أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعين يعقوبي - سننظر في حال الجياع















المزيد.....



سننظر في حال الجياع


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


تهتز كل القيم وتتغير النظرة إلى كل الأشياء التي كانت عادية إلى هذا الوقت.
فلان ابن فلان (يقولون) يتكلم بحكمة. لقد شرح لنا كيف أننا لسنا كالآخرين.الآخرون يركبون السيارات الفاخرة، ويأكلون ما يريدون ونحن لا مأكل ولا ملبس لنا وليس لنا سوى بغالنا وحميرنا التي تقبلنا مطية لها جازاها الله عنا خيرا.
يتقدم آخر ويقول: لقد افهمني كيف أني اقضي يومي كله في المعمل أنتج فيه مئات السلع وفي الأخير, أجرتي لا تكفي لسد رمقي أنا وعائلتي، وهاته الأجرة، لا تساوي عشر (1/10) ما أقوم بإنتاجه. ان رب المعمل لص، يسرق مني تسعة أعشار (9/10) إنتاجي. يجب علي ان أقاضيه.
وترتفع الأصوات, يجب مقاضاته، نعم يجب مقاضاته...
ولكن كيف؟.
سنتصل بعالم القرية يجيب احدهم. ويختتم النقاش ليستأنف بعد مدة.
ولو افترضتا أنكم قمتم برفع دعوى ضده يقول الطالب, سيصدرون حكما يقولون لكم فيه بان رب المعمل حر في معمله فانتم قبلتم العمل معه برضاكم ومن لم يرد فعليه الانسحاب من المعمل وترك مكانه للقادمين الجدد اللذين يموتون جوعا ويبحثون عن العمل. فهل انتم فاعلون؟
وترتفع الأصوات مرددة تارة نعم يجب ان نتوقف عن العمل حتى نأخذ ما هو لنا، انه لص لا يمكن ان نستمر هكذا، سنقوم بتدمير الآلات وإحراق المعمل ان لم يكف عن هذا.
تقاطعها أصوات أخرى أحست بالظلم والجور وصعوبة الموقف: لا، لا يمكن فعل هذا. نحن من سيتضرر ماذا سنأكل، ماذا سيأكل أبناؤنا، كيف سنتدبر امرنا.
احد المتدخلين يرجع الأمور إلى نصابها وثان يقول للآخرين: علينا ان نتوقف عن العمل إلى حين تحسين وضعيتنا والزيادة من أجورنا والدولة ستقف إلى جانبنا لأننا نطالب بحقنا وسنتمكن من ذلك.
اتفق الجميع على التوقف عن العمل والمطالبة بتحسين شروطهم ووضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية معولين في ذلك على وقوف الدولة إلى جانبهم.
وفي الصباح الباكر, وكما هو متفق عليه، أصبح جميع العمال مضربين عن العمل.
استغرب رب المعمل لهذا التصرف الذي يصادفه لأول مرة في هذا المكان بعد ان اعتاده في أماكن أخرى. وبدأ يصرخ: أريد ممثليكم للتحدث معهم.
لم يتحرك احد، فالكل اتفق على الجلوس في مكان واحد إلى حين تحسين أوضاعهم.
استمر في الصراخ والوعد والوعيد.
نطق احد العمال, ومن ورائه مئات الحناجر, أنت سارق، أنت لص, ...أنت تأخذ منتجاتنا لتبيعها في السوق، أنت تأكل كما تريد ونحن ليس لدينا ما نأكل... واستمر سرد المعاناة الواحدة تلو الأخرى...
وبنبرة لطيفة, حاول رب المعمل المسك بزمام الأمور قائلا: حسنا, حسنا. تريدون سيارات، منازل فخمة و, و...حسنا أنا موافق. سوف تحصلون على كل شيء. المهم الآن هو ألا تتوقفوا عن العمل وإلا سوف تضيع البضاعة والآلات, ولن أستطيع ان أتدبر أمركم في الحصول على ما تريدون. هيا، هيا إلى العمل. فلان قم بفتح الباب، فلان قم بطلب كاس شاي لجميع العمال والحلوى كذلك... استمر في الطلبات حتى انفض الجمع والتحق الجميع بمكان عمله متبادلين نظرات فيها خليط من الأسى والأمل والشك والريب. ولكن عيونهم لم تقل كل شيء, فهذه أول مرة يدخلون فيها في صراع مع رب معملهم, رغبوا في تحقيق كل شيء. هاهم يحققونه (وعدا على الأقل) وما الشاي والحلوى سوى البدايات أو هكذا ظنوا.
انعكس الشاي والحلوى على العمال، إنتاجهم اليوم فاق جميع الأيام الأخرى. سر رب المعمل وقال في باطن رأسه: سوف أغرقهم شايا وحلوى ووعودا فليغرقوني سلعا وأرباحا.
خرج الجميع في المساء وهم في غاية السرور، يتسابقون إلى منازلهم ـ عفوا إلى براريكهم ـ. وبعد اخذ قسط من الراحة، بدا الحديث يعلوا السقوف القصديرية. كل يتحدث عن مغامرته وما قاله سرا أو علانية وعن دوره المهم في هزم إمبراطور الرومان الذي نزل من عرشه وترجل ليتحدث معهم مهزوما ويوافق على جميع شروطهم, بل أكثر من ذلك أمر, خدامه بتقديم الشاي والحلوى للجميع.
استمر هذا الحديث لأيام, فأسابيع, فشهور. وعند ذاك, بدأ الشك يدب في نفوس الجميع خصوصا بعدما استنفذ رب المعمل وأتباعه جميع الحيل والأكاذيب الممكنة. فمن سوء أحوال الطقس، إلى سوء أحوال البشر, إلى سوء أحوال الأمم, إلى سوء الحظ، إلى مشيئة الإله،....كلها سبل وحيل مر منها العمال لم يفقهم منها سوى واقعهم الذي يزداد تدهورا يوما بعد يوم.
المواد الأساسية تتسابق فيما بينها، وحاجيات الأطفال تكبر مع كبرهم، والتلاميذ لا يملؤون ورقة حتى يطلبوا أقلاما وأوراقا وملابس...
هكذا بدأت مجموعة من العمال محاولتهم لإعادة توقيف العمل ودفع رب المعمل للإيفاء بوعوده أو الالتجاء إلى الدولة لردعه أو هكذا مازالوا يظنون.
وقف العمل مرة أخرى، حضر المعني بالأمر. بدأ بالوعد والوعيد. خطب فيهم قائلا: هذا معملي من أراد العمل فليدخل ومن لم يشأ فأرض الله واسعة.
أجابوه جماعة: لن يدخل احد حتى تحقق وعودك أو يحضر ممثل الدولة (القايد).
قال مستهزئا تريدون حضور القايد. سيحضر ولن يكون لوحده، سيحضر ومعه موكبه فلتحسنوا استقباله.
وما هي إلا دقائق حتى حضر القائد محاطا بمجموعات كبيرة من المخازنية مدرعين بالهراوات وعلى أتم الاستعداد للانقضاض على أية فريسة محتملة.
وبمجرد رؤيته، استبشر البعض خيرا وهموا للسلام عليه والركوع أمامه، فيما تذكر الآخرون بطش القائد وما كان يفعله بالفلاحين وكل من لا يريد الانصياع لأوامره ولكن يرددون في خوالجهم كيف لقائد ان يضرب العمال ويترك رب المعمل الوحيد.ألا يمكنه ان يفعل العكس ان يضربه ويتركنا نحن خصوصا ان عددنا كبير جدا وانه سيحتاجنا أكثر مما يمكن ان يحتاجه ...وما كان ان يقطع جميع هذه التساؤلات سوى تقدم السيد القائد في اتجاه رب المعمل مخاطبا إياه كيف حالك أسي...ماذا يحدث هنا ؟ هذه العبارة كانت كافية لتبعد الشكوك عن الشاكين وتشكك المتيقنين من ان الدولة خلقت لتنصف المواطنين، أجابه رب المعمل ان هؤلاء الجياع يعرقلون العمل داخل المعمل وهناك مجموعة منهم تتزعمهم وتدعوهم إلى الاعتصام وتخريب ممتلكاتي وأتمنى ان تتخذوا كافة الإجراءات اللازمة في حقهم أما بالنسبة لي فليعتبروا أنفسهم مطرودون من العمل.
اخرج القائد لائحة من ستة أسماء، تلاها أمام الجميع، أمرهم بالتقدم نحوه وأمر الجميع بلغة فضة وتحت التهديد باللجوء إلى المخازنية بالالتحاق بأماكن عملهم.
وما كان من حل سوى ذلك في حين حررت محاضر الستة الآخرين وتم الاحتفاظ بهم في السجن بالقيادة لعدة أيام قبل ان يطلق سراحهم ويعودا إلى أهلهم لكن كعاطلين عن العمل لتبدأ مأساة التيه والبحث عن العمل من جديد.
أخذت الدردشات تعم بين الناس، بين مستغرب من تصرف القائد، إلى مشكك في اعتقال أصدقائهم إلى ملق اللوم لصديق في الرجوع إلى العمل. لكن احدهم انتبه وحاول اعادة رسم السيناريو قائلا:
لقد اتفقنا بيننا أمس ليلا على الإضراب دون علم رب المعمل.
أجابوه بالإيجاب,
تم استرسل وعند حضوره إلى هنا كان لوحده.
وبعد اتصاله بالقائد, حضر هذا الأخير ومخازنيته
قاطعة احدهم: انك تعيد كل شيء ما ذا تريد ان تقول?
وبعد حضور القائد ووقوفه معنا اخرج من جيبه أسماء العمال الذين تم الحفاظ بهم في السجن.
انبهر الجميع لهاته الملاحظة الجيدة ولكن لم يفهموا مفادها بعد.
إذن هناك احتمالات عديدة.
قاطعوه مرة أخرى وما هي?
تم بدوا في الاستماع، لقد أصبح أكثرهم دهاء وأعقلهم : أظن ان القائد لديه لائحة بأسمائنا جميعا واخذ ستة منها لكي يخيفنا ويفرقنا.
نعم، نعم هذا ما يريده تقول الحناجر.
وقال آخر: انه يعرفني لقد التقيته قبل أيام وناداني بالاسم وسألني عن ظروف عملنا.
وقال آخر: نعم أنا أيضا سألني عن مشاكلنا وعن الإضراب الذي قمنا به سابقا وعن الزعماء الذين تكلموا كثيرا وقادونا إلى الإضراب ...
أو ان أحدا تسلل ليلا واخبر الشيخ الذي اخبر بدوره القايد الذي رتب كل شيء.
وهناك احتمال ثالث. ان رب المعمل هو من قدم الأسماء الستة للقائد الذي احتفظ باللائحة إلى اليوم ليشهرها أمامنا ويقود رفاقنا إلى السجن ويطردهم بعد ذلك من العمل.
ماذا تريد ان تقول?
أجاب البعض: أتريدنا ان نعيد الإضراب?
نعم سنعيده, وبدل ان نطالب بتحسين أوضاعنا سنطالب بإرجاع رفاقنا إلى العمل. هذا هو مطلبنا الأول.
تباينت الرؤى. تراجع البعض إلى الوراء, لا, لا يمكنني القيام بأي إضراب، لدي زوجة، لدي أبناء، لدي أم، لدي أب...لا يوجد من يعيلهم لا, لا...
تقدم آخر: كلنا لدينا أبناء، لدينا زوجة، لدينا أب, لكن, لن نعيش عيشة الكلاب، لن نعيش كالقطط. نحن أناس, يجب ان نعامل كذلك. المياه متسخة، ما نحصل عليه من مال لا يكفينا لقضاء حاجاتنا جميعا في حين رب المعمل لديه افخر الفلات، وأحسن السيارات ويسافر إلى الخارج ولا يتحرك إلا مع فتيات من عمر بناتنا الصغيرات، لا، لا، لن نعمل في هذه الظروف.
قاطعهم احدهم قائلا: ان ما يقع لنا كان قد حدث لعمال المعمل فلاني المتواجد في البلدة المجاورة. لقد قاموا بطرد ثلاثين عاملا حسب ما يقولون ولكن بعد مرة أعادوهم إلى العمل. لا ادري كيف, ولكن لقد عادوا فعلا إلى العمل.
سنتفق إذن على الاستمرار في عملنا والاستفسار حول الطريقة التي عادوا بها إلى عملهم.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم، هناك شيء يسمونه نقابة هي التي قامت بإرجاع المطرودين إلى العمل, بل الأكثر من ذلك, تمكنت من تحسين وضعية العمال. انهم يدخلون على الساعة الثامنة صباحا ويأخذون قسطا من الراحة بين الثانية عشرة والواحدة ويخرجون على الساعة السادسة.
إنهم لا يفعلون شيئا مقارنة بنا، رددت حناجر غاضبة، نحن ندخل على الساعة السابعة صباحا ولا نخرج حتى الساعة السابعة مساء وليس لدينا أي قسط من الراحة، ان أوضاعنا بائسة وكارثية. حقا نريد حلا، نريد حلا.
واتفق الجميع على استقدام ممثل النقابة إلى معملهم لكي يحل لهم مشاكلهم ويؤطرهم على ذلك, خصوصا ان هناك مطرودين ينتظرون حل وضعيتهم.
بعد قدوم النقابي، أو هكذا على الأقل أصبح معروفا، استقبله الجميع استقبال الفارس الشجاع الذي سينقذ أمته من هلاك متيقن.
حيا الجميع وبدأ في استعراض أوضاع العالم من صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، فإيران، سوريا، الصين، روسيا، فرنسا، لبنان... وتطرق إلى الوحدة العربية المفقودة والصراع الإسرائيلي العربي وما تعانيه فلسطين من تخريب ودمار وتقتيل ليصل إلى دول المغرب العربي والوحدة المنشودة لكن المتعذرة بسبب وجود الجزائر وطموحاتها العدوانية والاستعمارية ليدخل أخيرا إلى بيته ، إلى المغرب. وهناك ينزل وابلا من السب والشتم للحكومة المغربية والساهرين على تسيير الشأن العام الذين لا يتردد في تسميتهم بالشفارة وأولاد الحرام الذين نهبوا البلاد وشردوا العباد.
وبينما هو مستمر في نقاشه، دارت في خوالج الآخرين: انه لا يخاف، لم لا يعتقلونه، سيعتقلونه، لكن لاشيء من هذا حصل انه حي يرزق.
بعد انتهاء عرضه الطويل الذي اكسبه هبة وشانا كبيرا بينهم قال لهم: إذا أردتم ان تدافع عنكم النقابة, يجب ان تنخرطوا فيها، يجب ان تحصلوا على بطاقات الانخراط مقابل أداء واجب سنوي. وأي مشكل لديكم يمكنكم الاتصال بالنقابة, كما عليكم الاتفاق بينكم من اجل تكوين مكتب نقابي ليتكلف بالمناقشة مع رب المعمل وإذا عجز عن حل المشاكل سيتصل بنا وفي حالة عجزنا سنتصل بمن هو اكبر منا ليتفاهم معهم.
اكبر منه قال احدهم لصديقه، من يكون? إذا كان هذا يسب العالم، ويسب الحكومة ويسب السلطات, فماذا سيقول الأكبر منه. ان ...أعود بالله. لا، لا يمكن ان يكون مثله فهو من يسير البلاد، وهو الذي يحمينا من جميع هؤلاء الأشرار الذين لا ينفذون أوامره، إنهم يعصونه، نعم يعصون أوامره.
لقد تفرجت يوما في التلفاز ورايته يقول لهم بان المواطن يجب ان يعامل معاملة حسنة، يجب ان تعطى له حقوقه، ان حقه في الشغل والعلم حق مقدس، هذا ما تذكرته مما قال.
نعم لقد رأيت الناس الذين معه وبجانبه في غاية السرور. فرغم حرارة الشمس والغبار المتناثر عليهم من كل جهة فقد استمروا في الدعاء له بالحياة. نعم هذا هو الحب، حب الانسان الذي يقينا من الأشرار الآخرين،.
لو كنت قريبا منه أيضا لصرخت ودعوت له بالحياة وقبلت يديه الكريمتين وتلوت ما حفظت من القران الكريم حتى يحفظه ويحفظ ذويه.
لا يمكن لهذا النقابي ان يكون كمن يحمينا دائما، لا يمكن ان يوجد له مثيل، ان هذا النقابي فقط يساعده على القيام بعمله ويساعده في ملاحقة المجرمين الذين ينتشرون في كل مكان وها هو رب معملنا واحد منهم، لقد لحق به هذا النقابي وسيخلصنا منه وسيبلغ عنه لسيدنا الذي سينتقم منه.
تكون المكتب النقابي واستخلصت واجبات الانخراط واتفق النقابي مع المكتب ان يحضر معهم في أول نقاش مع رب المعمل للتباحث في أمر مشاكلهم.
هذا ما حصل بالفعل، الكل مندهش. مكتب نقابي ينتظره رب المعمل للتحاور معه، سابقة تاريخية، خطوة لا يمكن لهاته العقول الصغيرة تصور آفاقها ولا نتائجها ولا سبل مرورها. إنهم كانوا يعرفون ترديد شعارات تنم عن تذمرهم. لكن ان يجلسوا مع رب المعمل في طاولة واحدة فهذا ما لم يكونوا ليتصوروه، لكن لكل شيء بداية.
دخل النقابي والمكتب النقابي ورب المعمل إلى مكتب. أمرهما بالتفضل.
قسمات وجوههم لم تتق بعد، اهذا هو رب المعمل ذو السوط والأمر والنهي? اهذا هو صاحب خبزنا وعملنا وحياتنا يجلس معنا في طاولة واحدة? يا سبحان الله لقد تغير كل شيء, نعم لقد تغير.
تسلم النقابي الكلمة. عرج على قانون الشغل قليلا، تحول إلى حق الإضراب وعن كونه حق من حقوق العمال وعن لا شرعية طرد زملائهم وعن الأوضاع التي يعيشون فيها ...
تدخل رب المعمل بلغة لطيفة: أنا اعرف ان من حقهم القيام بإضراب وان أوضاعهم كارثية, ولكن كان عليهم قبل القيام بذلك ان يجلسوا معي ويخبروني بحاجياتهم وسنعمل على تلبيتها. السنا إخوة? الإضراب يكون بين الأعداء. هل أنا عدوكم? إذا كنت أنا عدوكم, فانتم إخوتي, نعم بل اعتبرتكم كأبنائي. ان أوضاعكم صعبة ولكن هناك من هو أسوا منكم وهناك من هم أحسن مني بكثير رغم أنهم لا يمتلكون لا معملا ولا فندقا ولا سيارة أجرة. إنهم ينهبون أموالنا وأموالكم، هؤلاء هم اللصوص الحقيقيون. أما أنا وانتم فلنا الله. نحن فقراء ولنرض بما قسم الله لنا من رزق. وعلى أية حال, فسأقوم بإرجاع إخوانكم إلى العمل وسنتناقش في باقي النقط في الأيام المقبلة.
انفض الجمع, كل قد انتصر على طريقته، فالنقابي شكل مكتبا نقابيا وحصل على انخراطات العمال، رب المعمل طرد العمال وأعادهم إلى العمل مستفيدا من طردهم ومن إرجاعهم، العمال العائدون إلى عملهم غنموا فرصة استعادة حياتهم القديمة، العمال النقابيون أحسوا بأنهم مثل رب معملهم يمكنهم الجلوس على الطاولة متى شاءوا بل أحسوا ان ملفاتهم واستفادا تهم أصبحت تفوق باقي العمال الذين هم وحدهم رأوا الطرد، المطرود، الزعيم النقابي، الخطابات، النقاش، لكن أوضاعهم ظلت هي هي. لا جديد لحد الآن, وليس من حقهم الاشتكاء لان هناك مكتبا نقابيا ينوب عنهم في كل شيء حتى في الاستفادة.
استمرت اللقاءات بين المكتب النقابي والعمال والنقابي. اطلع الجميع على حقوقهم: تحديد الساعات، شروط العمل، الصحة،مدونة الشغل، الحد الأدنى للأجور، فائض القيمة. وكانت احتفالات فاتح ماي تذكي حماسا كبيرا فيهم.
قمن شعار المعامل للعمال وديكتاتورية البروليتاريا إلى ..إلى الإصلاحات الدستورية... كلها منعرجات مر منها هؤلاء العمال. حققوا أشياء كثيرة, لكن واقعهم ظل هو هو. فكأنما هناك لعنة حلت بهمم وبقومهم من العمال. فما يلبثوا ان يحققوا زيادة في الأجور حتى تأتي زيادة في الأسعار تغلي مفعولها أو في غالب الأحيان ترجع القدرة الشرائية إلى الوراء.
قال لهم النقابي: ان عليكم الانخراط في حزب سياسي. هذا الحزب هو الكفيل بتغيير أوضاعكم وأوضاع أبنائكم الذين حصلوا على شواهد يقولون لهم إنها فارغة في حين ان أبناءكم تلقوا الدروس التي قدمها نظامهم التعليمي فما ذا يعني هذا?
أجابوا جميعا بان أبناءهم مجتهدون.
قال صارخا: وان نظامهم التعليمي فارغ, فمن يجب عليه الجلوس في الشارع ليس أبناؤنا ولكن نظامهم التعليمي الفارغ.
نطق احدهم: إننا نسمع عن الأحزاب وان بلاكاتها معلقة هنا وهناك، فمثلا انظروا إلى الشارع, فهناك بلاكة تحيل إلى ان الشعب يتحرك ولحد الآن لم نر لا شعبا ولا حركة، وهناك في الشارع المقابل بلاكة أخرى تمجد في سنوات خلت وأننا أصبحنا بخير وعلى خير وان فرنسا خرجت مذعورة من البلاد مع أننا نرى ان الأمور تسوء يوما عن يوم .
واستمروا في سرد الأحزاب لا يعرفوا عنها شيئا رغم أنهم ساعدوها ووقفوا معها في الانتخابات. حيث ردد احدهم أنهم يأتون إلينا كل خمس سنوات, يبنون لنا قصورا في الخيال ويوظفوا أبناءنا ويشيدوا السدود ويجعلوا بلدتنا جنات النعيم كل شيء سهل التحقق أثناء الحملة لكن بعد نجاحهم لا نجد من يجمع حتى أوراق الحملة التي يتركوها في الأرض وتلتهمها ماشيتنا مما يسبب لبهائمنا الموت. هذه هي الجنة لقد حققوها لنا أوليس كذلك?.
لقد فتح باب الأحزاب، باب جهنم وعليه الآن اغلاقة. وبنبرة حزينة قال: نعم, نعم كل ما تقولون صحيح. إنها هكذا تريد ان تصل إلى البرلمان. إنها مستعدة ان تفعل كل شيء، إنها مستعدة ان تبيع البلد ولقد باعته في مرات عديدة وللآسف بثمن بخس.
من حرر المغرب? أليس فلان، وفلان ...أينهم الان?
الأول في سجن تازمامارت، الثاني في عين قادوس، الثالث عند ربنا ...ومن المستفيد?
فلان، فلان، فلان.
من كان الأول? عميل فرنسا
الثاني،قائد لها
والثالث كان يملك آلاف الهكتارات من الأراضي بالإضافة إلى الدواب.
هؤلاء هم المستفيدون. أما الوطنيون فقد تم تشريدهم ونفيهم.
ان الحزب الذي ادعوكم إليه هو حزب جديد قديم.
جديد لأنه لن يبيع ولن يشتري. سيناضل من اجل خدمة مصالحكم ومن أجلكم، من اجل أبنائكم، من اجل بلدكم، من اجل الانسان والحيوان.
وقديم لأنه ساهم بشدة في إجلاء المستعمر، واجهه بكل ما أوتي به من قوة وباس ولكنه تم الغدر به وبأبنائه كما. قلنا، إننا هنا لنبني لا لنهدم سوف نريهم بان أبناء هذا الوطن لا يموتون، لا يقبلون الذل، لا يقبلون الهوان. سوف نرجع شركاء في خبرات هذا البلد، لن يبقى مالك ولا مملوك، لن تضطروا إلى العمل طوال اليوم من اجل ان يركب غيركم السيارات الفاخرة، سوف نصلح نظامنا التعليمي، سوف نصلح اقتصادنا إننا.
نمتلك اكبر شاطيء في العالم ورغم ذلك لم يسبق لكم ان أكلتم الحوت أو استمتعتم على الأقل برؤيته، ان فوسفاطنا يكفينا للعيش كرماء، ان مياهنا وفلاحتنا قادران على إخراجنا من النفق، يجب تصنيع منتجاتنا، يجب إعادة الاعتبار لتجارتنا، لا يجب ان نبقي سلة مهملات هذا العالم البئيس ...بكم وحدكم سيتحقق كل شيء فكونوا رجالا ولا تتخاذلوا، سوف يقولون لكم بأننا مخربون، طامعون في الحكم لكي يبعدوكم عنا فلا تتخاذلوا، انا معكم فكونوا معنا.
انفض الجمع، وأخذت الدردشات انطلاقتها في كل مكان مثنى وثلاث ورباع بين مشيد بما سمعه وبين مذهول وبين منتقد. قال احدهم: ان صاحبي الذي ينتمي إلى الحزب الذي أشار إليه قال ذات يوم بان هناك أناسا يستغلون سذاجة الناس ومشاكلهم لكي يعملوا على اغتيال رمز البلاد وقد حاولوا مرة فعل ذلك وتمت محاكمتهم وكبيرهم الآن فار من المغرب ولكن سيعثرون عليه ان آجلا أم عاجلا.
نطق الثاني مشيدا بكلام الثائر ومضيفا قليلا على ذلك واستدرك في الأخير ولكنهم في الأخير سواسية: الم يصلوا هم أيضا إلى الحكم? ماذا فعلوا? الم تستمر الحرب ضد المغاربة، الم يكونوا قد شاركوا إخوانهم القدامى في قتل أبنائنا الذين رفضوا الاستسلام لهم وللمستعمر? ماذا فعلوا? الم يروا الدبابات وهي تقتل تلامذتنا وطلابنا وعموم الناس هل أنقذوهم? هل وقفوا إلى جانبهم?.
لا, لا, لم يفعلوا، اقسم أنهم من طينة واحدة،.
أتريدنا ان نتراجع? ان نقبل الذل والهوان بعد ان تفتحت أعيننا قليلا? يقول احدهم مقاطعا.
لا اقصد ذلك. بل أريدكم ان تفتحوا أعينكم جيدا. ان هؤلاء الناس لا علاقة لأوضاعهم بأوضاعنا. ما الفرق بينهم وبين رب معملنا. ما الفرق بينهم وبين القائد...إنهم يأكلون نفس الأكل، ويتقاسمون نفس المهام ويعلمون أبناءهم في الخارج...أما نحن ماذا نفعل?
نساعدهم للوصول إلى ما يريدون. هذا لن يحصل أبدا، لن يحصل أبدا. يجب ان نوقف هاته المهزلة، يجب ان تفتحوا أعينكم جيدا. الم تسمعوا بما يحدث في العالم? الم تقرؤوا شيئا عن الاتحاد السوفياتي وعن الصين وعن الفيتنام وعن كوبا وفلسطين التي بجوارنا? ان الرجال هناك صامدون, أما نحن, فلا زلنا نثق بهؤلاء الكلاب رغم ما فعلوه بنا وبأبنائنا وبآبائنا، لا, لن نثق بهم مجددا.
وكلما احتد النقاش يتناقص عدد المشاركين الذين هم لوحدهم يستوعبون ما يحدث ويخططون لما يجب فعله. لقد بدا النقاش يتعمق فعلا حول الاتحاد السوفياتي، الصين، كوبا، الفيتنام، فلسطين والمغرب.
المغرب الذي يجب العمل على تجاوز تخلفه والرقي به إلى وسط الدول المتقدمة والقضاء على الفقر به وتعليم أبنائه وتشغيلهم بعيدا عن طلقات الرصاص وعصا المرود والسجون ومخافر التعذيب.
قال احدهم: في المغرب العمال لا يشكلون الأغلبية في المجتمع، الفلاحون هم الأغلبية, هم عمدة الاقتصاد، إذا أردنا تغيير الأوضاع، يجب علينا ان نفعل كما فعل ماوتسي تونغ في الصين. يجب ان يتحالف الفلاحون مع باقي الفئات والطبقات من اجل تغيير هذا النظام الجاثم فوق صدورنا لمئات السنين.
قاطعة ثان، ان أوضاعنا مشابهة لأوضاع روسيا قبل الثورة. الم يكن الفلاحون يشكلون أغلبية السكان ورغم ذلك فقد اعتمد لينين على العمال من اجل تحقيق الثورة رغم معارضة البعض لتلك الخطة، إنها خطة رائعة تستقطب الناس وتمر بمراحل معينة حتى تصل إلى بناء مجتمع المساواة بين الناس هذا بالفعل ما يجب فعله.
لا, لا، إنكم لا تفهمون شيئا، انه المغرب. له خصوصياته فالقمع في كل مكان وعمالنا وفلاحونا غير واعين. هل الفلاح المغربي كالفلاح الصيني? لا, لا، علينا ان نقوم بتوجيه الضربات لخصمنا دون ان يرانا, يجب نرهقه في كل مكان حتى يستنزف قواه وبعد ذلك تسهل السيطرة عليه. الم تروا كيف فعل غيفارا وكاسترو بكوبا?. لقد أرهقوا عدوهم حتى خرت قواه وبعدها هزموه شر هزيمة. هذا هو الحل.
فهم الجميع ان هناك فقر، مشكل استغلال، مشكل قمع...حاولوا تجاوز الوضعية كل حسب فهمه. كون كل واحد منهم أتباعه, بدأوا في تعبئتهم.
وتنطلق مرحلة جديدة. كل يوم يحمل فيها الجديد. اضرابات في الاعداديات والثانويات وخصوصا الجامعة. اضرابات في المعامل والمناجم، تظاهرات الفلاحين هنا وهناك، مرة ضد نزع ممتلكاتهم واستيلاء الأعيان والأعوان عليها ومرة أخرى ضد قطع الماء عنها. إنها فترة هيجان، اللقاءات بين بعض الناس اتخذت طابعا ليليا ولم يعد لها وجود تحت أشعة الشمس. الكل يتنبأ. سيحدث شيء ما، كل المؤشرات تدل على ذلك، لا يمكن ان تستمر الأحوال على هذا النمط.
جديد هذا اليوم حمله احد المثقفين. لقد قالوا في الإذاعة والتلفزة بأنهم القوا القبض على مجموعة من الجنود حاولوا اغتيال الملك، نعم لقد حاولوا ان يقتلوه. يقولون إنهم قد ذهبوا من شرق المغرب إلى غربه ليغتالوه.
هل هذا المخزن نائم? كيف يحدث هذا? انه ينهار قطعة قطعة. ان اعتقال بعض رفاقنا هو محض صدفة. انه ينهار أمام أعيننا. علينا ان نكثف عملنا وان نبني حزبنا لكي يستولي على السلطة.
ان فلاحينا اكتسبوا خبرة كبيرة، لقد تصدوا لعملاء المخزن حينما أرادوا نزع ممتلكاتهم, علينا التحرك إذن.
وفي تجمع آخر، هيا سنبدأ بتنفيذ عملياتنا، لا يمكن ان نبقى مكتوفي الأيدي، ها انتم تلاحظون بأعينكم كيف ان الأمور تخرج من بين أيديهم.
تحركت المجموعات،..امتلأت الأرض فورانا.
أخبار هنا وهناك، لقد القي القبض على فلان. داهمت قوات الأمن منزلا واعتقلت مجموعة من الشبان ووجدت بحوزتهم منشورات وبنادق الصيد و و...، حاول مجموعة من الثوار الاستيلاء على ...تضاربت الأنباء، اختفت آثار البعض. فبين مقتول، ومعتقل، ومتستر ومغادر للحدود، هكذا كان الحديث، الجنود والدرك والبوليس يحاصرون جميع الممرات، كل شيء أصبح يبدو هكذا، تفتيش في كل المناطق استنطاقات بالجملة، اختطافات ليل نهار، محاكمات بالجملة. والأسباب تتراوح بين تكوين عصابة والسرقة وحمل السلاح ومحاولة قلب النظام القائم ...
وفي هذا الخضم محاولة أخرى لقلب الملك. يا له من نظام، نظام أهون ما يكون, منخور من الداخل. لا بد من الاستمرار, إنها ضرباته الأخيرة، ضربات الميت التي تكون أحيانا مميتة. سننجح هذه المرة نعم سننجح.
تم استجماع القوى، حركات هنا وهناك, لكن النتيجة مزيدا من الاعتقال، مزيدا من القتل، مزيدا من الحصار، مزيدا من الدمار، مزيدا من السجون بل القرون منها ومزيدا من الفرار.
الكل أخلى المكان, البعض مؤقتا والآخرون للأبد.
كثرت التقييمات، كثرت الكتابات والقراءات بين قائل بان الجميع كان يحلم وان كل ما وقع لم يكن ليقع لو تمعنا النظر في واقعنا وفهمنا منطق التطور والأحداث التي عشناها.
آخرون استمروا في مواقعهم وعلى مواقفهم ولكن هذه المرة بعيدا عن الناس أكثر من السابق، إنها مجموعات معتقلة تحاول إنقاذ آخر شيء لها في هذا الوجود : كرامتها.
هناك من تردد بين الرجوع والاستمرار خارجا. وبين المترددين من حسموا في البقاء ومنهم من حسم في العودة لبناء تجربة جديدة تتجاوز ما تعتبره أخطاء ماضيها مستفيدة من بعض التزيينات والرتوشات التي صبغ بها المغرب وجهه حين أصبح كما يقول محتاجا إلى كل أبنائه لان هناك قوى تترصده وتستهدفه في وجوده.
وانطلقت الجولة الأخرى، انطلقت وكان أبطالها أناس لم يدروا لماذا اعتقل الأولون، لماذا عادوا إلى الساحة، تحركهم معدتهم التي عانت ويلات الجوع واكتوت نيران الأسعار فخرجت إلى الشارع لتستقبلها نيران المخزن. أبطال ذهبوا واقبروا بين نارين. لم يكونوا اشتراكيين، لم يكونوا ارهابيين، لم يكونوا عملاء ...كانوا جياع وفي غياب السياسة والمؤطر السياسي, يصبح الجوع خير مؤطر. لكن ثورة الجوع لا تقف لأنها لا تقضي على مصدر الجوع و لا يتم احتواؤها بالتأديب والتقتيل. ولهذا توالت ثورات الجوع، توالت ثورات الجياع، توالت الاحتجاجات، توالى القتل، توالى الدفن، تراجعت الشعارات، تراجع المتخاذلون.
لقد أصبح جياعنا كجنرالات أفريقيا, كل يوم بجنرال رئيس. لا بد من حل، فليكن.
اجمعوا كل من له علاقة بالأحداث، اخرجوا المعتقلين، دعوا الصحافة تكتب، اطروا المجتمع، اجتمعوا في تنظيمات واطلبوا مساعدة الخارج ،سلموا السلطة لأعداء السلطة.
والجياع?
سننظر في حالهم




#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية المغربية:هامش ديموقراطي أم فراغ ديموقراطي
- قصر الثلج: قصر الظلام
- قانون السير بالمغرب :الواقع الرمادي والأفق الأسود


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعين يعقوبي - سننظر في حال الجياع