أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - ملوك الخرافة..أُمي أجملُكمْ















المزيد.....

ملوك الخرافة..أُمي أجملُكمْ


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:20
المحور: الادب والفن
    



لا تعرفُ أُمي متى ولدَتني....
ولا أنا....
لا أعرفُ أينَ هي.......؟!!
ربما كانتْ تسوح ُ البراري...
وأعاليَ الجبال َ
تفتشُ كما جلجامش ،
تنسجُ كما بنلوبْ
تصبرُ كما أيوبْ
حسناءٌ كما يعقوبْ
في بئره كانت تتغنى به امرأة فرعون
***
لقيطُ العصور ِ ....هكذا يروني
أنا مساحة ُ المستحيل ِ ....والسرابْ
وبقايا أمنية ِ جُنديٍّ قبلَ أن يودع َ العالمْ
لا أعرفُ لماذا لا يعترفُ ملوكُ الخُرافة ِ بيَّ؟!!
أقرأُ...أسمع ُ .أنهم ملوكٌ
لكنني أشكُ في التسمية ِ
(ديكارتْ) علمني أنْ أقلبَ الآية َ
لا أعرفُ لماذا لا يعترفونَ بيَّ ملكاً...؟!!
وأنا الملكُ...وأُمي الملكةْ
***
البناؤونَ الجُددُ سيهدمّونَ معابدَ الشعرِ
ويُحطموّنَ أصنام َ آلهتهِ
الذينَ تربّعوا على عرشه ِ من زمانْ
تباعاً
اسقطي أيتّها الأصنامُ
فأنا ابنُ لقيطة ِ العصور ِ يسموني
أُمي لمْ تكنْ لقيطةً...ولا أنا...
ولكنكمْ لا تعترفونَ بها
لأنها أقدمُكمْ
لأنها أجملُكمْ
لأنها أبدعُكمْ
لأنها هي من علمتكُمْ الأبجدية
لأنها أوضحُكمْ
لأنها النبعُ الأولُ الذي شَرِبتْ منهُ جميعُ القبائلِ
لأنها ممزوجةٌ بخمورِ آلهة ِ المستحيلْ
لأنَّ لها ثديان ِ كاملان ِ...
دونَ أن تبترهما الريحُ في أقسى الأزمنةْ
حينَ كانتْ عارية ً للشمس ِ ذاتَ يومْ
لأنها سُبيتْ قبلَ قوافل ِ البحر ِ
في غيمة ٍ...
واستطالتْ إلى شجر ِ المستحيلْ
ولأنها العاشقة ُ القديمة ُ
تعرّتْ لهبوبِ عشقها
تنادي من عُمق ِ الزمنِ
إلى لحظة ِ الفردوسِِِ
أنا المستحيلْ
****
المارقونَ القُدامى
آلهةُ الشعر ِ القُدامى
الذينَ أخرجتهمْ أُمهاتهمْ ذاتَ يوم ٍ صدفة ً
صعدوا إلى الغيمة ِ ولمْ ينزلوا
آلهةُ الشعر ِ في هذا اليوم ِ
أُعلنُ أنكمْ خرافة ستزول
وأنكمْ بالنثر لا بالشعر ِ تتغنونْ
ليسَ لي أُماً......حسناً تقولونْ
ليسَ لي أباً...حسناً تتوهمونْ
ليسَ لي أرضاً...ولا علماً...
حسناً تظلمونْ
ليسَ لي الآنَ فجراً
......
سيأتي ذاتَ يومْ
ليّ القصيدة ُ
وأُمنيتي المقطّعة َ الشفاه
فما تبغونْ؟!!
طفليَّ في مهده ِ يضحكُ منكمْ
لأنكمْ مزقتمُ الشعرَ
وأشرعة َ القصيدة ِ تُحطّمونْ
سأرسلُ قوافلي إلى بحرها العائم ِ في السماء
وربما فوقَ المجرّات ِ
والمريخُ
سيُزهرُ بطعم ِ مواويلي
سأرسلُ حروفيَّ عصافيراً إلى واحاتها الخضراءْ
سأرسلُ..أرسلتُ أناشيدي اليتامى إلى ( برجها)
علّهُ ( كتموز) يعودُ في العام ِ مرة ً واحدةً
وينهضُ من سباته ِ العميقْ
(فينيق) العصور اسميكَ
أنا لستُ لقيطاً
أمي كانتْ أجملَ النســـــــــــــــاءْ
وكانتْ باكورة َ الحصاد ِ والفجر ِ والنماءْ
ليسَ حظاً أنْ أكونْ
ولستُ صدفة ًفي قانون ِ الزمان ِ والمكانِ
أنْ أكونْ
بلْ أنا الزمنُ والعالمُ والوجودُ...أنا
لا أُريدُ أن أُقنعَ السرابْ
بل أنا في مياسمِ الزهرة ِ..أريجهُا
والنهرِ وكعصفورٍ ٍ بريٍّ على خميلة ِ (الختميةِ)
أنا...
موطني شوقٌ حينَ لا يُطفىءُ بنار ِ اللقاءاتِ
موطني هو رحلة ُ المتعبينَ ..المشردينَ...
الغرباءَ...الموزعينَ المبعثرين....في المدارات ِ
ليسَ صدفة ً أنْ أكونْ
ليسَ قمراً بابلياً يغيبُ دونَ شجونْ
ليسَ أُمي وحدها...حَبُلتْ بيّ
ولكنني كُنتُ قبلَ أنْ أكونْ
الظلُّ ليسَ عارضاً...
هو أنا حينَ تلبسني الألوانُ قبلَ الفجر ِ
أو حينَ تكونُ سُفني بعدَ الغيابِ
تؤوبُ إلى مرافىء أُمي
عمدّني إلهُ السماء....شورايا...
بنارهِ...
وغسلَ رجليَّ إله ( نيبورْ)
وجاءتني ( إنانا)...حاملةً بخورها
خجلاً من (بلقيسَ) حينَ أهدتْ ( سُليمانْ)
وأدونيس أعطاني عهدهُ
وأورنايا أهدتني مسارات النجوم
وغنيتُ رغمّ صوتي الذي لا يجيءُ مع (أورفيوس)
إلهُ الرعد أعطاني قوسهُ
و(حمورابي) استدرك أنهُ لمْ يسنَّ
قانون عُشقي....المستحيلْ
لستُ صدفة ً عابرة ً أنا
ولستُ موالاً يتلاشى عبرَ المدى
سأظلُّ رغمَّ أَنني أعلمُ
لن يبقى جسدي هُنا...
لكنَّ جذوريَّ ستنبتُ كلما
طلعَ الصباح ُ محترقاً برمادهِ
أنا قادمٌ إلى المحرقة ِ
ومن رمادي سيكونُ النشيدُ القادمُ
****
صلّوا معي ..دعتني آلهةُ أمي
كي أقيم أمسية شعرية ً على شرف
الخرافة ِ....
المارقينَ...
دعوني الآنَ أنْ أُمارسُ طقوسنَا
القديمة عُرياً للقصيدةِ
توضأنا..
صلّوا معي كي يأتي المطرْ...
انحسرَ المطرُ
طبولكمْ...دفوفكمْ
انشدوا..أقيموا حفلات الذكرْ
لآلهة ِ القصيدة ِ نُصلي
أنا القادمُ من تموزها
فُرَتها...ودجلة ُ تمزقهُ خلافات ِ جحافل ِ المغتصبينْ
سأحرقُ تيجانَ الملوك ِ العشرة
وأرتدي خوذة َ الفارس ِ
وأركبُ فرسي الجموحْ
لستُ هنا في صدفة ٍ
لأقولَ لكمْ لقدْ أزهرتْ مملكتي
فلا عجباً إنْ كانت صبة ٌ
عشقتْ لغتي
*****
الدوائرُ هي سبعة ٌ...والدوائرُ خمسةٌ
والرقمُ السابعُ
ما بينَ ألوهة ِ المذكر ِ والمؤنث
لكنه ُ سيبقى مقدساً
الدوائرُ هي سبعةٌ
وأبراجها اثنا عشَر برجاً
يحيطون بدمي
وكانت كمدنِ أمي لا تنامْ
ضوءها يأتي من أقدامها
فتشعلُ بخورَ التقدمةْ
معابدٌ في دمي للآلهة العشق...
تتزينُ..كأنها العروس
تعالوا معي نصلي...
ندعو...نُقيمُ عُرساً
لن أخذلَكمْ..لن أسبقَكمْ
لنْ أتخلفَ عنكم.
لأنكمْ تعلمونَ أنَّ الطوفانَ قادمٌ
وملوكُ الخرافات ِ ...الشعر ِ يسقطونْ
لأنني أنجزتُ قصيدتي
قبلَ أن يكونونْ.
تعال أيّها البرقُ اعبرْ دمي ولا تتأخرْ
تعالَ أيّها الضوءُ
ارسمني لوحة ً
أو زهرة ً
وربما عصفوراً وديعاً..
لكنني نسرٌّ في الأعالي...
سأبقى
لمْ أعاكسَ الريح َ يوماً.. رغمَّ أتساعيَّ
ولا احتفظتُ لنفسي
بسكاكر ِ العيد ِ التي جمعتُها قبلَ آلاف السنينْ
بلْ وزعتها على أطفال ٍ بقامات اللهفة ِ
لم أحتفظ بقميصينْ لي
بل لبستُ واحداً..
لم أعاندْ النهر..سرتُ معهُ..
والكواكبُ أخذتني
إلى مداراتها
فتوهمَّ الضالّون
أَني لستُ قادراً
على فكِّ ألغازها وأسرارها...
ألستُ أنا من قاسَ أبعادها؟!!
***
لا أحد يُصلي مع
ويعترفُ أَني أنهيتُ صلاتي
ومارستُ طقوسي
ومحبتي وزعتَها على الضبابْ
النهارُ يستيقظُ باكراً
وأنا منْ عادتي
أنامُ قبلَ الفجر ِ
جمعتُ ذاكرتي وأحصيتُ
حتى المخلوعينَ في أسواق ِ المدنِ
مرنّي كأنهُ الحلمُ
وحينَ استيقظتُ
كنتُ أنا
وكانتْ المدنُ قدْ تغيرتْ
وحتى وجهَ حبيبتي....
****
ألمانيا في 3/2/2008م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
[email protected]



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسم فرات..شاعرٌ مسكون بمفردة العشق المعربش على حدائق بابل
- قبلَ أن يأتي خريفي
- القيم الروحية والقيم المادية
- الشاعر والعرافة والقدر
- المسافر رجوعاً
- أَأنتِ المستحيلْ.....تراتيل فصول التكونْ....؟!!!
- لبنان لماذا ...لاسلام في لبنان لأنَّ من أشعل فيه نيران الحرب ...
- قصيدة مهداة إلى روح الشاعر الأشوري الراحل سركون بولص
- رحلة في بقايا مدينة ما
- بُثنى الرشيد
- تجمَّلت ِ فأغريت ِ الجمالَ
- قصيدة وشيّ فصول المجدِ وأْتلقي
- سأنسى
- عتاب رقيق للشعر
- ولفقدهِ يستوحشُ الشعراءُ
- كل السنوات تجيء دفعة واحدة في بلادي
- قصيدة رثاء وتعزية لروح المغدور سيادة المطران بولص فرج رحّو
- قصيدة عراةٌ يلتحفون الصقيعْ
- كوثر المستحيلْ
- قصيدة روناكي (قبل الفجر)


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - ملوك الخرافة..أُمي أجملُكمْ