أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - العلمانية في شعر أحمد شوقي - 4















المزيد.....

العلمانية في شعر أحمد شوقي - 4


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قصيدة " سلو قلبي "
احدي روائع شوقي .. القصيدة حوالي سبعين بيتا كلها ورود مديح ولا توجد بها سوي 3 - 4 أشواك رقيقة – كالخبيئة – ولذلك يمكن أن نجد علي الانترنت من ينشرها الآن – شوقي رحل عام 1932- باعتبارها تكشف من زعم انهم يسيئون للرسول ..! . ولعله يظهر مما بيناه في الحلقات الثلاث السابقة أن مديح شوقي لمحمد صلعم . في قصيدة سلو قلبي . نسفه في 3 قصائد . واحدة عن " أرسطو ، وقصيدتين في " وتوت عنخ آمون " . ويكفي أنه قد انهي قصيدته المزعومة مدحا محمديا . بامتداح العلم الحديث لا العلم المحمدي ان صح وجود علم محمدي . اذ قال في نهاية قصيدته :
وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ *** يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا
وبهذا البيت الاخير قي القصيدة يكون شوقي ليس وحسب قد نسخ مديحه طوال ما يقرب من 70 بيتا .. بل نسخ ومسح المحمدية بأكملها بهذا البيت ..

ولكن الغالبية من الناس – كما قلنا - يعدون قصيدة " سلو قلبي " تلك من قصائد المديح النبوي – وكما فهمنا منذ الصغر . عندما كانت تغنيها " أم كلثوم " – وان كانتالقصيدة تبدأ بالغزل كعادة شعراء العرب قديما . حيث يستهلها بالقول :
سلوا قلبي غداة سلا وثاب *** لعل علي الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب *** فهل ترك الجمال له صوابا ؟!
--
وفي تلك القصيدة يقول شوقي عن محمد صلعم :
وعلمنا بناء المجد حتي *** أخذنا امرة الأرض اغتصابا
هنا نتوقف عند قوله أخذ الأرض اغتصابا ..!
هناك فرق بين الغصب والاغتصاب .. ولا يمكن أن يخفي ذلك علي شوقي ..
فما يؤخذ غصبا قد يكون حقا لم يتمكن صاحبه من استرداده بالرفق والتراضي فاسترده غصبا .. ولكن :
ما يؤخذ اغتصابا .. هو باطل محض لا صلة له بالحق ولا بالعدل وانما بالبلطجة .. كأن يقال : اغتصب أرضا . أو اغتصب امرأة ..
فهل عجز أمير القوافي – شوقي – عن ايجاد كلمة أخري خلاف " اغتصابا " ؟
ولعل شوقي لو كان قد قال " غصابا " لاختلف الأمر عن قوله اغتصابا .. ومما سبق ، ومما سيأتي عله يتبين أن شوقي قد قصد عامدا استخدام لفظ : اغتصابا .. من الاغتصاب ا . وليس الغصب ..
ولعل ما يؤكد ذلك قوله في وصف محمد . في نفس القصيدة - قصيدة سلو قلبي – أو مدحه . كما يري البعض - :
وكانت خيله للحق غابا ..... (!)
لفظ " غابا " الذي وصف به خيل محمد – وكانت خيله للحق غابا - انما ينم عن الوحشية والهمجية .. فان كان المقصود هو التدليل علي كثرة خيل محمد وتداخلها – غاب او غابا – فلعل هناك من الالفاظ الأخري ما يمكن أن يدلل علي ذلك عدا اللفظ الذي يعني علي الارجح التوحش والهمجية ...
أولم يكن باستطاعة امير القوافي القول " وكانت خيله للحق بابا - مثلا – بدلا من : غابا .. .. ؟!
-- --
توت عنخ آمون . في شعر شوقي .


عام 1922 كان حدثا كبيرا إذا بالحفائر تكشف عما لم يكن متوقعا، من أروع ما عثر عليه في مصر أو في غير مصر، بعدما ظلت مقبرة توت عنخ آمون مخبأة على مدى ما تجاوز ثلاثة آلاف عام. http://www.eternalegypt.org/EternalEgyptWebsiteWeb/HomeServlet?ee_website_action_key=action.display.module&module_id=89&language_id=3&story_id=11
وقد حظي توت عنخ آمون من أحمد شوقي بأكثر من قصيدة - كما ذكرنا -. يشيد فيها بحضارة عصره الزاهر . فقال في واحدة منها . مخاطبا الشمس :
قفي يا أخت يوشع خبرينا *** أحاديث القرون الغابرينا
وقصي من مصارعهم علينا *** ومن دولاتهم ما تعلمينا
الي أن يقول :
وليس الخلد مرتبة تلقي *** وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
فتري من هم الجاهلين الذين يظنون أن الخلد فيما يلقي من شفاههم ؟!
لم بفصح شوقي عمن يقصدهم في قوله : بالجاهلين . ولكن لعله يبين او يقرب لنا مقصده في قصيدة أخري عن توت عنخ آمون . أيضا. حيث قال فيها مخاطبا اياه :
يا ابن الثواقب من رع *** وابن الزواهر من آمون
نسب عريق في الضحي *** بذ القبائل والبطون
فأية قبائل يقصد شوقي ؟ وأية بطون ؟! – واضح أن الكلام اليك يا جارة – جارة الشوم -!
-- --
وفي القصيدة الاولي عن توت عنخ آمون . يبين شوقي ما هي العبقرية الحقة والحقيقية التي تختلف عن الزيف والكذب الذي لا يعدو عن كونه كلاما يؤخذ من شفاه الجاهلينا – حسب وصفه – فيقول :
ولكن منتهي همم الكبار *** اذا ذهبت مصادرها يقينا
وسر العبقري حين يسري *** فينتظم الصنائع والفنونا
وآثار الرجال اذا تناهت *** الي التاريخ . خير الحاكمينا
وأخذك من فم الدنيا ثناء *** وتركك في مسامعها طنينا
هكذا يحدد لنا شوقي العبقرية الحقة بانها : نظم للصنائع والفنون ، آثار الرجال ، اخذ الثناء من فم الدنيا – كما حدث لتوت عنخ آمون وآثاره – و.. بعد عن الطنين المجرد الذي تركه الآخرون في مسمع الدنيا ( من أفغانستان للعراق للبنان لليمن لهولندا لأمريكا للدانمرك للمغرب الجزائر لاندونيسيا وفي مصر – من الزيتون للمنيا للأقصر للزاوية الحمراء للاسكندرية و .. و.. الخ : طنين طنين طنين ، وما هو أسوأ بكثير من الطنين في مسمع الدنيا .. هذا ما تركه الآخرون في مسمع الدنيا .. أما ما تركته حضارة توت عنخ آمون .. ففي أكبر عواصم الدنيا والي اليوم كلما عرضت آثاره وقف الناس طوابيرا طويلة ليروا توت عنخ آمون ويخرجوا مملوئين بالانبهار والاكبار . ويعطونه من أفواههم الثناء الذي يستحقه هو وحضارة عصره وبلده .. – شتان بين تلك الحضارة و. ..طنين القتل والتفجيرات في كل مكان ..- .
-- --
وأما القصيدة الأخري عن توت عنخ آمون لأحمد شوقي وعنوانها " توت عنخ آمون وحضارة عصره " فيختتمها ببيتين يخاطب فيهما توت عنخ آمون . عقب الكشف عن مقبرته عن مقبرته :
هذا القيام .. فقل لنا *** اليوم الاخير متي يكون ؟!
اما البيت الأخير والقنبلة فيقول فيه :
البعث غاية زائل *** فان .. وأنتم خالدون ...(!)
فمن هو الذي هدفه وكل غايته البعث ؟ في انه زائل فان .. بينما توت عنخ آمون وابناء عصره هم الخالدون ؟
وهل نفهم من ذلك أن شوقي . لم يكن يعتقد في البعث . وأن الخلود عنده هو في حضارة علمانية زاهرة لها آثارها وفنونها الباقية عبر العصور . وأن هذا وحسب هو الخلود . وما عداه وهم زائل ؟ ..
والي الحلقة الخامسة ...
- اعدت عام 1994 بالقاهرة -
صلاح محسن
==========





#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 3
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 2
- فقح الحجازيون وصأصا المصريون
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 1
- مذكرات مسلم
- ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون ؟! 1/2
- فيروز و أم كلثوم
- في ظلال تطبيق الشريعة الاسلامية
- نوادر بوكاسا ( مسرحية ) الحلقة 7
- بل العرب والعروبة تمييز ضد كل الجنسيات الأخري
- الناس والحرية - 7
- هل الدين لعبة ؟
- اغتصاب اسلامي لأطفال العراق
- الحروب أنواع وأخطرها محاربة البيئة
- ستون عاما شجار ومرار . فلسطين / اسرائيل . والارض لمن ؟
- من المغرب لسلطنة عمان مرورا بالمخروسة!
- حرس السد العالي . وحرس رئيس الجمهورية
- 60 عاما من الصداع / العبري العربي 2/2
- الي السياسيين المغاربة
- 60 عاما من الصداع / العبري العربي 1/2


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - العلمانية في شعر أحمد شوقي - 4