حساسية الكويتيين

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لاشك ان الافراط في الحساسية في اي علاقة انسانية تؤدى الى العيش في سوء تفاهم وتنهى تلك العلاقة الى نتائج ومصير مجهول ، فاذا كنت حساساً في علاقتك مع افراد عائلتك او اصدقائك او زملاءك في العمل و تحسب حسابات معقدة ومبالغ فيها لكل عبارة او همسة او لفتة او راي او مقولة فانك ستجد نفسك منعزلا عن التفاعل مع الاخرين او يتجنب الاخرين تطوير علاقتهم بك.
والحساسية السياسية والاعلامية الكويتية تبدو انها لا تزال تستمد مصادرها من تجربة السنوات الماضية  وبشكل مبالغ فيه ودون ادنى انفتاح على ابواب ومجالات المستقبل الرحب ، ودون  محاولة جادة لحوار اكثر تعمقا وفهما للمشاكل التى تركها نظام صدام حسين في نفوس كلا الشعبين الجارين. لا أجد ان ماطرحه احدى المسؤولين العراقيين حول استئجار منفذ للعراق على مياه الخليج اي مبرر لاتهامات تصدر من الجانب الكويتى او حساسية او قلق على المستقبل الذى ينتظر كلا الشعبين ، ان النظر الى العوامل الاقتصادية واعطاءها الاولوية في العلاقات المستقبلية هو الاجدى لبناء جسور الثقة ، فاذا لم تستطع الحكومة الكويتية  من الاستماع الى اراء او وجهات النظر للطرف الاخر مهما كانت تلك الاراء فان العلاقات بلا شك ستنتهى الى مصير مجهول يبتدأ بالعزلة والتقوقع وبالتالي يديم التنافر.
ان الاعلام الكويتى بالذات مطالب بتجاوز سلبيات الماضى والتعامل مع الاحداث والاراء والتصريحات بشفافية وليس بتشنج لا يخدم كلا البلدين ، سيما ان العراق لايزال غير مستقر سياسيا وليس بمستطاع اي حكومة قادمة من القفز فوق الضمانات التى نالتها الكويت من الدول الكبرى المتحالفة معها بشان موضوع أمنها وسيادتها. لقد تأثرت كثيراً وانا اقرأ في بعض المواقع ان الاغاني العراقية ممنوعة في الكويت ، واستغرب ماذنب الاغنية وماذنب حرمان المواطن من الاستماع الى اغنية مفضلة لديه اي كان مغنيها.
ولكي تتحرر الادارة الكويتية السياسية والاعلامية من هذه الحساسية عليها بمد جسور التعاون والانفتاح في كل المجالات التى تتوفر فيها الحدود والقواسم المشتركة لما فيه خير البلدين وتطور الحياة فى كليهما متجاوزة سلبيات الماضى مهما كان حجمها ، وخير وسيلة لذلك هو انشاء مكتب تنسيق مشترك لتبادل الافكار والاراء وانضاجها قبل المضى بالتباحث بصددها والا فان الاستمرار بمثل هذه الحساسية سوف يحيل مستقبل العلاقة بين البلدين الى جحيم لايطاق ويعيدهما الى اجترار مآسى الماضى وفقدان آفاق المستقبل مرة أخرى.

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات