أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - التكنوقراط العرقي بالواسطة يبيع الفجل وليس المهنية العالية















المزيد.....

التكنوقراط العرقي بالواسطة يبيع الفجل وليس المهنية العالية


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أثارت تصريحات مضر شوكت من المؤتمر الوطني العراقي بشان تأجير جزيرة وربة أو بوبيان لتكون منفذا بحريا للعراق الذي لا يجد له منفذا مناسبا على الخليج، أثارت موجة من السخط في الكويت على كل المستويات، مذكرتا بالذي مضى، او لنقل كادت أن تفقأدملا مازال مليئا بالقيح. إن حساسية الأخوة الكويتين مبررة جدا بما يتعلق بموضوع هاتين الجزيرتين، ولا أعتقد إن أحدا يستطيع أن يلوم الكويتي على مثل هذه الحساسية.
إن السيد شوكت ليس مسؤولا يمثل الحكومة العراقية وإنما مسؤولا في أحد الأحزاب التي تشارك في الحكومة الأنتقالية ومجلس الحكم، حيث إن هاتين السلطتين تحملان الصفة الأنتقالية وليست الحكومة الشرعية، عموما، لولا حساسية الموضوع لما كان موضوعا ذا شأن، بل على العكس من ذلك كان يجب أن يلاقي ترحيبا كويتيا لعدة أسباب، سأحاول أن أوردها من خلال السياق.
الكويت لها منذ اليوم الأول بعد سقوط النظام البعثي الكثير من الأمتيازات العراق وفي عدة مجالات، ومنها تلك الأمتيازات في البصرة للعمل على تطوير القطاع السياحي في هذه المحافظة، ولها أمتيازين للهاتف النقال، والقادم كثير جدا، فما المانع أن يكون للعراق أمتياز واحد على الأقل في الكويت من أجل تعزيز الروابط الأخوية من ناحية وأدخال أمتيازات للكويت هي من يبحث عنها، فالكويت يوجد على أرضها عشرات الأمتيازات الأجنبية في عدة مجالات ومنها على سبل المثال النفط والبتروكيماويات ومجالات أخرى، فلم لا تمنح الكويت أمتيازا للعراق وعلى أساس من قوانين الأمتيازات في الكويت ويخضع للقوانين الكويتية على سبيل الأستثمار؟ هل الأستثمار جائز للكويتي في العراق وغير جائز للعراقي في الكويت؟ بالتأكيد أن المعاملة بالمثل هي الأساس بالتعامل بين البلدان في العالم أجمع، وأن للكويت مصالح في كل بقاع الأرض، فله أمتيازات في مصر ومعظم الدول العربية وأمريكا وأوربا والشرق الأقصى.
أن من طبيعة أي أمتياز أن يكون له أرض يقام عليها، والأستثمار في الموانئ، كأي نوع من أنواع الأستثمار يحتاج ألى أرض، فهل من الممكن أن تكون الأرض في مناطق الصحراء بعيدا عن المياه؟ بمعنى أخر، لا بد لهل أن تكون على الشواطئ، وأقرب شواطئ كويتية للعراق هي هاتين الجزيرتين (البلوة التي تسببت بالمآسي) بين شعبينا بسبب سياسات غير مسؤلة من قبل دكتاتور يستهين بحياة أبناء شعبه، فكيف لا يستهين بحياة وممتلكات الآخرين؟
العراق الجديد، بالتأكيد ليس عراق صدام ولا عراق أي حكم شمولي آخر، فهو عراق ديمقراطي يحترم نفسه قبل أن يحترم الآخرين، وخصوصا الأخوة الكويتيين الذي ذاقوا من مرارة النظام البعثي ما ذاقه العراقي.
أعود مرة أخرى لمقترح اليسد شوكت، وأتسائل، لماذا أقامة مثل هذا المشروع الأستراتيجي الحيوى في الكويت، وليس العراق؟ وفي العادة تكون المشاريع الأستراتيجية على أرض البلد وليس بلد آخر! ولدينا من الشواطئ ما يكفي لأنشاء عشرة موانئ أو يزيد، فكل شواطئ المملحة غرب الفاو هي شواطئ صالحة لأقامة مشروع من هذا القبيل، ولي بالمقترح العلمي الذي قدمه الزميل المهندس حمد الشريدة لأقامة مجمع هائل في المملحة ليكون نموذجا هندسيا عملاقا يوفر للعراق كل أحتياجاته للموانئ وعلى مدى عشرات السنين القادمة من التوسع، وربما ستكون كلفته في النهاية أقل بكثير من المشروع الذي يريد السيد شوكت أقامته في الكويت الذي أقام الدنيا هناك ولم يقعدها، وهو من يعرف مدى حساسية هذه الأمور بالنسبة لبلد مثل الكويت له تجارب تجعله يخشى جرة الحبل علها تكون أفعى.
أن تأسيس شركة للجرافات البحرية لوحده سيحل المشكلة وسيوفر للعراق ممرات مائية في المياه الضحلة وصولا للشاطئ الذي يمكن أن نقيم عليه الموانئ، خصوصا وأن هذه التنلوجيا أصبحت متوفرة ومتاحة بأسعار زهيدة جدا مقارنة بما سندفعه للكويت مقابل الأمتياز والمرور وفقدان السيطرة التامة على أهم البنى التحتية التي ينبغي لها أن تخدم البلد وأن تكون تحت سيطرته المطلقة، حيث أن أهمية مشروع كهذا ليست مؤقتة بل ألى الآبد.
ربما يستطيع العراق أن يمنح الشركات الكويتية أو أية شركة عالمية مشاريع جرف البحر، وحسب علمي أن دول أسيا مثل الصين أو الهند وغيرها تستطيع أن تقوم بهذا العمل بأسعار تنافسية جدا، وربما ستكون أقل من ربع الأسعار العالمية لدول فيها مستوى الحياة مرتفع وغالي جدا، والكويت من هذه الدول، وكذا يستطيع أنشاء شركة للجرافات البحرية بالتعاون مع القطاع الخاص، أو برأسمال مشترك مع أحدى الدول التي تبغي المشاركة بأعمار العراق.
أن أنشاء مشروع أستثماري لموانئ عراقية في الكويت سيكون ذا تكلفة عالية جدا لسبب أرتفاع أجور الأيدي العاملة الكويتية بلأضافة ألى أسعار الخدمات التي تقدمها الشركات الكويتية لمثل هذا المشروع ستكون علية جدا مقارنة بأسعارها في العراق، فمشروع كهذا يحتاج الى سكن للعاملين ويحتاج ألى كهرباء وماء وطرق ووسائل نقل وخدمات فندقية وخدمات أصلاح وصيانة وخدمات متنوعة أخرى، كلها ذات كلف مرتفعة في الكويت مقارنة بالعراق على مدى العقدين القادمين على الأقل، هذا عدا ضرائب مرور السلع على الأراضي الكويتية وأستعمل الطرق وألى آخره من أحتياجات، كلها سوف لن تكون ذات كلفة تذكر لو كان المشروع قائما على أرض عراقية.
البطالة مستشرية في العراق، ويريدون أقامة مشروع للموانئ في الكويت! أمر غاية بالغرابة والعجب، ولو كنت كويتيا لتوجست خيفة من هذا المقترح الخالي تماما من المنطق العلمي ولات يخضع لأي مقياس  سواء كان هندسا أو أقتصاديا أو على مستوى السيادة للعراق.
التكنوقراط العراقي اللبيب باع العراق لحسابه الخاص، فموضوع الموانئ في الكويت سهل للغاية أما مصيبة أعظم، فهذا الرجل (التكنوقراط) قد باع سماء العراق وموانئه الجوية، وممتلكاته وكل حقوق النقل الجوي في العراق إلى أبد الآبدين، بالعقد الذي وقعه مع العالية الأردنية وآل خوام، بالتأكيد لحسابه الخاص فقط، بيعت بدون مقابل للعراق ووقعوا بالنيابة عني كعراقي، العراقي الذي عاد بلا سماء، وربما لو بقي بالسلطة هذا الوزير لحين انتخاب وزير حقيقي، لباع الأرض أيضا، وربما يكون الآن على وشك أن يوقع عقدا لبيعي أنا شخصيا وأنا لا أدري!؟
إن مجلس الحكم مسؤل أمام الشعب والتاريخ عن هذه السرقة العلنية وما نطالب به هو إبطال العقد وعدم تنفيذ بنوده جملة وتفصيلا، أما السيد الوزير فأنه لا يصلح لأن يكون في هذا المنصب، وما يصلح له هو بيع الفجل فقط، بعد محاسبته.

 



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أدري كيف يمكن لقضية أن تنتصر وأحد زعمائها خالد بيوض؟
- تسمية الإرهاب في العراق مقاومة، عنزة ولو طارت
- موقف الكتبة العرب المشين من الوفد العراقي، ومواقع الإنترنت ا ...
- موقف اتحاد الكتبة العربوييون والمستعربون والذين للتو يتعربون
- إقتراح عملي جدا بشأن محاكمة صدام
- للعراقيين كل الحق بطلب التعويضات وليس إيران
- العراقيون يحتفلون والعرب يموتون كمدا
- أنقذوا العراقيين، في المثلث السني، من براثن البعث
- ألف مبروك للحوار المتمدن في عيدها الثاني
- الانتخابات تمنح الشرعية وتقطع الألسن القذرة
- إبناء المثلث السني رهائن لفلول البعث المهزوم
- مقترح لحماية البيئة من الملوثات الصناعية والمياه الشديدة الم ...
- استئصال الطائفية والعنصرية ضرورة موضوعية 1 &2
- دوفلبان، أهو شاعر أم عديم المشاعر؟
- عندما يتحول الشعراء إلى قتلة، دو فلبان يدعو إلى ضم البعثيين ...
- البرنامج السياسي البائس – العودة للحكم الطائفي العنصري
- المشروع العربي المرعب لإعادة البعث للعراق
- ردا على علاء اللامي والخبير النفطي مجهول الهوية
- النفط العراقي بين الهواجس المشروعة والتطير – خامسا أسلوب لتح ...
- النفط العراقي بين الهواجس المشروعة والتطير – رابعا الخصخصة ف ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - التكنوقراط العرقي بالواسطة يبيع الفجل وليس المهنية العالية