أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامان كريم - فوبيا بغداد، أداء تمثيلي ممتاز، نص ناقص!














المزيد.....

فوبيا بغداد، أداء تمثيلي ممتاز، نص ناقص!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


فوبيا بغداد مسلسل تلفزيوني مثير للاهتمام والانتباه. تلك المشاهد والحوارات التي قدمها لنا حسن حسنى الممثل البارع والمخرج الجيد من خلال شاشة الشرقية، أثرت علينا بأحاسيس جياشة وبكاء إنساني، و قصة حب جميلة في زمن الخوف وفي مدينة الخوف، بغداد. تلك المدينة التي كانت ولا تزال من أخطر المدن في العالم بعكس لياليها الهادئة على شاطئ ابى نؤاس ايام الزمان. فوبيا بغداد تصور المرحلة التي تمر بها المدينة بكاملها من زاوية الخوف وإنعدام الامان. حامد المالكي يعطينا لوحة عامة واقعية و لاواقعية في انٍ معاَ، وهذه هي مفارقة هذا المسلسل. لأن الواقع كاي حالة او ظاهرة إجتماعية او طبيعية أخرى يتغير بإستمرار ومن وراءه تتغير أفكار ورؤية الناس للواقع ايضا. إذن الواقع يتغير تعريفه حسب مراحل تاريخية مختلفة. واقعية فوبيا بغداد تظهر في إعطاء لوحة واضحة لبغداد المنكوبة، لبغداد الخوف والدمار والذعر، لبغداد فرق الموت وجماعات التسليب لبغداد القتل على الهوية. وتظهر في محلاتها المهجورة و دكاكينها المقفلة و مفخخاتها المنفجرة امام الجامعات وعلى الشوارع، بغلق باراتها و نواديها الليلية التي كانت تجذب الزوار دوما للإستراحة و إحتساء المشروبات الروحية و أكل السمك المسكوف المشهور على شواطئ دجلة. واقع بغداد تغير راساً على عقب نتيجة الاحتلال و من ثم السلطة الميليشياتية الحاكمة من قبل احزاب الإسلام السياسي و القوميين الكرد. فوبيا بغداد تعطينا قصة للحزن والموت، تعطينا هذا الجزء من الواقع فقط. تعطينا الآلام والذعر والدمار و التقاليد الغريبة في جسم المجتمع في بغداد والعراق كله، تقاليد القتل والتسليب و التمييز على اساس الهوية...الخ. كانت بغداد الستينيات والسبعينيات بجامعاتها الفاخرة وتمدنها ومكتباتها وكتبها وبنوع الملابس التي ترتديها النساء في الجامعات والمعاهد واقع مغاير تماما لذلك الذي نشاهده اليوم وشاهدناها في فوبيا بغداد. ولكن كل هذا جزء من الواقع. حامد المالكي نجح في تصوير بغداد بكاميرا فوتوغرافية، التي لا تعطي أسباباً لأي ظاهرة او لاي حدث الذي صور بالكاميرا، تعطيك الصورة فقط، والصورة تضلل. ولاواقعية فوبيا بغداد تظهر من إن حامد المالكي لا يعطينا اي سبب لكل هذه الممارسات البشعة والوحشية اللاإنسانية. لايعطينا صورة عن تفاقم الاوضاع بهذه الدرجة، لا يعطينا سبب بروز هذه الظواهر في بغداد؟! لماذا برزت جماعات التسليب وفرق الموت؟! لماذا يقتلون الناس على أساس الهوية؟! لماذا المحلات السكنية مهجورة، والدكاكين مقفلة والشبان يذهبون الى خارج العراق؟! وكل هذه المسائل علقت بدون أي سبب في فوبيا بغداد، التي أدت إلى عدم وضوح اسباب أخرى. من هم وراء هؤلاء القتلة الجرمين؟ مَنْ هي تلك القوى التي تدير هذه العصابات؟! عصابات القتل على الهوية، عصابات التسليب وقتلة اساتذة الجامعات و الطيارين و المثقفين و المعارضين السياسيين؟! من هم وراء تفجير صالونات السينما و صالونات التجميل و تفجير دكاكين المشروبات؟! وهذا ادى بدوره الى عدم معالجة الموضوع ، لا بل ايضا يستسلم للواقع المرزي، والبشع؟ يستسلم حين يحفر الدكتور هيثم القبر لنفسه بيده، و يصرح ويوجه للأنهزامية. هذه الرسالة هي رسالة خطرة الذي قدمه حامد المالكي. رسالة الفنان في هذه المرحلة هي رسالة مهمة. عليه وبراي يجب على الكاتب و الممثل والمخرج ان يفكر ليس حسب الصورة التي صورتها الكاميرا الفوتوغرافية بل عليه ان يدخل وراء الصورة ، وراء التل شئ! ووراء الصورة اشياء واسباب التي ادت الى تشكيل هذه الصورة. حتى الصورة التي يعطيها حامد المالكي، او المخرج حول القتلة والعصابات من خلال البستهم و إحتسائهم للمشروبات" هذه ليس مفارقة ولكن!" و تسريحات رؤوسهم...الخ كلها يعطي إشارات مقلوبة و عكسية للقتلة الواقعيين. من الواضح أمام الجماهير كلها ليس في بغداد والعراق فحسب بل على الصعيد العالمي ايضا أن وراء تلك الاعمال هي الميليشيات المقتدرة سوا كانت الحاكمة في المنطقة الخضراء او المعارضة مثل جيش المهدي، او جماعة القاعدة. كل العالم يعرف ان القوى التي بامكانها ان تختطف اكثر من مائة شخص في وزراة التعليم العالي و اكثر من ثلاثون شخصا في جمعية الهلال الاحمر العراقي في وسط النهار و بالسيارات الحكومية، هم ليسوا قوى ضعيفة بل انهم في مركز القوة. والانكى من ذلك نشاهد في بعض الحوارات الحديث عن القانون والعدالة، اي تسليم القتلة الى القانون؟! في هذا الحوار يحاول الكاتب ان يبيض وجه" الحكومة" وهذا قضية خاطئة تماماَ. على اية حال أن رسالة الفن و الادب سواء كانت من خلال التمثيل او المسرحية والافلام يجب ان تكون لصالح المجتمع وكبريائه ولصالح النساء اللواتي يقتلن بحجة "غسل العار" ولصالح الشباب والشابات الذين لديهم آمال وتطلعات إنسانية مسحوقة، ولصالح اكثرية الجماهير في العراق، هذه الرسالة هي رسالة "حب الطبيعة لذاتها الانسانية" أو "حب الأنسانية لذاتها". ولكن الرسالة ومفراداتها يجب ان تحلل و تفسر وتشرح من خلال الحوارات والمشاهد، و ان يستلم المتلقي رسالة لنبذ الطائفية وإدانتها والوقوف بوجهها، ولنبذ القومية وإدانة نعراتها وعنفها والوقوف بوجهها، و ان تبرز من خلال حواراتها الهوية الانسانية في العراق، تلك الهوية التي تجمع كافة العراقيين على اساس مبدأ المواطنة المتساوية لا بل تعلو من ذلك بكثير. ونقطة اخرى هي الرسالة يجب ان تدفع الانسان بإتجاه مقاومة هذه الاوضاع ودفعهم نحو النضال في سبيل عالم أكثر إنسانية، وليس دفعهم نحو الهروب والاستسلام.
وأخيرا لا بد أن أقول أن الأداء الرائع الذي أداه الممثلون، والمخرج بأخراجه، كانت على درجة راقية. رأينا ذلك في كل الحوارات والمشاهد. تلك الحوارات والمشاهد التي تثير في النفس عاطفة إنسانية حقيقة، التي تثير حباً إنسانيا للاخرين. لابد أن اقول ان دور هؤلاء الفنانين كان عظيما وأذكر عددا منهم: حسن حسنى، سهى سالم، جواد شكرجى،سامي عبدالحميد، سليمة خضير، محسن العزاوي، طه علوان، قمر خلف...الخ



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقفنا من العمل المشترك لليسار الذي تمحور حول البيان - نداء ...
- الوضع السياسي في العراق، الحركات السياسية، احزابها، و افق ال ...
- ليس امامنا سوى المضي قدما الى الامام ، نحو تثبيت اقدام المؤت ...
- دفاعا عن القادة العماليين حسن جمعة ورفاقه!
- إلى الامام، يا عمال النفط، نحو تحقيق مطالبكم!
- المؤتمر الدولي في شرم الشيخ، سياسة فاشلة، ولا يمت بصلة بمطال ...
- مقابلة مع سامان كريم رئيس المكتب السياسي لحزب الشيوعي العمال ...
- مقابلة مع سامان كريم رئيس المكتب السياسي للحزب الشيوعي العما ...
- منْ أغرق العراق في دوامة العنف ليس بإمكانه أن يوفر الأَمنْ ل ...
- سقط بوش في عقر داره ومعه -النطام العالمي الأمريكي-!
- طالباني في بغداد يدعي الحريات السياسية، وقواته تقمع الحريات ...
- الارهاب وانعدام الامان احد افرازات الاحتلال والحكومة الطائفي ...
- حبذا لو لم يذهب المالكي الى البصرة
- أخيراَ تشكل الحكومة الميليشيات
- -وحدة وطنية- عنواناً لمحصاصة طائفية وأثنية خالصة!
- -حكومة وحدة وطنية-، حكومة إنبثقت من رحم إتفاق أمريكي-إيراني!
- إلى السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية
- تصريح الى الراي العام: حول حملات الحزب الديمقراطي الكردستاني ...
- جعفري اصبح عنواناً لصراع أمريكي - إيراني! قوى وأحزاب غير مؤه ...
- مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمال ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامان كريم - فوبيا بغداد، أداء تمثيلي ممتاز، نص ناقص!