أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - عبد القادر الحسيني:البطل.. والمصير














المزيد.....

عبد القادر الحسيني:البطل.. والمصير


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 01:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


}إلى روح عبد القـادر الحسينـي،
وإلى روح "أبـي" الـذي قـاتـل
فـي "جيـش الجهـاد المقـدس"
دفاعاً عن القدس، فجرح مرتين{

* كما يمضي البطل في الملاحم الإغريقية بثبات لملاقاة قدره المحتوم، مضى "عبدالقادر الحسيني" إلى قدره الذي تقرر في معركة "القسطل" في القدس يوم الثامن من نيسان- إبريل 1948م.
كان حينها في "دمشق" في مهمة يائسة لطلب التموين والسلاح لـ"جيش الجهاد المقدس" الذي يقوده من "اللجنة العسكرية العربية" المنبثقة عن "جامعة الدول العربية"، وإذ بلغته أنباء معركة القسطل، سارع بالعودة إلى موطنه "القدس" ليباشر بنفسه –كما تعود دائماً- قيادة رجاله في المعركة التي قدر له أن يستشهد فيها.
وتكشف الرسالة المقتضبة التي وجهها في السادس من نيسان 1948 (أي قبل استشهاده بيومين)، إلى "عبدالرحمن عزام" الأمين العام لجامعة الدول العربية وقتها، مدى معرفته بالوضع الصعب على الأرض، ومدى احساسه بخذلان القيادات العربية لشعب فلسطين رغم استبساله في المواجهة:
"إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي
في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح".
وقد بعث عبدالقادر بهذه الرسالة، لتبرئة ذمته أمام الأمة، إذ لم يكن يوماً من المراهنين على القيادات والأنظمة العربية التي كان يعرف حجم عجزها وارتباطها بالسياسة البريطانية المهيمنة على البلاد العربية حينذاك.
فمنذ وقت مبكر، ومن معايشته لتطورات القضية الفلسطينية بعد الحرب العالمية الأولى، في بيت والده "موسى كاظم الحسيني"، رئيس بلدية القدس، وزعيم الحركة الوطنية الفلسطينية حتى استشهاده في مطلع العام 1934م، وخصوصاً خلال تجربة الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939م)، التي قام فيها بدور متميز كقائد لـ"منظمة الجهاد المقدس"، أدرك "عبدالقادر" عقم الرهان على قيادات أسلمت مصيرها لـ"حسن نوايا الصديقة العظمى بريطانيا" كما جاء في الخطاب الذي وجهه الزعماء العرب لشعب فلسطين لوقف الثورة المتأججة التي أرهقت الاحتلال البريطاني، و"الإخلاد إلى الهدوء والسكينة"!!
وكان رحمه الله يؤمن بعمق بأن على الشعب الفلسطيني أولاً أن يتولى زمام قضيته بنفسه، كرأس حربة في مقاومة الأمة، فيما على شعوب الأمة العربية أن تمده بالإسناد والدعم وخصوصاً بالمال والسلاح المفتقدين لديه بسبب سياسات الاحتلال البريطاني التي كانت تلاحق الوطنيين الفلسطينيين فيما تطلق أيدي العصابات الصهيونية لتمكينها من بناء نفسها والتفوق على العرب.
ولقد تأكد لديه هذا الإيمان من تجربته الشخصية خلال دراسته في "الجامعة الأميركية" في بيروت التي طرد منها لنشاطه الوطني، ثم في القاهرة التي درس في جامعتها الأميركية "الرياضيات والكيمياء"، وكذا من تجربته عندما لجأ إلى العراق للعلاج من إصابات تعرض لها في إحدى المعارك، حيث التحق هناك بدورة ضباط في الكلية العسكرية وشارك أحرار العراق معركتهم الوطنية ضد الإنجليز في العام 1941، فاعتقل ونفي إلى "زاخو" ثم إلى "العمارة"، ليلجأ بعد الافراج عنه إلى السعودية التي سيعود منها إلى مصر في العام "1946" ليباشر الإعداد للعودة إلى الوطن التي تمت أواخر العام 1947م فيعيد بناء "جيش الجهاد المقدس" لمواجهة العصابات الصهيونية التي كانت مكتملة الإعداد للحرب وإعلان "دولة إسرائيل".
ولكن، ورغم خبرته متعددة الجوانب: السياسية والعسكرية والعلمية والتنظيمية والإعلامية، ومكانته القيادية والعائلية، وكذا بسالته الشخصية وقدراته التعبوية المجربة خلال المعارك العديدة التي خاضها وأصيب فيها، إلا أن مصيره كان قد تقرر، قبل أن يبلغ الأربعين من عمره، تماماً كمصير شعبه: في مكاتب السياسة الاستعمارية والإمبريالية الدولية، وفي قصور الحكام العرب، قبل أن يتقرر في ميادين المعارك...
وهو مصير لا زال الفلسطينيون مصممين على تغييره، ليقرروا مصيرهم الآتي في الظفر بالحرية والوطن...
ومن بين عشرات الآلاف من شهدائهم
وشهيداتهم الذين كتبوا وكتبن بدمائهم الغزيرة والعزيزة، صفحات تاريخهم المعاصر على مر الأجيال،
يخفق اسم "عبدالقادر الحسيني" عالياً...



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل في اميركا...اماطة اللثام
- يوم الارض...خاتمة..وفاتحة
- الكرامة...ربيع بعد صيف!!
- الدولة المفترسة ...
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!
- تذكار من اليمن..نصر وشوق
- اغتراب؟ ولم لا؟؟
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - عبد القادر الحسيني:البطل.. والمصير