أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - أحداث البصرة الدامية والحاجة الى التعالي على الأحقاد














المزيد.....

أحداث البصرة الدامية والحاجة الى التعالي على الأحقاد


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 01:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جاءت الاحداث الاخيرة في البصرة وبعض المحافظات العراقية الاخرى لتزيح الستار عن مواضع الخطورة الكامنة في الشأن العراقي والكامنة له على حد سواء والتي توضحت في هذا الكم الهائل من الضحايا التي أهدرت ارواحها في مدة لم تتجاوز ايامها اصابع الكف الواحدة فما الذي حدث بالتحديد وما هي الدوافع من الاحداث الاليمة وكيف السبيل الى الخروج من الوضع المتأزم القاتم الذي ضاعف مشاعر الاحباط والتشاؤم لدى المواطن العراقي.
تساؤلات عديدة يطرحها المواطن الذي صعق بتطورات الاحداث التي عصفت ببلده نهاية آذار الماضي والتي لم تزل تداعياتها تفعل فعلها لحد الآن وستمتد تأثيراتها على مدى بعيد.
ولكي لا نبتعد كثيرا عن الموضوع ولندخل اليه مباشرة نقول ان الاحداث التي شهدتها البصرة بالتحديد جاءت على خلفية الوضع غير السوي الذي كان موجودا ً في المحافظة والتي تمثل في ابرز مظاهره بعمليات الاغتيال التي كانت تطول بصريين من شتى الاختصاصات والاجناس ابتداء ً من الاطباء وليس انتهاء ً بالنساء اللواتي قتلن ومثل بجثث عدد منهن تحت ذرائع شتى لن تقنع احدا ً كما ان الاحداث جاءت إثر الاخبار والوقائع التي تشير الى تهريب ثروة العراقيين من موانيء البلد الجنوبية عن طريق مافيات كونت بوسطتها مصالح وامتيازات على حساب مصلحة الشعب البصري ومجمل الشعب العراقي الذي ظل فقيرا ً ويعاني الجوع والضنك والبطالة وانعدام الخدمات بالرغم من تلك الثروة الهائلة التي تهرب لتقع الارباح المتولدة عنها في جيوب القلة القليلة من سكنة البصرة.
ان التطورات الخطيرة المتسارعة في بلدنا لن تعطينا الفرص الكبيرة للجلوس والتبحر في مجريات الأمور وتداعياتها لأن الشعب عانى بما فيه الكفاية من الحروب والويلات وبالتالي فانه لن ينتظر طويلا ً كما ان تأجيل الأشياء التي تتطلب الحسم واتخاذ القرارات الفورية سيراكم الاحباطات المتولدة في الشارع الذي مل من ألاعيب السياسة والتطاحن وانه يريد حلا ً يحفظ له ما تبقى من دماء أبنائه واغتنام الفرصة للتمتع بخيرات البلد الهائلة وذلك يستدعي من السياسيين وقادة الكتل والأحزاب التصرف بمنطق سياسي وهو ما يحتاج إليه الوضع والوطن والدولة لا ان يتصرفوا على وفق ما تمليه ردود الأفعال والانسياق وراء الضغائن والأحقاد والعناد غير المسوغ وهو الحاصل فعلا ً في الواقع العراقي والذي يسبب الخسائر المتعاظمة لدى أبنائه.
ان على السياسيين العراقيين كمشاركين في العقد الاجتماعي الذي توافقوا عليه بشق الأنفس كما يقال ان يذعنوا لمنطق الشعب وآراء الناس التي أخذت تتبلور بعيدا ً عنهم بل وبالضد منهم في غالب الأحيان وأول ما يتوجب عليهم ان ينفذوه هو دعم المؤسسة الأمنية أي مؤسسة الجيش والشرطة وبنائها على أسس وطنية بعيدا ً عن الاصطفاف والتخندق الطائفي إذ يجب ان يصار الى حملة تطوع جديدة تفتح فيها الأبواب للقبول على أساس مهني لأبناء العراق كافة بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم او توجهاتهم الفكرية والسياسية وان نقضي على الأساليب غير القانونية لتطوع الشباب والتي يلجأ البعض فيها الى اخذ الاتاوات والرشاوي فمثل تلك الأعمال لن تكوّن جيشا ذا ولاء وطني ويقترن ذلك بالتأكيد بإجراءات تصدرها وتنفذها الجهات السياسية العليا تمنع السكان المدنيين من اقتناء السلاح إلا في إطار القانون والإجازة.
وان تلك الإجراءات ترتبط بالطبع بجملة أمور أخرى في مقدمتها العمل بجد للقضاء على الفساد ودحره وسيطرة الدولة على مصادر الثروات وإنتاجها عن طريق موظفين حكوميين مهنيين وكذلك بتطوير الخدمات وتكثيفها وتشغيل العاطلين باستعمال ثروات البلد الهائلة وبسن قانون جديد للضمان الاجتماعي تضمن فيه معيشة المواطن وأسرته حتى إذا لم يكن عاملا ً لحين توفر الوظيفة له.
لقد اعطت الاحداث المؤلمة التي شهدتها البصرة وبعض مدن العراق الاعذار للقوات الاجنبية لإطالة أمد بقائها في البلد تحت دعوى عدم كفاءة المؤسسة العسكرية العراقية واخفاقها في حفظ الامن ونزع سلاح الميليشيات ورأينا كيف اعلنت القوات البريطانية تأجيل انسحابها من البصرة ولا نعرف ما الذي تفعله القوات الاميركية في القابل من الايام. ان مسؤولية الحفاظ على البلد وتحقيق أمنه وسيادته يملي على الجميع التصرف بحكمة والتعالي على الخلافات والصغائر وتغليب العام على الخاص ومن دون ذلك سيتواصل نزيف الاخوة ويتهدم ما تبقى من البنى التحتية ويدخل الجميع في نفق مظلم لن يخرجوا منه بسهولة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض المال .. وإملاق الحال
- هل تخلق الأموال مجتمعا مرفها ً؟!
- ما المطلوب من التشكيلات والتيارات الجديدة لتخطي الازمة؟!
- وضاع الماء في بلد النهرين .. !!
- مهزلة الكهرباء الوطنية ..
- إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها
- الحكومة والدولة وما بينهما
- فشل نظام القوائم الانتخابية .. وحان أوان استبداله
- إنفرجَ الوضع الأمني .. فضاعت الكهرباء !!
- وزارات محلية .. وزراء محليون!
- وزراء العراق الجديد يقطعون أرزاق موظفيهم
- وزارة ساركوزي ووزارة المالكي
- أضم صوتي ضد وزارة الكهرباء ولكن
- مدينة الثورة ضحية لصوص وزارة التجارة
- إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - أحداث البصرة الدامية والحاجة الى التعالي على الأحقاد