ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 06:25
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
راجت برهة صمت عميق بعيد اختفاء الشاهد - المتهم السوري (محمد زهير الصديق) في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري , قطعه ضجيج حزب الله وصخبه العاصف , الذي لم يكن متوقعاً , طالما ظل يشكك بآلية التحقيق وإجراءات تشكيل المحكمة .
فجأة تحولت اهتمامات حزب الله نحو ملف اغتيال الحريري , وتناسى ملف اغتيال ملف قائده العسكري عماد مغنية , فهل بردت دماؤه , أم أن أهميته تفوق بكثير ملف اغتيال الحريري , طالما أن إسرائيل تقف بما لا يقبل الشك رواء عملية الاغتيال في دمشق بحسب معلوماته ؟.
ربما حشر الحزب نفسه بملف الحريري , بعد ما فقد بوصلة التحقيق في اغتيال مغنية , كونها محصورة في يد السلطات السورية وليست في يده , فلم يجد شيئاً أفضل من إثارة الزوابع في وجه الحكومة الفرنسية , متهماً إياها بإخفاء الصديق وبإخفاء معلومات تؤثر على مسار التحقيق الدولي .
استقتال حزب الله على كشف حقيقة اغتيال الحريري بعد قلة الحيلة في كشف اغتيال مغنية , يبدو في ظاهره أمر جديد ,لا تُعرف معظم أسبابه , لكن معرفة بعضها كاف لفهم دوافع هذا الاستقتال المريب .
صراع حزب الله مع حكومة السنيورة طابعه العام دستوري , ومساحته تمتد من الرئاسة إلى الحكومة , وفي ثنيات هذا الصراع , صراع قضائي يكشف عن نفسه بين حين وآخر , بضرورة الإفراج عن الضباط الأمنيين الأربعة الموقوفين على ذمة التحقيق الدولي .
إذن , الحقيقة عند حزب الله تعني الإفراج المباشر وغير المشروط عن هؤلاء الضباط , وعلى رأسهم جميل السيد , الذي اتهمه الصديق مع الضباط الآخرين في تقرير القاضي الألماني ديتليف ميليس باغتيال الحريري, لذا , يعتقد الحزب أن اختفاء الصديق من على الأراضي الفرنسية , يُضعف حجة الاتهام ضد الضباط , ويضع علامة استفهام كبيرة حول مصيرهم بعد اختفائه , وبنفس الوقت يحمّل فرنسا مسؤولية عدم تسليمه إلى القضاء اللبناني كمتهم.
الضغط باتجاه الإفراج عن الضباط قبل الولوج إلى المحكمة الدولية ,هدف يسبق أي حديث عن المفاوضات لتبادل الأسرى مع إسرائيل , لأن الحكومة اللبنانية لا تملك ما تقدمه على هذا الصعيد , فما يريده الحزب صار منذ زمن في عهدة القضاء اللبناني , وسينتقل إلى القضاء الدولي قريباً .
استقتال الحزب على إظهار الحقيقة من جهة والمحاولة البائسة على تعطيل المحكمة من جهة أخرى , ازدواجية بلهاء , كما وأن المطالبة بإخلاء سبيل الضباط الأربعة غير منطقية ولا تستقيم مع العقل , لذلك تستدعي التساؤل , عما إذا كان للحزب أي صلة بملف اغتيال الحريري من قريب أو بعيد , وما الدوران حول الحقيقة إلا محاولة فاشلة لطمرها , فالشمس لا تحجب بالغربال.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟