى الان) لان يعود فرانا وينام على سطوح منازل بغداد , شرط الامان لعاد وترك اوربا لان في بغداد اشياؤه .. كان طعامه صمونا عراقيا حارا لذيذا وقيمرا ألذ في الصباح , ويغمسه باللبن غداءا , يقول ان طعمه ما زال على اللسان لم تطفئه جميع اطعمة واغذية العالم , ويتناول عشائه ( لفة معلاك او تكة) بعد الخروج من المدرسة في التاسعة ليلا . درس المسائية في العاصمة الجملية , كان يحضر دروسه ليلا على سريره جنب الفرن الذي لا ينقطع دويه , ويحضر قصاصات من الورق مكتوب عليها ملخصات لما قرأ وحضر ليلا ليعيد قرائتها وحفظها اثناء العمل عندما يخف ازدحام الزبائن خلال بعض ساعاته . نجح في الامتحانات الثانوية النهائية , بمعدل عالي وكان الوحيد في الصف ناجحا ... والقصة تطول وما بعده سوف يأتيكم في سطور قليلة قادمة , كي لا ازعجكم ولا اطيل عليكم فتفقدون شيئا من دراستكم .. والقصد ان لا تيأسوا ولا تحبطكم حالة الفقر والعوز وتبعدكم عن العمل والدراسة.
عندما تبدؤا حياتكم مثل ذلك الشاب فسوف تعيشون حياة سعيدة وتخدمون بلادكم وشعبكم خدمة صحيحة ولا تستطيع فرق الشعوذة والخرافة ان تجندكم لأعمال الشر والخراب. فهذه الميليشيات التي تنشر اليوم في العراق الخراب والدمار , احد اسبابها عدم ذهاب هؤلاء الى المدارس ,لم يطوروا اوضاعهم المعيشية والثقافية , فاصبحوا صيدا سهلا بأيدي هذه العصابات , فخسروا انفسهم وعوائلهم ووطنهم ..اتعرفون لماذا تقدمت علينا شعوب اخرى في الحياة؟ لان ابنائها درسوا في المدارس واكملوا علومهم وامتلكوا ذواتهم وانتبهوا الى كيفية العمل من اجل حياة افضل وتطورارقى ..لا تقولوا ان اجدادنا وآبائنا قد اخطئوا, ما ذنبنا نحن .. قولوا واجبنا ان ندرس ونعمل من اجل الحياة والمستقبل. لكل سؤال جواب ولكل نتيجة تعليلها واسبابها.. لا تؤمنوا بالخرافة والغيبيات .. اعرفوا الظواهر الطبيعية من حولكم واسألوا معلمكم ان يشرح لكم كيف تكونت الارض وكيف تتكون الغيوم وتسقط الامطار وكيف تتحرك الاجسام , ولا تنسوا ان تسألوه لماذا احتل الأمريكان بلادنا ولماذا يتدخل الايرانيون وغيرهم في شؤؤننا الداخلية؟ وكيف السبيل الى اخراجهم. ولماذا انتشرت الطائفية ؟ او لماذا الطائفية ..؟ هل يهمك ان تعرف ان كان زميلك شيعيا ام سنيا او مسيحيا ام كرديا ؟ وماذا يهمك هذا او ذاك؟ الم تعيشوا معا حياة مستقرة , لا مشاكل من هذا النوع ..؟ كيف تقبل ان تهجرعائلة كانت في يوم من الايام جيرانكم ويحرم صديقك من الذهاب الى المدرسة ثم يقتل والده لان اسمه علي او اسمه عمر..؟ عندما تكبر اقرأ التاريخ .. تاريخ الحضارة الانسانية والعربية , فستجد فيها علماء البشرية وفلاسفتها كانوا من الفقراء . وأن صلاح الدين الايوبي محرر القدس كان كرديا . وان اطباء العرب كان معظمهم من اليهود والمسيحيين . فما علاقتنا بالطائفية اليوم ..؟ اسأل والدك اذا كان في حزب اسلامي .. ماذا فعل حزبه للعراق خلال الخمسة سنوات الماضية ؟ ولماذا يتقاتل الشيعة ضد بعضهم البعض في البصرة وكربلاء ؟ ولماذا يهربون النفط الى ايران وانتم بدون ماء نقي وبدون كهرباء وضخ الماء وتوليدالكهرباء يعتمدان على النفط ؟ لانه الطاقة.. والطاقة تتحول من شكل الى اخر وهو مبدأ ستدرسه في الفيزياء اسمه مبدأ حفظ الطاقة الذي يقول( ان الطاقة لا تفنى ولا تخلق من عدم بل تتحول من شكل الى اخر) . اسأل اباك الاسلامي اذا كان يعرف ان يشرح لك هذا المبدأ . واذا قال لك هذا قول حرام .. فلا تصدق وانتظرشرحه في علم الفيزياء عندما تكبر. وستكتشف اشياء كانت حرام حسب عقلية المتخلفين , ولكن العلم اكتشفها وعللها وعرف اسبابها ونتائجها . لهذا اوصيك بالمدرسة والعلم فهو ضياء طريقك في الحياة وان اطفأ الظلاميون نورالعقل ونورالكهرباء و يحاولون اطفاء نورالحياة . .
يا أحداث ويا شباب العراق.. كونوا احرارا في اختياراتكم
اوصيكم ايها الاحداث العراقيين واناديكن ايتها الشابات العراقيات وايها الشباب العراقيين , ان تكونوا احرارا في اختياراشيائكم وحياتكم ومستقبلكم , وان تستخدموا عقولكم وتمنحوها حرية التفكيرالصحيح والتمتع بالحياة . لا تصبحن ولا تصبحوا توابع تستهلكون افكارغيركم. الحياة حياتكم وهي تواقة لكم, لايفهمها الآخرون كما تفهمونها .. الحرية حلوة وجميلة.. الاعتماد على الذات زهو وفخر.. الأتكال على الاخرين ضعف وذلة ومهانة . اذهبوا الى المدارس واستمعوا جيدا الى المعلمة اوالمعلم واحترموهما وناقشوهما واطلبوا منهما حقوقكم في العلم والمعرفة والنقاش والحوار وارفضوا الممنوع . اذا قررتم الاعتصام المدني في مدارسكم يجب ان تستوعبوا دوافعه واسبابه وفوائده ونتائجه ,لا ان تنفذوا كلام الجهلة المتخلفين, دون ان تسألوا وتناقشوا.. عندما يمنعكم ارهابي من الذهاب الى المدرسة, فأنه يريد ان ينفذ بغباء مطالب سيده وهي ليست مطالبكم .. فمطالبكم هي في الدراسة وكسب العلم . يمكن ان تعتصموا في المدرسة مجتمعين , اذا افهمكم المعلم او المعلمة اسبابه ودوافعه ولدقائق معدودات ,وان يعوضكم المعلم ما فاتكم من درس . حتى من قهرته الحياة فيكم واضطرته الى العمل عليه ان لا يترك المدرسة وان لا يهجر الدراسة , لان في العلم نور وحرية وفي الجهل ظلام وعبودية .. وان العبودية او شبهها التي فيها العراق الان سببها الاحتلال الاجنبي وظلام الجهل وانتشار الامية.. فحاربوهم جميعا بالعلم والمعرفة والوعي.. في المدرسة علم ولعب مع الاصدقاء اثناء الفرص بعد الدروس .
تتطوروا وتتقدموا عندما تملكون الارادة والعزم.
ملك ارادته ذلك الشاب منذ صغره فتوفق في حياته ,رغم الصعوبات وصراع الاخفاقات, فبعد نجاحه في امتحانات البكالوريا للفرع العلمي في بغداد بعيدا عن عائلته واصدقائه واحبائه, ورغم حصوله على معدل عالي في الامتحانات والاحتمال كبير في قبوله في كلية علمية مرموقه, الا انه اصرعلى السفر الى خارج العراق لأكمال دراسته هناك ,لأنه اعتقد بانه لا يستطيع الدراسة والعمل اليدوي من اجل العيش في العراق ,كما ان الحكومة لا تقبله في كلياتها اذا لم يكن بعثيا وقد كان يرفض ذلك.. هل انتبهتم ايها الشباب بان زميلكم كان ذا ارادة قوية وعازم على الاستمرار بالدراسة ,وهو يبحث عن طريقة لضمان ذلك دون تقديم تنازلات او خسائر كبيرة .. عندما تكونون مواضبين على الدراسة وتحصلون على معدلات عالية رغم حالة الفقر والعوز فانه سيساعد في تقوية الارادة وشد العزم , فلا تفيد ارادة وعزم دون تتوفر شروطها , الا وهي الدراسة والاستعداد لمواصلتها . كان يعمل في معمل للحلويات في منطقة النواب في بغداد وكان يذهب يوميا في استراحة الغداء لمراجعة دائرة البعثات للاطلاع على وجود زمالات او بعثات دراسية في الخارج . قبل في احداها ويجب ان يهيء نفسه للسفر الى دولة اوربية للدراسة هناك ويجب ان يلتحق خلال شهر تشرين الاول من ذلك العام , ولكنه تأخر في تدبير مصاريف الحصول على جواز السفر , مما اضطره ان يعمل عاملا في معمل الكولا في البصرة وكلما يتوفر لديه بعض المبلغ يكمل جزءا من معاملة الحصول على الجواز, وقد اكمله في شباط من العام التالي وانطلق به القطار( قطار طوروس من بغداد الى تركيا ثم اوروبا في رحلة الجوع والعطش , حيث كان معه فقط عشرين دينار وبطاقة سفر مخفضة وفي الدرجة الثالثة ومتاعة عشرين صمونة وثلاثين بيضة) . هل يعقل ان شابا في الثامنة عشر من عمره يسافر لوحده الى بلد اوروبي للدراسة وهو في هذه الحالة. عندما كنت اسئله في هذه الايام , لا يعرف الاجابة وهو متعجب من حاله وكيف درس وكيف عمل وكيف سافر . في السفرة التي دامت ثمانية ايام بلياليها حصلت اشياء لم تخطر على بال بشر تجاوزها بشجاعة وقوة لا مجال لسردها , لانه ليس القصد سرد قصة حياته وانما اردت ان اضرب لكم مثلا في حب العلم والمواضبة على الدراسة وان لا سبب يؤجلها او يلغيها وان الفقر عامل مهم في دفعها الى الامام . وصل الى ذلك البلد الاوربي وبدأ يعمل عملا يدويا منذ الايام الاولى . تعلم لغة ذلك البلد بين الناس ونجح في امتحانها بعد ثلاثة اشهر من وصوله . كان ينجح سنة بسنتها , يعمل في عمل يدوي صيفا ليعيش ويدرس شتاءا وانهى دراسته في ستة سنوات دون ان يتأخرمطلقا , بل سبق فترة دراسته المقررة ببضعة اشهر.عاد الى العراق بعد التخرج وعمل بمهنته المحترمة وخدم في العسكرية دهرا في حروبها وويلاتها ثم هرب مع عائلته بعد حرب الخليج الثانية الى ذات الدولة التي تخرج منها وهو الان يعمل في احدى مدنها ويعيل عائلة كبيرة وابنائه يدرسون في مدارس وكليات محترمة ايضا .
اوصيكم ايها الشباب بأنفسكم وحياتكم فلا تستسلموا للصعاب وللفقر .. ادرسوا وتعلموا وعوا ولا يغلبكم الجهل والجهلاء ولا تخدعكم الخرافة والهلوسة ولا تتبعوا احزاب الظلام والقتل.. كونوا احرارا و ديمقراطيين واحبوا وطنكم وشاركوا مستقبلا في بنائه واذا لم تكونوا واعين فسيبقى العراق تحت الاحتلال وتحت الظلام دهورا .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا انفكاك بين اتحاد اليسار والوحدة الوطنية
- مآزق العملية السياسية والموقف المطلوب لتجاوزها
- من اجل التفائل والامل
- لماذا اتحاد اليسار في الخارج؟
- أزمة القيادات القومية الكردية أم ازمة الشعب الكردي؟
- المالكي والسياسة ومتطلبات الحرص الوطني
- كسب الاكراد ام خسروا؟
- كامل شياع ليس الاول ولن يكون الاخير
- متى تشن امريكا حرب الخليج الرابعة؟ هذه المرة ضد ايران
- يساري يتجول في شوارع بغداد ... وبعد الجولة انفجارثم اغتيال
- لا يا استاذ عبد المنعم الأعسم
- كيف تتعامل القيادات الكردية مع الحكومة المركزية في بغداد
- الرأسية القيادية المنعزلة في اليسارية تؤدي الى التطرف ثم الف ...
- شكرا للأستاذ القدير حسين السنجاري
- الذين عادوا ازادوا الطين بلة...ولم يعد من كان يؤتمل
- يجب ان نكتب في...
- العراق ما زال في خطر
- نشر الوعي عبر الانترنيت
- النية فعل وممارسة وسلوك
- تحية لهدى عدنان.. وهكذا الامل


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد العالي الحراك - نداء من القلب الى طلبة العراق