أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الموسوي - عام سادس من الخيبة والفشل















المزيد.....

عام سادس من الخيبة والفشل


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تمر هذه الأيام الذكـرى الخامسـة للغـزو الأمريكي وسـقوط حكم صـدام حسـين واحتلال العـراق وتصـادف معهـا وقبل أيـام قيـام الحكومـة بحملة عسـكرية في البصـرة تسـببت فـي سـقوط أكثر من 900 قتـيل والآلاف من الجرحى في العـديد من المحافظات الجنوبيـة وبغـداد ، ولا يـوجـد شـك في كـون معظم الضـحايـا هـم مـن المدنيين الأبرياء والذين هـم أيضا الضـحايا الرئيسـيين لهذه الحرب الإجرامية والتي بدأت بشكلهـا العسـكري قبل خمس سـنوات ولـم تتـوقف بعـد ، ولا ينبغي أن ننسـى بان الحرب كانت مسـتمرة منذ الحصـار الجائر من عـام 1991 ومـا سـببه مـن ويلات ومآسـي.
إن مـا جـرى في البصـرة مؤخـرا كشـف تخبط الحكومـة وعجزهـا واسـتهتارهـا بأرواح العـراقيين وبشـكل سـافر خاصة بعـد أن اضطرت للتفـاوض مـع السـيد مقتدى الصـدر في قـم بإيران بعد أسبوع دامي من القصف الأمريكي والقتال في وقت كانت الحكومـة تزعم بانها تستهدف الخارجين عن القانون وليس التيار الصـدري في حملتهـا و"صولتهـا الفروسـية" على البصـرة والتي تبدو إن حصيلتهـا هي تقوية النفوذ أكثر مـن السـابق فهل يعني ذلك ارتباك اخـر في السـياسـة الأمريكية لان السيد المالكي وباعترافه لا يسـتطيع تحريك جندي واحـد دون علم ومـوافقة الاحتلال ، ولا تجدي محاولة كروكـر والذي هو الحاكم الفعلي للعراق بإلقاء كل اللوم في الفشـل على حكومة المالكي حيث يقول وفقا للنيويورك تايمس" ان المالكي لم يبلّغ القوات الأمريكية بقرار تحركه الى البصرة إلا قبل 24 ساعة تعرضت فيها قواته لنكسة ميدانية تم تداركها بقوات جوية قامت طائراتها بقصف مواقع جيش المهدي ، كمـا أشار أيضا إلى حادثة محاصرة المالكي في القصور الرئاسية في البصرة من قبل جيش المهدي الذي كاد يفتك به وبمستشاريه لولا تدخل القوات الأمريكية والبريطانية بعد أن طلب المالكي النجدة منها". الا تذكرنا تعابير صولة الفرسـان والرعد الهـادر بمـا كـان يسـتخدمـه المقبور صـدام من تعابير ومسـميات كريهة ومتخلفة كأم المعـارك والقادسـية والفرس المجـوس، وهل هـذا آخـر مـا تفتحت به قـريحة الحاكمين ومـا ابعدهـا من تعابير جاهلية عـن مفاهيم القرن الحـادي والعشـرين فبالله عليكـم توقفـوا عن مثل هـذه الترهـات المخجلة.
إن سـلوك حكومة المالكي وتحشـيده لأكثر مـن 40 ألف عسـكري في البصرة وتوريطهم في مغـامـرة عسـكرية مزرية ودمـوية أدت إلى اسـتشـهاد هـذا العـدد مـن أبناء العـراق ليس في البصـرة وحـدهـا بـل وفي العـديد مـن المحـافظـات الجنوبية وبغـداد وما الذي بعدئذ وهل نجحت الصـولة في القضـاء على المليشـيات المسـلحة التي تروع وتقتل المواطنين في البصرة ومختلف أرجاء الوطن وهل توقف تهريب ملايين براميل النفط التي يتهم مسئولين في المحافظة بالضلوع فيهـا ؟ أليس صحيحا مـا يقـال بان الهدف من المعركة كان محاولـة إضعاف طرف شـيعي (التيار الصـدري) لصالح إطراف شـيعية أخرى متنفـذة في الحكومـة (المجلس الإسلامي وحـزب الدعـوة) كتمارين صـراع على النفوذ السـياسـي وترتيب الأوراق اسـتعدادا للانتخـابات المحلية القادمة التي حـدد تأريخها في تشـرين الأول (أكتوبر) القادم. إن امـن العـراق وتطبيق القانون يتطلب فعلا نزع سـلاح كـافة المليشـيات المسـلحة ولكن لا يتـم ذلك بالتركيز على مليشيا المهدي لصالح بدر وماذا بشأن مليشيات الصحوة أو شركات المرتزقة الأجانب، أي أن القانون ينبغي أن يطبق على الجميع في حكومة قوية تتمتع بثقة الشعب وبعيدة عن الطائفية والمحاصصة.
لا يملك الإنسان العراقي إلا أن يكـون متشـائمـا لمـا تخبأه الأيام القادمة من مآسـي جـديدة وهاهـو عـام سـادس يجىء وقـوات الاحتلال الغاشـمة مـا تزال جاثمـة على صـدور العراقيين وتدنس أرضهم وتسـفك دمائهم التي تسـفك ايضـا من قبل عصابات إرهابية وقـوى ظلامية تنسـف وتفخيخ وتفجـر ، ويسـعى الأمريكان في نفس الوقت لزرع وتكريس بذور جـديدة للتفـرقة عبر تمـويل وتسـليح مليشـيات جـديدة من السـنة تسـمى "الصـحوة" هذه الجمـاعـات التي لايتردد زعمائهـا بالتصـريح علنـا بان أعدائهم الحقيقيين هم الشـيعة كمـا يشـرف الأمريكان أيضا على تدريب وتسـليح القوات العراقية مـن الحرس الوطني والشـرطة والتي جرى تشـكيلهـا في الغالب على أساس طائفي شـيعي ، ففي الوقت الذي يتحكم الأمريكان بالقـرار العسـكري والأمني العراقي فكيف يمكن ان يتحقق امن حقيقي في البلد مـا لم يغادره المحتلين وكيف سـمحت الحكومـة لنفسـها من تمـديد عقـد شـركة بلاك ووتر للمـرتزقة والمسئولة عـن قتل مئات العراقيين لسـنة أخرى ومن وراء ظهـر البرلمـان والشـعب وهل هي مكـافأة أخرى للأمريكان على حربهم العدوانية ؟
يمكن اعتبار تشـكيل مجالس الصـحوات وتأليب الإطراف الطائفية الشـيعية على بعضها البعض تطبيق عملي لسـياسـة فـرق تسـد بصيغة كولونيالية أمريكية تسـتهدف توفير عـوامل كافية لمواصـلة الاحتراب الداخلي والحرب الأهلية في المسـتقبل المنظور بعد أن اكتشـف المحافظون الجـدد أو مـا تبقى منهم في الإدارة الأمريكية وخاصـة نائب الرئيس الأمريكي ، بأنه ليس من السـهل فـرض مشـروعهم الشـرق أوسطي وتنفيذه عبر مـا يسـمى "الفوضـى الخلاقة" والتي جرى تطبيقهـا بأبشع صـورة عبر تدمـير الدولة العـراقية كبلد ومؤسـسـات.
من المهم في الذكرى السنوية المـريرة للاحتلال ان لا ننسـى ذرائع الحرب الكاذبة وأهدافها التي لـم تعـد خـافية وبالرغم مـن الخلاص من حكم صـدام البعثفاشـي القمعي والدكتاتوري يبقى السـؤال قـائمـا عن أهداف ونتائج الحرب الكارثية للعراق والعراقيين ، وأود أن اذكـر الذين طبلوا وزمروا للحرب ونشروا الأوهام والأكاذيب عن فردوس قادم باعترافات الأمريكان والذين يصرحون علنا ويكتبون عشـرات الكتب ومئات المقالات عن أن الحرب كانت بالاسـاس مـن اجل النفط ولكون العـراق يطفو على بحيرة منه حيث تقدر احتياطات العراق النفطية حاليـا بكونهـا الأولى في العالم وهـذا مـا يفسـر إصرار الأمريكان على إصدار قانون النفط الجديد لغرض السـماح للشـركات الأمريكية بالمشـاركة والاسـتحواذ على نسـبة عالية جـدا منه وربمـا لعشـرات السنين القادمة مقـابل استثمارات زهيدة بائسـة مع تجاهل وإهمال أية مشـاركة في إقامة وبناء قطاع لتصفية النفط أو تحويله إلى صـناعات بتروكيمياوية ، إضافة إلى منح صلاحيات خطيرة تمنح للأقاليم والمحافظات لإبرام العقـود ممـا يسـاعد الاحتكارات النفطية على إبرام العقود والانفـراد بأطراف ضعيفة وغير كفوءة يسـهل شـراؤهـا ورشـوتهـا.
ولا ينبغي أن ننسـى مـا أكده الأمين العـام السـابق للأمم المتحـدة السـيد كـوفي عنـان من ان الحرب على العـراق غـير شـرعية فهـل يمـكن ان نسـمي الذين قـامـوا بهـا بغـير مجـرمـي حـرب وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جـورج بـوش ورئيس الوزراء البريطـاني آنذاك توني بلـير إضافة إلى ديك تشـيني ورامسـفيلد ووولفوفتز وريتشـارد بيـرل. مـاذا يمكن ان نسـمي أطراف المعـارضـة العـراقية التي مهـدت وبررت تلك الحرب الإجرامية والاحتلال بسوي عمـلاء أذلاء وفي مقـدمتهم احـمـد الجلـبي وأياد علاوي والغريب إن هناك مثقفين عراقيين باعـوا شـرفهم وإنسانيتهم يواصـلون محاولات تسـويق وتبرير تلك الحرب الإجرامية بدلا من أن يعتذروا للشـعب اعترافـا بأخطائهم ويطلبوا عفوه وغفرانه ولكن يبدو أن رنة الدولار مازالت مغرية وغاوية.
يشـير تقرير الصـليب الأحمر الصـادر مؤخـرا إلى أرقام مرعبة ويوصف أوضاع العراقيين قائلا " بعد خمس سنوات على اندلاع الحرب في العراق ظل الوضع الإنساني في معظم أنحاء البلاد من بين الأوضاع الأكثر خطورة في العالم. وقد حرم النزاع ملايين العراقيين من الحصول على ما يكفي من الماء والنظافة والرعاية الصحية" ويواصل التقرير في فقرة أخرى " هذا ومازالت الرعاية الصحية وخدمات الماء والصرف الصحي والإمدادات الكهربائية غير ملائمة إلى حد كبير. فالمستشفيات تفتقر إلى الطواقم المؤهلة والأدوية الأساسية, وتواجه بالتالي صعوبات في تقديم الرعاية المناسبة للجرحى". كمـا يعتمد التقرير الإحصاءات الرسـمية التي تشـير إلى أن أكثر من 2200 طبيب وممـرض قـد قتلوا وجرى اختطاف ما يـزيد عـن 250 إضافة إلى أن 20الف طبيب من مجمـوع 24الف طبيب مسـجل عـام 1990 قـد غـادر العـراق، كمـا ويشـر التقرير إلى عشـرات الآلاف من العراقيين السـجناء ( ويجب أن تكون جرائم وانتهـاكات سـجن أبو غريب ماثلة أمامنا دومـا).
إن تردي أوضاع العـراقيين المعاشـية والاقتصـادية ووجـود ملايين الأرامل والأيتام المحرومين من أية خـدمـات لائقة بحياة إنسانية كـريمة وتحويل منـاطق العـراق إلى منـاطق منكوبـة يعيش الملايين منهـم على اغاثـات المنظمـات الدوليـة والصليب الأحمر مـع تردي مسـتمر في مجـالات التعليم والصـحة وارتفـاع البطالة وهي حصـيلة مريعة ينبغي أن تبعث على خجـل كل من شـارك وسـاهم مـع المحتلين في إيصال العراق إليها بعد سـنوات الحصـار الظالمـة إن كـان لديهم ذرة مـن حياء، وكيف يغمض جفن القابعين في المنطقة الخضراء وقد أهانوا الشـعب العراقي ودمروه وجوعـوه.
ان من انجـازات الغزو والاحتلال إضافة ملايين من المهجرين الجدد الى الذين هجـروا اوطردوا من بلادهـم خلال الحكـم السـابق و بوتـائر غير معقـولة حيث تجـاوز عـدد اللاجئين خلال الخمسـة سـنوات المـاضـية مليوني وربـع في سـوريـا و700 ألف في الأردن إضافة الى ثلاثـة ملايين مهجرين ومرحلين ومشـردين في داخل العـراق.
تشـير دراسـات عـديدة إلى اعتبار ا لعراق دولـة منهـارة وفي مقابله حديثة بعنوان "العراق أصبح صومال أخرى، أي مجموعة ميليشـيات متنوعة " للصحفي الأمريكي المسـتقل نير روزن الذي عـاد مؤخـرا من زيارة ميدانية للعـراق بقي خلالهـا ثلاثة أشهر هناك وزار محافظات عـديدة، يقول بأن مـا تدعيه الحكـومـة الأمريكية عـن اسـتتباب الأمن في العـراق كنتيجـة لزيـادة عـدد القـوات الأمريكية بثلاثين جندي قبل بضعة أشهر هـو مجـرد وهـم. ففي الوقت الذي لـوحظ انخفاض نسـبي لمسـتويات العنف في بغـداد ولكن سـبب ذلك ليس زيادة عـدد القـوات الأمريكية وإنما يعـود لأسباب أخرى تأتي في مقـدمتهـا اكتمـال عمليـات التطهـير المـذهبي أي جـرى ترحيل او قتل السـنة القاطنين في المناطق الشـيعية والشـيعة الذيـن يسـكنون منـاطق سـنية وهنـاك سـببين آخـرين وهي تجميد مقـتدى الصـدر لعمليات جيش المـهـدي والتي لهـا دور كبير في عمليـات القتل وهـو نـوع مـن الهـدنة جـاء لأدراك تلك المليشـيا بأنهم المسـتهدفين الرئيسـيين في عملية زيادة القـوات الأمريكية والسـبب الآخر هـو قيام المقاتلين السـنة بتحويل بنادقهم مـن كتف لآخر إن صـح التعبيـر فهؤلاء المقاتلين سـابقـا مـع القـاعـدة تحـولوا إلى محـاربتهـا بالتعـاون مـع الأمريكان بسـبب تدخل القـاعدة كجمـاعة متطرفة في كافة مناحي حياتهم وفرض سـطوتهـا بالقمع والقتل وهـددت واغتالت العـديد مـن زعمـاء السـنة وأفقدتهم سـيطرتهم ونفـوذهـم.
ويسـترسـل نير روزن عبر معاينة ميدانية قـائلا بأن مـن المضـحك الحديث عن حكومـة في العـراق إذ لا تـوجد حكومـة خـارج المنطقة الخضـراء وإنما مليشـيات مسـلحة تتقـاتل فيمـا بينهـا ويعلق على الأحداث الأخيرة قائلا بان مـا حصـل هـو ليس الحكومـة ضـد جيش المـهدي وإنما منظمـة بدر التابعة للمجلس الإسلامي وحزب الدعـوة ،أي المليشـيات الشـيعية المـوالية للأمريكان والمدعومة مـن قبلهـم قـد حاربت اكبر حركة شـيعية ترفع شـعار إنهاء الاحتلال أي التيـار الصـدري مـن اجل السـيطرة على المـوارد وترويـع المـواطنين تحضيرا للانتخـابات المحلية القـادمـة والتي قـد تحـدث أو لا تحـدث، وقـد يكـون هنـاك ناتج عـرضي ايجابي أي تفتت الجبهـات الطائفية .
ويؤكد نير روزن عـدم فهـم الأمريكان لموضـوع مقـاومة الاحتلال متوهمـين بأنـه كـان مـن اجـل الحصـول على المـال وهـذا خطـأ إذ إنني التقيت بالكثير مـن المقـاومين الذين بأن انضـمـامهم للمقـاومـة كـان بسـبب الاحتلال الذي أصبح يهـدد وجـودهـم وتقاليدهـم ودينهـم أو لأسباب طـائفية ، وانضـمامهـم للصحوات الآن قـد وفـر لهـم منـاطق سـنية آمنة ويـرى بان الاحتلال مسئول عـن وجـود حكـومـة ضـعيفة كمـا بان الدور والنفـوذ الإيراني يجـري تضخيمـه.
بعـد خـراب البصـرة الجـديد والقصف العشـوائي للعـديد من مناطقهـا الفقـيرة وتعرض الجيش للمهـانة والمحـاصـرة مثلمـا كـان الهنود الحمـر يحاصـرون الكاوبوي أحيانا في أمريكا ، نعجز عن فهم كيف تسـمح الحكومـة لنفسـهـا ان تسـتخدم أداة لقمع وقتل العراقيين وتأجيج اقتتـال شـيعي – شـيعي ارعـن في وقت تزايـد نقمـة الناس عليهـا لفشـلهـا في مهـامهـا الرئيسـية المتمثلـة في توفـير الأمن وحمـاية أرواح الناس وكذلك فشـل مؤسـسـاتهـا بدأ مـن البرلمـان البائس والحكـومـة المشـلولة وجلس الرئاسـة أو الرؤسـاء الثلاث ولا نـدري كيف نفسـر سـكوت المرجعية المطلق في النجف!
تتـردد بين فترة وأخرى نغمـات المصـالحـة وتنعقـد المؤتمـرات الحكومية والعسـكرية والعشائريـة ويسـتمـر تبويس اللحى مع المراوحة في نفس مربع الفشـل حيث لا توجـد صـراحة في معالجة الوضـع المعقـد على أسس سـليمـة قانونية تنصف الضحايا السـابقين والحاليين وتطبق القانون على المجرمين من البعثيين وفق مصـلحة وطنية عـراقية وليس وفق رغبات المحتل وجدولـه الزمني المرتبط بالانتخـابـات الأمريكية، ولذا فليس من المسـتبعـد أيضا أن تزداد الضـغوط على الإطراف المشـاركة فيمـا يسـمى بالعملية السـياسـية لعقـد اتفـاقية تكـريس الاحتلال وتمشـية قانون نهب ثرواتنـا النفطية.
إن الاسـتبداد والفسـاد والطائفية والمحاصصة هـو مـا يسـود فلي العـراق في غياب السـيادة وفقـدان الأمل في إقامة عـراق ديمـقراطي يتمتع بالرخاء وتسـوده العدالة ويحكمه رجـال وطنيين أكفاء ، في حين تزداد معـاناة أبناؤه على كافة الأصعدة وتسـرق وتبدد ثرواته وفي وقت جرى اسـتبدال عصـابة صدام الدكتاتورية بمجـاميع دكتاتـورية فاسـدة ومسـتبدة جديدة سـنية وشـيعية تخدم مصـالحهـا الأنانية الضيقة دون الالتفات لمعاناة الشـعب وتسييس الدين وهـم ابعد مـا يكونوا عن مفاهيم العدالة الإسلامية والإنسانية. كمـا ليس مـن المسـتبعد أيضا أن تعـود الصـراعـات المسـلحة وحتى بشـكل اشـد مـن السـابق وبشـكل أكثر دمـوية بين شـتى المليشيات طالمـا إن عـوامـل اشـتعـالهـا مـا تزال قائمـة وتتمثل تلك العوامـل بالأساس في اسـتمرار التواجد الأجنبي المحتل ونفوذ وتدخل دول الجـوار وخاصة إيران وفشـل الحكومـة في حـل الأزمات أو توفير مطـالب الناس وخاصة الأمن والخدمـات والعمـل في ظل فقـدان السـيادة والقـرار المسـتقل وغرق الحكومة وأنصارها في لجة الفسـاد والطائفية والمصالح الذاتية الأنانية والحزبية الضيقة.
إن انهيار سـلطة الدولة وغياب المؤسـسـات والأمن والخـدمـات يتطلب توحـد العـراقيين على برنامج حـد ادني يأتي في مقدمته إنهاء الاحتلال بالاسـتناد إلى القانون الدولي الذي يدعي بأن بقاء تلك القوات مرهون بموافقة الطرف العراقي واسـتبدالهـا بقوات دولية لا تتضـمن قوات الاحتلال والغزو وفق جـدول زمني محـدد لبسـط الأمن والإشراف على انتخابات شـفافة بحضـور مراقبين دوليين محـايدين لتشـكيل حكومة ومؤسـسـات قانونية والإعداد لسـن دسـتور مدني جـديد.

- العـراق: أزمة إنسانية لا تلين تقـرير منظمـة الصـليب الأحمر الدولية الصـادر في 17 اذار
2008
http://www.democracynow.org/2008/4/1/iraq_has_become_somaliaa_collection_of



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار
- اختلاسات وفساد ادراي في مؤسسة الشهداء
- من معاهدة بورتسموث 1948 حتى المعاهدة الأمريكية في 2008
- معاناة المرأة العراقية.... هل لها من أخر ؟
- عشرة محطات عراقية لعام 2007
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال
- حيرة الناخب العراقي
- مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات
- إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة
- حصـيلة عـامين مـن الاحتلال وسـقوط نظـام صـدام البعثي
- العـدالة بالمحـاســبة ... فالمصـارحة ... فالحوار
- الانتخــابات العـراقية ......مـالهــا ومـا عليهــا
- يا أبناء النجف ... أنقذوا آثار مدينتكم القديمة
- هل يتمكن النواب البريطانيون من انهاء حمـاقة العراق
- لمـاذا يبقى الدم العراقي رخيصـا ؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الموسوي - عام سادس من الخيبة والفشل