مذكرات مسلم

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بقلم صلاح الدين محسن
صفحة 6 من الكتاب
"اليوم 4-12-1993 . حضرت مؤتمرا بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية . التابع لكلية العلوم السياية – جامعة القاهرة - حضر افتتاح المؤتمر وزير التعليم وقتذاك دكتور حسين بهاء الدين . وكان وكيل الكلية وقتها د. علي الدين هلال . . كما حضره . دكتور مفيد شهاب - .
كان المؤتمر عنوانه " الثقافة السياسية بين الاستمرار والتغيير "
قدمت دراسات وأبحاث مختلفة . منها الكثير مما يتعلق بالدين وعلاقته وأثره علي الثقافة السياسية في مصر .
وعندما قدم باحث . دراسة عن معاناة المسيحيين من اشكال ودرجات التمييز وعدم العدالة ، ودخل الثقافة السياسية والموروث في ذلك .. حدث مالم أكن اتوقعه . وهو ما اعتدنا أن نقابله من العامة .. والسوقة والدهماء و.. الاعلام الرسمي ايضا ، والرأي العام عموما . من استنكار شديد لمحاولة طرح تلك القضية . وتكتيم وتعتيم وتغطية سريعة – عند الكلام في ذاك الموضوع – اعتقادا في أن عرض جرح ما . من شأنه أن يضاعف الألم ويزيده ويضر النفس . وأن تناسيه أو تجاهله هو أفضل واصح .. وبرغم أن الغرض من ذلك ليس رفض العلاج وانما المعالجة بهدؤ وفي صمت ودون اثارة . ولكن في الواقع أن ما يحدث هو التكتم فقط ودنما علاج .
ولم أكن أتوقع أن أجد هذا التصرف الغريب في محفل علمي – وصرح علمي هو جامعة القاهرة – يضم باحثين وأساتذة جامعة .. وعلماء .. ومفكرين .. هم صفوة الصفوة في المجتمع ..!!
-- -- -- --
نفس صفحة 6 من الكتاب
ابريل 1994 . مقال لهيكل – محمد حسنين هيكل – يتسبب في الغاء مؤتمر القاهرة للأقليات ..وهجوم من الكتاب والمفكرين . – علي فكرة اقامة المؤتمر – حتي جريدة الخضر . في اول عدد لها . تزايد في الهجوم . بصفحتها الاولي . وتطالب بتحقيق عاجل عن المؤتمر والداعي اليه .
فتري لماذا كل هذا الفزع ؟ ان كنا مجتمعا لا يوجد فيه اضطهاد للاقليات . فلماذا الخوف ؟! وان كنا لا نكف عن الحديث عن الديموقراطية .. فما معني الديموقراطية ؟!
*************
ما سبق . جاء بالصفحة 6 من كتاب " مذكرات مسلم " تأليف : - كاتب هذا المقال -. طبع بالقاهرة عام 1998 .
ما جاء بالكتاب حدث في عامي 93 /1994 . عما حدث من صفوة الصفوة في مصر . من حوالي 15 عاما .
ما بدر من أشهر وأكبر وأقدم صحفي في مصر – هيكل – 85 عاما .. – كما قرأتم - يدعونا لألا نلوم شاب صحفي صغير السن أغلق باب نقابة الصحفيين في عام 2008 في وجه مؤتمر ضد التمييز الديني . وأمسك بالعصي الغليظة ليمنع انعقاد المؤتمر بمبني النقابة . هذا من أصغر الأحداث التي حدثت منذ صدر الكتاب من 15 سنة ورصد الواقعتين السابقتين .
فتري ماذا حدث الآن للأقليات منذ أيام ، بل وطوال ال 15 سنة التي مضت من سطوات وغزوات وسجون واعتقالات حرائق ومجازر ومهازل ومآسي دينية ؟!
كل ذلك موجود علي الانترنت . لمن لم يعرفوا بعد . وعام بعام .
والقابعون خلف أسوار السحون المصرية لاسباب دينية – حرية الفكر الديني الآخر وحرية العقائد الدينية الاخريات -، والجرائم التي ارتكبت والأرواح التي أزهقت والحرائق الدينية التي شبت والتهمت . والدماء التي سالت طوال ال15 سنة الماضية :كل تلك أيادي الأستاذ محمد حسنين هيكل ومن حضروا المؤتمر المذكور بالكتاب – كما جاء أعلاه – وكل الذين كتبوا ونشروا - كتاب ومفكرون وصحفيون - يعارضون عقد مؤتمر يناقش مشاكل الاقليات الدينية بمصر منذ 15 سنة مضت .. كل هؤلاء : أياديهم ملطخة بالعار من هباب الحرائق الدينية و دماء الأبرياء الذين قتلوا والذين جرحوا في تلك الفترة .
****

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل