أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - هل هناك مستقبل للمسيحيين في العراق ؟















المزيد.....

هل هناك مستقبل للمسيحيين في العراق ؟


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 05:55
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تعتبر ظاهرة الهجرة، اضافة الى عمليات التصفية الجسدية والترحيل القسري، من اخطر ما يهدد وجودنا وبقاءنا في بلدنا الاصلي، فبعد ما استطاع شعبنا ان يحافظ على وجوده خلال كل السنين السابقة رغم كل المذابح والمآسي، ها هو يتعرض الى هجمة، او بالاحرى الى مذبحة، اخرى في بلد تحكمه عصابات متشددة وترسم خارطة مستقبله عمامات ملونة تمنع التفكير الصادق والسليم.
لم تكن هجرة مسيحيي العراق هجرة طوعية او اختيارية بل كانت اجبارية في اكثر الاحيان، فبعد اسقاط النظام السابق وما رافقه من انعدام الامن والنظام والقانون جراء الاداء الضعيف والهزيل للاجهزة المعنية وعدم كفاءتها وولائها الطائفي المشبوه، احس المواطن العراقي عامة والمنتمي الى الاقليات بصورة خاصة بأن بقاءه في الوطن يعني الفناء وتدمير لمستقبل مجهول، لذا وكخطوة اولى لانقاذ النفس والمال والعيش حياة تليق بالانسان وكرامته شرع الكثير من ابناء شعبنا، وخصوصا اصحاب الشهادات العليا والمتمكنين مادياً من اصحاب المصانع والشركات، بتصفية امورهم ومتعلقاتهم حسب الوقت المتاح ( الكثير خرج من دياره عارياً حافياً تاركاً ممتلكاته تحت رحمة الارهابين واصدقائهم من جيوش الله ورسله ) والالتجاء الى دول الجوار املاً في الحصول على حق اللجوء والاقامة في احدى الدول الاوروبية، اما محدودي الامكانيات والافقر حالاً فألتجاوا الى مناطق كردستان الاكثر اماناً نسبياً من المناطق الملتهبة في وسط وجنوب العراق، لكنهم لم يشعروا يوماً بأن ذلك سينهي معاناتهم ويضمن مستقبل اولادهم، لذلك ظلوا يأملون تحسن الاوضاع للرجوع الى ديارهم او انتظار الفرصة للرحيل والسفر خارج البلاد لبناء مستقبل افضل.
الحالة المأساوية للمهجرين من ابناء شعبنا اسوأ من السوء نفسه، فالذي سكن كردستان العراق والذي لجأ الى دول الجوار متشابهان مع فارق وحيد، وهو ان الذين التجأوا الى كردستان احتضنهم السيد سركيس اغاجان وساعدهم بطرق شتى،حيث كرس كل امكانياته لمساعدة هؤلاء وبعث الامل فيهم من جديد دون تفرقة او تمييز، لكن هل ذلك يكفي لطمأنتهم على مستقبل اولادهم ؟؟؟ وهل ستستمر هذه المساعدات والى متى ؟؟؟ والى كم سيستطيع السيد سركيس اغاجان الاستمرار في تقديم هذه المساعدات ؟؟؟ والسؤال الاهم والاصعب هو:- كيف سيكون وضعهم ووضع المسيحيين بصورة عامة لو انتهى اجل السيد اغاجان لا سمح الله ؟؟؟ هل هناك من بديل او مكمل لمشوار كهذا ؟؟؟ و .... و ..... اسئلة اخرى كثيرة تقلق بال اغلبية ابناء شعبنا ككل والمهجرين الذين فقدوا كل شيء عدا الروح التي تنشد العودة الى ديار اصبحت جداً بعيدة.
اما حال ابناء شعبنا الساكنين بأمان في بيوتهم في كردستان فليس بأفضل، لو استثنينا الوضع الامني والمادي طبعاً، لان الغالبية العظمى وخصوصاً المثقفين بدأوا يشعرون باليأس والخوف من غد مظلم ومستقبل مجهول ينتظر اولادهم واحفادهم في وطن تسيطر عليه وترجح كفة ميزانه المشاعر والانتماءات الدينية والطائفية الموروثة، ولولا جهود بعض المخلصين من ابناء شعبنا الذين كرسوا كل صلاحياتهم وامكانياتهم المادية والمعنوية لتحسين وضعنا وترقيع ماضينا المآساوي لكنا الان في خبر كان، وسبب ذلك يرجع الى تناحر احزابنا القومية وتنافر قادتها مثل الاقطاب المتشابهة، وبدلاً من صوت واحد صرنا اصوات كل يصيح لنفسه، حتى ضعنا وحار الاصدقاء والحلفاء الى من ينصتوا ومن ينقذوا ومن يصدقوا.
لقد نوه الكثير من الكتاب الى خطورة وضعنا الحالي، وخصوصا في الفترة الاخيرة، حيث لا يمر يوم دون رحيل عشرات العوائل والاشخاص الى خارج الوطن، لغرض الوصول الى احدى دول اللجوء والاستقرار فيها مع عدم التفكير بالعودة او الرجوع الى بلدهم الذي يضم رفات ابائهم واجدادهم، وهذا يعتبر من اصغر وابسط حقوقهم لانهم باختصار اصبحوا غرباء وقطيع بلا راعي او حامي في بلد كانوا اسياده يوماً، فالشعب الذي كان يقود امبراطورية مترامية الاطراف ويحكم بلاداً وقارات يوماً ما اصبح اليوم اقلية متناحرة تقوده الانانية والجيوب الممزقة التي لا تعرف الامتلاء!.
حالة اليأس التي اصابت شعبنا عامة ليست حالة طارئة او حمى مؤقتة تزول بمرور الزمن، ونخطأ كثيراً لو فكرنا ان باستطاعتنا رفع معنويات شبابنا وثنيهم عن تفكيرهم بالخروج وترك الوطن بمجرد جلسة او ندوة او مقالة تشرح واقع الحال في دول المهجر، فالواقع المر والمأساوي الذي مر ويمر به شعبنا دفع بالكثير الى اتباع كل الوسائل والمشي في كل الطرق مجازفين ومغامرين في سبيل الوصول الى دولة تحترم انسانيتهم وحكومة لا تدوس على كرامتهم، وسبب ذلك يرجع بشكل اساسي ورئيسي الى عدة عوامل واسباب رئيسية اولها ضمور الوعي القومي، او بالاحرى موته، وثانياً انعدام وفقدان الثقة بالرؤساء والمسؤولين الروحانيون والسياسيين على حد سواء، اما ثالثاً هو هذه الضبابية التي تحيط بمستقبلنا.
ضمور الوعي القومي وفقدان الثقة لم يأتيا بليلة وضحاها بل جراء تجربة طويلة ومرة عاشها شعبنا مع اخطاء وانانية رؤوسائنا وقادتنا الكرام، لكنه رغم ذلك تغاضى عنها وضم اهاتها اما جهلاً احياناً او خوفاً من الفضيحة اغلب الاحيان، فلو رجعنا الى الوراء قليلاً نلاحظ امبراطوريات مالية ومناصب وامتيازات اخرى لا تعد ولا تحصى لناس معدودين استغلوا قضية شعبنا لتكوين انفسهم، ونرى ايضاً احزاب ( قومية !!! ) كارتوينة تضم في قيادتها انتهازيين وتجار ولصوص وحرامية ( باختصار احط خلق الله شأناً، كيف لنا ان نثق بأنسان رقص على كل الحبال وصفق لكل الآتين وقال نعم لكل التماثيل ويغير مبادئه حسب الفصول !!! )، تحاول جاهدة ابراز نفسها او خداع البسطاء للوصول او الحصول على كرسي مهترء او منصب حكومي جامد على حساب اسمنا ومعاناتنا، لكنهم نسوا او تناسوا عمداً بأن ( السرج المُذهب لا يجعل الحمار حصاناً )، هذه الاسباب وغيرها الكثير من التجاوزات والتصرفات والقرارات ..... جعلت ابناء شعبنا يفقدون الشعور القومي رويداً رويداً، ودفعتهم الى التشاؤم من المستقبل والابتعاد قدر الامكان عن الاحزاب والشخصيات السياسية المحتكرة للمناصب لاغراض شخصية بحتة.
من منطلق اعترف بالخطأ لتحفظ ماء وجهك ( اذا كان قد بقى من هذا الماء شيئأ اصلاً ) على ممتهني السياسة ( اقول ممتهني السياسة وليس السياسيين الحقيقيين الذين يضحون بأغلى ما يملكون في سبيل قضية شعبهم ) وكل من شارك معهم في ايصال شعبنا الى ما هو عليه، ان يطلبوا الغفران مليون مرة ويتركوا السياسة لاهلها وناسها، ويعملوا في مجالات عملهم ( التي هي التجارة عموماً، ) حسب امكانياتهم المادية ومستوى ثقافتهم في الكذب والخداع، لان الكأس المملوءة لم تعد تستوعب اكثر.
خلاصة الكلام، اذا اردنا لهذا الشعب البقاء علينا العمل معاً لبعث الامل في نفوس ابناءه والتعامل مع قضيته بشفافية واخلاص، وتجاهل مقدار الربح والامتيازات التي يمكن الحصول عليها على حساب معاناة الاخرين الذين هم اخواننا.
متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكن مجالس المحافظات الخطوة الاولى لتوحيد خطابنا القومي
- الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- ثمن الوطن
- في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!
- وطن كله سراب
- اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم
- واخيراً عرفت من اكون !!!
- جمهورية ان شاء الله الفدرالية الاتحادية الديمقراطية !!!
- الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!
- رسالة مفتوحة من متسول عراقي الى الرئيس الفرنسي السابق
- مقايضة
- متى يتم القاء القبض على مغتصبي العراق ؟؟
- بين حانة ومانة ..... ضاعت لحانه ( رد على السيد ملا بختيار وا ...
- الحكم الذاتي وانتظار الفتات لحين انتهاء وليمة الغرباء !!
- العراق هذا الوطن الجريح هل من نهوض؟؟
- بين سياط الاقرباء وسيوف الغرباء ضاع مسيحييو العراق
- ليت السيد نوري المالكي يفعلها ويستقيل قبل ان يقيل !!
- لنحزم حقائبنا ونرحل من وطن ضاق بنا .......... رسالة مفتوحة ا ...
- كلها تهون الا الضحك على الذقون!!!


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - هل هناك مستقبل للمسيحيين في العراق ؟