أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - باسم الخندقجي - أوراق يسارية ... وعي بلا جسد














المزيد.....

أوراق يسارية ... وعي بلا جسد


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما تصبح الظروف الموضوعية على أتم النضوج في واقع معين ، فإن هذا يعني ظهور مقدمات لفرصة تاريخية تطلبها التاريخ و حراكه وقوانينه ، وهذه الفرصة التاريخية ليست بحاجة للإعلان عن وجودها ، ولا لأن تطالب العوامل الذاتية اقتناصها ، إنها تلوح فجأة وتتبخر فجأة أيضا ، ولكن العامل الذاتي في حالة عجزة وعدم إدراكه الجيد للموضوعي الناضج ، فإنه لا يزول بسرعة ، بل ببطء شديد على أطلال الفرصة التاريخية .
في الحالة الفلسطينية ، المشهد الموجود عنوانه (اللا إستقرار ) وحيث الذاتي موضوعي والموضوعي الذاتي ، والتأرجح والثابت والمتحول ، وحيث أشد الفرص التاريخية وضوحا وصراحة ، تلك التي تلوح ألان في محيط عوامل ذاتية منهكة بحاجة إلى للتغير و التجدد .
أن العامل الذاتي يدرك حاجته للتجدد من خلال قدرته العملية والواعية للتعامل مع شكله المتفكك و المأزوم إذ أن الشكل بحالته هذه هو أعلى مراحل التخلص من القديم الشائخ ، ولحظات معدودة فقط يبدع فيها العامل الذاتي كفيلة بإيجاد الشكل الجديد القادر على الاستمرارية ، وهذه اللحظات لا تؤتي ثمارها إلا من خلال التفاعل الجاد والمكثف ما بين الذاتي و الموضوعي في ظل وأجواء الفرصة التاريخية .
والآن .. العامل الذاتي :
ما تزال الأحزاب اليسارية الفلسطينية تطلق المبادرات وتتبنى التوصيات التي تهدف إلى توحيد اليسار وهذا عامل إيجابي ، فأخيرا طرقوا جدران الخزان ، ولكن لا جديد تحت الشمس حتى على مستوى توحيد قطاعات معينة مثل المرأة والشباب والعمال ...إلخ ، في نفس الوقت كثيرة هي الأصوات والأقلام التي تناولت وشرحت أهم الظروف الذاتية والموضوعية التي عبارة عن مقدمات للقطب اليساري أو الديمقراطي كبعد ثالث للمشهد الفلسطيني ولم يحدث شيء يشي بالتقدم بعد .
في العامل الموضوعي :
حالة الانقسام الداخلي الوطني بين أكبر فصيليْن على الساحة الفلسطينية أثرت سلباً على الشعب ، مما أدى إلى إزدياد في أعداد المخذولين والمصدومين والضائعين والمحبطين والصامتين لدرجة أنهم باتوا يشكلون أكثر من 40% من المجتمع الفلسطيني ، وهذه النسبة التي قامت بعزل نفسها سلبياً هي نتاج مباشر للصراع الداخلي ، وخيبة أمل من الضخامة الوهمية للمشاريع الوطنية والإسلامية التي تبعثرت في أول انقسام داخلي فلسطيني دامي . بإضافة إلى هذين العاملين الموضوعين هناك عوامل موضوعية خارجية كالإنتشار اليساري الكاسح في أمريكا اللاتينية و أوروبا ، وتفاعل هذه العوامل يُسهم بحسم نحو الدفع بإتجاه إيجاد نموذج يساري ديمقراطي فلسطيني مُوحد .
مرة أخرى.. نعود إلى الذاتي :
مجموعة أحزاب .. لها نفس لون الرايات والشعارات ، لها ذات اللوائح وآليات العمل الإدارية والتنظيمية والأهم من كل ذلك أن لديها ذات الفكر اليساري التقدمي بِتَجانس نسبي مع البرامج و الخطط السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية والكفاحية .. إلخ ،إذن ثمة وعي أصيل ولكنه يفتقر إلى جسد قوي يسير به نحو الإنتصار وتلبية التطلعات الجماهيرية ،إن هذا الفكر اليساري الأصيل لا تنقصه سوى لغة تقدمية تخاطب الفرصة التاريخية ،وهذه اللغة لا تنشأ إلا بعد تجلي الهاجس ،هاجس الضياع والنهاية ، وكلما كان هذا الهاجس قوياً وصارخاً كلما كانت التحركات بإتجاه تلبية الفرصة عملية وسريعة ، ومن هنا تبدأ الوحدة عندما تبدأ التنازلات من الذين أصبحوا على مشارف النهاية لكي يتم إحتوائهم داخل كتلة تاريخية حتمية أكثر من وقت مضى.
من اجل الخروج من الأزمة الداخلية للعامل الذاتي ،فإن الوحدة لا تعني دائماً التطابق و الإندماج بقدر ما تعني في حالات معينة التجانس القائم على أساس توحيد الإدارة المشتركة التي تؤدي بدورها إلى تحقيق المصالح المشتركة ، والتحالف على هذه الأٌسس يحمي من الإنغلاق و النرجسية التي لا تحقق الإندماج والوحدة الحقيقة على المدى البعيد .
وأما العامل الموضوعي :
فإن الإستمرارية النادرة للتخبط الوطني في الحالة الفلسطينية وعدم القدرة على ضبط المناهج التي وضعت للتحرير والبناء والتغيير والإصلاح،هي كلها مقدمات لشيء كبير قادم قادر على القيام بعملية إعادة إنتاج في كافة المجالات والمستويات القديمة و المتهالكة ، ومن هنا فإن الأزمة التي تمر بها القضية الفلسطينية ليس كسابقاتها ، إذ أنها تختلف في معادلاتها وعواملها و إنعكاساتها ، وكل هذا يشير إلى أن هذه الأزمة ترفض الحلول التجميلية والتخديرية ،لأنها تحمل في داخلها التغيير بصورة لا واعية، الذي يتطلب بدوره عاملاً ذاتياً واعياً يضع حداً للأزمة ،وهنا تلوح الفرصة التاريخية التي لا تلائم بكل المقاييس سوى القديم الذي يحاول أن يَتجدد بأشكال جديدة .
إن الأحزاب اليسارية الفلسطينية هي متطابقة فعلياً فيما بينها من حيث الأزمات الداخلية على الصعيدين التنظيمي والنظري،وعكس هذا التطابق السلبي إلى إيجابي يكمن في التنازل ويكمن في المثل القائل : " من أجل أن تأكل عجة لذيذة،يجب عليك أن تكسر البيض أولاً"


الأسير باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايدلوجية المأساة
- استحداث شيء مبتكر للقضية
- ثمة إنسانية … .؟.
- من الأسرى إلى الأسرى
- من داخل قضبان سجن الظلم جلبوع
- مجلس حكم انتقالي ذات دولة محدودة القدرات
- بحاجةٍ لمحطةٍ وجودية
- الى رفاق حزب الشعب الفلسطيني ... بمناسبة المؤتمر الرابع
- كلمات من وطن
- حين فقد قمري الذاكرة
- فقدان مُعَلْوَم للذاكرة
- من أحلامه ...
- إلى سادة الضياع - جرح الوطن -
- لا صيف و لا شتاء
- حشرات متآمرة
- هكذا تحضر الإنسانية أسير قديم
- السيفان وملح الارض
- في قلبي شهيد
- قصيدة اللاعيد
- يوميات انسانيه معطوبة......2


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - باسم الخندقجي - أوراق يسارية ... وعي بلا جسد