أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق قديس - لبنان والديمقراطية المغدورة














المزيد.....

لبنان والديمقراطية المغدورة


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    


كلنا يعرف أن أكثر ما يميز المجتمع اللبناني هو أنه مجتمع فسيفسائي ، متعدد الطوائف، متعدد الأعراق والانتماءات، مجتمع تتعدد فيه الاتجاهات السياسية والفكرية، اليمينية منها واليسارية، إلا أن هذا التعدد لم يمنع الفرقاء أجمعين من تكوين مجتمع يتمتع بالرقي والتعايش المشترك، وقد قاده ذلك التعايش لخلقٍ ديمقراطية فريدة في منطقة الشرق الأوسط – وذلك من وجهة نظر الكثير من المحللين وعامة الناس - تتميز عن سواها من الديمقراطيات من كافة الوجوه، حتى أصبحت تلك الحالة نموذجاً يُحتذي به يضرب به المثل.

إلا أن هذا التعايش المشترك الذي لم تؤثر به سنوات الاستعمار الفرنسي، والذي أفضى إلى تلك الحالة الديمقراطية، لطالما تعرض منذ نشأة لبنان الحديث لأزمات كانت تؤدي إلى انهياره، ولطالما حاول الطامعون في هذا البلد الصغير مساحةً أن يصيبوه في مقتل، حتى يتسنى لهم رمي شباكهم عليه، لعلمهم أن سرَّ جمالية لبنان وتميزه يكمن في ذلك التعايش المشترك.

وهذا ما يقودنا بالضرورة للقول بأن النموذج الديمقراطي اللبناني بدوره قد تعرض لأزمات عصيبة ، وهزات عنيفة ، آخرها أزمة الفراغ السياسي في السلطة منذ رحيل الرئيس إميل لحود، وأزمة الثقة في حكومة الرئيس السنيورة، والناتج عن الصراع بين السلطة والمعارضة المتمثل في فريق 14 آذار (الموالاة) و8 آذار (المعارضة). فالديمقراطية اللبنانية رغم أنها جزء من نسيج المجتمع ذاته إلا أنها هدفٌ سهل لكل من يرغب باللعب باستقراره، ولكل من يرغب بتحقيق مآرب شخصية على حساب الوطن، لذا فإننا نرى أن مصالح العديد من الدول في المنطقة تقتضي إشعال الفتنة بين أبناء هذا البلد، حتى يتسنى لها أن تجد فيها موطئ قدم، فنراها تصطف إلى جانب فريق دون الآخر، وتقوم بدعمه وتقويته بشتى الطرق، معمقة بذلك الهوة بينه وبين الفرقاء الآخرين بحجة الديمقراطية!

والغريب أن أغلب الفرقاء قد بلعوا الطعم، فمنهم من اصطف وراء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا على طول الخط ، ومنهم من رأى في إيران الورقة الرابحة على الدوام، ومنهم من فضَّل التحالف مع الجارة سوريا من منطلق (الأقربون أولى بالمعروف) !

ولعل النتيجة الوحيدة التي يمكننا أن نخرج بها مما سبق هي أن الديمقراطية اللبنانية، والتي تتمناها معظم المجتمعات العربية الأخرى، ما زالت جنيناً غير مكتمل النمو، مُهدداً بالموت في أية لحظة، ولعل السبب الأول في عدم اكتمالها هو أبناء المجتمع نفسه، وقد أعطوا الضوء الأخضر للأيادي الخارجية أن تتدخل في الشؤون الداخلية، وأن تلعب على الوتر الطائفي تارة، وعلى الوتر الإقليمي تارة أخرى، وعلى المصالح الفردية تارة ثالثة، فأصبحت الديمقراطية حجة للتلاعب باستقرار لبنان، ولخلق مشاكل بنكهات غريبة غير مألوفة في المجتمع.

ولعل عدم القدرة للتوصل إلى انتخاب رئيس للبلاد حتى هذه اللحظة خير دليل على أن الديمقراطية اللبنانية هي ديمقراطية منقوصة ، إن لم تكن في حقيقتها ديمقراطية مغدورة بكل المقاييس.




#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل في المستحيل
- دعوة إلى حفل تنكري
- أنا وأنتِ وثالثنا (قرداحي)!
- موعد مع عزرائيل
- هل الديمقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة؟
- الأستاذ والطبشورة
- الشعب من الزهرة .. والحكومة من المريخ !
- صاح الديك !
- كذبة إبريل
- مذكرات بندقية مشلولة
- أراكِ
- الضوءُ الأحمر
- حوار جاهلي مع امرأة متحضرة
- في جنازة الأسقف (فرج رحو)
- أمشي


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق قديس - لبنان والديمقراطية المغدورة