أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية ..السياسة ..الدين ...؟















المزيد.....

العلمانية ..السياسة ..الدين ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية غير قابلة للتسييس , والحقائق لايمكن أن تزيف ولا يمكن تقييد الحرية بأي شكل سوى في إطار التنظيم السلوكي بحيث لاتنقلب الحرية إلى فوضى ، وان المكان الأول والأخير للعلمانية هو الإنسان ومكانته في المجتمع وصون كرامته والدفاع عن حريته في التعبير عن رأيه في مناخ من المساواة بين أفراد البشر جميعاً بحيث تتعدى إنسانية الإنسان الحدود الجغرافية والتعصب الديني والقومي والجنس واللون .. والإنسان أولاً وأخيراً في إطار ديمقراطي إنساني بحت وغيرمغلف بسياسة النُخَبْ
الدينية أو القومية .. ودستور غير مقيد بلون ديني .. وهوية الارتباط بالوطن .. والوطن لاغير مع الحفاظ على العقائد السماوية والأرضية واحترامها نقية وخارجة عن السياسة وتلوناتها ... ولا كذب في العلمانية ...؟
أما السياسة كما يقولون ( ليس للسياسة دين ) في السياسة ميدان يسع العالم من الكذب والتلوّن والتلوين واللعب بالألفاظ وقلب الحقائق , المهم أن تقنع الآخرين بوجهة نظرك وبرنامجك السياسي وفي كافة الاتجاهات وعبر مجمل الوسائل التي لا حدود لها أخلاقية كانت أم خارج الأخلاق والغاية تبرر الوسيلة ومهمة السياسي الانتصار عبر جسر من الوسائل حتى الوهمية منها وغير المنطقية وهنا تكمن قدرة السياسي الفذ الذي عليه وفي لحظة من اللحظات أن يتخلى عن كافة القيم وقول تشرشل لم يزل حاضراً ( مع الشيطان في سبيل النصر .. والعلم الذي يحمله السياسي متغير الألوان وسحنته كذلك قابلة للتبدل والتغيير وسلوكه وعصبيته يمكن أن تهبط في لحظة واحدة من درجة الغليان إلى درجة مادون الصفر ..
والسؤال الهام والمهم هل يسمح للسياسي الإسلامي أن يكذب ويتلون في مجال السياسة وعواقب ذلك الكذب .. لنطلع على مقال بعنوان (الكذب في الإسلام ومتى يحل ومبدأ التقية ...؟
الإسلام شأنه مثل معظم الأديان، يحرّم الكذب. يقول القرآن فى سورة غافر 28:40 "إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب". ويقول نبى الإسلام فى الحديث "كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار".
هناك حالات يكون فيها الكذب أكثر فائدة من الصدق للصالح العام ولفض النزاع بين الناس. وفى هذا الصدد يقول النبى: لا يضل من يصلح بين الناس (بالكذب)، ومن يؤيد الصلاح ويقول ما هو صالح".
متى يحل الكذب فى الإسلام؟
هناك الكثير من المبادئ الإسلامية الشائعة التى تبيح للمسلم الكذب ومنها:
- الحرب خدعة.
- الضرورات تبيح المحرمات.
- إذا وقع أحد الضررين يختار أقلهما.
هذه المبادئ مستقاه من القرآن والحديث.

فى القرأن، يدعو الله المسلمين أحياناً إلى الكذب:
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة إيمانكم إذا حلفتم واحفظوا إيمانكم كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون". سورة المائدة 89:5.
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور رحيم". سورة البقرة 225:2.
"من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان. ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم". سورة النحل 106:16.
ويقول العلامة الإسلامى الشيخ الطبرى فى شرحه للآية السابقة أن هذه الآية نزلت على محمد بعد أن سمع أن عمار بن ياسر كفر بمحمد لما أخذه بنى المغيرة وأجبروه على ذلك. فقال له محمد "إن عادوا فعُد". ( أى إذا أخذوك مرة أخرى فاكذب مرة أخرى).
هذه الآيات القرآنية وغيرها توضح أن الله يغفر للمسلم الكذب غير المقصود. بل أيضاً يغفر للمسلم الكذب المقصود بعد أداء بعض الفروض ككفارة. أيضاً توضح أنه من حق المسلم أن يكذب بعد القسم وأن ينكر إيمانه بالله طالما يقول ذلك بلسانه فقط بينما يتمسك بالإيمان فى قلبه.
وفى الحديث يؤكد محمد نفس المفهوم:
عن كتاب إحياء علوم الدين للعلامة الإسلامى الغزالى - المجلد 4 صفحة 284 -287. عن أم كلثوم (إحدى بنات النبى) أنها قالت: "ما سمعت رسول الله يرخص فى شئ من الكذب إلا قى ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الصلاح، والرجل يقول القول فى الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها".
وحديث آخر نسب إلى النبى "كل الكذب يُكتب على إبن آدم إلا رجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما".
وحديث آخر يقول: "يا أبا كاهل اصلح بين الناس". أى ولو بالكذب.
وفى حديث آخر جمع النبى كل المواقف التى يحل فيها الكذب فقال: "كل الكذب يٌكتب على إبن آدم لا محالة إلا أن يكذب الرجل فى الحرب فإن الحرب خدعة أو يكون بين الرجلين شحناء فيصلح بينهما أو يحدث امرأته فيرضيها".
مبدأ "التقية"
كلمة "التقية" تأتى من "وقاية" فمبدأ التقية فى الإسلام هو أن يكذب المسلم بلسانه ليقى نفسه أو يقى المسلمين من الضرر. هذا المبدأ يعطى المسلم الحرية أن يكذب فى ظروف يظن فيها أن حياته مهددة. فيمكن للمسلم أن يكفر بالإيمان طالما يقول ذلك بلسانه ولا يعنيه فى قلبه. هذا المبدأ مبنى على ما ورد فى هذه الآية القرآنية:
"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء (أصدقاء) من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير". سورة آل عمران 28:3.
بناء على هذه الآية يمكن للمسلم أن يتظاهر بمصادقة الكفار (وهذا ضد تعاليم الإسلام) ويتظاهر بمراعاة كفرهم حتى يتقى شرهم "إلى أن تتقوا منهم تقاة".
وبناء على هذا المبدأ فإن المسلم من حقه أن يقول أى شئ بل ويرتكب الكثير من المحرمات طالما أنه لا يقتل إنساناً آخراً. وهذه أمثلة لما يحل للمسلم تحت مبدأ "التقية". فيمكن للمسلم أن:
- يشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتوقف عن صوم رمضان.
- يعلن كفره بالله.
- يسجد لغير الله.
- يحلف اليمين كذباً.

عواقب تطبيق مبدأ "التقية"
من المؤسف أنه فى التعامل مع المسلمين يجب أن نضع فى الأذهان أن هناك من المسلمين من يمكن أن يقول شيئاً بلسانه بينما يعتقد فى قلبه شيئاً آخر. وبمعنى آخر أكثر صراحة أن الإسلام يبيح للمسلم أن يكذب فى أى وقت يعتقد أن حياته أو حياة المسلمين مهددة.
فى مجال السياسة الدولية يجئ السؤال: هل يمكن تصديق الدول الإسلامية فى أنها ستنفذ ما وعدت به عندما توقع الاتفاقيات مع الدول غير الإسلامية؟ هذا مع أنه من المعروف فى الإسلام أن المسلم عندما يكون ضعيفاً من حقه أن يوافق على أى شئ. ولكن بعد أن يقوى فله أن يتراجع عن ما تعهد به قبلاً.
هذا المبدأ الذى يجيز الكذب فى سبيل الإسلام له عواقبه الخطيرة فيما يتعلق بنشر الإسلام فى الغرب. فقد رأينا كيف أن دعاة الإسلام يقومون بخطط خادعة فى محاولتهم لصقل صورة الإسلام وجعله أكثر جاذبية. إنهم يحرصون على استبعاد كل التعاليم السلبية التى يمكن أن تنفر الإنسان الغربى من الإسلام.
وكمثال لمحاولات الخداع هو محاولة دعاة الإسلام أن يقتبسوا دائماً من القرآن المكى الآيات التى تدعو إلى السلام والتسامح مع من لا يؤمنون بالإسلام. هذا بينما هم يعلمون أن معظم هذه الآيات قد تم نسخها (استبدالها) بآيات أخرى نزلت فى المدينة وتدعو إلى القتل والعنف مع غير المسلمين.
وفى الختام إنه من المهم أن نفهم ان الإسلام يعطى المسلم هذا المخرج فى عقيدته ليعفى نفسه من المسئولية. من المهم أيضاً أن نفهم أن ما يقوله دعاة الإسلام لنشر دينهم ليس دائماً كل الحقيقة.
فى تعاملنا مع المسلمين يجب أن ندرك أن ما يقولونه ليس هو المهم. ولكن المهم هو ما يقصدونه فعلاً فى قلوبهم.
وبالنتيجة أسأل والحال عليه كيف سنقنع الناس بصدق الإسلام بلا سيف على الرقاب وقد حُلّل الكذب في الإسلام بمجال السياسة ، والسياسة تحتل كل مجالاتنا ..!؟




#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقائد بين حرية الاختيار وقسر الإلزام ..
- ظهورجنّ هوايتهم حرق منازل الدراويش ...؟
- القتل خنقاً وعلى الشبهة وفقاً للموروث الشرفي..؟
- عمال العالم الثالث في رقصة الغلاء والتفرقة والعيد ...؟
- العلمانية للعلمانيين ...؟
- قطع الرؤوس وبتر الأطرف والإسلام هو الحل ...؟ !
- وباء الانفجار السكاني المتمركز شرقاً ..؟
- الحجاب وخرقة القماش المقدسة ..؟
- العلمانية وواقع الصراع الطبقي ..؟
- تلبية النداء في الإسلام ...7..؟
- أيهما أخطراللغم الإسلامي المتحرك أم ألغام العالم الثابتة …؟
- العصرنة بين الطموح والواقع ..؟
- العرب ومسلل القمة الدرامي ...؟
- الشارع العربي بين الوجود و العدم
- العلمانية و مفهوم الحرية
- قد تصْدُق الأحلام أحياناً .. يتدهور الباص ويقتل 22 طالباً وا ...
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟..2
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...6...؟
- مناقشة الأمور الدينية بين الرفض والقبول ..؟


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية ..السياسة ..الدين ...؟