أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أسعد الخفاجي - العولمة الإسلامية والتغيير الأمريكي















المزيد.....

العولمة الإسلامية والتغيير الأمريكي


أسعد الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 723 - 2004 / 1 / 24 - 06:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يهب على منطقة الشرق الأوسط، منذ بدابة العام 2003، إعصار سياسي شديد منبعث من غرفة عمليات العولمة في البنتاغون.  تصدعت بفعله صروح السلطة المطلقة للحكام العرب، المتجبرين على شعوبهم "المطيعة"، المتخاذلين أمام العم سام المتعنت، وتحولت إلى هياكل ورقية، يهينها جنود المارينز، كل يوم، ويعبث بها أطفال الشارع العربي!  والملفت للإنتباه حقاً، أن تلك الشعوب  التائهة المغلوبة على أمرها، أضحت تتفرج، فاغرة الأفواه، على حال الحكام، وهم يلملمون بقاياهم المهانة، كالعفش المنثور في ماخورالبغايا الذي داهمته شرطة الآداب، ويدسون ريشهم تحت أجنحتهم المتهرئة، خشية أن يدمرها الإعصار كلياً فيفقدون كراسيهم التي يجلسون عليها منذ عقود!  أصبحت نسور الأمس غربان اليوم، والأسود على شعوبهم نعاجاً على الزائر الغريب. بات كل حاكم منهم يترجل من على حصانه الأعرج طلباً للسلامة، داسّاً جسده الذليل في أقرب جحر أرضي نتن تفادياً للمزيد من الخسائر.  لم يبق في السجلات المدنية إسماء مثل صدام وقعقاع ومغيرة ومعارج وعنترة، تحولت كلها إلى شيبوب.

في الحقيقة أن هذه الحكاية كانت بدأت أصلاً، بسقوط القطب الدولي الشرقي أي الإتحاد السوفياتي الذي كان يهيمن على النصف الشرقي من العالم.  ولم يكن إعتلاء الولايات المتحدة عرش العولمة متفردة بمعزل عن ذلك الحدث.  ففي غضون ذلك الإنعطاف التأريخي، إكتسبت العولمة دفعاً كونياً هائلاً، مكّنها من الإنفراد بالهيمنة على العالم وتصميمه على شكل ساحة حيوية لنشاطها السياسي والإقتصادي والعسكري.  غير أن ذلك الدفع لم يشكل، في الواقع،  سوى نصف الشرط الفعلي لإزدهار العولمة وهيمنتها المطلقة على شؤون المعمورة.  فالنصف المتمم لذلك الشرط كان، بلا فخر، من صنع الجزء السياسي السلفي من الإسلام الذي يتميز بالتخلف والرجعية الإجتماعية  وهو ما نطلق عليه مصطلح العولمة الإسلامية.  و تشمل العولمة الإسلامية كل الزعامات السلفية البيروقراطية المنتفعة التي مافتئت تتمظهر بالدين وتجعل منه أداة للقمع والإضطهاد والإحتكار منذ أكثر من ألف عام.  جعلت من الدين الحقيقي المتسامح نهجاً متسلطاً على رقاب العباد ومبنياً على أحكام التخلف والجهل والتكفير وأخيراً مصدراً غير نزيه للإثراء.  ولا نريد في هذا المقال أن ندخل في تفاصيل وإشكاليات الفشل التأريخي للدولة الإسلامية التي مارست الإستبداد والقمع والإضطهاد الإجتماعي منذ تكوينها، فلهذا الموضوع حتماً متخصصون! الذي يهمنا في هذا المجال أن العولمة الإقتصادية بزعامة الولايات المتحدة قد جندت حليفتها العولمة الإسلامية منذ بداية السبعينيات لكي تساعدها في تنفيذ مآربها وضمان مصالحها الحيوية مبتدئة بإضعاف الإتحاد السوفياتي ومن ثم الإجهاز عليه وإنهاء المنظومة الإشتراكية العالمية. 

في تلك الأثناء كانت شعوبنا العربية، شأنها شأن كافة الشعوب الإسلامية، ترزح تحت وطأة الأنظمة الدكتاتورية وتعاني من إنتشار الفساد الإداري وإنتهاك حقوق الإنسان.  ومن المعروف أن توزيع الثروات الوطنية وتبوأ المناصب العليا في بلدان المنطقة العربية إقتصر على الشرائح المتعاونة والساندة للأنظمة.  ولا تتجاوز نسبة هؤلاء خمسة بالمئة من مجموع الشعب.  بينما تحصل الأغلبية الباقية من تلك المجتمعات على الفتات من الموارد وتُستبعد كلياً من عملية صنع القرارات السياسية والإجتماعية والإقتصادية رغم وفرة الثروات والموارد. الطبيعية.  وهكذا، إتجهت تلك الأنظمة نحو أجندات تبتعد كلياً عن إيجاد الحلول الواقعية لمجاعة شعوبها وتخلفها وبؤسها وإضطهادها.  وكرست جهودها في التسليح وفي تعزيز القوات المسلحة العلنية والسرية التي تستهدف بالدرجة الأولى حماية السلطة والحاكم المستبد من غضب الجماهير.  وقد وضعت سيناريو لاينطلي على أطفال المدارس الإبتدائية، ألا وهو أن "البلاد" في خطر مستمر من جراء تربص الأعداء التقليديين!  بالأمس كان عدوهم الأول هو الخطر الشيوعي.  فقد أباد النظام المصري تحت زعامة جمال عبد الناصر جيلاً كاملاً مؤلفاً من آلاف الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين المصريين الذين كانوا ينادون بالديمقراطية والتعددية ونفاهم إلى الصحراء المصرية حتى لقوا حتفهم هناك (ولا من شاف ولا من دري!).  ولم تكن للنظام السعودي أية علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوفياتي طيلة ستين عاماً.  واليوم أصبح اليهود والصليبية واللبرالية الغربية وإحترام حقوق الإنسان هي الخطر الأعظم على الإسلام والعروبة. وأنفقت الأنظمة القمعية العربية الجزء الأعظم من مواردها لإقتناء الأسلحة الحديثة الفتاكة باهضة الثمن،  ولإعداد وتحديث القوات القمعية المسلحة.  وإدعت أنها تقتني السلاح لمواجهة الخطر الشيوعي والصهيونية والإستعمار!  وفي الواقع لم يُستخدم ذلك السلاح يوماً ضد هؤلاء الأعداء، بينما بالغت في إستخدامه ضد شعوبها!  وبعد خمسين عاماً من ذلك الإستعداد العسكري المتميز، وحالة الإنذار القصوى التي تعيشها بلدان المنطقة، ما تزال دولة إسرائيل قائمة ومزدهرة، ومن سخريات القدر أن حدود إسرائيل الجغرافية في توسع مستمر على حساب الأراضي العربية!  لقد إنتهى "الخطر الشيوعي" بسقوط الإتحاد السوفياتي  دون أن يحاول إيذاء أي من الأنظمة العربية، على الضد من ذلك، نعلم أن السوفيات ساهموا في تعزيز الأنظمة الدكتاتورية العربية دون تحفظ! وتعزز "الخطر الصهيوني" أكثر فأكثر، وإزدهرت "الصليبية والإستعمار" في الوطن العربي والعالم بشكل لم يسبق له مثيل، وشيدت الولايات المتحدة  قواعد عسكرية لها في كل كيلو متر مربع من المنطقة العربية، ولاسيما في جوار بيوت الله المقدسة في مكة والقدس؟! فأين هو ياترى مفعول ذلك السلاح والقوات المسلحة العربية التي كلفت الغالبية العظمى من فقراء ومسحوقي الشعوب العربية المليارات من موارد البترول؟  أين هو شعار القادة العرب الأزلي: نفط العرب للعرب؟!  فما تزال حال العرب، أغلبيتهم الساحقة، يرثى لها، هي خليط من التخلف والجهل والفاقة والإضطهاد والإحتلال!

وبحسب المنطق التأريخي للأحداث، تتغير الأحوال على الدوام.  ولا تدوم السلطة لأحد! وعقب إنشطار المعسكر الإشتراكي، ظهرت كتلة دولية جديدة في الساحة الاوربية متألفة من شظايا ذلك الإنشطار ومتحالفة مع الولايات المتحدة.  ونجد اليوم في تلك البلدان عشرات القواعد العسكرية الأمريكية.  كل ذلك ساعد على أن تنفرد الولايات المتحدة بقيادة منظومة العولمة.  وفي منطقتنا العربية، وبعد أن كانت سفن الأسطول السادس الأمريكي تتحسر على برميل وقود واحد للإستمرار في نشاطاتها العسكرية الروتينية في الخليج، وبفضل النظام العراقي بعد سقوط حكومة الزعيم قاسم، أضحت الأساطيل الأمريكية محط ترحاب في جميع الموانئ العربية، وصارت الأنظمة تتبرك بمقدم تلك السفن الحربية في موانئها.  وإنتشرت تلك القواعد في عموم المنطقة.  ومن الغريب في الأمر، أنه في الوقت نفسه كانت الشعارات المعادية لأمريكا وإسرائيل تتكاثر والصيحات بموت الصهيونية والإستعمار تتعالى.  وصار عدد المكاتب التجارية والثقافية الإسرائيلية يتنامى في العواصم العربية. ومما يلفت الإنتباه هو الظاهرة العجيبة:  كلما نشأ حزب  قومي أو يساري أو إسلامي جديد، معاد للولايات المتحدة وإسرائيل في بلد عربي (بمباركة الحاكم طبعاً)، كلما إزداد عدد المارينز الأمريكان الذين يجرون التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية جنباً إلى جنب مع (زملائهم) من القوات المسلحة التي يقودها ذلك الحاكم.

وبمرور الزمن، صار من النادر أن تجد شبراً واحداً، في منطقتنا، يخلو من الهيمنة الأمريكية بهذا الشكل أو ذاك.  لكنه، وفي الوقت ذاته، لم يعد هناك شبر واحد في تلك المنطقة يخلو من منصة أو جدارية أقيمت بأمر الحاكم لتعليق شعار ناري يدين الصليبية والصهيونية، ونمط الحياة  على الطريقة الأمريكية "الفاسدة".  وتعودت وسائل الإعلام العربية يوماً بعد يوم على هذه الإزدواجية الفريدة من نوعها.  عاش الدولار والبضاعة الجميلة كالملابس والماكياج والسيارات! وتسقط أمريكا!  عاش التطبيع والعلاقات التجارية ومفاوضات كامب ديفيد! وتسقط الصهيونية! تعودنا على هذا القدر (الهايبريدي)  الذي نطبخ فيه شعاراتنا القومية هذا اليوم.  وفي الوقت الذي تسابقت فيه الدول العربية على وضع الحجر الأساس لأحدث مكتب تجاري إسرائيلي في أراضيها، إرتفعت الأصوات "الشريفة" المنادية بحماية النظام العراقي من السقوط، وحماية العراق من الإحتلال ومن المؤامرة الصهيونية. 

ثم جاءت هجمات سبتمبر الإرهابية التي نفذها أتباع العولمة الإسلامية بقصد إيذاء أسيادهم بالأمس، قادة العولمة الأمريكية.  وإنتهى شهر العسل بين العولمتين اللتين تحالفتا لعقود سابقة على مكافحة الشيوعية وتحجيم المد الإشتراكي.  وإتسمت مرحلة الإنفصال ثم الطلاق بين الإسلاميين السلفيين وبين البنتاغون بالعنف والدموية.  وتحولت هوية البلدان العربية إلى خلطة (هايبريدية) عجيبة، شملت كل الأطراف، إبتداء من الحاكم المستبد، مروراً بالأحزاب السياسية والبرلمان، وإنتهاء بالصحافة والإعلام.  ولأول مرة بالتأريخ يلتحم الجزار بالضحية!  وإتحد الحكام بالجماهير في رفع الشعارات النارية التي تدين التغيير القادم من الخارج.  حتى ولو كان ذلك التغيير ينبعث من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!  أو السماح للمرأة بسياقة السيارة!  وصار المحلل السياسي إذا ما قال "سوريا" مثلاً فإنه يعني الحاكم بأمره زائداً الأحزاب ووسائل الإعلام من جميع الإتجاهات.  وتحالف، لأول مرة، اليمين واليسار، الإسلامي والعلماني!  وأصبح قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بتفجير الأجساد والسيارات المفخخة نوعاً مبتكراً من الجهاد ضد الأجانب الذين أصبحوا يهددون المنطقة بإدخال التعددية وإحترام الرأي الآخر نمطاً جديداً للحكم.  وما ينطبق على سوريا ينطبق على لبنان والأردن ومصر واليمن وبعض دول الخليج وشمال أفريقيا من الدول القمعية ذات الأنظمة السياسية التوتالتارية المستندة إلى سلطة العائلة الواحدة.  ولم يعد بمقدور المحلل السياسي أن يرى في البلدان العربية حدوداً واضحة، من حيث الفكر والعقيدة، تفصل بين الحاكم والمحكوم.  رغم أن تلك العلاقة قائمة على الإستغلال والقمع بإتجاه واحد! إنها حقاً لحالة فريدة يسجلها التأريخ!  الشعب بيمينه ويساره وقومييه وإسلامييه يركض خلف القائد المتشبث بالسلطة والمناوئ لأي تغيير!!  الجميع يشتمون الغرب وأمريكا وإسرائيل ويعدونها مصدر الخطر على التقاليد السياسية والإجتماعية الموروثة جيل بعد جيل!  يتسابقون بشتم الحداثة والعصرنة والعولمة، تلك الخطار التي جاءت  لتدنيس أراضيهم المقدسة وخلق حالة من الفوضى في التركيبة العربية الأزلية القائمة منذ عصر الخليفة الثالث.  في الوقت ذاته فإنهم يرحبون بإقامة القواعد العسكرية الأمريكية على تلك الأرض، لحماية عروشهم من الفلتان الأمني الداخلي والأخطار الخارجية والتوسع الصهيوني!

لا أحد من العرب يحب نمط الحياة الغربية القائم على إحترام حقوق الإنسان، وعلى إشاعة الحريات العامة، وتبني الشفافية في التعامل السياسي بين الحاكم والمحكوم. أما الولايات المتحدة فقد أصبحت كرأس البصل المأكول المذموم!  سلاحها من الطراز الأول.  كذلك مصارفها هي الآمن والإستثمار في شركاتها هو الأنسب.  السهر في ملاهي لاس فيجاس هو الأكثر متعة! تبوغ فرجينيا هي الأفضل، سياراتها جميلة، ومنتوجات الميك آب التي تفضلها نساؤنا تأتينا منها!  لكن الويل كل الويل إذا حاولت إمرأة عربية قيادة سيارة أمريكية!  أو سارت مسافة ميلين خارج منزلها دون محرم.  إن العرب لا يهمهم، في الواقع، شأن صدام إذا أمريكا أسقطت نظامه. إذا هي وعدت أن تستبدله بدكتاتور آخر مرتبط من خلف الكواليس بالمخابرات المركزية.  لكن الأمر الذي يرفضه العرب، كل العرب، أن تسمح أمريكا للشعب العراقي بإقامة حكم ديمقراطي تعددي يؤمن بحقوق الإنسان وبتداول السلطة السياسية!  لأن ذلك قد يعني في نهاية الأمر، إسدال الستارة على آخر فصل من تراجيديا الحكم العربي الموميائي القائم منذ العصر الحجري دون تغيير أو تبديل!  الخوف لا يأتي من هيمنة العولمة على إقتصاد العراق وبالتالي ربط الشعب العراقي بعجلة البؤس والإستغلال العالمي الأبدي، ولكن من إحتمال أن يصدر العم سام إلى العراق طراز معيشته القائم على إحترام حقوق الإنسان والشفافية والبرلمان!  أن يُسمح للمرأة العراقية بقيادة سيارتها الخاصة!  بمساواتها بأخيها الرجل!  بتحديد سلطات الحاكم المنفرد بصنع القرارات وإخضاعه إلى رقابة وسائل الإعلام!  بإنهاء الأساليب البدائية في الحكم كالإستناد إلى نظام العائلة الواحدة وولاية العهد وإعتماد المحسوبيات والقيم القبلية البدائية المشتقة من الفكر المتخلف البالي!  وهذا مالاتريده الأنظمة العربية، ما يهدد مصالحها الخاصة.  وهذا مايردده الخائبون في الأحزاب السياسية العربية، يمينها ويسارها ووسطها!  الواقعون تحت تأثير أفيون حكامهم وأولي الأمر منهم!  إنهم خائفون من التغيير الذي قد يطالهم! لأنهم يعلمون أن العراقيين أصحاب فكر وعقيدة  ويحترمون التعددية والشفافية وإحترام حقوق الإنسان. 

ولكن هل  أحدث الإعصار الذي هب على المنطقة العربية في آذار (مارس) الماضي تغييراً فيها؟  إذا سألنا أحد الخائبين من الأحزاب أو الصحافة العربية، أو أحد المنتفعين من حكم صدام تاجراً كان أم موظفاً مرموقاً، سنياً كان أم شيعياً أم كردياً، لأجاب على الفور: "كلا، لن يتغير شئ نحو الأفضل!".  فهل يتطابق هذا الجواب مع الحقيقة؟ أولم يؤثر ذلك الإعصار حقاً فيما يدور في المنطقة؟  أولم تشهد المنطقة تغيراً في مجريات الأمور بهذا القدر أو ذاك؟ وهاكم نماذج مما حصل على الساحة العربية بعد هبوب العاصفة وإزالة النظام العراقي الدكتاتوري: الفئة الحاكمة في شمال السودان تقاسمت ثروتها لأول مرة منذ عقود مع النصف الجنوبي من البلاد!  الجماهيرية العظمى رضخت لأول مرة منذ عشرات السنين إلى حكم القوي وأرخت صواميل عجلاتها الأربع!  سوريا الأسد أجرت العديد من السيناريوهات المزيفة للدلالة على إتباعها سياسة أكثر إنفتاحاً على الجماهيرالسورية المسجونة منذ ربع قرن.  العائلة الهاشمية أجرت تغييرات كثيرة على أجهزتها التنفيذية بقصد تحسين الصورة أمام العم العزيز سام!  حسني مبارك يقسم اليمين ألا يُورّثَ المُلك إلى إبنه!  بلدان عربية عديدة منحت نسائها المضطَهَدات لقرون خلت ولأول مرة مقداراً أكبر من الصفر من المشاركة في النشاطات السياسية الشعبية والرسمية إرضاء للعم الكبير!  جامعة الأنظمة العربية لصاحبها عمرو موسى تأتي صاغرة إلى العراق، رغم وجود الإحتلال، لكسب الود والتفاوض على إدامة صرف المعاش! وأخيراً، وليس آخراً، تعدى تأثير ذلك الإعصار العاتي المنطقة العربية، ليشمل إيران، التي إنصاعت أخيراً للتفتيش الدولي على منشآتها بعد أن وصلها نبأ تهديد إسرائيلي ساخن بقصف مفاعلاتها النووية على غرار ماحصل لعراق صدام عام 1981. أجل لقد أحدث الإعصار تغييرات ملموسة في طبيعة الحكم وطريقة التفكير في المنطقة العربية.  ومن المؤكد أن هناك تغييرات أخرى قادمة، أكثر وأوسع وأشد تأثيراً في الحياة العامة لشعوب المنطقة العربية.  ولا يسعنا إلا توجيه النصيحة المجانية للذين يقيسون أمور السياسة في بلداننا العربية بمقياسين متناقضين، الأول متعاون تماماً مع التوجهات السياسية للولايات المتحدة، والثاني معاد تماماً  لنمط الحياة الديمقراطي الشفاف في ذلك البلد، لا يسعنا إلا أن نقول لهؤلاء:  "إحذروا وإنصاعوا وتبدلوا، فإعصار التغيير قادم إليكم لا محالة!".

كاتب عراقي مقيم في شيكاغو



#أسعد_الخفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الديمقراطية مرهون بدستور عقلاني
- دمعة على الشهيد أبي جناس
- الطاقة النووية سيف ذو حدين بين بشاعة الاستخدام العسكري وحتمي ...
- الضالان- في غابة شيكاغو لمحمود سعيد متن روائي واقعي مفعم بال ...
- وجهة نظر لإغناء جدل قائم - عجز الخطاب الطائفي عن إطفاء الحرا ...
- ثلاث نصائح ذهبية للمقاومة أبعثها مع -شيخنا الجليل -
- السلطة السياسية العراقية اختيار القيادة الجديدة للعراق اشكال ...
- الأحزاب العراقية والديمقراطية أول أختبار حقيقي للحياة الحزبي ...
- قراءة نقدية في قصة ( سلامة ) للكاتبة أميرة بيت شموئيل
- أشكالية العلاقة بين المبادئ ومعتنقيها
- مازن والكابوس
- ذريعة الوطنية في مناهضة الحرب القادمة
- مصفوفة المعارضة العراقية
- قل الحق ولو على نفسك
- تنوعه الأيديولوجي هو سر قوته
- المواقف المتناقضة من تغيير النظام العراقي
- سطحية اليسار العربي ...مرضه الطفولي!!
- 103 من أحرار الكويت يتميزون على كافة الأشقاء العرب!
- اليسار العراقي في قفص الاتهام!


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أسعد الخفاجي - العولمة الإسلامية والتغيير الأمريكي