أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!















المزيد.....



مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 12:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رزنامة الأسبوع 14-20 أبريل 2008
الإثنين
على شرف الصلحي، نصْبِ الابداع التذكاريِّ الضخم، هيَّأ لنا صديقنا التشكيلي عابدين الشوافعة جلسة مؤانسة رائقة، مساء اليوم، أحاطنا خلالها بكرم البيت الأمدرماني الرحب، جوار جامع ود عبد الماجد بحي الهجرة العريق، ليس فقط من لذيذ الطعام وسائغ الشراب، بل ومن أعمال الشوافعة صُفت تطلُّ علينا من الجدران، يستقصي فيها، بولهٍ لا يخفى، جمال اسم الجلالة، شيئاً من خشب المهوقني والتِك، وشيئاً من البروش الملوَّنات، وغيرها.
وكنت، قبل ذلك، أبديت حيرتي للصلحي لمَّا قصدت غاليري الشوافعة، لآخذ لوحة (حمار الوحش) التي كان وعدني بها، لكنني، على قدر ما فتشت، لم أجد الغاليري في مكانه! فقال لي الصلحي، والأسى ملء صوته العميق، مردِّداً لازمة (بالذات) التي تكاد لا تفارق لسانه:
ـ "وين ياخي؟! المحل ده (بالذات) كرَّهوهو فيهو ناس المحليَّة والضرايب .. لحدِّي ما قفلو"!
وكان الشوافعة اتخذ ذلك الغاليري، باسم (بيت الجاك)، في دكانة صغيرة بالسوق، بداية شارع ابروف، وعلى مرمى حجر من محل خالي المرحوم عبد الكريم العجلاتي الذي أخلته منه (محكمة الخيمة)، أوَّل أيام (الانقاذ)، فمات محسوراً، وها هي الرسوم المبهظة تضطر الشوافعة، أيضاً، لإغلاق (بيت الجاك)!
الصلحي درج على تسمية الشوافعة بـ (الولد الأحمر)، تحبُّباً، والشوافعة ينادي الصلحي بـ (شيخي وسندي)، زيادة في التوقير. وبالحقِّ فإن علاقتهما آية في علاقة الحُوار بشيخه، أو التلميذ بأستاذه، أيام كانت ثمَّة (تلمذة) و(أستذة)! وما تزال متصلة، حتى اليوم، لنحو من نصف قرن، أطال الله عمريهما ومتعهما بالصحَّة، فكان لا بُدَّ أن ينشع في جلستنا تلك شئ من عبق بخورها الصوفيِّ المائز، خصوصاً وقد اتخذ مجلسه بيننا، في تواضع جَم، الشيخ فتح الرحمن عبد القادر، شيخ الطريقة القادريَّة العركيَّة القرآنيَّة السُّنيَّة الذي أدهشتنا ذائقته الرقراقة، وثقافته الواسعة، وحِسُّه النقديُّ العميق، وآراؤه المستنيرة في وشيجة الدين والفن، حتى حقَّ للصلحي أن ينحني يُقبِّل يده، قبيل انفضاض المؤانسة، عندما استأذننا في الانصراف بكثير من التهذيب.
ضمَّت الجلسة مختلف أجيال الإبداع والثقافة. كان هناك جرجس، والعريفي، وعتيبي، وعبده عثمان وآخرين، جنباً إلى جنب مع مامون التلب وعادل ابراهيم وعبد الرحمن نور الدين وغيرهم مِمَّن انهمكوا في التوثيق، صوتاً وصورة، على حين راحت أحاديث المخضرمين تنثال بالخبرات التي يختزنون، والأشجان التي تنطوي عليها جوانحهم، وتتشقق حول وسامة الخرطوم (زمان)، وقبحها الراهن، وذكريات الكليَّة القديمة، بيومها الممتد، وأنشطتها المتنوِّعة، وحريَّاتها غير المنتقصة، وعلائق أساتذتها الفريدة يطلابهم، وموقف الاسلام من الفن، وجفاء الدولة للفنانين، وما آلت إليه التربية الجماليَّة في المدارس، وما يشاع عن خطة ما لمحو أم درمان، وما إلى ذلك.
عبده عثمان لم يستطع أن يداري نبرة الأسى وهو يتذكر التمثال الذي كان نحته، أيام الكليَّة، على موديل سنغالي، ثمَّ انتهى في ركن من المجلس القومي للآداب والفنون، قبل أن تنهال عليه معاول عبد الله محمد احمد، إبان توليه وزارة الثفاقة، في إحدى غفلات التاريخ بعد (الانتفاضة!)، فتحطمه، باسم العقيدة، تحطيماً، وتعيده مادة أوليَّة صمَّاء، ضمن (هوجة الوزير) التي اجتاحت حتى المتحف القومي، فاتحة الطريق أمام (هوجات الغوغاء) التي طالت، لاحقاً، تماثيل غاندي وبابكر بدري بأم درمان وعثمان دقنة ببورتسودان!
فاقم من شحنة ذلك الأسى ما روى الصلحي عن جفاء الدولة التي أحجمت عن مدِّ يد العون لنقل تمثال آخر، من لندن إلى الخرطوم، كان أبدعه المثال نفسه للمهدي على صهوة جواده من (الفايبر غلاص)، فانتهى إلى أجزاء مقطعة إرباً إرباً، وكان حريَّاً به، لو كان في القوم بعض استنارة، أن يتوسَّط ساحة الشهداء!
لحظتها سرحت أتذكر كيف أنني حاولت إقناع الصلحي، ذات مفاكرة حول إنقاذ تراث عثمان وقيع الله، بأن يطلب مقابلة رئيس الجمهوريَّة، لكنه قال، بتواضعه المعهود، وطيف ابتسامة ساخرة على شفتيه:
ـ "ياخي أنا رجْلينيْ حِفن بَلا فايدة عشان (بالذات) أقابل وزير الثقافة .. تقول لي رئيس الجمهوريَّة"؟!
جرجس شرح نظريَّته الأثيرة حول عدم جدوى (اللوحة المُفردة)، وضرورة التحوُّل إلى الانتاج الكبير mass production ، فوافقه الصلحي، قائلاً:
ـ "لازم تِنفتح نافذة تستوعب (بالذات) نسخ من اللوحة في البيت السوداني. أنا اتكلمت مع المسئولين عن غاليري الخرطوم واتحاد التشكيليين عن ضرورة الاستنساخ كحل لمشكلة صَلب (اللوحة المفردة) في جدار واحد! ده كان (بالذات) جزء من قلقنا أيام (مدرسة الخرطوم) .. تصاميم مفردة تستنسخ في طبعات رخيصة بآلاف النسخ".
توسَّع جرجس في فكرته الرامية لجعل الفن متاحاً للعامَّة في كلِّ ما يمكن أن تقع عليه العين. وروى، في السياق، تجربته في الانتقال، أواسط الستينات، من الانكفاء على (اللوحة المفردة) إلى تصميم الصحف مثلاً، الأمر الذي أتاحه له انتقال جريدة (الأيام)، وقتها، إلى تقنية (الأوفست). فجأة تذكر الصلحي، ضاحكاً، ما آلَ إليه مصير لوحة جرجس (الكونشيرتو الأحمر):
ـ "أنا (بالذات) كنت منبهر بي قيمتا الفنيَّة العالية، فصمَّمت أقتنيها بأيِّ وسيلة! لكين جرجس أهدها لي بعض معارفو، فإذا بالجماعة ديل (بالذات) إستخدموها مظلة للمكيف بتاعهم"!
ومن بين ضحكات (شرِّ البليَّة) علق جرجس قائلاً:
ـ "ما هو عشان كده! عارف يا ابراهيم شركة HP دلوكت أعادت استنساخ أعمال ضخمة شهيرة ووضعتا، بأحجام كبيرة، في شوارع لندن، فطلعتا من حبسة المتاحف واتاحت للعامَّة مشاهدتا. ده شغل عظيم .. حتى لو قصدت الشركة الاعلان عن نفسها"!
هنا تداخل الشيخ فتح الرحمن قائلاً:
ـ "والله ياخوانا العامَّة ديل عندهم قدرة ما عاديَّة على استيعاب الجمال وتذوق الفن الراقي"!
قال الصلحي:
ـ "خبرتنا التاريخيَّة مع الفن في السودان بدت بأنو دورو كان، في الممالك المسيحيَّة، محصور (بالذات) في توصيل المعجزة للعامَّة الما بيقرو عشان يفهموها .. وده انتهى مع سنار"!
فواصل الشيخ:
ـ "بس الفن في الاسلام حلال إلا ما حرَّم الله بي نص صريح. الكون كلو بيتعبَّد. العبادة شنو؟! التفكر في قدرة الخالق. البيتأمَّل قطعة فنيَّة يتفكر بيها في قدرة الخالق بيتعبَّد. التفكر أعلى درجات العبادة. إبن آدم يا جماعة مفطور على حب الجمال. لكين الفطرة محتاجة لرعاية، ونحنا فقدنا التربية الجماليَّة، وده ما بينفصل عن مجمل الأوضاع الاقتصاديَّة السياسيَّة والاجتماعيَّة. دلوكت إنتو بتحتجو على إنو الخرطوم بقت قبيحة .. تفتكرو بقت قبيحة ليه؟! المخططين ما بياخدو بي راي الفنانين، وبدون فن ما ممكن تخطط! زمان كليَّة المعمار ما ممكن تدخلا بي نتيجتك في الشهادة وبس! لا .. لازم تجتاز إنترفيو مخصوص لمعرفة قدراتك الجماليَّة. الطالب زمان كان بياخد فنون في امتحان الشهادة .. دلوكت ما في"!
وأمَّن الصلحي على سداد رؤية الشيخ:
ـ "ده كلام صحيح ميَّة في الميَّة. نحنا فعلاً فقدنا التربيَّة الجماليَّة، وده البيخلي (بالذات) بيوتنا خواء. ما في احترام للانسان"!
وعاد الشيخ يعزز فكرته:
ـ "لما نقول تربية جماليَّة ما بنقصد بالضرورة نطلع فنانين .. التربية الجماليَّة المستوعَبة، حتى لو ما كانت مُفصَح عنها، ممكن يجي ظرف يتيح ليها تعبِّر عن نفسها".
وأخذ العريفي زمام الحديث:
ـ " المدارس ياخوانا كانت بتوفر المواد: الألوان وكراسة الرسم وطين الصلصال. تعال شوف دلوكت .. الطالب لحدي ما يجي الكليَّة ما بكون عارف الألوان الأساسيَّة من الثانويَّة! يعني يبدا من الصِّفِر! والسبب كترة التحوُّلات السياسيَّة وتقلبات المناهج والسلالم التعليميَّة .. ده السبب"!
قال الصلحي:
ـ "والمصيبة إنو الكليَّة بتخرِّج مدرسين فنون للثانوي، ناسين (بالذات) المرحلة الأدنى! وحتى في امتحان الشهادة أسقطو الفنون! وأكتر شئ بيؤلم إنو (بالذات) الأيَّدو ده فنانين تشكيليين! لازم نعترف بالفشل .. لازم نبدا من جديد"!
وأمَّن الشيخ على كلام الصلحي والعريفي:
ـ "الاهتمام بي تدريس الفنون في المراحل المختلفة ما أقلَّ من الاهتمام بي أيِّ مادة تانية .. لأنو المطلوب تنشئة الانسان المتوازن".
في ذات السياق اقترح جرجس حذف كلمة (فن) التي تسبق كلمة (تشكيلي) لأنها، في رأيه، تكرِّس الالتباس:
ـ "لازم يكون مفهوم إنو المقصود هو الفن كإطار للعمليَّة التعليميَّة .. التعليم عن طريق الفن".
وعلق الشيخ:
ـ "كلام صحيح ما في شك .. نحنا مثلاً في طريقتنا بنحاول دلوكت نطوِّر شكل الشرافة والجِّبَّة وزخرفة نوباتنا وراياتنا .. وبنحاول نحدِّث حتى مبنى (الخلوة) ذاتا! ما ممكن أطفال الألفيَّة التالتة يتنشأو على (خلوة) سنار أو الفور أو المهديَّة".
أثناء الجلسة دخل محافظ أم درمان السابق، اللواء (م) الصادق محمد سالم، فكان لا بُدَّ للمؤانسة أن تعرج إلى هموم المدينة، وهواجس أهلها إزاء ما يُقال عن خطة حكوميَّة تهدف لتكسيرها، أو لإزالة الكثير من أحيائها العريقة بحجة .. التحديث! حاصر الحاضرون الصادق بأمدرمانيَّته، إذ كيف لابن (بيت المال) القريب من موقع اتخاذ القرار أن يقف مكتوف الأيدي أمام خطة كهذي! قال الشيخ فتح الرحمن:
ـ "يا الصادق ياخي نحنا كنا أصلاً زعلانين من مجرَّد التشويه الحصل لي مبنى المجلس البلدي، فما بالك بي إزالة أحياء بأكملا"!
لم يؤكد الرجل شيئاً، ولم ينف شيئاً! على أنه قال قولاً سديداً بأن الأمر مرهون كله بالمدى الذي يمكن أن تبلغه حيويَّة (المجتمع المدني) بالمدينة، مبدياً استعداده لدعم أيِّ مشروع لتطويرها. وألمح بوجه مخصوص إلى (منتدى أبناء أم درمان) الذي ينهض مقرُّه الآن بميدان (البُحيرة). سوى أنه أشار إشارة ذات مغزى إلى عزوف أبناء المدينة عن المشاركة فيه، بدليل بقاء لجنته بدون تغيير طوال السنوات الماضية!
إلتقط الصلحي سداد فكرة التعويل على (المجتمع المدني):
ـ "صحيح .. لازم المجتمع المدني هو اليتصدَّى للحفاظ على المدينة وتطويرا. إذا قعدنا (بالذات) ننتظر الحكومة .. واطاتنا صِبحَت"!
غير أنه ما لبث أن أضاف، بصوت ساخر أسيان، كمن يحدِّث نفسه:
ـ "أما العملناهو من أيام الاستقلال (بالذات) عشان تطوير مناهج الفنون، غايتو .. الزَّمَّرنا لله"!
فلكأنه هازليت يلقي على مسامعنا، في ساعتنا تلك، بكلماته المحتقنة بخيبة الأمل: "بدأت حياتي بالثورة الفرنسيَّة، لكن، وا أسفاه، قد عشت لأشهد نهايتها"!

الثلاثاء
لأوَّل مرَّة منذ تأسيسها عام 1944م، في عقابيل الحرب الثانية وتحرُّر فرنسا من الاحتلال النازي، غابت عن قرائها، أمس الاثنين، (لوموند) الفرنسيَّة المسائيَّة التي توزِّع، يومياً، زهاء الـ 320,000 نسخة، بالإضافة للمجلات التابعة لها، والتي تشكل (مجموعة لوموند).
الصحيفة الباريسيَّة الأشهر (إحتجبت) ولم (تحجب)! والسبب إضراب موظفيها غير المسبوق، احتجاجاً على خطة الشركة المالكة بإيقاف صدور مجموعة مجلاتها، وإلغاء 130 من أصل 600 وظيفة، من بينها حوالي 90 وظيفة صحفيَّة تعادل ربع هيئة التحرير!
حُجَّة الإدارة أن الشركة غارقة، لأذنيها، في ديون بلغت 150 مليون يورو، في ما بلغت خسائرها، العام الماضي، 20 مليون يورو! أما النقابة التي احتشد أعضاؤها، في اليوم الأوَّل لإضرابهم، أمام مقر الصحيفة لإبداء الاحتجاج، والإنذار بتمديد الإضراب عقب اجتماع قيادتهم مع الادارة غداً إذا لم يُستجب لمطالبهم (الشرق الأوسط، 15/4/08)، فتطالب بالتخلي عن قرار إيقاف المجلات، وبأن يتمَّ إلغاء الوظائف طوعاً، لا بالإقالات الإلزاميَّة، حفاظاً على حقوق العاملين، أو كما صرَّحت دومينيك كانديي، المديرة العامَّة لنقابة الصحفيين، بأنه "لا يوجد شك في أن لوموند تواجه مصاعب، لكننا لا نعتقد أن الوضع سيتحسن بمجرَّد حذف الأدمغة" (BBC Arabic.com, 14.4.08).
كلُّ ذلك، و(الحكومة) تقف بمنأى عن الصراع، فقواعد الممارسة (الديموقراطيَّة) لا تسمح لها بالتدخل!

الأربعاء
قد يفلح البعض في إيهام الناس، لبعض الوقت، بأنه ملهمٌ من السماء برسالة مقدَّسة .. يناضل من أجلها، لكن ما أن تحين ساعة الحقيقة حتى يتكشف عن محض (بلطجي) وضيع .. لا أكثر ولا أقل!
من سنخ هذا النفر جوزيف كوني، (زعيم) جيش (الرَّب!) الذي ظلت قيامته قائمة في أحراش الحدود اليوغنديَّة السودانيَّة الكونغوليَّة، طوال السنوات العشر الماضية، يزهق الأرواح، ويسبي النساء، ويجند الأطفال، ويشيع الذعر أينما حلَّ، حتى بلغ ضحاياه عشرات الآلاف! ولما عجزت حكومة يوغندا عن لجمه، ووضع حدٍّ لانتهاكاته، فوَّضت أمره إلى المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة التي أصدرت مذكرات توقيف بحقه وحق ثلاثة من كبار معاونيه (قتل أحدهم مؤخراً). وأبرمت حكومة السودان، في نوفمبر 2005م، بروتوكولاً مع حكومة يوغندا، تتعاونان بموجبه في تنفيذ هذه المذكرات.
فور تكوينها يادرت حكومة الجنوب بإطلاق مبادرة للسلام في يوغندا، ورعت، في جوبا، مفاوضات مضنية بين الطرفين كادت تتكلل بتوقيع اتفاق نهائي، في 10/4/08، تحت إشراف د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب، لولا أن كوني تغيَّب، فجأة، عن حضور الحفل الذي تمَّ ترتيبه بهذه المناسبة في منطقة على الحدود مع الكونغو، مِمَّا حدا بكبير مفاوضيه للاستقالة، واضطر د. مشار والوفد اليوغندي للعودة بخفي حنين!
في تفسير هذه الحركة البهلوانيَّة صرَّح جيمس أوبيتا، الناطق باسم جيش (الرَّب!)، بأن زعيمه (الربَّاني!) يريد (ضمانات!) بشأن (أمنه الجسدي!)، علاوة على (تأمين مالي!)، وذلك قبل التوقيع على الاتفاق (أجراس الحريَّة، 13/4/08). هكذا، وبكلِّ خسَّة وخور، ودون أن يهتمَّ حتى بمصائر أقرب معاونيه!
(المال!) مقدورٌ عليه، في ما لو بلغ الضعف بالحكومة اليوغنديَّة هذا المبلغ! أما (السلامة الجسديَّة!) التي تعني لديه، بالتأكيد، سحب الدعوى المقامة ضدَّه في لاهاي، فالسماء أقرب! اللهمَّ إلا إذا قبل المثول أمام محكمة يوغنديَّة مختصَّة، واقتنعت لاهاي بأن المحاكمة جديَّة، وليست صوريَّة!
إتفاق الهدنة بين الطرفين انقضى الأسبوع الماضي، مِمَّا سيفتح الأبواب أمام عودة الحرب إلى مربَّعها الأوَّل لتستأنف تهديدها لجنوب السودان الذي يكفيه ما فيه. وعندئذٍ لن يكون ثمَّة مناص من تفعيل اتفاق السودان ويوغندا للقبض على (بلطجيَّة الحرب) هؤلاء وإرسالهم، بأعجل ما تيسَّر، إلى لاهاي!

الخميس
لبعض الرُّموز الابداعيَّة خصيصة القدرة على اختزال جيلها بأكمله، وعصرها بأسره. والشاعر صلاح الدين حاج سعيد أحد هؤلاء بالنسبة لجيل النصف الثانى من أربعينات القرن المنصرم، بكلِّ ما فيه من روافع تغوى بالصعود، ومصدَّاتٍ توسوس بالانكسار، وما أكثر هذى وتلك، حيث تَشَهِّى إغواءِ الصعود مأثرة فى اليُسر، ومغالبة وسواس الانكسار بطولة فى العُسر، وفى (الخاص) تماماً مثلما فى (العام): "وأعلمُ فى الهَوى أنى فتىً هزتهُ منكِ براءة خجْلى/ وأشقى قلبَهُ المِمْراحَ قيدُ زمانِهِ المصلوبِ فوقَ عيونِكِ الوَجْلى/ أحسُّ حلاوة اللقيَا/ وأحلمُ فيكِ بالتوقيتِ فوقَ سواعِدِ الميعادْ/ وألمحُهُ كما لقياكِ وجهَ خلاصِنا المزروع فوقَ شواهدِ الأوغادْ/ فوعدُ الحَرْفِ أن أهمِي بعِطر الشِّعر فوقَ جدائِل الإمكانْ/ ووعدُ الحُبِّ أن أختارَ مجدَ العِشق فى عينيكِ .. أحفظ سِيرة الإنسانْ"!
ولا غرو، فقد تفتحت عيون ذلك الجيل فى عقابيل الحرب الثانية على عصر بطولىٍّ اتسم، عالميَّاً، بهزيمة النازيَّة والفاشيَّة، ورفرفة رايات السلام والديموقراطيَّة والاشتراكيَّة والتحرِّر الوطنى من أقصى الكوكب إلى أقصاه، مثلما اتسم، سودانيَّاً، بالنبش المجيد فى قلب الصخرة البريطانيَّة الصمَّاء، ظِفراً وناباً، عن سبيل لاستقلال أمتنا. ثمَّ ما لبث الوعى الشعرى لهذا الجيل أن تفتح على ملاحم القوى الاجتماعيَّة الحيَّة وهى تصادم نظام أرستقراطيَّة الجيش الذى تأسَّس على انقلاب الفريق عبود فى نوفمبر 1958م، حتى استوى ذلك الوعى الباكر خلقاً إبداعياً مُمَيَّزاً فى أتون الثورة الشعبيَّة المظفرة التى أطاحت بتلك الدكتاتوريَّة البغيضة فى أكتوبر 1964م: "فلتأتى يا أكتوبرُ رغمَ الألم البادي فوقَ جراح الحُرقةِ والتعذيبْ/ ولتأتى رغمَ سنين الصَّبر القابع تحتَ الظنِّ الخاطئ .. والتقريبْ/ فرَحاً أخضرَ يمسحُ هذا الهمَّ القابضْ/ يرفضُ هذا الذلَّ الرابضْ"!
أنتمى أنا نفسى إلى ذات الجيل. ولئن كانت تلك هى العناوين الرئيسة لتلك الحقبة، فثمة من التفاصيل ما يستعصى على الرَّصد فى حقول السياسة والاجتماع والثقافة والأدب والفن والرياضة، بل وفى طوايا (الخاص)، و(خاص الخاص) بالضرورة، وما قد يكفى وصفه، إجمالاً، بالأفق المفتوح على كلِّ الآمال العِراض: "يا ألف ما أوَدْ .. لو يجيئنى الكلامُ طائِعاً كما أوَدْ/ لو تنداحُ فى فواصِلى روائعُ البهاءِِ .. أستزيدُ فى المَدَدْ/ فالشوقُ للعيون جائِشٌ/ وحُبِّىَ النبيلُ ذاخِرٌ ولا يُحَدْ"!
ربطتنى بصلاح صداقة عذبة منذ بواكير ذلك التشكل الابداعى، بكلِّ ما اكتنز به، وقتها، من ثراء الدهشة الصبيَّة، والطاقة الروحيَّة على الفداء النبيل، والرغبة الباذخة فى هدهدة الحلم الانسانىِّ الفاره، يوم كان يبدو، لغرارتنا، فى متناول الأيدى، بل وملء الأكفِّ، قبل أن تعشوشب الأحزان فى الدواخل حدَّ الفجيعة، وتتسامق زاحفة، كما اللبلاب، على أغصان الفرائص والحنايا، ليغدو (حلمنا) الأوَّل ذاك محض (هشيم) تذروه ريح، وتسفوه ريح، فما ينفكُّ يتناءى سراباً كلما تراءى زلالا، ويتلاشى صدىً خافتاً كلما حسبناه صليل وعد عبق وبشارة دبقة، فلا يورثنا سوى الحيرة والحسرة ، ولا يَعِدنا بغير الحمَّى والهذيان: "تتساقط منى الكلماتُ بلا معنىً فأتوهُ ويفقدُ عفوُ الخاطر ما أتذكرُ أن أعْنِيهْ/ فالحَيرة بادية الأوصافْ/ والأسطرُ باردة الأطرافْ/ من أين ستبدأ يا شِعرى .. وأنا مشنوقٌ فوقَ صليبِ الدَّهشةِ والإيحاءْ"!
ذوت نضارة الاستقلال أمام أعيننا مباشرة، وشحُب يانع أكتوبر. ولأن المشهد اتخذ فى وجداننا شكل الطعنة النجلاء فى الظهر، فقد نصَّبنا من (مزاميرنا)، على الفور، ضحايا وشهوداً وقضاة فى آن! مغدورين، إذن، عدَدْنا أنفسنا، ومغدوراً طفل أحلامنا البكرة، بخناجر قتلة مأجورين، مثلما استعصى، بذات القدر من اليقين، على ثوريَّتنا الرومانسيَّة أن تتجرَّع أوهى خاطرة بأن ليس فى الأمر (خيانة) ما .. هنا أو هناك! ومن ثمَّ مضينا ندمن غصص المظلومين ونجوى شكاياتهم، لا فرق بين عسف عدو وتفريط صليح، فدم أحلامنا فى رقبة الكلِّ، والكلُّ، أمام (عدالتنا)، مدانٌ نرميه (بنشيد الوأد)، و(عطر الموت)، و(وجع النعى)، و(ثقل الهمِّ)، و(فيض الألم)، و(غصص القلب) الشارق (بالدمع): "بلدى اللحظة حينَ ذكرتكِ مِتُّ/ وحين أتانى النعيُ بكيتُ وما استكفيتْ/ لو أنى كنتُ صغيراً يشربُ دمعَ الدنيا فيكِ لما استغنيتْ/ لكنى حينَ وأدتُّ الدمعَ كبيراً صرتِ بحرَ دموع فاضَ ولمْ يُحبَسْ/ بالحَمْل ينوءُ القلبُ فلا يَلبثْ/ قلبى يتوجَّع/ لكنْ أرجعُ دونَ دمُوعْ/ اللحظة أعصِرُ قلبى همَّاً/ أشبكُ إصبعَ ألمِي حرفَ خنوعْ/ البيتُ خواءْ/ الزحمة ألفُ ذراع مُدَّ بغير ذكاءْ/ الشارعُ نبضٌ ماتَ بقلبِ الصَّمْتْ/ يتكالبُ عِطرُ المَوْتِ الأسوَدِ عبرَ الخطوةِ فى الأسفلتْ/ الحقُّ تأخَّر .. ضاعَ الوقتْ/ وأنا وحدِي"!
هكذا انطلق (مزمور) صلاح الدين، منذ أواخر الستينات الماضية، متناغماً، وقع الحافر على الحافر، مع (مناحات) جيلنا الواحدة المتوحِّدة، إيقاعاً ومفردة وموسيقى، ومتساوقاً، حذوك النعل بالنعل، مع عشرات (المزامير) الصادحة بفجيعة عصرنا الحامض، وهمومه العميقة، وأوجاعه التى تبدَّت، أوَّل أمرها، وفى اختلاط (عامِّها) بـ (خاصِّها)، كأن لم تبق ولم تذر:"حبيبتي .. كرهتُ أعينَ الفضول تبصقُ الحديثَ في الزحامْ/ وألسنَ المستوزرين في إمارةِ الكلامْ/ المُقبلين في مواسم الفواتْ/ مخاتلين من مهادِهمْ إلى المَمَاتْ"!
لكن، وبرغم كلِّ تلك المنغِّصات والاحباطات ودوافع اليأس والاعتزال، تصمد الكلمة الشريفة عند صلاح، كما عند مجايليه من الشعراء التقدميين، فما تزال، وقد وخط الشيب فوديها، تتسربل بذات شرفها وعزتها ونخوتها، ولعل هذا هو بعض الزاد الروحى لكل تلك (المزامير)، حتى لتكاد تتماهى أجمعها وتندغم فى (مزمور) واحد بديع لا يذهل لحظة عن تمجيد ذلك (الحلم الهشيم) ولو بالتحية العابرة: "حبيبتى .. لكنما/ وحينما عرفتُ فى عينيكِ كيفَ ننكرُ الذواتْ/ وكيفَ نبذلُ العَطاءَ دونما التفاتْ/ وهبتُ كلَّ ما ملكتُ/ وكلَّ ما وجدتُّ أو مسكتُ/ لمْ يَبقَ لي سوى أمرُّ مُطرقاً/ وحينما أفوتُ .. أرفعُ السَّلامْ"!
وبعد ، لقد أسعدني أن صدرت، مؤخراً، مجموعة صلاح الدين الشعريَّة الأولى (مزمارُ الحلم الهشيم)، في 92 صفحة من القطع الصغير، عن (شركة مسارب للطباعة والنشر بالخرطوم)، بغلاف أنيق صمَّمته التشكيليَّة البارعة إيناس علوي، وما هذه سوى بضع كلمات وددت أن تجئ كشارة محبة لصديقي العزيز، وتلويحة تقدير لفنه الرفيع.

الجمعة
يبدو أن تصريح سكرتير الحزب الشيوعي حول قرار حكومة الجنوب برفض إجراء التعداد السُّكاني أهمُّ، لدى البعض، من الأزمة نفسها التي نشبت بين الشريكين بسبب القرار!
مهما يكن من أمر، فقد قطع الفريق سلفاكير قول كلِّ خطيب بتشديده على أهميَّة التعداد، وتأكيده على أنه سيبدأ في الثاني والعشرين من أبريل الجاري، وأن مواطني الجنوب خارج الإقليم سيتمُّ عدُّهم حيث يقيمون (أجراس الحريَّة، 18/4/08).
هذا موقف صائب تماماً، فالتعداد لا غنى عنه للانتخابات التي هي من أهمِّ آليات التحوُّل الديموقراطي. ومن نافلة القول أن كلُّ مساحة تتراجع عنها الممارسة الديموقراطيَّة، ولو في أضيق فرصها، تتقدم الشموليَّة لتحتلها! ولئن كانت قوى الديموقراطيَّة، بما في ذلك الحركة الشعبيَّة نفسها، قد فشلت، طوال السنوات الثلاث الماضية، ولأسباب يتصل جُلها بمشكلة النسب المئويَّة، في حمل المؤتمر الوطني على الذهاب إلى حلِّ قضيَّة دارفور، أو أبيي، أو الحدود، أو الاصلاح القانوني، أو العدالة الانتقاليَّة .. الخ، فلا أقلَّ من خلق أوسع تحالف ممكن بين هذه القوى، ببرنامج محدَّد لإحداث تغيير نوعي في تركيبة الحكم، الأمر الذي لن يتحقق سلمياً إلا من خلال العمليَّة الانتخابيَّة .. والتعداد لازم لها.
واستطراداً، فإن أحكم ما يستطيع هذا التحالف أن يصوغ من استراتيجيَّة انتخابيَّة، في ظلِّ الظروف الموضوعيَّة الراهنة، ليس حذف المؤتمر الوطني من الساحة نهائياً، فهذا أبعد ما يكون عن الواقعيَّة السياسيَّة، وإنما، فحسب، إفقاده وضعيَّة الأغلبيَّة المطلقة التي يتمتع بها حالياً، حتى ينفتح الطريق أمام جملة قضايا التحوُّل الديموقراطي، الضمانة الأساسيَّة لاستدامة السلام. هذا أو .. الطوفان!

السبت
قبل ما يناهز الشهر أحالت مفوَّضيَّة الدستور إلى مؤسَّسة الرئاسة، بعد لتٍّ وعجن، مشروع قانون الانتخابات القوميَّة لسنة 2008م، والذي تجرِّم المادة/73 منه استعمال أيِّ (حزب) أو مرشح لأيٍّ من "إمكانات الدولة، أو موارد القطاع العام الماديَّة أو البشريَّة" في أيَّة حملة انتخابيَّة. كما تعاقب المادة/114 منه على هذا الفعل بالسجن مدَّة قد تبلغ سنتين، أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معاً.
مؤسَّسة الرئاسة لم تبت في القانون حتى الآن. لكن حزب المؤتمر الوطني الذي أجاز القانون بأغلبيَّته المريحة في المفوَّضيَّة، إستغل مدَّة (الفوات) هذه في ارتكاب كلِّ ما (سوف) يأخذ على الآخرين من (انتهاكات) بموجبه بعد بدء سريانه!
لقد (استعمل) الحزب الحاكم، مثلاً، وفداً من شخصيات دستوريَّة وتنفيذيَّة، بقيادة نائب رئيس الجمهوريَّة، وعضويَّة 4 وزراء، فضلاً عن أمين ديوان الزكاة، ومفوَّض قسمة الموارد، ومدير الهيئة العامَّة للكهرباء، طاف بولاية نهر النيل، حيث افتتح، فجأة، قرابة العشرة مشروعات جديدة موَّل بعضها ديوان الزكاة، وبعضها الآخر بنك السودان بلا ضمانات مصرفيَّة! ورأى المراقبون في ذلك مسعيً للكسب السياسي في حملة انتخابيَّة استباقيَّة، بحيث يتمُّ إعفاء المبلغ، لاحقاً، حال انحياز الشخص المُمَوَّل إلى المؤتمر الوطني، بينما يُشدَّد على الآخرين للسداد في الموعد المحدَّد! كذلك عالج الوفد عدداً كبيراً من الحالات الفئويَّة والفرديَّة! وعقد ثلاثة ليال سياسيَّة، في الدامر وبربر وعطبرة، تمَّ نقلها بتلفزيون الدولة وإذاعة الدولة! وطالب نائب الرئيس الجماهير فيها بالثبات على بيعتها للرئيس! وقال، كأنما العقل الباطن هو الذي يقول: "لا تحسبوا هذا مشروعاً للمتاجرة السياسيَّة .. نحن عندما نتكلم عن مشروع إسلامي نعلم أنه مقيَّد بالأخلاق!" (السوداني، 12/4/08).
كذلك (استعمل) الحزب الحاكم 150 شخصيَّة دستوريَّة وتنفيذيَّة! وقرابة الـ 30 سيَّارة حكوميَّة من أجود الموديلات! وذلك في طواف مماثل بأنحاء ولاية البحر الأحمر، بقيادة الوالي نفسه! ووزير صحة الولاية الذي تعهَّد بمجانيَّة العلاج والقضاء على الملاريا! ومدير هيئة مياهها الذي أطنب في تعداد مآثر حكومته، ما قد كان وما سيكون! ومعتمد محليَّة عقيق الذي مدح حكومته وشتم الأحزاب الأخرى! ومستشار الوالي الذي كشف، علناً، عن غرض الوفد قائلاً: "أتينا إليكم بغرض ترشيح الوالي .. وهو مرشح المؤتمر الوطني للمرحلة القادمة"! وبعد هذا كله لم يجد مدير المياه حرجاً في نفسه ليقول: "نحن نريد الدعوات الصالحات ولا نعشم في السلطة!" (الصحافة، 12/4/08).

الأحد
ما كنت أعلم، حتى كشف موقع (نادي لصوص الكلمة bader59.com)، على الشبكة العالميَّة، سرقة الكاتب الكويتي الإسلاموي (الشيخ!) حامد العلي لفقرات كاملة (بضبَّانتها) من مقالتي بعنوان (لاهوت البيت الأبيض) المنشورة بصحيفة (الرأي العام) السودانيَّة بتاريخ 7/4/2003م، ليُضمَّنها مقالة له بعنوان (المحافظون الجدد: القصَّة الكاملة) نشرها بصحيفة (الوطن) الكويتيَّة بتاريخ 10/8/2003م! وذكر الموقع أن "السطو الأدبي بلغ بالشيخ العلي درجة أن المصادر التي وضعها لفقراته .. جاءت مطابقة تماماً للمصادر التي وضعها كمال الجزولي، سواءً في تشابه الاقتباسات، أو ترتيبها، أو حتى سياقها"!
الطريف أن الموقع أورد أيضاً سطو فهمي هويدي لنصف مقالته بعنوان (نظرة في جماليات القرآن الكريم)، المنشورة في موقع (الشبكة الإسلاميَّة) في 8/12/2004م، من كتاب الشيخ القرضاوي (الإسلام والفن)! فقلت لنفسي: لا بُدَّ أن هؤلاء الإسلامويين يبرِّرون سرقتهم من بعضهم البعض بأنها (مشاركة) أو (مرابحة)، بينما كتابات أمثالي من الشيوعيين (مال فئ) أو (غنائم) .. فيعتبرونها حلالاً بلالاً عليهم!







#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَنْجُورِي!
- وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!
- القَدَّال: كَثُرَتْ تَوَاريخُ المَرَاثِي!
- وَدَاعاً .. يَا حَبيبْ! إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام
- كُنْ قَبيحَاً!
- جَثَامِينٌ فِي حَشَايَا الأَسِرَّة!
- قُبَيْلَ حَظْرِ التَّجْوَالْ!
- قَانُونٌ .. دَاخلَ خَطِّ الأَنَابيبْ!
- أَلاعِيبٌ صَغِيرَةْ!
- النَيِّئَةُ .. لِلنَارْ!
- أوريجينال!
- يَا لَلرَّوْعَةِ .. أَيُّ نَاسٍ أَنْتُمْ؟!
- وَمَا أَدْرَاكَ مَا .. حَدَبَايْ!
- كَابُوسُ أَبيلْ!
- غابْ نَجْمَ النَّطِحْ!
- بُحَيْرَةُ مَنْ؟!
- دِيْكَانِ عَلَى .. خَرَاب!
- صُدَاعٌ نِصْفِي!
- كَجْبَارْ: إِرْكُونِي جَنَّةْ لِنَا! - سيناريو وثائقي إلى رو ...
- عَوْدَةُ الجِّدَّةِ وَرْدَةْ!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال الجزولي - مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!