أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - نوادر بوكاسا ( مسرحية ) الحلقة 7















المزيد.....

نوادر بوكاسا ( مسرحية ) الحلقة 7


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


طبعت بالقاهرة عام 1981 الحلقة السابعة

تنويه هام : نظرا لمرور قرابة 27 عاما علي تاريخ طباعة المسرحية للمرة الأولي . .. لذا
لزم التنويه الي أن المؤلف انما قصد بشخصية بوكاسا ، وما يجري من أحداث بالمسرحية فيما يخص السياسة ، هو عمل اسقاطات سياسية علي عصر الرئيس السادات . وحال مصر وقتها والظروف التي أحاطت بالحكم وادارة البلاد في ذلك الوقت .
***************************************
طارق : ( يضحك ) صحيح ما قاله .. بل وكان بوكاسا أيضا يكذب .. ولكن وللأمانة وللتاريخ : لم يكن الرجل
يتحري سوي الكذب الأبيض فقط .. وكان يفعل ذلك مع الشعب علي سبيل المزاح . لاغير .. مزاح
نظمي : ( يضحك ) ظريف .. لطيف .. مزاح مع الشعب .. ظريف جدا ..
طارق : نعم . كان يمزح مع الشعب .. اذ كان يعد الشعب بزيادة في الأجور 40% مثلا ..فيهلل الشعب
المتعب اقتصاديا . فرحا واعتقادا منه في أن أزمته سوف تنفرج . وقبله تهلل الصحافة الحكومية ،
وترقص الاذاعة ويغني التليفزيون وكلاهما يتبعان الحكومة . وفي النهاية يتضح بأن الزيادة ما
هي الا مجرد سلفة * .. وستقتطع من العلاوات السنوية ( يقف ويصفق بطفولة مصطنعة ) هييييييه !
وضحكت عليكم ..! فيضحك الشعب لظرفه وخفة ظله ..
نظمي : ظريف ..! ( بتهكم ) خفيف ..
ياسر : ( بسخرية ) لطيف ..!
طارق : ومن ضمن مزاحه أيضا مع الشعب. ان اعلن ذات يوم عن تثبيت الأسعار. فهلل الشعب واستبشر
خيرا ..، وهللت قبله جرائد الحكومة ورقصت وزمرت علي الأرغول .( باستدراك ..) لا ياربي ..
ليس علي الأرغول .. وانما علي المزمار الافريقي..! وفي صباح اليوم التالي كانت الأتوبيسات
العامة وباقي وسائل النقل العامة . التابعة للدولة . قد قامت برفع أجرة الركوب . وجعلتها جميعها
درجة موحدة ، وباسلوب خفيف أخف من ريش النعام ! **
نظمي وياسر : خفيف.. لطيف .. ظريف .. أخف من ريش النعام ( يضحكان )
طارق : وقال . والله علم . أن القائمين بالثورة التي خلعت بوكاسا . حاكمته غيابيا وقررت ضمن ما
قررت فعله . نقل اهالي القبيلة . قبيلة بوكاسا التي خصها بادخال الكهرباء . الي مكان آخر
لم تدخله الكهرباء .. علي أن يحل محلهم عمال مصنع أو مزرعة تعاونية تقام هناك حتي
لا يبقي أثر لتلك السابقة والتي لا يمكن أن تكون في صالح الشعب ولا قدوة حسنة للشعوب
الأخري. لما بها من مسلك قبلي من الحاكم . ضيق الأفق .
نظمي : وهو ؟ بوكاسا نفسه .. بماذا حكموا عليه ؟
ياسر : المفروض انه يستحق الاعدام ..
نظمي : نعم انه يستحق ذلك ..
طارق : هنا أصوات كانت تعارض الاعدام
ياسر : بل الأصول أن يجرد من أمواله ويمنع من مغادرة البلاد مدي الحياة ويعاد الي أدني وظيفة شغلها
في حياته وهي " جندي عادي " ويسكن ويعيش بمسكن الجندي العادي مدي حياته .
نظمي ( موجها سؤال لطارق ) وما رأيك أنت يا طارق ؟
طارق : لست مع الاعدام ولا السجن المؤبد . اذ لا توجد عبرة لأحد . ان كان الغرض جعل عبرة .
ياسر : العقوبة للجزاء قبل أن تكون للعبرة . والعبرة للغير أيضا شيء هام يحد من الجريمة .
نظمي : ( مخاطبا طارق ) كيف تري أنه لا توجد هناك عبرة لأحد ؟!
طارق : هكذا يحدثنا التاريخ .. والا لاتعظ بوكاسا .. وغير بوكاسا .. وأمثال بوكاسا في أي مكان وأي
زمان . ألم يكن قبل هتلر من يتعظ منه ؟! أولم يكن قبل موسوليني أو نيرون .. من يتعظوا منهم
؟! بلي .. فتاريخ الانسانية مليء بالطغاة والقساة الذين لقوا نهايات مهينة ومفجعة ولا أحد يتعظ ،
لا الطغاة الديكتاريون يتعظون من نهايات أمثالهم علي مر العصور فيكفون عن أعمالهم .... ولا
المصلحون أو الثوار قد زعزعهم ما لاقاه من سبقوهم .. فالنبي يونان – أو يوحنا – فقد رقبته علي يد
الملك الطاغية " هيرودس " وهو يدافع عن الحق . ولم تنقذه العناية الالهية رغم أنه كان يدافع
عن تعاليمها .. ولا حتي جعلت من دمائه نورا تهتدي به الأجيال القادمة . ويكون ذلك عزاءا له .
وقع هذا الحادث في زمن المسيح . وكان حادثا مروعا يكفي لأن يكون عبرة لمن يعتبر الي أبد
الأبدين. الا أحدا لم يعتبر منه ولا حتي ممن عاصروه.. ومضي المسيح في نفس الطريق !والتقي
بحر اللاجدوي مع سالفه .. ولو عاد الآن ورأي من ضحي بنفسه لأجلهم في لحصدهم جميعا
بالسيف ، وهو القائل " من أخذ بالسيف . بالسيف يؤخذ " !ولا يزال التاريخ يدور ويدور
ويذهب بمسيح ليأتي بمسيح آخر يصلب كما صلب من قبله ..!ويذهب هيرودس ونيرون ويأتي
غيرهما .. دون أن نسأل أنفسنا : الي متي سيبقي الانسان هكذا . ثورا ومصارعا في ساحة
الدنيا يدمي نفسه أو ينكل ببعضه كل هذا التنكيل بايعاز من متفرج واحد هو القدر .. أما
يحق أن نحرق ها الملعب بمن وما فيه ؟! وليحرق نفسه ذاك المتفرج الأحمق . او ينتحر مللا
بعدما يفقد هوايته الشريرة .. وضيقا من الوحدة والملل ..
( صوت المعلم بطيخ يأتي ن خلف الكواليس هائجا مستنكرا . يدخل علي خشبة المسرح بيده
عصا طويلة )
الملم بطيخ : ( بغضب هائج ) فسق ، فجور .. زندقة ..الحاد ..
الممثلون ( طارق وزملاءه في صوت واحد ) حقائق . لم نختلق شيء من عندنا .. أشياء تاريخية معروفة
المعلم بطيخ : ( باستهزاء ) حقائق ؟! هأ أو أو هل يوجد سوق للحقلئق ولا مشتري لها .. أين تباع الحقائق . ومن
يشتريها ؟!! أعرف هدفكم .. تتآمرون علي بالخروج عن النص بقول الأكاذيب والافتراءات
غير المقبولة ... لكي يطفش الجمهور و أفلس وأغلق المسرح .. لا ..
الممثلن : ( بصوت واحد متهدج ) حقائق . حقائق ..
المعلم بطيخ : ( يصرخ فيهم ) حقيقة ؟؟ أية حقيقة يا أستاذ أنت وهو ..؟!الحقيقة الوحيدة الرائجة في السوق
والتي يحب كل الناس سماعها هي ( يلتفت نحو الكواليس وينادي )
المعلم بطيخ : ( مناديا علي الراقصة ) : لهلوبة .. لهلوبة .
( موسيقي راقصة . تعزف . وتدخل الراقصة لهلوبة . تهز بطنها تارة في وجه الجمهور . ثم
تستدير بحركة أتو ماتيكية فكهة وتهز أرادفها بشكل كاريكاتيري ساخر يثير الضحكات .
المعلم بطيخ : ( يشيح بعصاه في وجوه الممثلين – طارق وأصداقاؤه - ويطاردهم بعصاه حتي يختفون خلف
الكواليس ) .
( ستار )
-- -- -- -- -- --
الفصل الثالث
المنظر : ( طارق يقف قلقا بغرفة مكتبه . ينادي زوجته ..)
طارق : سوزان . سوزان ..
سوزان : ( تدخل مضطربة )
طارق : أين ابننا شريف ؟! لم أره منذ الصباح ..
سوزان : ( تتلعثم وتضطرب )
طارق : ماذا؟.. ماذا يا سوزان ..؟! هل بالأمر شيء ؟.. أمريض ابننا ؟!
هل أصابه مكروه ؟؟
سوزان : لا لا لاشيء .. ولكن لا أدري . لقد جاء بالأمس الي المنزل وهو عصبي ومتوتر للغاية .. رفض
تناول الغذاء ونام أيضا دون تناول عشاء ..! واليوم خرج مبكرا وهو مكتئب .. مع أن اليوم
عطلة عيد الجلاء ولا توجد دراسة بالجامعات وجميع المصالح معطلة أيضا ..
طارق : عجبا .. وهل كان يحمل كتبا عند خروجه ؟
سوزان : كلا ..
طارق : ألم تسألينه عما به ؟ ومما يعاني ؟!
سوزان : حاولت كثيرا . وهو يلوذ بالصمت ويرجوني أن أتركه في حاله ..
طارق : وماذا ؟؟!! الم يقل الي أين هو ذاهب ؟!
( صوت أقدام ..)
سوزان : ( بفرح ) يبد و أنه قد عاد .. هذه خطواته . أنا أعرف
شريف : ( يتقدم ببطء . مكتئبا مضطربا ) مرحبا يا والدي ..
طارق : مرحبا بك يا شريف . مرحبا يا ولدي .. هيه يا ابني كيف حالك ؟ أين كنت ؟
شريف : خرجت أتمشي قليلا في الهواء الطلق ..
طارق : مالك ؟ ماذا بك ؟ أراك ساهما واجما .. دعك من الحزن يا ابني . لا زلت صغيرا
.. اطرح الحزن جانبا وهيا .. ( يربت علي كتفه بأبوة ) هيا لتساعدني فيما أكتبه .

شريف : ( باندهاش) ما الذي تكتبه ؟ ماذا تكتب؟!
طارق : البحث الذي اعده عن بوكاسا ..
شريف : ( بصوت عال) بوكاسا بوكاسا .. لم يعد لك حديث يا أبي سوي بوكاسا ؟1 قائم في بوكاسا
نائم تفكر في بحثك حول بوكاسا .. وكانه لم يخرج من العالم بوكاسا الا بوكاسا الذي خرج من دولة
افريقيا الوسطي ! دعنا من بوكاسا يا أبي ولنتدبر أمورنا نحن . فذاك افضل ..
طارق : ايه .. يبدو أنك ضجر جدا من شيء ما قل لي ماذا يغضبك ؟!
شريف : ( يهتف بصوت عال ) الاستعمار .. الاستعمار لا يزل موجودا ببلدنا ..
شريف : الاستعمار لم يرحل بعد عن بلادنا ..
طارق : ( يقترب من ابنه هدؤ وهو يتفحص وجهه باندهاش ) ماذا ؟! ماذا تقول يا بني ؟ ان اليوم
عطلة عيد الجلاء .. الذي تم منذ كثر من عشرين عاما .. ! هل تقصد أنه عاد من جديد؟!
شريف : ( بحدة ) لا لا أقصد ذلك .. لم يعد .. لم يعد .. لأنه لم يخرج ..
طارق : ( يضحك ) ومن أخبرك ذلك ؟!
شريف : اخبرني بذلك بالامس . أحد الموظفين باحدي الوزارات بينما كنت أقضي مصلحة لي عنده
أحسسني بانني أقل من مزارع لدي اقطاعي كبير .. دحض كرامتي بنظراته الاعلي من التعالي .
وسكب انسانيتي واعتزازي بنفسي بكلمات اللامبالاة الأكثر استخفافا من الاستخفاف نفسه ..!
حدثني بلهجة تفوق آلاف المرات اللهجة التي تحدث بها الخديو توفيق الي أحمد عرابي الزعيم
الوطني . قائلا له " ما أنتم الا عبيد احساناتنا " ملامحه أخبرتني بأنه اله يفعل ما يشاء بمصلحتي
الماثلة بين يديه والتي تمس في الصميم حياتي ومستقبلي .. بوسعه أن يحييني بانجازها .
وباستطاعته أن يميتني بدفنها !بامكانه أن ينعم علي بفورية اتمامها أو يذلني بتعمد ارجائها ! ايه
يا ابتاه .. ايه يا أماه .. كادت يدي أن تقبض بدون أن اشعر علي عنقه فلا تتركه الا جثة هامدة
وكاد اصبعي أن تطير مني صوب عينيه فيقتحمها فلا خرج الا من العين الاخري ( يعلو صوته )
ولكنني وجدت نفسي أمام معادلة صعبة .. لو فعلت معه مايرد الاعتبار لكرامتي المدهومة وما يشفي
غليلي.. لعددت مجنونا ومعتديا. وأنا لمعتدي عليه ! بل وعدوني خارجا علي القانون ووجهت لي
تهمة الاعتداء علي بك ..! موظف حكومي أثناء أداء مهام عمله الوظيفي ..( بتهكم ) فياله من عمل
.. ذاك الذي يقوم به ذاك البيك ! طار صوابي .. ماذا افعل؟! ماذا أفعل؟! هل أشكوه لرئيسه ؟!
( يقهقه بغيظ وسخرية ) هاهاهاااي .. لو كانت الشكوي لرئيسه مجدية لما فعل ذلك ؟!هل أشكو
رئيسه لرئيسه ؟ ( يقهقه بغيظ وسخرية ) هاهاها ( يتلفت حوله . ثم يتجه نحو احدي التحفتين اللتين
بالغرفة( الهرم الورقي المدرج علي شكل هرم سقارة ) - ثم يضع يده علي أولي الدرجات من
أسفل ويتدرج به لأعلي متسائلا ) ك أشكو رئيسه لرئيسه : ههها هاها .. نفس الشيء ( يمضي في
التدرج بغضب وانفعال حتي آخر درجة حتي يتقابل مع القرطاس الذي وضعه شقيقه ناجي بأعلي
الهرم . فيمسكه ويتأمله بدهشة ) أنت هنا ؟!! .. آااه .. عرفت .. فهمت .. لذلك حق الانسان في
مجرد الشكوي: عيب كبير .. بل ومعرة، وتعارف الناس علي ذلك بالقول : الشكوي لغير الله مذلة !
( يضحك باستخفاف ) ههههها ( وبصوت خطابي عال ) : أنا لا أشكو ففي الشكوي انحناء ! وأنا
نبض عروقي كبرياء !! لماذا لا يشكو الانسان ؟! ولماذا يكون حقه في الشكوي ضد الكبرياء ؟! (
يعود ليخاطب القرطاس بودة ولطف مصطنعين ) ما دمت أنت هنا .. حصلت البركة ..أنت شكل
بوكاسا بالضبط....!( يعظم له تعظيم سلام . ويعود ليضعه فوق الهرم كما كان ، ثم يشير الي
درجات الهرم من أعلي لأسفل ) حصلت البركة هنا .. ( يتدرج لأسفل درجة درجة من درجات
الهرم ) وحصلت البركة هنا أيضا، وهنا أيضا ، وهنا أيضا ,, 0 حتي يصل لآخر درجة ، وبسرعة
وبسرعة وغضب يركل الهرم ركلة شديدة فانار درجاته الورقية وتتطاير . ثم يتوجه نحو والديه )
شريف : حدثتمونني كثيرا عن الاحتلال الانجليزي وكيف كان يعامل ابن البلد المصري ، وكذلك حدثونا في
المدرسة .. عن كيف عامل الاقطاع الفلاحين بعجرفة واستعلاء مذل ..فلماذا لا تحدثوننا عن معاملة ابن البلد لابن البلد ؟! أبهذا القدر
من الاحتقار والاذلال كان المحتل الانجليزي يعامل ابن البلد ؟! لا أظن . وحتي لو كان بأكثر.. فهو
أهون .. فما أصدق الشاعر الذي قال :
وجرح ذوي القربي أشد مضاضة علي النفس من وقع الحسام المهند ...!
شريف : ( يتوحه نحو القرطاس فيضحده بيديه ، ثم يلقي به علي الأرض وفوقه يعيد وضع درجات
الهرم المدرج واحدة فوق أخري ويختفي القرطاس تحتها )
سوزان : ( تربت علي كتف ابنها " شريف " ، وتدغوه للجلوس ) اهدأ يا ولدي . ارحم أعصابك يا ابني ..
شريف : يا أماه .. يا أماه .. من أين يأتي الهدؤ ؟ وكيف تأتي الراحة وبلدنا محتل ؟ لا بد من تطهير البلد من
استعباد البيروقراطية واستعمارها .. لابد لي من النضال .. آه لو كنت مسئولا بهذا البلد .. آه لو
أصبحت مسئولا بهذا البلد ... لانتقمت من البيروقراطية .. لقتلتها . لشنقتها شنقا . ومثلت بجثتها ..
( سوزان وطارق . كلاهما ينظر للآخر ولا يتكلمان )
سوزان : ( وهي تمسح دموعها ) ابننا يا طارق . يبدو أنه قد جن ..
شريف : ( يستمر دون اصغاء لما قالته أمه : سأعلم كل موظف بيروقراطي كيف يهب أمام المواطن ذي
المصلحة لديه ليوفه التبجيلا .. سألقن كل ( بك ) يجلس خلف مكب يحسب نفسه يجلس علي عرش
امبراطورية من امبراطوريات القرون الوسطي .. درسا أعلمه فيه كيف يتفنن في ارضاء أصغر
مواطن له طلب عنده أو حتي عند موظف آخر بالغرفة المجاورة للغرفة المجاورة لغرفة مكتبه .
سأعلمه كيف يتفوق علي البائع الذي يقف أمام حل تجاري ليبتسم ليبتسم في وجه كل من يقترب من
المحل ليجد كل ما يسره.. سأحفظه بأن المواطن هو السيد ، وليس مجرد طالب احسان منه . كما
يعامله .. وبأنه مجرد خادم للمواطن وليس ولي نعمته كما يظن .. ( يصمت قليلا وقد وضع يديه
حول رأسه من الارهاق ) ولكن ماهو السبيل الي ذلك ؟ ( يفكر قليلا ) آه .. عرفت السبيل .. أن
أعمل بالسياسة حتي أصل لموقع المسئولية ..
طارق : ( ينتفض فزعا .. ) شريف .. شريف .. ارجع ارجع .. كن عاقلا .. ارجع يا ابني . ماذا دهاك . لقد
عرفناك عاقلا لا طائشا أو متهورا ..طيبا ، صريحا ، واضحا . لا كاذبا ولا مراوغا ولا مخادعا ..
فلماذا هذا الانحراف المفاجيء يا شريف يا ولدي ؟
شريف : يا أبتاه .. اسمعني يا ابتاه ..
طارق : لا لا يا شريف لا يا ابني . ابحث لك عن أي طريق آخر شريف او شبه شريف . عدا طريق
السياسة ..
والا لا انا بابيك ولا أنت بابني ، لك طريق ولي طريق آخر..

-- -- --

* هذا كان يحدث في عهد الرئيس السادات – وهو اسقاط سياسي مسرحي . مقصود . وحينها كان مفهوما -
** هذا أيضا ما كان يحدث في عصر السادات وهو اسقاط سياسي – كان مفهوما وقت صدور المسرجية - .
-------
والي الحلقة الثامنة
---------





#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل العرب والعروبة تمييز ضد كل الجنسيات الأخري
- الناس والحرية - 7
- هل الدين لعبة ؟
- اغتصاب اسلامي لأطفال العراق
- الحروب أنواع وأخطرها محاربة البيئة
- ستون عاما شجار ومرار . فلسطين / اسرائيل . والارض لمن ؟
- من المغرب لسلطنة عمان مرورا بالمخروسة!
- حرس السد العالي . وحرس رئيس الجمهورية
- 60 عاما من الصداع / العبري العربي 2/2
- الي السياسيين المغاربة
- 60 عاما من الصداع / العبري العربي 1/2
- مسمار مبارك / هل الدين لعبة ؟!
- بحيرة البيكال
- مسمار السادات / هل الدين لعبة ؟
- مسمار صدام / هل الدين لعبة ؟
- طرائف ليبرالية وفكاهات علمانية!
- المتواطئون ينكشفون فيهيجون!
- دعوة للحوار بقناة الجزيرة
- اضراب 4 مايو ورجال الدين في مصر
- الطاقة الذرية في الميزان


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - نوادر بوكاسا ( مسرحية ) الحلقة 7