أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - اخر الحصون ام القرى فلسطين














المزيد.....

اخر الحصون ام القرى فلسطين


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


على امتداد يومين متتاليين، تعرضت جامعة الأزهر في مدينة غزة في مدينة غزة لأوضاع شاذة من الاقتحامات و الاعتصامات والاعتداءات التي طالت بالضرب وقنابل الغاز الأساتذة والطلاب والطالبات وبقية العاملين في الجامعة بمن فيهم الحراس الذين يحرسون أبوابها الخارجية، بل إن بعض المارة الذين تصادف مرورهم في الشارع الرئيس المحاذي للجامعة لم يسلموا من الأذى.

المشهد كان مؤلماً للغاية:
مشهد الحرم الجامعي الذي يتعرض للانتهاك، وهذه المرة ليس على أيدي أطراف وطنية، ولأسباب لا يعقل أن تندرج تحتها الجامعة بصفتها مؤسسة وطنية للعلم والتعليم وليست مؤسسة سياسية أو حربية، وبالتالي فإن تحييد مثل هذه المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها الجامعات هو ضرورة وطنية وأخلاقية، وإلا نكون كمن يذبح نفسه بنفسه، ويخرب بيته بيده، ويستقطب استهانة الآخرين بنا، لأنه لا يعود عندنا حصانات أو محرمات أو خطوط حمراء نقف عندها.
وبدون الخوض في الذرائع والحجج والمبررات، نريد أن نؤكد على بعض المبادئ العامة.

أولاً: مادام هناك مشكلة، فإن المشكلة لها طرفان وليس طرف واحد، وبالتالي لا يمكن اعتبار أن أحد الطرفين بريئاً تماماً، ذلك أن القرارات التي تخص الجامعات على وجه التحديد، لأن الجامعات هي بالضرورة مخزن القوى الشابة، كما أن الجامعات هي أبرز ركن من أركان التنمية البشرية التي تعتمد عليها جميعنا للانتقال إلى مرحلة أعلى وأفضل في حياتنا وتطورنا على كل المستويات، وبالتالي، فإنه حين تتعرض جامعاتنا للأذى والاحتراق ، والسجال الانقسامي، نكون قد فقدنا أبرز قواعد الانطلاق نحو المستقبل، ونكون قد أشعلنا النار في مخزن القوى البشرية الشابة التي يتوقف مصيرنا على سواعدها الفتية.

وجامعة الأزهر:
لها خصوصية هامة جداً في قطاع غزة، فهي الجامعة الوطنية الأكثر انفتاحاً واتساعا لكل الأفكار، وهي تحمل هذا الإسم الكريم والذائع الصيت وهو اسم الأزهر الذي يظلل العديد من الجامعات والمعاهد والصروح العلمية في عالمنا العربي والإسلامي، وكان مجرد أن يكون عندنا في قطاع غزة جامعة وطنية تحمل اسم الأزهر بمثابة مكسب كبير يحرص عليه الجميع.

بصراحة:
الذرائع والحجج والمبررات التي قيلت لتبرير الأحداث الشاذة التي وقعت في جامعة الأزهر على مدى اليومين الأخيرين هي كلها ذرائع وحجج ومبررات غير مقنعة، ولا يصدقها أحد، ولا يجب أن يصدقها أحد، إذ ما فائدة كل الكلام إذا أسقطنا آخر الحصون الوطنية بأيدينا، وإذا استمر هذا السجال الانقسامي والانفصالي يدمر كل شيء بما في ذلك جامعاتنا التي هي آخر الحصون.

يجب مراجعة النفس:
وهذه الدعوة موجهة إلى جميع الفرقاء، يجب مراجعة النفس، ويجب إعادة تقييم ما جرى، ويجب أن تكون الخلاصة الوحيدة التي نتفق عليها هي تحييد جامعاتنا ومؤسساتنا الوطنية التعليمية من تداعيات السجال الأحمق المستمر منذ شهور.

وهناك كثيرون يقولون:
أننا لا يجب أن نسمح للعجز المسيطر على حياتنا الوطنية أن يدفعنا لإفراغ شحناتنا النفسية السالبة ضد آخر ما تبقى لنا هذا العرض، فجامعاتنا هي الأمل، وهي مصانع الرجال الذاهبين إلى المستقبل، وهي حدائق الأمل والمستقبل، وهي حصون العلم والمعرفة، وهي نواة كل شيء حسن نراهن عليه لبناء دولتنا التي ندعو أن تتحقق قريباً.



جامعاتنا فيها أبناؤنا، فهل غير المجانين يمكن أن يسمحوا للنار أن تطال أبنائهم.
هذه الحادثة تذكرني بما حدث في فرنسا عام , 1968 حيث انطلقت ثورة الطلبة لتجديد المناهج وعدم دراستها , لأنهم اعتبروها من مخلفات القرن التاسع عشر , غير أن الذي كان على رأس الداعمين لإرادة الطلبة , مثقفون فرنسا وعلى رأسهم المفكر العظيم جان بول سارتر فقد وزعت هذه الطبقة إلى جانب الطلبة المناشير في شوارع باريس , وقد اطر العظيم شارل ديغول مغادرة باريس من عنف الاحتجاجات , وقد اعتقلت الشرطة فيلسوف فرنسا للقرن العشرين , الذي كان يوزع بنفسه بيان الطلاب .
وعندما وصل خبر اعتقاله إلى المارشال شارل ديغول , غضب وأطلق قوله المشهور " من يستطيع سجن فولتير فرنسا "
أين نحنن من هذه الوقفة القوية الواعية مع إرادة الطلبة في فلسطين .
هذه مناشدة أكثر من أخلاقية، هذه مناشدة وطنية أن لا نسمح للرعونة أن تقودنا إلى الكوارث، وأن لا نسمح للتنافس الأعمى أن يدمر ما بنيناه بشقاء السنين، وأن نحافظ بوعي وانتماء على مؤسساتنا الوطنية التي نستظل بها جميعاً.

والله من وراء القصد



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية والبحث عن بداية جديدة
- حوار أم انتحار
- المرأة العربية بين التغريب والتغييب
- المأزق الفلسطيني انقاذ ممكن أم الذهاب الى الابعد
- إرهاب الدولة أم دولة الإرهاب
- العنف ضد المرأة بين التشخيص والمواجهه
- امريكا وفلسطين والنفط
- زارعة الأمل حاضنة الأجيال
- حديث بين الدموع
- المبادرة اليمنية والارادة الفلسطينية
- الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال
- غزة اول الدولة ام نهاية الدولة
- انتحار الورد ؟
- الوضع الفلسطيني أين العقدة
- لبنان الاخضر لبنان المحترق
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - اخر الحصون ام القرى فلسطين