أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - قصيدة عراةٌ يلتحفون الصقيعْ














المزيد.....

قصيدة عراةٌ يلتحفون الصقيعْ


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 07:34
المحور: الادب والفن
    


خبأتني النجومُ بين ضفائرها...حلما
فوسدني الرملُ صدرهُ...زهرة
والنهرُ انسياب مياهه...في ليل السكون
والنحلةُ أهدتني مواسمها
والنملة حكمتها..
في دمي يعيشون الضياع ورحلة المتعبين
اسكرتهم سنوات الأمل المفخخ بالخوف
زادهم شمس محرقة
وضباب الأماني الشاردة
وتراتيل راهبات تزوجنّ قبل تفتح الفصول
منذ الفجر يرحلون...
يُغنون...
دمهم يركض إلى مداراته
وهم على مفارقِ الروح يغتسلون
لوطن هو دمي والمستحيلْ
*
خبأني الحلمُ مرةً في عيونِ الفقراءِ
فجعتُ إلى تنور جدتي
وكانت رحلتي متعبة
حتى القبور سمعت لصراخهم
سألتني عن بقاء الصمت خارج دوائر الحزن
فأبلغني العشقُ دورة الطمث
وجذور السنديان
عيون الفقراء لاتعرفُ سرَّ القصيدة
عندما قدمت لها قرابين الشعر تباعا
فأدركتْ أني أسافرُ بدون
أن أحمل معي حتى آهاتهم
أحذيتهم العتيقة الممزقة
وصدورهم المليئة بالسل
وجوعهم الأبدي إلى الهواء
السفر خارج دوائر الحزن
يبعثُ في الندى شهوة الزهرة
وألق العيون العاشقة
**
احتجزتني سفن العابرين إلى التيه مرة
وكان الحلم رفيقي
والشعر رئتي
حتى وجهي تعرق خجلا
وعلى بوابات عشتار رقصة باكيتي
هناك صليتُ مع جلجامش
صلوات الآلهة
وقدمتُ قرابيني
في تموز القصيدة
أشياء أُخرى تقدمتُ بها
حينَ مرني صوتهم عاريا
بكاءٌ ينزلقُ من سموات الليل
اهزوجة
حملتهم معي وكانوا أصدقاء غربتي
توحدت معهم فوسدني البحر قامة النجوم
في كلِّ مكانٍ يتواجدون
العراق الجريح
(تل براك)..(غويزانا)...
أقسمت أن أُعاقرها الكأس
ثمَّ قبلتها قبل أن تنام
الصباحُ يتسعُ لكلِّ مساحات القصيدة...بهجة
والعصافيرُ تُهاجرُ عارية
إلى عذوبة المستحيل
لماذا تُهاجرُ العصافير إلى موتها؟!!
صرخة اطلقها النهر العجوز
وتحطم المركب الصغير
عندما أيقظ الحُراس
من ناموا منذ آلاف السنين
***
زوادتي ليست مليئة بالخبز أو تفاحة من أشجار الحقول
فارغة من الحنطة...حتى من آهاتها العجوز
مئة عام مضت وهي تفتش عن نحلة برية
كان جدي قد أضاعها
زوادتي
صنعتها جدتي
من قميص عرسها المؤجل
زوادتي مزركشة
جميلة لا أعرف إذا كانت ستدخل بوابات العواصم المهترئة
خوفا على بكارتها
يقيناً كتبتُ عليها اسمي
أبي..جدي...وحفيدي بعد مليون عام
ولأنها من بقايا ثوب زفاف جدتي
أخافُ عليها
****
قُتلوا...ماتوا...شردوا...ضاعوا...تحسروا
من يُعيدُ آهاتهم وصراخهم
صلواتهم ومن يوسد جدائل حبيبتي
وهي تبكي خلف مراكب اغترابنا؟!!
الغناءُ..الرقصُ....سهرة
في يوم ماطر
أو على مساحةٍ من الثلج
أتكأنا أنا وهي
شربنا نخب الأغنيات
وتبادلنا القُبلْ
قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات
أمسكت بي حتى خلعت كتفي الباقي
وجرى دمي فأورقت أشجار الربيع
عندها أيقنتُ أنَّ تموز يعود بلباس دمي
ومغطى بأنفاس القصيدة التي كتبتها
لحبيبتي
سمعتُ أصواتهم على مرّ العصور
وسجون أمانيهم المصادرة
حسراتهم
في أنهار الفجر توقفتُ
أسألُ
عندما أيقظني صوت الغرباء
وطنٌ أنا من الخوف
وبهجة الفصول غير المكتملة
عَلمٌ أنا وممزقٌ
من وتر المعزوفة
عاشقٌ لايرتدي خوفه
ولا يقرأُ أساطيره الخرساءْ
أجدلُ ثياب توهمي
وأمضي في طريق فصول البرق
أُغني عسايّ أن ألتقي بالصدى
وأنامُ على ضفاف المستحيل
فيأخذني الليل إلى كينونة السديم
لأجلهم ساقني قدري
إلى مراكب المطر ...غيمة
فكان الربيعُ دمي
وكانت جدتي الصبية تُنادي
من عمق الزمن
تصيحُ بي هوذا القصيدة الباقية
****
شعر: اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوثر المستحيلْ
- قصيدة روناكي (قبل الفجر)
- مواسم الجنون
- أنا للعشق العتيق ما حُييتُ
- رسالة إلى الحلاّج لم ْتُقرأْ بعدْ
- قصيدة يابن الجزيرة أسرج خيول العزِّ
- لماذا سرقوا نصف القمر؟


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - قصيدة عراةٌ يلتحفون الصقيعْ