أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعين يعقوبي - المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-















المزيد.....

المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 10:14
المحور: المجتمع المدني
    


- أسس و مبادئ تنظيمات المجتمع المدني:

ان الحديث عن المجتمع المدني يجرنا إلى الحديث عن مؤسسات وتنظيمات هذا المجتمع. ان ما يميز مؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني عن غيرها من تنظيمات ومؤسسات يراد لها ان تكون العمود الفقري للمجتمع المدني (ح ك د) هو كون الاولى تنبني على أسس ومبادئ متداخلة وهي: الجماهيرية, الديموقراطية, التقدمية والاستقلالية, في حين تعيد الثانية انتاج نفس العلاقات السائدة في الدولة والمبنية على المصلحة الخاصة والولاء الشخصي...

1- تنظيمات المجتمع المدني والجماهيرية

أو بعبارة أدق الطابع الجماهيري للعمل المدني. ان إقامة مجتمع مدني فاعل لا يمكن ان ينزل صدفة من السماء أو تمنح من لدن أي كان, كما ان أي نخبة من النخب لن تتمكن من ذلك مهما بلغت ثقافتها و خبرتها و حسن نيتها و استعدادها النضالي. ولن يتحول المجتمع المدني إلى قوة فاعلة و فعالة إلا بامتلاكه من لدن الجماهير الواسعة التي تعاني من عدة مشاكل و القادرة وحدها فرض تراجع تسلط الدولة بفضل عملها الجماعي الطويل النفس. فأحسن ضمانة للمجتمع المدني هو امتلاك المواطن للوعي الضروري بأهميته. ولهذا يجب العمل على تنسيق الجهود بين كافة الهيئات والمنظمات والجمعيات المدنية .
فالجماهير لا يجب ان تكون مجرد متلقي بل ذات عارفة تحقق إدراكا عميقا بالحقيقة الاجتماعية-الثقافية التي تشكل حياتهم, و يكون لهذه الذات القدرة على تغيير الواقع حتى يتمكن الناس من تحرير أنفسهم بعيدا عن الوصاية.

2- تنظيمات المجتمع المدني والديموقراطية

هناك من جهة الديمقراطية كقاعدة للتعامل داخل مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لضمان مشاركة كافة الناس في تحديد التوجهات والمواقف الأساسية وفي نقلها إلى حيز الممارسة, ومن جهة ثانية الديموقراطية في العلاقات الخارجية لهذه المنظمات والتنظيمات في علاقاتها الخارجية للعمل على تطوير العلاقات وطنيا ودوليا وجهويا على أسس الاحترام المتبادل والإقرار الديمقراطي للمهام المشتركة بعيدا عن أساليب الهيمنة أو التهميش, وهناك من جهة ثالثة الديمقراطية كعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لا بد من إقامتها للتمكن من التعبير القانوني والعملي للمجتمع المدني. فلا مجتمع مدني بدون ديموقراطية ولا ديموقراطية بدون مجتمع مدني. ان قيام المجتمع المدني يقتضي القطيعة مع الديمقراطية الشكلية المزيفة وما يطبعها من علاقات مخزنية ويتطلب إرساء دعائم الديمقراطية السياسية ودولة الحق والقانون حيث تشكل الإرادة الشعبية المعبر عنها بحرية وبالأساليب الديمقراطية المصدر الوحيد للمشروعية. كما ان كل هذا يفرض التخلص من أسس التبعية والاستغلال وإقامة أسس الديمقراطية الاجتماعية ومجتمع العدالة الاجتماعية.
الديمقراطية لا يمكن أن تترسخ برغبة خارجية، ولا بد لها من أساس اجتماعي داخلي صلب هو المجتمع المدني الناضج والواعي بمؤسساته وخبراته وأنشطته في مختلف جوانب الحياة، فهو المحك للتجربة الديمقراطية وهو الضمانة الحقيقية لأي إصلاح وهو الدافع إليه.
فالديمقراطية بمفهومها الشامل لا تعني فقط الحكم السياسي بقدر ما يمكن تعميمها عل كل المرافق وكل التجمعات سياسية،اجتماعية أو مهنية، فلا يمكن تحقيق دور متكامل ومنسجم من أجل التنمية من طرف الجمعيات في غياب الديمقراطية في هيكلة وبنية العلاقات داخل هذه الجمعيات. وإن تحقيق الديمقراطية تعني إعداد مواطن حر مستقل ممتثل للقانون الذي يساهم في بلورته.
فالديمقراطية الفعلية لا يمكن تحقيقها إلا بواسطة مواطن متمتع بمواطنة فعلية، فلا يمكن الحديث عن ديمقراطية في مجتمع عشائري تسوده نمط علاقات تتميز بالعشائرية والتراتبية والعبودية.
فالديمقراطية الحقيقية تعني خلق نسيج علاقات متكافئة ومتوازنة تحسن تدبير الخلافات وتدعم مفهوم احترام الرأي الآخر وتحقق مجتمعا تحترم فيه إرادة المواطنين، وتصبح للمواطن قوة ضغط من أجل تحقيق ديمقراطية ومواطنة فعلية.

3- تنظيمات المجتمع المدني والاستقلالية

وهي من جهة الاستقلالية بالنسبة للسلطة, مهما كانت, و من جهة أخرى الاستقلالية بالنسبة لأي حزب أو منظمة أو اتجاه سياسي, و بموجب هذا المبدأ, فمؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني يجب ألا تستمد مواقفها سوى من مبادئها وقوانينها ومقررات اجتماعاتها واستنادا إلى التحليل الموضوعي للواقع. لكن الاستقلالية لا تعني الانعزالية لان المجتمع المدني يستوعب ويعمل على استيعاب في صفوفه مناضلين مهما كانت مشاربهم الفكرية والسياسية مختلفة. كما ان الاستقلالية إزاء السلطة وهي المصدر الرئيسي لمعاناة المجتمع المدني- لا تعني القطيعة معها, فمؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني يجب ان تكون على استعداد للتعامل مع السلطة في كل ما يمكن ان يحقق ولو جزءا من أهدافها شريطة احترام استقلاليته وهويته الأصيلة بعيدا عن عقلية التهميش أو التدجين.

4- تنظيمات المجتمع المدني والتقدمية

ان تنظيمات المجتمع المدني يجب ان تشكل جزء من الحركة التقدمية وطنيا ودوليا انطلاقا من ان تحقيق أهداف المجتمع المدني على أساس الجماهيرية والديمقراطية والاستقلالية يندرج موضوعيا في إطار الكفاح ضد قوى الاضطهاد والاستغلال البشع ومن اجل تقدم البشرية جمعاء نحو إقامة المجتمع الإنساني المبني على الحرية والمساواة والتضامن.
المقابلة الموازية بين مؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني والسياسة أو تسييس مؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني ليست دقيقة و تعتم الحقيقة كثيرا لصعوبة الفصل بينهما مع وجود مؤسسات وتنظيمات مجتمع مدني نشيط وملتزم. فتحقيق أهداف المجتمع المدني هو في جانب منه سياسي لأننا نعيش في بنى استغلالية علينا ان نتحرر منها. بالفعل قد تكون لمؤسسات وتنظيمات للمجتمع المدني مصالحها الخاصة وقيمها وارتباطاتها وحتى منطقها الخاص, ويتجلى ذلك في مجموعات تنظم نفسها و أهدافها بطريقة محددة تختلف عن السياسي. ولكن هناك علاقة جدلية بين مؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني والسياسة مع ضرورة احترام استقلالية وصلاحية كل واحد, وكلاهما يتوجه إلى نفس الجماهير المشتركة.
كل هذا يتجلى بوضوح في محاربة بعض الظواهر التي يعتبرها المجتمع المدني, فإذا أخذنا الفقر مثلا وحاولنا وضعه في إطاره الصحيح - بعيدا عن سياسة الحريرة الرمضانية الموجهة لعشيرة الفقراء- سنجد ان الفقر ليس طارئا أو مصادفة أو قدرا ولا نتيجة الكسل أو النقص أو قلة الحظ أو عدم ملاءمة الشهادة لمتطلبات الاقتصاد, و إنما مرتبط ببناء شامل اقتصادي-ثقافي-اجتماعي والفقر نتيجة هذا النظام المستغل الذي صمم لمصلحة صفوة, بينما الفقراء يحرمون من ثمار عملهم ويصبحون عرضة لكل أشكال الاستغلال التي تصبح مادة خامة لعمل منظمات و مؤسسات المجتمع المدني: حقوق الإنسان, الأمية, الفقر, البطالة, محاربة الجريمة, الاستغلال الجنسي, الطفولة, السيدا.... وقد ولد المجتمع المدني في خضم صراع اجتماعي حاد في عالم التناقض بين التخلف المنتشر والمتضخم و بين نمو الرأسمالية نحو أعلى مراحلها. فالمجتمع المدني يعي أو عليه ان يعي ان انتفاء مجموعة من الظواهر رهين بتغير البناء الاقتصادي والاجتماعي السائد, لكن في الوقت ذاته عليه الالتزام بميدان ومجال اشتغاله.
و تجدر الإشارة إلى ان مؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني لا يجب ان يغلب عليها الجانب السياسي المباشر كأساس يقوم عليه خطابه مع التأكيد على ان التحليل الاجتماعي يوصل حتما إلى السياسة و ضرورة العمل السياسي النشط الذي يصل إلى درجة مشاركة الكادحين و المهمشين في النضال الثوري فعليا بواسطة الأداة الثورية.
ان أكثر المنظمات تقدمية هي المنحازة فعليا إلى جانب الكادحين, وذلك بالمبادرات المتمثلة في تشكيل منظمات ديموقراطية تمتلك فهما علميا للواقع وتحاول تغييره مع الالتزام بقضايا المضطهدين ورفع وعيهم وتنظيمهم وتمليكهم مستقبلهم وإرادتهم على الفعل.

www.samainey.skyblog.com



#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في المنهجية الديموقراطية
- الإرهاب فيه وفيه ( الجزء السادس )
- عقلية التخلف -1-
- الإرهاب فيه وفيه (الجزءالخامس )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الرابع )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثالث )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثاني)
- الإرهاب فيه و فيه
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الخامس-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الرابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الثالث-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر-الجزء الثاني-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الاول-
- دراسة تقريبية لمستوى عيش المواطن المغربي
- ملاحظات أولية حول حركة الخيار اليساري الديموقراطي القاعدي
- الحقيقة أولا،ثانيا،وأخيرا
- اليسار المغربي وتجربة الحلم بلا غبار
- الصفقات العمومية بالمغرب بين القانون والتطبيق
- سننظر في حال الجياع
- الديموقراطية المغربية:هامش ديموقراطي أم فراغ ديموقراطي


المزيد.....




- هيئة فلسطينية: جرائم طبية وتنكيل بالأسرى في مستشفى سجن الرمل ...
- -واشنطن بوست-: سكان بالضفة الغربية يتهمون قوات إسرائيلية بتن ...
- -كندا دولة قانون-.. تعليق من ترودو بعد اعتقالات مرتبطة باغتي ...
- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعين يعقوبي - المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-